تستمر التصريحات الصهيونية العنصرية المتطرفة، التي تبرز الوجه القبيح لهذا الكيان الإرهابي الذي لا تتوقف مطامعه عند حد الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وإنما تتعدى ذلك إلى التطلع للتوسع على الأراضي العربية والإسلامية، وفي مقدمتها أرض سيناء الحبيبة.

وخلال مؤتمر عن الاستيطان في غزة، قال الحاخام الصهيوني المتطرف، "عوزي شارباف"، "خلال هذه الفترة العظيمة، التي تُسمى "فترة قرب قدوم المسيح"، نحن نعيش أيامًا فتحنا فيها فتحًا عظيمًا؛ واصفًا المجزرة الجارية في غزة بأنها "لمواصلة تحرير أرض إسرائيل -المزعومة- في غزة وما حولها، ولا ريب في أننا بحاجة إلى الدعاء وبذل كل شئ كي نستطيع تحرير منطقة سيناء كلها حتى نهر مصر [النيل]"؛ إذ هي حسب زعمه "جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل -المزعومة-، وقدسيتها من قدسية أرض إسرائيل -المزعومة-".

وتعقيبًا على هذه التصريحات؛ فإن هذا الحاخام المتطرف هو أحد ثلاثة من التنظيم السري اليهودي المحكوم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة نتيجة ارتكاب عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات، ومحاولات تفجير مصلى قبة الصخرة وتفجير حافلات فلسطينية بالقدس المحتلة، لكن بعد ضغوط جماهيرية كبيرة ومن قبل بعض كبار المسؤولين اليهود تم إطلاق سراح جميع سجناء التنظيم السري بعد بضع سنين.

وأكد المرصد، أن هذا الكيان الصهيوني، منذ أول يوم خيّم شبحه على الأرض المباركة، وهو يُصرح بأن أرض اليهود الموعودة –وفق زعمهم- تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، موظفين النصوص الدينية الواردة في التوراة لإثبات أحقيتهم المزعومة في الأراضي الإسلامية والعربية، مطوعين تلك النصوص لخدمة أهدافهم الاستعمارية في المنطقة خلال الحروب المتعاقبة التي شنوها على الدول المحيطة بهم منذ أن لفظتهم كل بقاع الأرض لقبح طباعهم وسوء جوارهم.

وشدد المرصد، على أن النصوص التوراتية التي يستدلون بها، لا تُثبت لهم حقًا في أرض فلسطين؛ إذ توراتهم نفسها تثبت تواجد أصحاب الأرض الأصليين بها وعدم تخليهم عنها في أي مرحلة زمنية، كما أن تلك النصوص التي يتشبثون بها نزلت في أجيال معينة من بني إسرائيل، ووفق شروط دينية محددة، لا تمتد عنهم إلى غيرهم، ولا تنسحب على زمن غير زمن نزولها.

لهذا على هؤلاء اليهود أن يحكموا العقل والمنطق وأن يسألوا أنفسهم لماذا لم يتحقق هذا الوعد الإلهي في حياة سيدنا موسى عليه السلام؟؟ فهذا الوعد الإلهي مشروطٌ في التوراة بقيد الطاعة والاستقامة، وتذكر التوراة نفسها أنهم لم يلتزموا بذلك وأخلوا بهذه الشروط؛ فكذبوا أنبياء الله وكفروا بهم وقتلوهم، وحادوا عن الطريق المستقيم، وعبدوا آلهة الشعوب الأخرى من الأوثان وغيرها، وبالتالي تحل عليهم اللعنات والشتات في بقاع الأرض، ويسقط الوعد الإلهي لهم، حيث ورد في سفر التثنية: " وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.... وَكَمَا فَرِحَ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذلِكَ يَفْرَحُ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا".

وأوضح المرصد، أن بني إسرائيل لم تدم لهم عيشة هنية في أرض فلسطين على مر العصور، بل كان تاريخهم أشبه بنكبات متلاحقة عليهم، وهذا يبطل امتلاكهم الأرض الموعودة بموجب الوعد الإلهي المشروط.

وحذر المرصد، من استغلال الأوضاع الجارية، في ظل وجود واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا، للمطالبة بتمديد حدود هذا الكيان على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية الإسلامية، خاصة وأن سلطات الاحتلال لا ترسم حدود واضحة لكيانهم، مستغلين في ذلك النصوص التوراتية المتباينة في مسألة تحديد الأرض الموعودة لهم –كذبًا وبهتانًا- لتبرير أي تمدد في حدودهم، وهو ما حدث كثيرًا في ظل حروب سابقة. والحديث مؤخرًا بات منصبًا على غزة الفلسطـ ينية وسيناء المصرية؛ في ظل مخطط التهجير الذي صرح به الاحتلال كثيرًا في الآونة الأخيرة.

ونبه المرصد، على أن الكيان الصهيوني وأذرعه المتطرفة يضعون أرض سيناء الحبيبة نصب أعينهم، كهدف للاستيلاء عليها في أي فرصة سانحة، وأن كثيرين من حاخاماتهم يرون الانسحاب من سيناء، عقب هزيمتهم في حرب أكتوبر 73، خطأ ديني لا يغتفر، والأمر ذاته مع الانسحاب من غزة عام 2005م؛ لذا يرون أن الفرصة قد واتتهم لتصحيح أخطاء الماضي، وإعادة احتلال غـزة والضفة، ومن ثم تحول الأنظار إلى أرض الفيروز سيناء المصرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية مرصد الأزهر احتلال سيناء حاخامات اسرائيل

إقرأ أيضاً:

حزب مصر أكتوبر: التشكيل الوزاري يعتمد على الكفاءات لتحقيق آمال المواطن

قالت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر، إن أسماء الوزراء ضمن التشكيل الوزاري الجديد، تمتلك الكفاءة والقدرة على تحقيق آمال المصريين فى استكمال مسيرة التنمية والبناء، موضحة أن جميعهم يشهد لهم بالكفاءة ومهارات القيادة وأثروا ايجابا في مناصبهم السابقة، مشددة على أن الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي تتخذ مسارًا ونهجًا واضحين وفق رؤية شاملة وملموسة لعملها متمثلة في محاور بناء الإنسان، جذب الاستثمارات، وتخفيف الأعباء عن المواطنين كأولويات حيوية تتطلب تنسيقاً وتخطيطاً دقيقاً لضمان تحقيقها، فضلا عن تنفيذ توصيات المرحلة الأولى من الحوار الوطني والتي تمثل خارطة طريق لتحقيق إصلاحات شاملة ومستدامة.

إعادة تفعيل المجالس الشعبية المحلية

وأوضحت مديح في تصريحات لها اليوم، أن مخرجات توصيات الحوار الوطني تعمل للدفع نحو صياغة مشروعات قوانين لتنظيم انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، بما يضمن نزاهتها ويمكّن المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية بكل حرية، إضافة إلى إعادة تفعيل المجالس الشعبية المحلية من خلال تشريع قانون جديد، والذي يعتبر خطوة هامة لتعزيز الديمقراطية التشاركية والرقابة الشعبية على أداء الحكومة، لافتًة إلى ضرورة الاستفادة من مخرجات الحوار الوطني وتضمينها في برنامج الحكومة أمر حيوي لضمان أن البرنامج يعكس طموحات وآمال المواطنين.

وفي ضوء عمل الحكومة الجديدة على لجذب الاستثمارات، أكدت أنه يقع على عاتقها توفير بيئة تنظيمية محفزة للاستثمار، وتخفيف الإجراءات البيروقراطية، وتقديم حوافز مالية وتشجيع الابتكار، بالتزامن مع تنفيذ للإصلاح الإداري والهيكلي كضروري لزيادة كفاءة العمل الحكومي وتحسين تقديم الخدمات العامة، ليس فقط من الناحية المالية، ولكن أيضا من خلال تبسيط العمليات، وتحسين الشفافية، ومكافحة الفساد.

لا يمكن تجاهل أهمية الصحة والتعليم

وشددت على أنه لا يمكن أيضًا تجاهل أهمية الصحة والتعليم، إذ يجب أن تكون هذه الملفات على رأس أولويات الحكومة الجديدة، حيث إن الاستثمار في التعليم يساهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل لسوق العمل، بينما يضمن الاستثمار في الصحة توفير الرعاية الصحية للجميع، مما يعزز الإنتاجية ويساهم في استقرار المجتمع، لافتًة أيضاً إلى ضرورة دعم الفئات الأكثر احتياجاً من خلال تقديم دعم مادي ومعنوي لها، والعمل على خفض تكاليف الحياة اليومية مثل السكن والنقل والطاقة رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد
  • وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: لن نهزم حزب الله وحماس دون هزيمة إيران
  • علاوي يحذر من تفجير الأوضاع ويوجه دعوة سياسية
  • مختص يحذر من التورط في شيء بعد شراء الأرض .. فيديو
  • جنرال إسرائيلي: خسرنا بصورة كبيرة في غزة.. والحرب ضد حزب الله ستكون هزيمة استراتيجية
  • حزب مصر أكتوبر: التشكيل الوزاري يعتمد على الكفاءات لتحقيق آمال المواطن
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • حول الرواية التاريخيّة.. محاولة في الفهم والتحليل
  • مرصد الأزهر يستقبل وفدًا قضائيًا إفريقيًا بالتعاون مع الأمم المتحدة
  • مرصد الأزهر يستقبل وفدًا قضائيًا إفريقيًا للتعرف على جهود مكافحة التطرف