سفر درب الآلام في غزة بحبر عراقي
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
العراق – صدر عن جمعية المترجمين العراقيين كتاب بعنوان “قصائد غربية مناهضة لحرب الإبادة الجماعية على غزة” من إعداد وترجمة الدكتور قاسم محمد حسن الأسدي.
غلاف كتاب “قصائد غربية مناهضة لحرب الإبادة الجماعية على غزة”وفي تعليق خاص للزميل سلام مسافر، مقدم برنامج “قصارى القول” على RT العربية، وزميل الدكتور قاسم محمد الأسدي، قال مسافر إن الأسدي كان قد دفع بكتابه إلى المطبعة بالفعل، “وفي قلبه غصة من غياب بصمة روسية على سفر يضم أجمل الأشعار التي نظمها ناطقون بالإنجليزية، تتمزق أفئدتهم بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وحول قصيدة بروخانوف يتابع سلام مسافر: “تبدو قصيدة الشاعر الروسي في نهاية الكتاب وكأنها ثمالة الوجع والأنين والأمل المصهور في عشرات القصائد لشعراء كبار من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا والهند وغيرها، وقد اخترقت قلوبهم عدوانية إسرائيل وأدمعت وجدانهم دماء أطفال غزة، فأنشدوا في مقتلهم”.
ويصدر الكتاب في 254 صفحة، ضمن مشروع “مئة كتاب”، أحد المشاريع الثقافية لجمعية المترجمين العراقيين، وتصدى لتنفيذه الدكتور قاسم محمد حسن الأسدي.
ويوثق القسم الأول من الكتاب أهم التظاهرات والتجمعات الدولية، ليأخذ القارئ في سياحة جيوسياسية للاحتجاجات التي اندلعت بعد أحداث غزة، وكشفت عن البعد الإنساني للتضامن مع أهالي غزة، بغض النظر عن اللون والعرق والدين.
كما ينفرد الكتاب بنشر صور وتقارير عن أنشطة دولية شعبية ورسمية واسعة، ربما لم تحظ بالتغطية الكافية في وسائل الإعلام العربية والغربية، حيث استفاد الدكتور الأسدي من عمله بمكتب بعثة الأمم المتحدة في بغداد للحصول على الأنباء من مصدرها الأول.
كذلك يشتمل القسم الثاني من الكتاب قصائد لشعراء من أمريكا وأستراليا والهند وأوروبا يكشفون من خلال الكلمة الشعرية الساحرة وقوفهم مع محنة أهل غزة، فصدحوا قصائد تقطر ألما وحزنا على آلاف الأرواح البريئة.
ويكتب الأسدي في مقدمة الكتاب: “سعيت لاختيار القصائد التي حاول فيها الشعراء تسليط الضوء على أطفال غزة، ونقلوا فيها هول ما يتعرضون له من قتل وتهجير وسلب لأبسط حقوق طفولتهم، أجساد ممزقة وجرائم لم تشهدها البشرية قبلا”.
كما يشير معد ومترجم الكتاب الدكتور الأسدي إلى عدم تضمين الكتاب قصائد لشعراء عرب نظرا “للسعي إلى رصد مواقف شعوب العالم وبخاصة الغربية الحرة بفنانيها وموسيقييها وكتابها ومفكريها وشعرائها الذين أطلقوا صرخة مدوية هزت أركان البيت الأبيض”.
والدكتور قاسم محمد حسن الأسدي مترجم عمل بوظيفة كبير المترجمين الفوريين في قناة RT العربية في الفترة من 2007-2014، وحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من قسم الأدب الروسي والأجنبي بجامعة موسكو الحكومية التي تحمل اسم لومونوسوف. وكذلك على درجة الدكتوراه في الأدب الروسي من جامعة الصداقة في موسكو، وعلى درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد.
وعمل الأسدي أستاذا ومحاضرا في جامعات ومعاهد عراقية وعربية، ويجيد اللغات الإنجليزية والروسية إضافة إلى الفرنسية والألمانية، وله كتب وأعمال مترجمة في مجالات اللغة والأدب والتعليم.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وضع الدكتور محمد محسن أبو النور بين أيدينا وثيقة فكرية مهمة تؤرخ لحقب متتابعة للحالة التي بدت عليها العلاقات المصرية الإيرانية منذ شاه إيران محمد رضا بهلوي حتى الآن، ووضع لها عنوانًا جذابًا باسم "الاتحادية والباستور" ثم عنوانًا شارحًا يقول "العلاقات المصرية – الإيرانية من عبد الناصر إلى بزشكيان". وعلى الرغم من أن بزشكيان وهو الرئيس الإيراني الحالي لم تمر على توليه المسؤولية فترة طويلة، إلا أنه بات ثاني رئيس يزور مصر بعد أحمدي نجاد، إذ حضر إلى القاهرة وشارك في قمة الدول الثماني النامية وكان في الصف الأول بجوار الرئيس السيسي في الصورة التذكارية للقمة، وهو أمر له دلالته، وله ما بعده.
لقد عرفت إيران من الدكتور أبو النور، الذي هاتفته في مساء الثامن من مايو من عام 2018 اتساءل عما يفعله الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب، وهو التوقيت الذي انسحب فيه ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم "الاتفاق النووي". كنت وقتها محررًا سياسيًا لا أعلم الكثير عن الصراع المرتقب بين واشنطن وطهران، وتساءلت عن قصة "نووي إيران" وشيعيتها وعلاقاتنا معها، ففوجئت به يدرجني ضمن مشروعه الخاص "الغرفة الإيرانية" وذراعها الإعلامي والسياسي والبحثي "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية" ومن وقتها بدأت أتحسس خطواتي تجاه ذلك الملف المعقد، حتى حصلت على درجة الماجستير في ذلك الملف وبدأت أتحسس خطواتي تجاه الدكتوراه، وأدركت مدى حساسية ما نبحث فيه وعنه.
وفي كل الأحوال فإن كتاب "الاتحادية والباستور" لا يعد مجرد تأريخ لما كانت عليه حالة العلاقات المصرية الإيرانية في السابق، سواء منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي مرورًا بفترة الخميني وما تلاه من رئاسات لإيران، بل إن الكتاب يبدو من محتواه أنه يضع أجندة لما يجب أن يكون عليه شكل العلاقات بين البلدين، مستندًا إلى تاريخ البلدين العريق وجغرافيتها الممتدة، وجيوشهما المنظمة التي تضرب بأصالتها وقدمها في عمق التاريخ.
يحفل الكتاب بالكثير من الأحاديث التي أجراها أبو النور مع المسؤولين المهمين على مستوى الملف الإيراني، ومع زوجة شاه إيران الإمبراطورة فرح ديبا، التي كنت شاهدًا على أحد لقاءاتها معه، فضلًا عن أحاديث وتحليلات عميقة وتفنيدًا كثيرًا لما ذكره الصحفي المصري الأسطورة الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتاباته عن إيران، وهو ما يؤكد على ضرورة أن يحوذ كل باحث في الشؤون الإيرانية لهذا الكتاب الذي تقع بين دفتيه إجابات مستفيضة لكثير من علامات الاستفهام التي تشغل الكثيرين من المتخصصين أو غير المتخصصين، خاصة بعدما شاهد العالم كله صواريخ إيران وهي تعبر الشرق الأوسط كله إلى عمق تل أبيب في صراع متشابك بين قوى إقليمية عقدت المشهد السياسي منذ ما بعد السابع من أكتوبر من عام 2023.
لكن أبرز ما في الكتاب أنه يجيب ضمنيًا عن سؤال طالما شغل بال الكثيرين: "ماذا يعكر صفو العلاقات بين القاهرة وطهران على مر الزمن؟ ويضعنا أمام تفاصيل لأعقد الملفات السياسية والعقائدية على الإطلاق، ويجيب عليها بكل سلاسة ووضوح كأننا نعيش مع شخصيات الحدث.