إطلاق إذاعة لفائدة الساكنة المتضررة من الزلزال بالحوز
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تم الأربعاء بجماعة وزكيتة بإقيلم الحوز إطلاق مشروع الإذاعة الجمعوية “UNES’Kom” بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، وذلك بهدف تحسيس الساكنة بالمبادرات التي اتخذتها الدولة لمعالجة آثار الزلزال الذي ضرب الإقليم في شتنبر الماضي وتعزيز جهود إعادة البناء تحت إشراف السلطات العمومية.
وجاء في بلاغ لليونسكو أن هذه الإذاعة التي تم إطلاقها بتعاون وثيق مع جمعية مبادرات مواطنة، تهدف إلى نشر المعلومات الإيجابية والموثوقة والدقيقة بين الساكنة المتضررة من الزلزال، وتعزيز جهود إعادة البناء التي تقوم بها السلطات العمومية.
وستنتج “UNES’Kom” (وهي كلمة نحتت من خلال مصطلحي “يونسكو” و”لكم”، التي تعني “من أجلك” بالعربية) بودكاستات وروبورتاجات باللغتين الأمازيغية والدارجة المغربية، سيتم بثها عبر منصات الراديو ويب التابعة لـKech Radio وعلى حسابات هذه الإذاعة في شبكات التواصل الاجتماعي.
وأبرز المصدر ذاته أن هذه الإذاعة الجمعوية ستضطلع بمهمة نقل شهادات إيجابية وتجارب ملهمة عن الصمود بالمنطقة، وتعزيز الروح المعنوية لدى السكان المعنيين، وبث شعور الأمل وتعزيز التضامن، خاصة وأن الإذاعة تعتبر الوسيلة الأولى للإخبار في حالات الطوارئ من قبيل الكوارث الطبيعية.
وأضاف البلاغ أن الشعار الرئيسي الذي تم اختياره للمشروع باللغة الأمازيغية وبالدارجة هو “كلمة أمل لأجلكم”، مشيرا إلى أن الفريق الذي سيوجد في الميدان سيتكون من المغاربة، ولا سيما من الأشخاص الذين ينحدرون من المناطق المتضررة من الزلزال، وذلك في إطار مقاربة محلية وفعالة.
وبفضل معدات الإنتاج التي قدمتها اليونسكو، سيمكن المشروع الصحفيين المحليين والمتطوعين ولا سيما المكونين منهم، من إعداد التقارير والتسجيلات ميدانيا.
كما سيقوم الصحفيون بإبلاغ السكان المحليين بالمبادرات التي اتخذتها الدولة لمعالجة آثار الزلزال وبالتالي تعزيز الشفافية والثقة من خلال نشر المعلومات حول خطط إعادة البناء وخدمات المستعجلات والموارد المتاحة.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
قيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»
يعتبر الشيخ محمد رفعت المولود بحي المغربلين بالقاهرة في التاسع من مايو 1882 من أحد أهم القراء البارزين في مصر والعالم العربي والإسلامي والملقب بالقارئ المعجزة أو بقيثارة السماء، حفظ القرآن صغيرا رغم إعاقته في بصره مبكرا، ودرس التجويد والقراءات وغيرها من علوم القرآن وحفظه بطرق مختلفة، ثم درس علم المقامات الموسيقية وعلوم التفسير في مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب بالقاهرة، ويعتبر أول من أقام مدرسة للتجويد القرآني في مصر وتميزت طريقته في الأداء عن غيره من مقرئي القرآن بقدرته على إظهار الصوت الخاشع أثناء التجويد وقدرته على تجسيد المعاني وإظهارها بالآيات وبخاصة في الآيات المتعلقة بقصص الأنبياء والأقوام السابقة كتجويده لسورة يوسف وسورة مريم التي عشق سماعها أقباط مصر قبل مسلميها ناهيك عن جماليات الأداء الجميل الروحاني الذي يحمل للمستمع الروائح الذكية لأجمل عطور الأرض، أو لجمال وروع خشخشة صوته التي تعطي الإيحاء لصدى المعادن النفيسة عند اصطدامها لدرجة أن سماه أحد المستمعين قديما وهو الحاج سليم إبراهيم رخا بقرية بني قريش بمحافظة الشرقية بالذهب المسموع وهو ما اشتهر به، وكان أداؤه ينقل خلاله كل جوارحه إلي المستمع فينفذ إلى وجدانه ويتملكه وينفذ لأعماقه فيعطيه من حلاوة القرآن والإيمان حتى يشعر الناس بأن هذا الصوت قادم من الجنة، كان يعطي كل حرف حقه وينتقل من آية لآية حسب المواقف معتمدا على المقامات الموسيقية المختلفة دون أن يشعر المستمع بذلك.
وقد تجلى ذلك في أدائه لصورة الرحمن، لقد كان رجلا خاشعا ويشع من قراءاته للقرآن النور الرباني وكأن الملائكة محاطة به أثناء حفلاته القرآنية فتعطيه القوة والبهاء وأذكى النفحات وعندما كان يقول صدق الله العظيم كانت الناس تتمنى لو ظل مستمرا في تلك القراءة. وعندما افتتحت الإذاعة المصرية كان هو أول من ساهم بقراءاته بسورة إنا فتحنا لك فتحا مبينا، وكان يقرأ لها على الهواء مباشرة القرآن الكريم وإقامة الآذان مما أثرى معه أرشيف الإذاعة المصرية التي أصبح رمزا لها ومتربعا عليها، حتى ذاع صيته ونفذ صوته واشتهر في جميع بلاد العالم وجاءته العروض المختلفة ولكنه كان يأبى بتواضع وكبرياء فجاء صوته للإذاعة المصرية نديا خاشعا وعشقته الجماهير وبخاصة في شهر رمضان وأنه كان خشوعا إلى الله في قراءته يلتمس الصدق في أدائه وكان يقرأ مرتين أسبوعيا يوم الثلاثاء ويوم الجمعة لمدة 45 دقيقة وكانت الدموع تنهمر من عينيه، وعند وفاته يوم 9 مايو نفس يوم مولده ولكن عام 1950 فقدت الأمة المصرية والإسلامية عمودا هاما من أعمدة مقرئي القرآن وتراثه الأدائي والفني الجميل حتى نقلت الإذاعة المصرية خبر وفاته بقولها وحسب موسوعة الويكيبديا " أيها المسلمون فقدنا اليوم عالما من أعلام الإسلام وقالت الإذاعة السورية في نعيها على لسان المفتي " مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام، وقال عنه الشيخ الشعراوي رحمه الله " إذا أردت أحكام التلاوة فعليك بالشيخ الحصري، وإذا أردت حلاوة الصوت فعليك بالشيخ عبد الباسط، وإذا أردت النفس الطويل فعليك بالشيخ مصطفى إسماعيل، وإذا أردتهم جمعيا فعليك بالشيخ محمد رفعت " وكان محل أحاديث وملتقى الشعراء والأدباء والفنانين والسياسيين والموسيقيين وأهل العلم والدين في مصر فقد قال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن صوته ملائكي لأنه يأتي من السماء. ورغم مرور هذا الوقت الطويل على رحيله إلا أنه يظل عند المصريين مرتبط بالمظاهر والملامح الروحانية لشهر رمضان الكريم وتجلياته في التلاوة، وارتباط المستمعين بقراءاته لمدة أربعين دقيقة قبل المغرب عبر الإذاعة المصرية مع آذانه المحبب إلى الصائمين حتى ارتبط صوته عبر الأجيال بهذا الشهر ومازال سماع صوته محبب إلى الأجيال الشابة التي لم تعاصره وتشاهده، فتلك الأصوات المميزة لم تستطع السنوات الماضية أن تمحها لأن عند سماعها في مناسبات معينة تنتاب الذاكرة مشاعر دينية وروحانية معينة إضافة إلى توارد الخواطر الإيمانية والإنسانية والحياتية لذكريات عائلية واجتماعية مضت، ليظل هذا الشيخ الجليل متجليا ومتربعا على قلوب وعقول المصريين،
وليظل عبر الأزمنة العبقري الأول في الأداء، وكمظهر احتفاليا وشذا موسيقيا وسماعيا ودينيا لشهر رمضان الكريم، ومفخرة للمسلمين ودارسي علم الأداء والأصوات بعد أن أصبح من أكثر تلك المظاهر الفلكلورية للمصريين واحتفالهم بالشهر الكريم وغيرها من المناسبات الدينية واليومية لمواقيت العبادات وسماع القرآن.