اجتماع بلينكن السري.. إدارة بايدن تخفي ثقبها الحقوقي الأسود بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
سلط الكاتب الصحفي، جون شوارتز، الضوء على ما وصفه بإخفاء وزارة الخارجية الأمريكية لـ "ثقب حقوق الإنسان الأسود في الشرق الأوسط"، عبر الوزير، أنتوني بلينكن، الذي يقود عملية تضليل مثيرة للسخرية.
وذكر شوارتز، في مقال نشره بموقع "ذا إنترسبت" وترجمه "الخليج الجديد"، أن بلينكن، استضاف، في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اجتماعا مع قادة منظمات حقوق الإنسان بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية رتبت "بمهارة" تسجيل ونشر إشادة بلينكن بحقوق الإنسان دون سماع ردود الحقوقيين الذين انتقدوا دعم أمريكا لحرب إسرائيل على غزة.
وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي انفجرت بالسخرية المريرة من بلينكن، الذي أبلغ حضور الاجتماع بأن "عالمية حقوق الإنسان تواجه تحديًا شديدًا، إذ يتم انتهاك الحقوق في أماكن كثيرة جدًا.. وبالطبع نرى فظائع في خضم الصراعات".
وشاركت في الاجتماع 4 منظمات لحقوق الإنسان هي منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ولجنة حماية الصحفيين، ومنظمة "فريدوم هاوس" أو "بيت الحرية" ومقرها في الولايات المتحدة.
وبعد يوم واحد فقط، في 8 ديسمبر/كانون الأول، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكل فرد الحق في التمتع بجنسية ما"، وصدر في 10 ديسمبر/كانون الأول 1948، قبل يوم واحد من صدور قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي أورد في أعقاب إنشاء إسرائيل في وقت سابق من ذلك العام، أنه ينبغي السماح للاجئين الفلسطينيين "الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن".
اقرأ أيضاً
رايتس ووتش: بايدن يفقد نفوذه على السعودية في قضايا حقوق الإنسان
والواقع أن الاجتماع مع بلينكن كان "مضحكا إلى حد مقزز"، بحسب توصيف شوارتز، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية لم تحتفل بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بينما احتفلت به الحكومة الروسية بطريقتها الخاصة، معربة عن قلقها العميق إزاء وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا.
لكن الخارجية الأمريكية أضفت طابعا "سريا" على الاجتماع، وعندما سئلت عن حضوره رفضت تسميتهم، لأن الاجتماع، كما أوضحت، كان "خاصا".
وعندما سُئل، كينيث روث، المدير السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عن تجاربه الخاصة في مثل هذه المواقف، قال "ليس ثمة خطأ بحد ذاته في عقد اجتماع سري مع مسؤولين حكوميين.. لكن الغريب في الأمر أن تحتفل إدارة الرئيس جو بايدن بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعقد اجتماع سري غير رسمي".
تسليح إسرائيل
ولفت شوارتز أن المديرة الوطنية للعلاقات الحكومية والمناصرة بمنظمة العفو الدولية، أماندا كلاسينج، استشهدت بما صرحت به الأمينة العامة، أنياس كالامار، في الاجتماع، وحثت بلينكن على اغتنام المنعطف الحالي (حرب غزة) بأن تبعث الولايات المتحدة برسالة تفيد بأن حقوق الإنسان تنطبق على غير حلفائها، وأقرب أصدقائها على حد سواء.
وأوضحت كالامار أن هذه المسألة باتت ملحة اليوم على وجه الخصوص، حيث وثَّقت منظمة العفو الدولية إقدام إسرائيل على انتهاك القانون الدولي الإنساني بشكل صارخ أثناء عدوانها على غزة، وناشدت بلينكن على أن ينظر في ضرورة العمل على وقف فوري لإطلاق النار، والكف عن إرسال وبيع أسلحة للحكومة الإسرائيلية "في السياق الراهن".
وأشارت جينسبيرج إلى مقتل أكثر من 60 صحفيًا في غزة، وسط ظروف هي الأصعب في استهداف العاملين في الإعلام بالأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، وكررت مطالبتها الشديدة بمحاسبة المتسببين في استهداف الصحفيين في جنوب لبنان كذلك.
ونوه شوارتز إلى أن لجنة حماية الصحفيين أعربت عن قلقها العميق من أن "قتل الصحفيين دون عقاب على يد الجيش الإسرائيلي بات نمطا ممنهجا".
ونقل المقال عن كينيث روث قوله إن الطريقة الأجدى للاحتفال بالإعلان العالمي هي تطبيقه بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط "التي أصبحت ثقب حقوق الإنسان الأسود لإدارة بايدن إلى حد كبير".
وختم شوارتز مقاله بالإشارة إلى أن الاجتماع السري عقد في مقر وزارة الخارجية في غرفة استقبال توماس جيفرسون، أول وزير خارجية للولايات المتحدة، والكاتب الرئيس لإعلان الاستقلال، وانتقد استضافة الاجتماع في تلك الغرفة؛ لأن جيفرسون "استعبد 600 شخص في حياته، واغتصب أخت زوجته المتوفاة، وبالتالي فهو يمثّل أعظم نموذج لأمريكا في تاريخنا الذي يتسم بالخطب الرنانة في واقع أشد كآبة"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً
حقوقيون عن تحية بايدن وبن سلمان: المستبدون سعداء ببيع حقوق الإنسان مقابل النفط
المصدر | جون شوارتز/ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جو بايدن أنتوني بلينكن حقوق الإنسان الشرق الأوسط إسرائيل غزة العالمی لحقوق الإنسان الخارجیة الأمریکیة حقوق الإنسان إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: «ماسك» طلب عقد اجتماع سري مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة
عقد الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، اجتماعًا مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن “إيلون ماسك”، وهو مستشار مقرب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التقى مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيراواني، في نيويورك، لإجراء محادثة حول موضوع خفض التوترات بين إيران والولايات المتحدة”.
وذكرت الصحيفة أن “الرجلين التقيا لأكثر من ساعة في مكان سري وأن اللقاء كان “إيجابيا”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “الاجتماع مع “ماسك” وفر لطهران “حلا بديلا” لتجنب الدخول في محادثات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين”.
وبحسب الصحيفة، وخلال المحادثة، “اقترح “إيرواني” على “ماسك” نقل بعض أعماله إلى طهران من خلال طلب إذن من وزارة الخزانة الأمريكية”.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن “اللقاء جرى في مكان سري واستمر لأكثر من ساعة، وقد قيمت النتائج بأنها إيجابية”، مبينة أن “ماسك هو من طلب عقد الاجتماع، وأن السفير هو من اختار الموقع”.
وأضافت الصحيفة أن “اللقاء المباشر المبكر بين مسؤول إيراني كبير وماسك يثير احتمال حدوث تغيير في لهجة العلاقات بين طهران وواشنطن في ظل إدارة ترامب، على الرغم من التاريخ المشحون بين الرئيس المنتخب وإيران”.
كما أشارت إلى أن”السفير الإيراني أبلغ ماسك خلال الاجتماع بأنه يجب الحصول على إعفاءات من عقوبات وزارة الخزانة”، موضحة أن “الاجتماع قدم حلا بديلا لإيران مما سمح لها بتجنب الجلوس مباشرة مع مسؤول أمريكي”.
يذكر أنه قبل أيام، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن الملياردير إيلون ماسك، سيتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية، مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي.