الإمارات توجه تهما لـ87 معارضا وناشطا بموجب قانون الإرهاب
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات الإماراتية وجّهت تهما جديد إلى 87 متهما بموجب قانون مكافحة الإرهاب "انتقاما من تكوينهم مجموعة مناصرة مستقلة في 2010".
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن بين الذين وُجِّهت إليهم تهم مؤخرا نشطاء ومعارضون بارزون يقضون أصلا أحكاما بالسجن، منهم المدافع عن حقوق الإنسان أحمد منصور، بالإضافة إلى أشخاص محكوم عليهم في محاكمة "الإمارات 94" الجماعية الجائرة بشكل صارخ في 2013، والعديد منهم شارفوا على إكمال محكوميتهم أو محتجزون تعسفا بعد إكمالها.
ونقلت المنظمة عن "مركز مناصرة معتقلي الإمارات"، أن السلطات اتهمت 43 من هؤلاء الرجال بتأسيس "تنظيم إرهابي" و44 رجلا بتمويل "تنظيم إرهابي"، وهم تهمتان قد تصل عقوبتهما إلى السَّجن المؤبد أو الإعدام.
وقال مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "كثّفت الإمارات هجومها على الحقوق والحريات، رغم الدعوات إلى الالتزام بواجباتها الحقوقية خلال مؤتمر كوب 28 المناخي. توجيه تهم على خلفية مناصرة سلمية منذ عقد يبدو مجرد ذريعة مشينة لإبقاء هؤلاء الرجال خلف القضبان".
وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات لـ هيومن رايتس ووتش إن الجلسة الأولى عُقدت في 7كانون الأول/ديسمبر 2023 في "محكمة أبو ظبي الاتحادية الاستئنافية" لتهم تتعلق بتأسيس "لجنة الكرامة والعدالة" في 2010، للمطالبة بالحريات في الإمارات. قال أفراد من عائلات أربعة متهمين لـ هيومن رايتس ووتش إن المتهمين حضروا الجلسة بعد حبسهم انفراديا وبمعزل عن العال لخمسة أشهر على الأقل.
ضمن المتهمين الـ 87 الذين وُجّهت إليهم تهم مؤخرا متهمون أُدينوا في 2013 في محاكمة "الإمارات 94" الجماعية. انتهت تلك المحاكمة بإدانة 69 منتقدا للحكومة، منهم ثمانية أُدينوا غيابيا، بتهم تنتهك حقوقهم في حرية التعبير، والتجمع، وتشكيل الجمعيات.
وبينت المنظمة الحقوقية أن 51 على الأقل من محتجزي "الإمارات 94" محتجزون بعد انتهاء محكوميتهم. واحد على الأقل من محتجزي "الإمارات 94" الذين يواجهون تهما جديدة كان قد أُدين لدوره في لجنة الكرامة والعدالة؛ يثير ذلك مخاوف من انتهاك السلطات الإماراتية المبدأ الذي يحظر محاكمة الأشخاص على الجرم ذاته مرتين بعد تلقيهم حكما نهائيا.
وأحد المتهمين في القضية الجديدة هو خلف عبد الرحمن الرميثي، الذي رحّلته الأردن في مايو/أيار في ظروف استثنائية تخطّت إجراءات الترحيل المعتادة في الأردن. أكد مصدر مطلع لـ هيومن رايتس ووتش إنه يواجه تهما بالإرهاب متعلقة بلجنة الكرامة والعدالة. حُكم على الرميثي غيابيا في السابق بالسَّجن 15 عاما ضمن قضية "الإمارات 94".
وقال أفراد من عائلات ثلاثة محتجزين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم لم يكونوا على علم مسبق بالتهم الجديدة أو المحاكمة، إنما سمعوا بها بعد الجلسة الأولى فقط، إما من المتهمين أنفسهم أو من مركز مناصرة معتقلي الإمارات.
وتمكن متهمان من الاتصال بعائلتيهما في الإمارات قبل الجلسة الأولى بأسبوع، وإعلامهما بالتهم الجديدة، وطلب محامٍ، بحسب اثنين من أفرد الأسر.
وقال أحد الأشخاص الذين تحدثت معهم هيومن رايتس ووتش إن قريبه المحتجز سأل ما إذا تلقت العائلة أي إخطار رسمي أو رأت تقارير إعلامية بشأن أي تهم جديدة، وهو ما لم يحدث.
قال: "اتصل والدي بوالدتي في 1 كانون الأول/ ديسمبر، وأخبرها بأنه لن يتمكن من حضور زفاف شقيقي لأنه لن يُفرج عنه قريبا. لطالما قلنا له إن شقيقي سيتزوج بعد الإفراج عنه، لكن مع التهمة الجديدة لن يتمكن من الحضور".
وقالت مصادر مطلعة وأفراد من عائلات المحتجزين لـ"هيومن رايتس"، إنهم، علاوة على احتجازهم انفراديا لأشهر، أُجبروا على توقيع وثائق اعتراف بارتكاب "أفعال إرهابية".
وبحسب مصدر مطلع، فإن الأسماء المتلوّة خلال الجلسة الأولى تضمنت أحمد منصور، ناصر بن غيث، سالم الشحي، محمد عبد الرزاق، محمد الصديق، خليفة النعيمي، منصور الأحمد، حسن الدقي، حسن الجابري، حسين الجابري، عبد السلام درويش المرزوقي، فؤاد الحمادي، والمعارض المنفي حمد الشامسي.
قال مصدر مطلع للمنظمة الحقوقية، إن منصور وغيث متهمان بدعم اللجنة، التي تعتبرها السلطات الإماراتية تنظيما إرهابيا.
نشرت هيومن رايتس ووتش تقارير عديدة عن اضطهاد منصور، الحائز في 2015 على "جائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الإنسان" المرموقة والعضو في المجلس الاستشاري لكلٍّ من قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش و"مركز الخليج لحقوق الإنسان".
جميع التهم التي اعتُقل منصور وأُدين بموجبها في 2017 مبنية فقط على مناصرته لحقوق الإنسان، بما في ذلك التواصل الرقمي مع هيومن رايتس ووتش، و"منظمة العفو الدولية"، ومنظمات حقوقية أخرى. بعد قضائه أكثر من سنة في الحبس الانفرادي الاحتياطي ومحاكمة بالغة الجور، حكمت عليه محكمة أمن الدولة الإماراتية في 2018 بالسَّجن 10 سنوات وغرامة مليون درهم إماراتي (نحو 272 ألف دولار أمريكي).
وقال بَيْج: "بدل انتهاز فرصة كوب 28 للإفراج عن المعارضين والنشطاء المحتجزين ظلما، وبعضهم أنهى محكوميّته منذ زمن، قررت الحكومة الإماراتية أن تمعن في الدوس على حقوقهم وتبقيهم في السجن بأي وسيلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإماراتية الإرهاب تهم جديدة الإمارات الإرهاب معارضون تهم جديدة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجلسة الأولى
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولدوفي
أوضحت وزارة الخارجية الإماراتية أنها تتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولدوفي تسفي كوغان، مشيرة إلى أن الأجهزة المختصة في الدولة باشرت عمليات البحث والتحري فور ورود البلاغ.
بدوي يلتقي المدير العام لشركة إمارات مصر للمنتجات البترولية اختطاف حاخامٍ إسرائيلي في الإمارات والكيان يتهم إيرانوبحسب روسيا اليوم، جاء في بيان للوزارة نشرته في حسابها على منصة "إكس": "أكد سعادة ماجد المنصوري، مدير إدارة رعايا الأجانب في وزارة الخارجية أن الوزارة تتابع عن كثب قضية تغيب المواطن من الجنسية المالدوفية (تسفي كوغان) وأنها على تواصل مع أسرته، وتقدم كافة أشكال الدعم اللازمة لها، وأشار إلى أن الوزارة تتواصل بشكل مستمر مع سفارة مالدوفا في أبوظبي في هذا الصدد".
وبحسب البيان، أكد المنصوري أن "وزارة الداخلية تنفذ إجراءات واسعة في البحث عن المفقود"، موضحا أن "الجهات المعنية في الدولة باشرت عمليات البحث والتحقيق فور تلقي البلاغ".
ودعا المنصوري إلى "استقاء المعلومات من المصادر الرسمية".
وأعلنت وزارة الداخلية الإماراتية عبر حسابها على منصة "إكس" عن "ورود بلاغ من عائلة شخص من الجنسية المولدوفية يدعى (تسفي كوغان) يفيد بتغيبه وانقطاع الاتصال به منذ يوم الخميس الماضي".
وأكدت الداخلية أن "الأجهزة المختصة وفور ورود البلاغ بدأت عمليات البحث والتحري داعية الجمهور إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة والأخبار المضللة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في المجتمع".
وعلى صعيد آخر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان له إن معلوماته الأولية تشير إلى أن حادثة اختفاء الحاخام تسفي كوغان، وهو مواطن مولدوفي يحمل الجنسية الإسرائيلية في الإمارات منذ أيام "مرتبطة بعمل إرهابي".
وأوضح المكتب أن الرجل مبعوث من حركة حباد الدينية التي لها فروع في أنحاء العالم.
وفي وقت سابق من يوم السبت أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن أجهزة الأمن الإماراتية بمشاركة جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" يبحثون عن رجل دين إسرائيلي اختفت آثاره في الإمارات، منذ عدة أيام.
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، عن مصادر مطلعة قولها، إن "الاشتباه لدى الأجهزة الأمنية هو أن يكون عملاء إيرانيون اختطفوا أو قتلوا رجل الدين الإسرائيلي في الإمارات".
ولفت الموقع إلى أن "المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى أن الرجل المفقود ربما كان تحت مراقبة جهات إرهابية".