اسئلة كثيرة تطرح على "حزب الله" من خصومه ومن وحلفائه ايضا. واذا كان خصوم الحزب يحاولون فهم التوجهات الفعلية له والخطوط الحمراء التي يضعها قبل الذهاب نحو معركة مفتوحة مع اسرائيل، فإن حلفاءه وانصاره يمارسون عليه ضغطاً من نوع آخر، مرتبطا بحجم تدخله، وكيفية تعامله مع الحرب على قطاع غزة، خصوصا ان هناك شعورا واضحا بأن ما يقوم به اليوم يمكن توسيعه اكثر.



لكن عمليا، تبدو مصالح "حزب الله" الاستراتيجية والتكتية متماشية بشكل كبير مع المقدار الحالي المعركة التي يخوضها، اذ ان من الواضح مسعى حارة حريك لتجنب الذهاب نحو حرب كبرى على اعتبار ان هذه الحرب لها معاييرها ولحظتها السياسية الدولية التي يفضل الحزب إختيارها بعناية، خصوصا انه لا يزال في مرحلة الاعداد العسكري واللوجستي لها، كما ألمح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

اضافة الى هذا الامر، يبدو ان "حزب الله" اليوم مستفيد من مراكمة خبرة عسكرية جدية، اذ يخوض نوعاجديدا من المعارك لم يختبرها من قبل، على اعتبار ان معرفته بالتقنيات الحديثة التي تمتلكها اسرائيل وقدراتها المتنامية لم يتراقق مع تجربة عملية، وهذا ما يحصل اليوم بشكل كبير، حيث يعالج الحزب يوميا وبشكل مستمر ثغرات ويحسن اداء مقاتليه ونخبه العسكرية.
وتقول مصادر مطلعة ان الواقع الداخلي اللبناني لا يجعل "حزب الله" متحمساً لاي معركة كبرى تعرض المدنيين والبنى التحتية والاماكن المبنية للخطر، في ظل اوضاع اقتصادية سيئة لجميع اللبنانيين، وعدم قدرة الدولة على رعاية المهجرين من جهة والمتضررين من جهة اخرى، وهذا يفرض على الحزب تحمل كامل أعباء اعادة الاعمار  وعملية الايواء، الامر الذي يحصل اليوم مع غالبية المتضررين في الخط الامامي.

وترى المصادر ان عدم تدخل الحزب الكبير والشامل في المعركة سيترك حماس والقوى الفلسطينية في صدارة المشهد الاعلامي والسياسي وهذا يحد ذاته يخلق نوعا من الإلتفاف العالمي والعربي حول الحرب ضد اسرائيل، في وقت سيكون الانقسام مختلفاً في حال باتت المعركة تتظهّر بوصفها بين المحور الايراني وتل ابيب، من هنا يعمل الحزب على الاستفادة من الغطاء الشعبي العربي والعالمي.

وتعتبر المصادر ان "حزب الله"، وبالرغم من كل هذه الاعتبارات التي تجعله يبتعد بشكل كبير جدا عن التصعيد العسكري الشامل، الا انه وضع لنفسه خطوطاً حمراء لن يتسامح في حال تجاوزها، بل سيكون جاهزا لدفع الاثمان، لانه ليس في وارد التضحية بكل قواعد الردع وعوامل القوة التي تمكن من مراكمتها في السنوات الماضية..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إعلام الاحتلال: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه

يواصل أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان العودة إلى منازلهم وأراضيهم، لليوم الثاني على التوالي، بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا لانسحاب جيش الاحتلال من المنطقة. وأثارت هذه العودة، التي حملت معها مشاهد لافتة تعبّر عن تمسّك الجنوبيين بخيار المقاومة، جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام الاسرائيلية، التي أجمعت على وصف المشهد بـ”المقلق”. وتناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية التطورات في تقرير مطوّل، أكّدت فيه أنّ حزب الله لم يُهزم خلال جولات القتال الأخيرة.. مشيرةً إلى أنّ الحزب يعمل على الحفاظ على الهدوء والاستفادة من اتفاق وقف إطلاق النار. وبينما زعمت الصحيفة أنّ الاتفاق يهدف إلى تقليص تهديدات الحزب، أقرّت في الوقت نفسه بأنّ حزب الله “يستعيد نشاطه”، ما يشكّل تحديًا لـ”إسرائيل”. وعلى صعيد المستوطنات الشمالية، تزايدت الانتقادات الموجهة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث وصف رئيس مجلس مستوطنة “المطلة”، دافيد أزولاي، الاتفاق بأنه “استسلام لصالح حزب الله”. وقال أزولاي: “سكان القرى الجنوبية في لبنان سيعودون، وسيعيدون بناء منازلهم، وسيتعاظمون من جديد”.. وذهب إلى حدّ التحذير من تنفيذ ما وصفه بـ”سيناريو السابع من أكتوبر” على الحدود الشمالية. ولم يخفي الإعلام الاسرائيلي قلقه من الصور التي أظهرت اللبنانيين وهم يعودون حاملين أعلام حزب الله. وعلق مراسل قناة (آي 24 نيوز)، أوريه كيشت، على هذه المشاهد قائلًا: “إنها تعزز مخاوف مستوطني الشمال، وتشكل تحديًا أمنيًا لقوات الجيش الصهيوني”. أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فنقلت على لسان مراسلها يائير كراوس، القول: إنّ “هذه الصور تمثل الكابوس الذي لطالما خشيته “إسرائيل”، بعد عام ونصف العام من القتال”. من جهته، علّق موقع “حدشوت بزمان” على مشهد عودة اللبنانيين بالقول: “مرةً أخرى، ستخسر “إسرائيل” تحقيق النصر الكامل عندما تنسحب من جنوبي لبنان”.

مقالات مشابهة

  • في ميدان المعركة : القسام تعلن استشهاد قائد أركانها محمد الضيف وعددٍ من أعضاء مجلسها العسكري
  • أسباب خصم رصيد من عداد الكهرباء الكارت بشكل مفاجئ.. والإجراءات التي يجب اتباعها
  • أستاذ تمويل: العلاقات المصرية العراقية تتطور بشكل كبير ولافت للنظر
  • وزيرة البيئة: الأنشطة البشرية تساهم بشكل كبير في تغيير سلوك القروش
  • قرية الجنادرية.. صناعة نشاط تجاري كبير
  • بطلة المياة بعد التتويج : المملكة تستثمر بشكل كبير في قدرات الشباب
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • انخفاض مستمر.. تراجع أسعار الدواجن اليوم الأربعاء| كم يصل سعر الكيلو؟
  • إعلام الاحتلال: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه
  • نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله