نورهان خفاجي تكتب: قناة السويس الطائرة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
بقلم المُحب الغيور على ناقل وطنه الجوي، أدون هذه السطور في الصباح الأخير للتصويت في الانتخابات الرئاسية 2024، مستبشرة في الفترة الجديدة من عمر هذا الوطن، أن تكون هي الحصاد والنتاج لجهود سنوات من السعي والدأب لقيادة الدولة بمخلصيها.
اليوم هو الثالث في التصويت للانتخابات الرئاسية الذي يتنافس عليها أربعة مرشحون، المؤشرات تقول إن الشعب المصري عازم على استكمال المسيرة واستكمال ما بدأه من طريق مع قائد وطني مخلص قبل سنوات – الرئيس عبدالفتاح السيسي –.
تلك المؤشرات المتفائلة هي من دفعتني اليوم، لتدوين هذه السطور، بعدما استشعرت الوعي الحقيقي ورغبة هذا الوطن بشعبه في أن يواصل تقدمه إلى الإمام، وهو يحاول الإمساك بكل المؤسسات الوطنية الذي وهن أداء البعض منها، وسقطت سهوا عن أعين الدولة خلال السنوات الاخيرة؛ فبعيدًا عن التصريحات الحنجورية وبعيدًا عن محاولة تجميل الأوضاع، ناقلنا الوطني "مصر للطيران" هو أحد تلك المؤسسات التي وهنت!!؛ نعم مصر للطيران وهنت ولن يعترف أحد؛ تقاوم منذ سنوات وهي تجر حول عنقها آلاف العمالة وآلاف المهام وإن كانت فوق قدرتها وجب عليها التنفيذ، لأنها ضلع وطني راسخ وأصيل، أداة من أدوات الدولة الذي لا يجب أن يستهان بها أبدًا؛ هي يد الدولة الواصلة إلى أقصى حدود العالم وأجواءها؛ الابنة المطيعة التي ترفرف في سماء العالم وهي حاملة الاسم قبل العلم - مصر للطيران - .
الإنجازات محفوظة حقها لأهلها، والأرقام معروفة، والخيبات أيضًا لن نحملها لمسؤول بعينه أو نلومه، الخسائر معروفة وأرقامها محصورة أيضا منذ سنوات، ولكن يبدو أنها لم تأخذ بعد دورها في البت، تم تركها حتى فاحت رائحتها ونفذت من بين ثنايا الأدراج ليخرج معها ناقلنا الوطني من التصنيف العالمي تماًما؛ نعم مصر للطيران هذا العام الذي نحن على أعتاب توديعه بعد أيام خارج التصنيف العالمي بعيدة عن تصنيف أول مائة شركة على مستوى العالم! للمرة الأولى في تاريخها.
المتابع عن قرب لقطاع الطيران المدني بشكل عام، وخطى مصر للطيران بشكل خاص، يرى أنه على مدار السنوات العشر الأخيرة، ظل قلب هذا القطاع – مصر للطيران – ينزف دون أن يضمد جراحه أحد أو يطببه؛ يأتي المسؤول ويرحل وهو عاجزًا عن وقف نزيف الخسائر المهولة التي تراكمت لسنوات منذ أحداث عام 2011، وما تبعها من أوضاع عرقلة دوران ترس مصر للطيران كما كان قبل أحداث 2011؛ في الفترة نفسها ظهرت ناقلات جوية في المنطقة توغلت بقوة ووصلت إلى أقصى النقاط في العالم، وظلت مصر للطيران تدور في نفس المنطقة وهي تحاول كيف تنفذ إلى نقاط جديدة، سبقتها بالفعل ناقلات جوية أخرى عتيدة.
الجهود الأخيرة مُقدرة من تحديث لأسطولنا الجوي والنفاذ إلى خطوط خطوات جديدة يقابله خطة إعادة الهيكلة الموضوعة قبل الجائحة، تؤشر أننا ننظر إلى الأمام؛ ولكن ننظر إلى الأمام ومصر للطيران تحبي بينما ناقلات العالم قد بدأت الركض منذ زمن. لها كل التقدير الحكومة حينما وقفت وقفة مشرفة خلف مصر للطيران في أزمة الجائحة الوبائية كوفيد-19، ومدتها بكل الدعم والسند في الوقت الذي حطت فيها أجنحتها المرفرفة على الأرض لعدة أشهر قليلة، كلفتها ملايين الخسائر.
وقفة الحكومة في أوان الجائحة الوبائية خلف مصر للطيران وعامليها، جعلتنا نشعر وإن كان لفترة وجيزة أنها استفاقة من الحكومة بأنه أخيرا جاءت محطة قطاع الطيران بإدراكها أنه كيف لأسابيع قليلة من الغلق أن تكبد مصر خسائر بالمليارات قادمة فقط من ناحية ناقلها الوطني؛ الذي بدا في تلك الفترة كما لو أنه يعمل بمعزل عن باقي المؤسسات منذ سنوات والدولة لا تعلم عن حجم نفقاته ومتطلباته وخسائره؛ كانت قراءة ذلك واضحا من حالة الاستعجاب التي رسمت على وجوه بض المسؤولين من حجم الخسائر والانفاق.
ولكن كل هذا ليس هو المهم الآن؛ لا نستهدف لوم شخص بعينه أو مؤسسة بعينها؛ ولكن لا يليق بمصر وهي تخطو نحو مرحلة جديدة من التقدم والزهو في عمر هذا الوطن، وتظل مصر للطيران خلف هذه المرحلة، لا يليق بمصر وهي تعتزم تدشين معرضًا جويا يجمع كل عمالقة صناعة الطيران التجاري في العالم – Egypt AirShow2024 في أحدث مدنها السياحية العالمية - العلمين - وناقله الوطني خارج التصنيف العالمي بين الشركات!!
ربما يغيب عن متخذي القرار لسنوات؛ أنه على قدر الخسائر والنفقات التي تفاجئوا بها لـ مصر للطيران في أوان جائحة كورونا الوبائية؛ أن الخير الغائب الذي من الممكن أن تجنيه الدولة من خلف قطاع الطيران - مصر للطيران - يفوق هذه الخسائر، حيث تستطيع مصر للطيران بما تمتلكه بقطاعاتها المختلفة من خطوط وصيانة وشحن وخدمات وغيرها من الأنشطة أن تُدر على الدولة ما يفوق إحصائيات قناة السويس، إذا أعطينها نظرة مغايرة.
في غضون سنوات قليلة؛ استطاعت الدولة أن تنفض عن قطاع السكة الحديد في مصر غبار سنوات الإهمال والتردي التي سببتها العهود البائدة؛ وأقسمت القيادة السياسية وقطعت على نفسها وعد أن تنهي النزف على قضبان السكة الجديد واستطاعت ونفذت الوعد وأصبحت مصر الآن، تمتلك خطوط سكة حديد وقطارات تفوق دول أوروبا هي الأحدث في العالم .. يؤلمني بين الحين والآخر أن أستقيظ على مانشيت في الصحافة الغربية أو أدواتها الإعلامية أو منصاتها التابعة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنفذ إلى جمهور العالم بسرعة البرق أن تجعل من مصر للطيران فريسة لإرضاء أجندتها السياسية التي تستهدف بها مصر.
لست بخبيرة في صناعة الطيران؛ فرحم القطاع زاخر بالأساتذة والخبراء الذين عاصروا سنوات الزهو والكبوة أيضا وخرجوا منها منتصرين مع مسؤولين كتبت حروف أسمائهم بالنور؛ إذا كان أمام مصر للطيران في السابق تحد واحد؛ فاليوم أمامها عشرات التحديات آخرها التمويل؛ وأولها المنافسة (منافسات الناقلات الجوية) التي تمكنت من المنطقة وتشعبت في جميع أرجاء محطاتها خلال السنوات الأخيرة. مصر للطيران تحتاج أن تكون أولوية في الجمهورية الجديدة؛ تلك الجمهورية التي لم تترك خلفها مؤسسة أو قطاع في الدولة حتى أدخلته قطار التطور والحداثة رغم التحديات التي لن تغيب عن مصر إلى نهاية الزمان، مقدر لمصرنا الحبيبة القتال والمواجهة والصمود كي تحافظ على ما ميزها الله به دون عن بلدان العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر للطيران مصر للطیران
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي يتابع مع نظيره الروسي آخر مستجدات المنطقة الصناعية الروسية بـ «اقتصادية قناة السويس»
جرى اليوم الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024، اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف.
وصرح السفير، تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزيرين ناقشا مختلف أوجه التعاون الثنائي السياسية والاقتصادية والاستثمارية التي تربط البلدين، وتحديدًا المشروعات التنموية المشتركة التي يتم تنفيذها، حيث قام الوزيران بمتابعة آخر مستجدات المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومحطة الطاقة النووية بالضبعة.
وأكدا الوزيرين، على أهمية تكثيف التشاور السياسي على المستوى الوزاري، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية والرئيس الروسي على هامش قمة البريكس التي عقدت بمدينة كازان.
ومن جهة أخرى، استعرض الوزيران أبرز المستجدات في المشهد السوري، حيث اتفقا على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة من أجل دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية، بصورة تعلي مصالح عموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وبما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية تفضي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري.
كما تباحث الجانبان حول آخر التطورات الجارية في غزة، حيث استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بما يسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.
اقرأ أيضاًاتصالات هاتفية لوزير الخارجية مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
وزير الخارجية يعقد لقاء افتراضيا مع أعضاء الجالية المصرية في أستراليا
وزير الخارجية يستقبل المرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو