طبول الحرب تدق بين روسيا ودولة جديدة.. ماذا يحدث في أوروبا؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن روسيا تعمل على بناء قاعدة بحرية جديدة في البحر الأسود، تقع على أراض جورجية تحتلها موسكو بعد غزوها لجورجيا في عام 2008.
وذكرت «بي بي سي» في تقريرها أن جورجيا تشعر الآن بالقلق من تورطها في أزمة أوكرانيا، وأن تكون في مواجهة عسكرية مع موسكو، موضحة أن الكرملين يبني قاعدة بحرية في أبخازيا، وهي منطقة جورجيا التي كانت ذات يوم جزء من الاتحاد السوفيتي السابق مثل أوكرانيا، ولديها خلافات كبيرة مع الجانب الروسي بسبب تقربها إلى الغرب.
وفي أكتوبر، التقى الزعيم الانفصالي لأبخازيا، أصلان بزانيا، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم أعلن أنه وقع اتفاقًا لبناء قاعدة بحرية روسية دائمة في منطقة أوتشامشيرا، وقال في ذلك الوقت إن كل هذا يهدف إلى زيادة مستوى القدرة الدفاعية لكل من روسيا وأبخازيا، وهذا النوع من التفاعل سيستمر، لافتاً إلى أن هناك أيضا أشياء لا يستطيع التحدث عنها.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن روسيا تقوم ببناء القاعدة، والتي يمكن أن تسمح لسفن تصل حمولتها إلى 13 ألف طن بالرسو لأول مرة منذ غزوها أوكرانيا في عام 2022.
وفي عام 2008، اشتبكت جورجيا مع القوات المدعومة من روسيا في أبخازيا، لكن هيئة الإذاعة البريطانية تقول إن جورجيا تشعر بقلق متزايد من أن القاعدة العسكرية المخطط لها قد تجرها إلى أكبر حرب في أوروبا منذ عقود.
وشنت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في فبراير من عام 2022، وذلك في تأكيد على رفضها مساع حلف شمال الأطلسي «الناتو» للتوسع في دول شرق أوروبا التي تعتبر الفناء الخلفي للأمن القومي الروسي بحسب ما صرح وقتها الرئيس فلاديمير بوتين، إذ تسعى كييف لدخول الحلف، وهي الحرب التي كلفت العالم كثيرا.
وجاءت الخطوة الروسية لتثير مخاوف كثير من الدول الواقعة شرق أوروبا لا سيما دولة مثل جورجيا، التي يرى كثير من المراقبين أن دخول موسكو إلى أوكرانيا كان تحذيرا شديد اللهجة لأي دولة تفكر فيما كان يفكر فيه الأوكرانيون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: روسيا جورجيا حرب أوكرانيا روسيا وجورجيا البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
بوتين يستحضر التاريخ ويذكّر ماكرون بحملة نابليون على روسيا
ردّ الرئيس الروسي بوتين على خطاب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مذكراً بحملة نابليون بونبارت على روسيا، في إشارة تحذيرية أكد فيها أن موسكو لن تقبل بأي تسوية لا تضمن أمنها على المدى الطويل. ووسط تصعيد فرنسي متزايد، تتجه المواجهة نحو إعادة رسم موازين القوة في أوروبا.
في سياق التصعيد المستمر بين روسيا والغرب، جاء تعليق بوتين على خطاب ماكرون ليحمل دلالات تاريخية وسياسية عميقة. فحين وصف الرئيس الفرنسي موسكو بأنها "خطر على أمن أوروبا"، لجأ سيد الكرملين إلى استحضار التاريخ، مذكّرًا باريس بمصير الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على روسيا.
عبارة بوتين، التي قال فيها: "بعض الناس نسوا كيف انتهت حملة نابليون في روسيا"، لم تكن مجرد تعليق عرضي، بل هي تذكير استراتيجي بالمواجهات السابقة بين الغرب وروسيا.
هذا الربط بين الماضي والحاضر ليس جديدًا على الخطاب السياسي الروسي، فقد استخدم بوتين في أكثر من مناسبة الإشارات التاريخية لتأكيد قدرة بلاده على الصمود في مواجهة التحديات. لكنه هذه المرة يوجه خطابه إلى فرنسا تحديدًا، مذكّرًا باريس بأنها سبق وأن جربت غزو روسيا، وانتهت الحملة بهزيمة عسكرية، وبانهيار مشروع نابليون التوسعي.
بوتين يريد فرض الشروط الروسيةإلى جانب استحضار التاريخ، أكد بوتين أن موسكو لن تقبل بأي سلام لا يضمن أمنها على المدى الطويل، مشددًا على أن روسيا هي من يحدد شكل هذا السلام، وليس الغرب. وقد جاءت هذه الرسالة في سياق حديثه مع عائلات الجنود الروس الذين فقدوا أقاربهم في الحرب، حيث أوضح أن:
1- التراجع ليس خيارًا بالنسبة لروسيا، في إشارة واضحة إلى رفض موسكو أي تنازل قد يُفسر على أنه هزيمة أمام الضغوط الغربية.
2- السلام الذي تريده روسيا هو الذي يضمن أمنها وتنميتها المستدامة، مما يعني أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتوافق مع المصالح الاستراتيجية الروسية، وليس مجرد وقف لإطلاق النار بشروط غربية.
تعزيز الجبهة الداخليةحديث بوتين لم يكن موجهًا فقط إلى فرنساوالغرب، بل كان له بُعد داخلي مهمّ. ففي لقائه مع نساء فقدن أقاربهن في الحرب، حرص على تقديم رؤية واضحة حول أهداف الغزو الروسي لأوكرانيا ومبررات استمراره، موضحًا أن هذه التضحيات ليست عبثية، بل تندرج ضمن معركة موسكو من أجل أمنها القومي ومستقبلها.
Relatedوزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكوماكرون يحذر: السلام لا يكون بالاستسلام وروسيا تهدد أمن أوروبا زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياهذا الخطاب يأتي في وقت دقيق، حيث تحتاج القيادة الروسية إلى تعزيز الجبهة الداخلية، خاصة في ظل استمرار الصراع وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية من الغرب. وعبر حديثه هذا، حاول بوتين طمأنة الرأي العام الروسي بأن الحرب لها غاية استراتيجية كبرى، وأن موسكو ليست في موقف ضعف، بل هي من يقرر متى وأين ينتهي النزاع.
ماكرون وبوتين: تصعيد الخطاب أم إعادة ترتيب الأوراق؟يأتي تصريح بوتين بعد تصعيد فرنسي ملحوظ في نبرة الخطاب تجاه روسيا، حيث أطلق ماكرون سلسلة من التصريحات التي تؤكد أن موسكو باتت تشكل تهديدًا مباشراً لأمن أوروبا. لكن الرد الروسي تضمن رسالة تحذير مبطنة، بأن فرنسا – ومعها الغرب – إذا استمرت في سياساتها التصعيدية، فإن لروسيا القدرة على قلب المعادلة وفرض واقع جديد على الأرض.
المفارقة هنا، أن فرنسا ليست الدولة الأوروبية الأكثر انخراطًا في الصراع الأوكراني مقارنة ببريطانيا وألمانيا، لكنها تبنّت في الأشهر الأخيرة موقفًا أكثر تشددًا، خصوصاً بعدما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تكثيف مساعيه لفرض حلٍ سياسي يناسب المصالح الأمريكية، ويتناغم مع رؤية روسيا للنزاع.
لكن هذا التصعيد يفتح الباب على أسئلة كثيرة، فهل تتحول هذه التصريحات إلى خطوات عملية تزيد من تأزم الوضع؟ أم أن خطاب ماكرونوبوتين يعكس فقط تبادل رسائل بين الطرفين دون نية حقيقية للتصعيد المباشر؟
وفي جميع الأحوال، فإن رد سيد الكرملين يمثل تحذيراً استراتيجياً، خصوصاً بعد مواقف الرئيس الفرنسي الأخيرة حول استعداد بلاده لتوسيع مظلتها النووية من أجل حماية أمن أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إدارة ترامب تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية.. هل يعود مسلسل خطف السفن؟ أمريكا تتجه لإلغاء إقامة 240 ألف أوكراني.. هل اقترب الترحيل الجماعي؟ التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضررا فلاديمير بوتيندونالد ترامبإيمانويل ماكرونالحرب في أوكرانيا