سلط الكاتب الصحفي، جون شوارتز، الضوء على ما وصفه بإخفاء وزارة الخارجية الأمريكية لـ "ثقب حقوق الإنسان الأسود في الشرق الأوسط"، عبر الوزير، أنتوني بلينكن، الذي يقود عملية تضليل مثيرة للسخرية.

وذكر شوارتز، في مقال نشره بموقع "ذا إنترسبت" وترجمه "الخليج الجديد"، أن بلينكن، استضاف، في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اجتماعا مع قادة منظمات حقوق الإنسان بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية رتبت "بمهارة" تسجيل ونشر إشادة بلينكن بحقوق الإنسان دون سماع ردود الحقوقيين الذين انتقدوا دعم أمريكا لحرب إسرائيل على غزة.

وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي انفجرت بالسخرية المريرة من بلينكن، الذي أبلغ حضور الاجتماع بأن "عالمية حقوق الإنسان تواجه تحديًا شديدًا، إذ يتم انتهاك الحقوق في أماكن كثيرة جدًا.. وبالطبع نرى فظائع في خضم الصراعات".

وشاركت في الاجتماع 4 منظمات لحقوق الإنسان هي منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ولجنة حماية الصحفيين، ومنظمة "فريدوم هاوس" أو "بيت الحرية" ومقرها في الولايات المتحدة.

وبعد يوم واحد فقط، في 8 ديسمبر/كانون الأول، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكل فرد الحق في التمتع بجنسية ما"، وصدر في 10 ديسمبر/كانون الأول 1948، قبل يوم واحد من صدور قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي أورد في أعقاب إنشاء إسرائيل في وقت سابق من ذلك العام، أنه ينبغي السماح للاجئين الفلسطينيين "الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن".

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش: بايدن يفقد نفوذه على السعودية في قضايا حقوق الإنسان

والواقع أن الاجتماع مع بلينكن كان "مضحكا إلى حد مقزز"، بحسب توصيف شوارتز، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية لم تحتفل بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بينما احتفلت به الحكومة الروسية بطريقتها الخاصة، معربة عن قلقها العميق إزاء وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا.

لكن الخارجية الأمريكية أضفت طابعا "سريا" على الاجتماع، وعندما سئلت عن حضوره رفضت تسميتهم، لأن الاجتماع، كما أوضحت، كان "خاصا".

وعندما سُئل، كينيث روث، المدير السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عن تجاربه الخاصة في مثل هذه المواقف، قال "ليس ثمة خطأ بحد ذاته في عقد اجتماع سري مع مسؤولين حكوميين.. لكن الغريب في الأمر أن تحتفل إدارة الرئيس جو بايدن بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعقد اجتماع سري غير رسمي".

تسليح إسرائيل

ولفت شوارتز أن المديرة الوطنية للعلاقات الحكومية والمناصرة بمنظمة العفو الدولية، أماندا كلاسينج، استشهدت بما صرحت به الأمينة العامة، أنياس كالامار، في الاجتماع، وحثت بلينكن على اغتنام المنعطف الحالي (حرب غزة) بأن تبعث الولايات المتحدة برسالة تفيد بأن حقوق الإنسان تنطبق على غير حلفائها، وأقرب أصدقائها على حد سواء.

وأوضحت كالامار أن هذه المسألة باتت ملحة اليوم على وجه الخصوص، حيث وثَّقت منظمة العفو الدولية إقدام إسرائيل على انتهاك القانون الدولي الإنساني بشكل صارخ أثناء عدوانها على غزة، وناشدت بلينكن على أن ينظر في ضرورة العمل على وقف فوري لإطلاق النار، والكف عن إرسال وبيع أسلحة للحكومة الإسرائيلية "في السياق الراهن".

وأشارت جينسبيرج إلى مقتل أكثر من 60 صحفيًا في غزة، وسط ظروف هي الأصعب في استهداف العاملين في الإعلام بالأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، وكررت مطالبتها الشديدة بمحاسبة المتسببين في استهداف الصحفيين في جنوب لبنان كذلك.

ونوه شوارتز إلى أن لجنة حماية الصحفيين أعربت عن قلقها العميق من أن "قتل الصحفيين دون عقاب على يد الجيش الإسرائيلي بات نمطا ممنهجا".

ونقل المقال عن كينيث روث قوله إن الطريقة الأجدى للاحتفال بالإعلان العالمي هي تطبيقه بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط "التي أصبحت ثقب حقوق الإنسان الأسود لإدارة بايدن إلى حد كبير".

وختم شوارتز مقاله بالإشارة إلى أن الاجتماع السري عقد في مقر وزارة الخارجية في غرفة استقبال توماس جيفرسون، أول وزير خارجية للولايات المتحدة، والكاتب الرئيس لإعلان الاستقلال، وانتقد استضافة الاجتماع في تلك الغرفة؛ لأن جيفرسون "استعبد 600 شخص في حياته، واغتصب أخت زوجته المتوفاة، وبالتالي فهو يمثّل أعظم نموذج لأمريكا في تاريخنا الذي يتسم بالخطب الرنانة في واقع أشد كآبة"، حسب تعبيره.

اقرأ أيضاً

حقوقيون عن تحية بايدن وبن سلمان: المستبدون سعداء ببيع حقوق الإنسان مقابل النفط

المصدر | جون شوارتز/ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن أنتوني بلينكن حقوق الإنسان الشرق الأوسط إسرائيل غزة العالمی لحقوق الإنسان الخارجیة الأمریکیة حقوق الإنسان إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحرية المصري: مصر بذلت جهودا كبيرة لنزع فتيل الحرب بالشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمن حزب الحرية المصري، جهود مصر الحثيثة والمستمرة والدائمة في حل القضية الفلسطينية، ومشاركتها لقطر والولايات المتحدة في الوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار بين الطرفين، ونزع فتيل النزاع والحرب بالمنطقة.

وأضاف النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، إن الاتفاقية جاءت شاملة خاصة في تحديد 3 مراحل تشمل: وقف إطلاق النار وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان بقطاع غزة، مما يجعل متنفس للنازحين وبارقة امل للعودة إلى ديارهم وارضهم مرة اخرى، ويهيئ أجواء آمنة لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

واستكمل عضو مجلس النواب، أن عودة النازحين داخليا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، هو من أهم النقاط التي أبرمت بالاتفاق، خاصة بعد نفاذ كل مقومات العيش والحياة بالقطاع، خاصة وأن المرحلة الأولى للاتفاق تشمل تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة.

وتابع مهنى، أن إعادة إعمار القطاع وتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب، هي الخطوة الأهم وأقل تعويض عن ما عاشه أهل غزة خلال الفترة السابقة، مشيدًا بدور مصر والتأكيد على أن سياستها هي وقطر والولايات المتحدة الأمريكية كضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار هي التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث ستنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين، مما يجعل متابعتهم إلزام للطرفين بتنفيذ الإتفاق لأن هناك من يتابع تفاصيل الإتفاق.

مقالات مشابهة

  • المغرب يقود جهودا دولية لتعزيز دور أمناء المظالم في حماية حقوق الإنسان
  • إرث بايدن: ما وراء الجولة الأخيرة لـ”بلينكن” إلى شرق آسيا؟
  • بوراص: اجتماع لجنتي حقوق الإنسان بمجلسي النواب والدولة خطوة إيجابية
  • الأمم المتحدة: مستعدون لحصر أضرار مدنيي لبنان من عدوان إسرائيل
  • ‏ بعثة الأمم المتحدة تعبّر عن انزعاجها إزاء «مشاهد التعذيب» في سجن قرنادة
  • عضو بـ«النواب»: وقف إطلاق النار في غزة خطوة نحو تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط
  • الحرية المصري: مصر بذلت جهودا كبيرة لنزع فتيل الحرب بالشرق الأوسط
  • FA: هل كان دفاع بايدن عن حقوق الإنسان غطاء للوصول إلى البيت الأبيض؟
  • الشرع يلتقي وفدا من مفوضية حقوق الإنسان
  • محمد الطراونة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد حق الإنسان بالحياة