سرايا - أشار الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي الدكتور ليون هادار في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إلى أفكار مطروحة لتحقيق السلام، مثل رسم الحدود والتخلص من القليل من المستوطنات اليهودية، ومبادلة أرض بأرض أخرى، والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، والتوصل لطريقة لتقسيم القدس وأماكنها المقدسة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى أن يعيش اليهود والعرب في سعادة دائمة بعد ذلك.



ويقول هادار إن هناك أيضا حل الدولتين. وإذا لم ينجح ذلك، من الممكن بحث حل الدولة الواحدة التي يعيش فيها العرب الفلسطينيون واليهود "الإسرائيليون" كما يعيش الناطقون بالفرنسية والناطقون باللغة الفلمنكية في بلجيكا. لكن يبدو أن هذا لن يحدث. فهل من الممكن التفكير في نظام فيدرالي أو كونفيدرالي؟.

ويخلص هادار إلى أن هناك حاجة إلى خفض التوقعات بعض الوقت حتى يتعافى "الإسرائيليون" من هول هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ومقتل أكثر من 1200 إسرائيلي. كما أن العرب يركزون أنظارهم على الدمار في غزة واستشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني. ومن ثم فإن “السلام” لم يكن بعيد المنال كما هو الآن.

ويقول هادار، إن خلاصة القول هي أن "الإسرائيليين" والفلسطينيين ليسوا على استعداد للمصالحة بينهما. وأفضل ما يمكن أن يؤمل فيه هو شكل ما من أشكال الهدنة الطويلة، ينهي الحرب.

ومن ذلك المنظور، هناك نموذج محتمل يمكن أن يساعد الولايات المتحدة وباقي المجتمع الدولي لوضع نهاية للحرب في غزة، ومن ثم تمهيد الطريق لهدنة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين؛ وهو نموذج اتفاقيات دايتون أو الاتفاق العام للسلام في البوسنة والهرسك.

كان اتفاق دايتون وضع نهاية للحرب البوسنية التي دامت ثلاثة أعوام ونصف عام، وأسفر عن دولة واحدة ذات سيادة هي البوسنة والهرسك، والتي تضم جمهورية صربسكا ذات الأغلبية الصربية، واتحاد البوسنة والهرسك الذي يضم الكروات والبوسنيين.

ويقول هادار إن الهدف الأساسي لاتفاق دايتون كان وقف الحرب، ووُصف بالفعل بأنه إجراء مؤقت حتى يتم تطوير خطة سلام طويلة المدى، وهو ما لم يحدث مطلقا. وكان الاتفاق هو المحاولة الخامسة والثلاثين للتوصل لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين، في أعقاب 34 محاولة فاشلة.

وفي حقيقة الأمر، أوقف اتفاق دايتون الحرب، ولم يحدث أي عنف جديد منذ ذلك الحين، على الرغم من بعض الخلافات الجوهرية بين الجانبين، والتي تسببت في عدم حسم الصراع. ولم يكن الاتفاق بداية لعصر سلام في المنطقة، ولكن ما الذي يمكن طلبه أكثر من عدم وجود صراع علني أو عنف؟.

ويعتبر الوجود العسكري الدولي الذي تمثله قوة تحقيق الاستقرار متعددة الجنسيات التي يقودها الاتحاد الأوروبي، في البوسنة والهرسك (يوفور) مسؤولا عن مراقبة الالتزام ببنود اتفاق دايتون. وهناك إجماع عام على أنه لولا مثل هذا التواجد، لكانت التوترات الراسخة العميقة قد ظهرت من جديد.

ويقول هادار إنه على أي حال ليس هناك أي صراع علني أو عنف في البوسنة والهرسك. ويشير البعض إلى ذلك بأنه “سلام سلبي” في مقابل السلام” الإيجابي”، الذي يمكن أن يستغله الإسرائيليون والفلسطينيون اليوم لضمان أن تظل أراضي الطرفين هادئة لعدة سنوات.

(د ب ا)
إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يرفع الأغاني من مكبرات الصوت في مساجد جنين إقرأ أيضاً : إيران: لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليهاإقرأ أيضاً : أونروا: استشهاد 288 نازحا في أماكن إيواء بغزة منذ 7 أكتوبر


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القدس الدولة غزة اليوم إيران المنطقة اليوم الدولة القدس غزة الاحتلال جنين فی البوسنة والهرسک

إقرأ أيضاً:

ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": انشغل لبنان بالجانب الخاصّ بالتوصّل إلى وقف للنار وتطبيق القرار 1701 من المقترح الأميركي، لكنّ هناك جزءاً منه لم يأخذ الحيّز الأوسع من التشاور أو الاهتمام الإعلامي رغم أنه شكّل جزءاً من المستندات التي حضّرت في الملفّ الأميركي الذي عرضته السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارتها لمقرّ رئاسة مجلس النواب قبل مجيء كبير مستشاري الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين، حسب تأكيد مصدر لبناني رسميّ مواكب. لقد شكّل المقترح الأميركي خريطة طريق للمرحلة المقبلة أيضاً شملت أفكاراً مثابرة لحلّ ترسيمي للحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، كطرحٍ هو بمثابة نتاج لكلّ مفاوضات هوكشتاين السابقة في البلدين بهدف ترسيم الحدود البرية.
في معطيات واكبتها "النهار"، إن التركيز اللبناني الرسمي في ملفّ ترسيم الحدود البرية، سيحصل بعد الوصول إلى وقف للنار والانتشار الإضافي للجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيل على الحدود الجنوبية على أن يوسَّع التشاور فيه في مرحلة لاحقة، لكن الأولوية تكمن حالياً في وقف النار وتنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده للانتقال إلى مرحلة استقرار. ولا يمانع من يتابع المفاوضات على المستوى اللبناني الرسمي التوصّل إلى حلّ للحدود البرية بعدما استطاعت المفاوضات سابقاً أن تتيح إنهاءً مبدئياً للنزاع على 7 نقاط في مرحلة ماضية، فيما بقيت المحادثات تدور حول 6 نقاط نزاع أخرى بين لبنان وإسرائيل. ببساطة، البحث اللبنانيّ عن حلّ في موضوع الحدود البرية متوقّف حالياً عند مسألة التوصّل إلى وقف للنار، وهناك من لا يغفل الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية للتوصّل إلى معاهدات دولية. إن النقطة الأكثر أهمّية التي تحتاج إلى اتفاق ترسيمي حولها هي النقطة B1 بحسب التحديد اللبنانيّ، التي
يطالب كلّ من لبنان وإسرائيل بضمّها نتيجة أهمية موقعها الاستراتيجي وطابعها الأمنيّ فوق رأس الناقورة، لأنها تشكّل نقطة تكشف مساحة كبيرة من الأراضي في الداخل الإسرائيلي وتشمل منشآت ومنتجعات وقواعد عسكرية ما يجعلها ذات أهمية للبلدين خصوصاً أنها نقطة ساحلية. وثمة من يختصر أهمية هذه النقطة بالقول إنه إذا حصل التوصّل إلى حلّ حولها فسيكون ملف ترسيم الحدود البرية قد أنجز في غالبية  نقاطه خصوصاً أنّ النقاط الباقية الأخرى التي يحصل الشدّ التنافسي حولها بعضها خاص بمحاولة الحصول على مساحات إضافية من الأراضي وبعضها الآخر بمسألة تقنية طوبوغرافية. 
وإذ لا تشمل النقاط كافة، البالغ عددها 13 نقطة، قرية الغجر ومزارع شبعا، فإن المفاوضات التي حصلت مع لبنان الرسميّ في مرحلة سابقة تضمّنت اقتراحاً لهوكشتاين بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر إضافة إلى التشاور في حلّ للنقاط الترسيمية، بحسب أجواء سابقة لرئاسة الحكومة اللبنانية. ولم يشمل الطرح الذي تفاوض به هوكشتاين في الأشهر الماضية مزارع شبعا. وتالياً، فإن المفاوضات محصورة بجزء من قرية الغجر. لكن ثمة استفهامات لا تزال في أروقة رسمية لبنانية تحيل المشكلة الحدودية البرية أيضاً إلى سيطرة إسرائيل على الشطر الشمالي من قرية الغجر وهل ستوافق إسرائيل على الانسحاب منها، فهي كانت قد عملت قبل بدء مرحلة تشرين الأول 2023 على بناء سياج لضمّ الشطر الشمالي من القرية.    
 

مقالات مشابهة

  • "أكسيوس": هدنة وشيكة بين إسرائيل ولبنان تحت رعاية دولية
  • الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا
  • ‏المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان ويقول إن حياة 24 مليون شخص على المحك
  • لبنان يترقب اتفاق وقف إطلاق النار| خبير: الاحتلال يسعى لتحقيق أهداف استراتيجية معينة
  • صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين إسرائيل ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا وانسحاب تدريجي
  • ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
  • نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوماً
  • صحيفة إسرائيلية: وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام
  • عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان
  • سفير مصر في سراييفو يلتقي وزير خارجية البوسنة والهرسك