عضو «شباب النواب»: مصر والسودان مصير مشترك وأمن قومي واحد
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
أكد النائب خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن استضافة مصر لمؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث إنهاء الصراع الحالي بالسودان، يعكس حرص مصر على صياغة رؤية تسهم في حقن دماء الشعب السوداني، لافتا إلى أن مصر والسودان مصير مشترك وأمن قومي واحد.
أخبار متعلقة
عضو «خارجية النواب» تطالب بتحرك اممي لمنع تكرار حرق المصحف الشريف في أوروبا
بعد موافقة رئيس«النواب».
وأشار«بدوي» في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أن الأوضاع في دولة السودان الشقيقة باتت تشكل خطورة خاصة مع تزايد تداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن 3 أشهر، نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين ونزوح الملايين من السكان إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار.
وأضاف عضو مجلس النواب، إلى أن دول الجوار السوداني تعتبر الأكثر تأثرا بالتداعيات السلبية الراهنة، مما يتعين عليها جميعا تكاتف الجهود للوصول لحل شامل للأزمة حفاظا على الأمن القومي لدول الجوار حيث تعتبر السودان امتداد طبيعي لأمنها القومي.
وشدد على أهمية دور المؤسسات الإقليمية الفعالة في التدخل لحل الأزمة وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية حفاظا على مصالح ومقدرات وشعوب دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وثمن عضو مجلس النواب كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، بالجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار السودان التي تستضيفها مصر، والتي طالب خلالها أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أُعلنت في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان الذي عقد خلال شهر يونيو 2023، من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضررًا من التبعات السلبية للأزمة، بما يعزز قدراتها على الصمود ويرففع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.
النائب خالد بدوي قمة دول جوار السودان مجلس النواب تنسيقية شباب الاحزابالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين قمة دول جوار السودان مجلس النواب تنسيقية شباب الاحزاب دول جوار السودان مجلس النواب دول الجوار
إقرأ أيضاً:
استراتيجية الفوضى وتصفية دول الجوار
#استراتيجية_الفوضى وتصفية دول الجوار _ د. #منذر_الحوارات
لم تكن إسرائيل تحلم بأن تحقق هذا الكم من الأهداف خلال أيام معدودة، فهي الآن آمنة من وجود الجيش السوري القوي في جوارها، كما أمنت سابقًا من الجيش العراقي، وتمكنت من تدمير قدرات كبيرة لحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى احتلال جزء من لبنان وكامل قطاع غزة تقريبًا. كما باتت تسيطر جيوسياسيًا على فضاء عربي واسع، بل إن الأخطر من ذلك أنها تخطط للسيطرة على الضفة الغربية، تمهيدًا لبدء عملية تهجير منظمة للفلسطينيين بمساعدة إدارة دونالد ترامب، لكن السؤال الجوهري: كيف استطاعت إسرائيل، خلال أيام، أن تحقق ما عجزت عنه في عقود؟ لا شك أن الإجابة قد تبدو معقدة للبعض، لكنها أبسط مما يتوقع الكثيرون: إنها الفوضى!
كانت القناعة راسخة لدى كثيرين بأن إسرائيل لا تريد زعزعة استقرار الدول المحيطة بها، مثل سوريا ولبنان والأردن ومصر، إذ كانت ترى أن بقاء هذه الأنظمة، رغم عدائها لها، يمنع خطرًا آخر أشد تهديدًا، وهو وصول جماعات متطرفة إلى السلطة قد تخلّ بالأمن على حدودها، لذلك حرصت على عدم دعم أي عملية تغيير في هذه الدول، بل إنها حاربت الربيع العربي استنادًا إلى هذه الحجة، لكن فجأة، تغيرت هذه السياسة، ووافقت إسرائيل على إسقاط الأسد، وفي خضم الفوضى الناتجة عن هذا التغيير المفاجئ، تمكنت من تدمير البنية الأساسية للقوة السورية، واحتلت بقية الجولان، لتصبح على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة دمشق، وهنا يُطرح السؤال مجددًا: هل استبدلت إسرائيل نظرية الاستقرار التقليدية بنظرية الفوضى، بعدما ثبتت مكاسبها السريعة والمغرية؟
ربما نجد الإجابة في تصريحات ترامب الأخيرة، التي طلب فيها من الأردن ومصر استقبال اللاجئين الغزيين تحت التهديد، إذا دققنا في وضع هاتين الدولتين، نجد أنهما الوحيدتان المستقرتان في الإقليم المجاور لفلسطين، إذ تمتلكان نظامًا سياسيًا وبيروقراطيًا وعسكريًا متماسكًا، إلا أن مشكلتهما الرئيسية تكمن في الاقتصاد، وما يتبعه من بطالة وتراكم ديون، إلى جانب اعتمادهما على المساعدات الأمريكية وضمانات القروض من المؤسسات الدولية، وبناءً على ذلك، ربما ترى إسرائيل أن استمرار استقرار هاتين الدولتين ليس في مصلحتها، ووفقًا لاستراتيجيتها الجديدة القائمة على الفوضى، فقد تكونان هدفها المقبل.
مقالات ذات صلة الأسرى الفلسطينيون المسيحيون.. الحجارة الحية 2025/02/04بالتركيز على الأردن، نجد أن التاريخ يقدم إجابة واضحة، ففي عشرينيات القرن الماضي، نشب خلاف أيديولوجي عميق بين اليهود التصحيحيين، بقيادة زئيف جابوتنسكي، من جهة، وبين دافيد بن غوريون والحكومة البريطانية، من جهة أخرى، حول استثناء الأردن من مشروع الدولة اليهودية، فقد كان جابوتنسكي يرى، استنادًا إلى الوعد التوراتي، أن الدولة اليهودية تشمل ضفتي نهر الأردن، واعتبر فصل الأردن عن المشروع الصهيوني “سرقة للأرض اليهودية”، وعلى النقيض، كان بن غوريون أكثر براغماتية، فقبل بفصل شرق النهر، وركّز على إقامة الدولة في الأراضي المتبقية تحت الانتداب البريطاني، ومنذ ذلك الحين، ظل الأردن في نظر التيار الصهيوني المراجعي جزءاً “مسروقًا” من مشروعهم.
واليوم، ومع تحالف اليمين القومي الإسرائيلي، ممثلًا بنتنياهو، مع أنصار الصهيونية الدينية، التي ترى أن الضفة الغربية وقطاع غزة جزء من “أرض الميعاد” وأن استيطانها واجب مقدس، أصبحت هذه الأيديولوجيا أكثر تأثيرًا في صناعة القرار الإسرائيلي، وبعد أحداث “طوفان الأقصى”، تصاعد نفوذ هذا التيار، وأصبح يملك السلطة إلى جانب الأيديولوجيا، وهو ما يفسر الكثير مما يجري حاليًا.
يرى البعض أن إسرائيل تسعى لجعل الأردن وطنًا بديلًا للفلسطينيين، لكن هذا محض هراء، فهي لم تعد تركز على تهجير الفلسطينيين إلى دولة واحدة، بل على تشتيتهم في مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك لا شك أن الأردن أصبح هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، التي تسعى إلى استغلال إدارة ترامب المؤمن بأن النظام العالمي الجديد يجب أن يقوم على القوة لا القانون، لكن نظراً لأن الأردن دولة متزنة، تحكمها أسرة مالكة لا ترتكب أخطاء داخلية أو خارجية تمنح إسرائيل ذريعة للتدخل العسكري، فإنها تلجأ إلى استراتيجيتها الجديدة: الفوضى.
من هنا، يمكن فهم دوافع إسرائيل وراء فكرة تهجير الغزيين إلى الأردن، وإقناع ترامب بالضغط على عمان لقبول ذلك، وهي تدرك تمامًا أن الملك عبد الله سيرفض هذا الطرح بشكل قاطع، مما سيدفع ترامب إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية ضد الأردن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد، ومن ثم نشوب فوضى اجتماعية تعصف بالدولة.
ما سبق ليس تحليلًا تآمرياً، بل واقع تؤكده الأدبيات الإسرائيلية، فقد تخلصت إسرائيل من مخاوفها بشأن الفوضى في دول الجوار، بعدما اكتشفت أنها أداة فعالة لاختراق هذه الدول والسيطرة عليها، والأردن، بلا شك، يمثل هدفًا كبيرًا للمشروع الصهيوني، إذ إن الفوضى داخله تخدم المصالح الإسرائيلية بشكل مباشر.
لهذا السبب، يتحرك الملك عبد الله بسرعة وبديناميكية على مختلف الأصعدة لمواجهة هذا المشروع الإسرائيلي– الأمريكي، وبحكم خلفيته العسكرية، فهو يسعى للتحالف مع الدول القادرة على التصدي لهذا المخطط، ويعمل على إقناع الجهات الأمريكية الصديقة بأن ما تطلبه إسرائيل لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى، التي لن تقتصر تداعياتها على المنطقة فحسب، بل ستمتد إلى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في العالم.