وزيرة البيئة تشارك في الجلسة العامة لمناقشة التقييم العالمي لمواجهة آثار تغير المناخ ببروكسل
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 في الجلسة العامة لمناقشة التقييم العالمي لجهود مواجهة آثار تغير المناخ، ضمن مشاركتها على رأس وفد رفيع المستوى في الاجتماع الوزاري السابع حول العمل المناخي في بروكسل، المنعقد بالشراكة بين الاتحاد الأوروبي وكندا والصين، والتى أفتتحها السيد فرانس تيمرمانس نائب الرئيس التنفيذي لمفوضية الاتحاد الأوروبي ومفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ، لمناقشة هدف التقييم العالمي بشكل هادف في دبي أثناء انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناح، بشكل يعمل على تعزيز تنفيذ اتفاقية باريس والتعاون الدولي للعمل المناخي.
أخبار متعلقة
وزيرة البيئة تعلن إقامة أول منتدى للاستثمار البيئي والمناخي في مصر نهاية يوليو الجارى
وزيرة البيئة تتوجه إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع «العمل المناخي» (تفاصيل)
وزيرة البيئة تشهد توقيع بروتوكول تعاون لإطلاق جائزة مواجهة التغير المناخي في إفريقيا
وزيرة البيئة تستعرض الخطة الإستراتيجية لمنظومة المخلفات من 2019 حتى 2023
وأكدت الوزيرة ياسمين فؤاد على أن الجلسة تناقش سبل الخروج بقرار تقييم عالمي شامل في مؤتمر المناخ COP28 بدبي بهدف تعزيز تنفيذ اتفاقية باريس والتعاون الدولي للعمل المناخي، والتخفيف والتكيف وسبل التنفيذ والدعم.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أهمية الخروج بقرار لتقييم عالمي لجهود مواجهة آثار تغير المناخ من مؤتمر المناخ القادم COP28 بدبي، يتضمن النظر إلى الجهود السابقة ونظرة مستقبلية لجهود المطلوبة، في موضوعات التخفيف والتكيف وآليات التمويل والخسائر والأضرار.
وشددت الوزيرة على ضرورة احترام مبادئ المساواة والمسئولية المشتركة متباينة الاعباء، تبعا لقدرات كل دولة في ضوء الظروف الوطنية المختلفة.
ودعمت وزيرة البيئة المصرية فكرة أن يتضمن التقييم العالمي حلولا عملية فعالة لتحديات تغير المناخ،بناء على التجارب السابقة الناجحة، لسد الفجوات الحالية في مجالات التكيف وتمويل الخسائر والأضرار، والهدف الجماعي الجديد بشأن التمويل، والتخفيف، مشيرة إلى أن أهمية الخروج بتقييم عالمي شامل يقدم معرفة واضحة تعزز قدرة الدول الأطراف على تحديث وتعزيز إجراءاتها الوطنية، وأيضا جهودها على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الفرص والتحديات في تعزيز العمل ودعم التقدم الجماعي، وتوفير آلية للوقوف على الجهود السابقة والجهود ذات الأولوية المطلوبة مستقبلا.
وأوضحت الوزيرة، أن التقييم العالمي يجب أن يستند إلى العلم والمبادئ المتفق عليها في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، وأن يعكس المسؤوليات الواضحة المتفق عليها في اتفاقية باريس، كما يجب أن تكون واضحة وطموحة بشأن تقديم الدعم اللازم لتلبية الاحتياجات التي تم تحديدها بناءا على الدراسات والتقييمات والتقارير الصادرة بما فيها خطة عمل شرم الشيخ المعلنة في مؤتمر المناخ COP27.
ولفتت د. ياسمين فؤاد إلى أهمية الخروج بتقييم عالمي شامل لتعزيز مسارات الانتقال العادل للدول النامية في تبيني تكنولوجيات تغير المناخ بما يضمن دمج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق هذا الانتقال.
كما ركزت وزيرة البيئة على أهمية إعادة هيكلة المنظمات الدولية لتوفير التمويل اللازم لتعزيز مواجهة آثار تغير المناخ.
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 قد استهلت مشاركتها في فعاليات الاجتماع السابع للعمل المناخي المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل بتنظيم كل من مفوضية الاتحاد الأوربي وكندا والصين، بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية التي افتتحها كلًا من فرانس تيمرمانس (Frans Timmermans) نائب الرئيس التنفيذي لمفوضية الاتحاد الأوربي، ومفوض الاتحاد الاوربي للمناخ، ومعالي الوزير ستيفين جولبو (Steven Guilbeault) وزير البيئة الكندي ومعالي الوزير هوانغ رون تشيو Huang Runqiu، رئيس مؤتمر COP15 ووزير الإيكولوجيا والبيئة الصيني الصيني ورئيس مؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيس الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28)، والسيد سايمون ستيل المدير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وزيرة البيئة التغيرات المناخية مؤتمر المناخ cop28المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين وزيرة البيئة التغيرات المناخية مؤتمر المناخ cop28 مؤتمر المناخ وزیرة البیئة یاسمین فؤاد
إقرأ أيضاً:
الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
تعد الحيتان أكبر الكائنات على الأرض، لكن دورها في النظم البيئية للمحيطات يتجاوز حجمها المهيب، إذ تُسهم بشكل كبير في تنظيم المناخ العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتؤدي الحيتان بأنواعها دورا حيويا في مكافحة تغير المناخ من خلال تحفيز دورة المغذيات، وتخصيب العوالق النباتية الممتصة للكربون، والعمل كمخازن للكربون عبر أجسامها. وتعزز حركتها العمودية بين طبقات المحيط صحة وإنتاجية النظام البيئي البحري، وتدعم استقرار المناخ العالمي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مستويات سطح البحار ارتفعت أكثر من المتوقع في 2024list 2 of 2غرينلاند توقف مشروعا لأسباب بيئية وتواجه تعويضات بأضعاف موازنتهاend of listتغوص الحيتان في أعماق المحيط لتتغذى على فرائس غنية بالمغذيات بكميات كبيرة، مثل الحبار والأسماك والكريل (نوع من المفصليات البحرية) وغيرها، وبعد تناولها الطعام، تعود إلى السطح للتنفس، وأحيانا للتكاثر وفي أثناء ذلك، تُطلق المغذيات التي ابتلعتها من فرائسها على شكل أعمدة برازية على سطح المحيط.
ويشكل ذلك طبقة غنية بالمغذيات الأساسية، مثل الحديد والفوسفور، التي تُخصّب العوالق النباتية، مما يُهيئ ظروفا مثالية لنموها السريع، ويؤدي إلى ما يُعرف بـ"ازدهار العوالق النباتية".
والعوالق النباتية (Phytoplankton) كائن ذاتي التغذية ضمن فصيلة النباتات الصغيرة المجهرية التي عادة ما تنجرف في الطبقات العليا من المحيط، وتستهلك العناصر الغذائية والطاقة الضوئية لإنتاج الكتلة الحيوية. وفي بيئة غنية بالمغذيات، قد تزهر العوالق النباتية وتمتد لتشكل مصدرا غذائيا رئيسيا لعديد من الأنواع البحرية الأساسية لكلّ من شبكات الغذاء المحيطية.
إعلانوتعد العوالق النباتية صغيرة الحجم لكنها قوية، وهي البطل المجهول لدورة الكربون على الأرض. وتمتص هذه الكائنات الضوئية الصغيرة حوالي 40% من الكربون الثابت سنويا على مستوى العالم، وتنتج ما يقرب من نصف الأكسجين في العالم، مما يجعلها أساسية لاحتجاز الكربون عالميا، وهي المسؤولة عن معظم عملية التمثيل الضوئي على الأرض، وتلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ.
وحتى عندما تموت العوالق النباتية وتغرق في قاع المحيط، فإنها تحتجز الكربون في رواسب أعماق المحيط. وفي نهاية المطاف، تُعد العوالق النباتية أساسية لاحتجاز الكربون وتخزينه طويل الأمد، إذ إن لها دورا حاسما في تنظيم المناخ العالمي.
نظرا لتأثير الحيتان الإيجابي والأساسي على نمو العوالق النباتية، فإن الحفاظ عليها يرتبط ارتباطا مباشرا بالحفاظ على استقرار المناخ، ولا تساعد الحيتان في الحفاظ على إنتاجية المحيطات فحسب، بل إن كتلتها الحيوية الكبيرة وأجسامها الضخمة لها دور مهم في تخزين الكربون.
وتشير الدراسات الإحيائية إلى أن الحيتان تخزن على مدار حياتها ما معدله 33 طنا من الكربون، مقارنة بـ12 طنا تخزنها شجرة بلوط مثلا. ويرجع ذلك إلى حجمها الكبير وأعمارها الطويلة التي تتراوح بين 45 و90 عاما، بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الحوت "مقوس الرأس" يتجاوز عمره على الأرجح 200 سنة.
وباعتبارها من الحيوانات المفترسة الرئيسية، تخزن الحيتان الكربون عن طريق استهلاك الفرائس من المستويات الغذائية الدنيا الغنية بالكربون أيضا.
وحتى عندما تموت، تغرق أجسادها في قاع البحر، حيث يُخزن الكربون لقرون أو حتى آلاف السنين. وحتى مع تحلل جثة الحوت يندمج بعض الكربون في رواسب المحيط، مما يؤدي إلى عزله بشكل فعال.
إعلانوبالإضافة إلى ذلك، تتغذى كائنات أعماق البحار على الجثة، حيث تعيد تدوير جزء من الكربون من خلال النظام البيئي بدلا من إطلاقه مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.
ويقدر علماء الأحياء أن هناك ما يزيد قليلا على 1.3 مليون حوت في المحيطات، أي ربع عددها سابقا والذي كان يتراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين، وهناك نحو 90 نوعا من الحيتان المختلفة الأحجام.
ويعد الحوت الأزرق أكبر حيوان على وجه الأرض. ويمكن أن يصل طوله إلى 30 مترا ويتراوح وزنه ما بين 100 و150 طنا، أي ما يعادل 340 فيلا بالغا، بينما قد يصل وزن قلبه إلى 600 كيلوغرام، أي وزن سيارة صغيرة.
وعلى الرغم من دورها الحيوي في الحد من آثار تغير المناخ وصحة النظام البيئي، تواجه الحيتان تحديات غير مسبوقة من أجل البقاء، وجراء الأنشطة البشرية غالبا تتعرّض أعداد الحيتان للخطر، بدءا من ابتلاع البلاستيك وصولًا إلى التلوث الضوضائي وتغير المناخ والصيد الجائر.
ويعد التلوث البلاستيكي نفسه عدوا للحيتان، فكثيرا ما تبتلع الحيتان قطع البلاستيك، مما يؤدي إلى انسداد هضمي، وتعرضها لمواد كيميائية سامة، ومشاكل صحية خطيرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، عندما تستهلك الكائنات البحرية الصغيرة البلاستيك، فتتراكم السموم في السلسلة الغذائية وتؤثر على الحيتان بكميات مركزة.
من جهة أخرى، تعتمد الحيتان على أنظمتها السمعية في الملاحة والتواصل والبحث عن الطعام والتكاثر. ولذلك، يُشكل التلوث الضوضائي الناتج عن أنشطة بشرية، مثل النقل البحري وأجهزة السونار والاختبارات الزلزالية، تهديدا كبيرا قد يؤدي إلى نفوق الحيتان. وقد ثبت أن التلوث الضوضائي يُعطّل تواصل الحيتان ويؤثر على أنماط هجرتها وسلوكيات تكاثرها.
إعلانكما يُسبب ذلك ضغوطا نفسية طويلة الأمد، وفي بعض الحالات، قد يُؤدي إلى نزيف في الدماغ، وقد ارتبط ذلك أيضا بجنوح الحيتان. ويُشكل تغير المناخ السريع تحديا إضافيا لبقاء هذه الحيتان من خلال تغيير مسارات هجرتها، وتدهور موائلها، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.
في عام 1986 حظرت "اللجنة الدولية لصيد الحيتان" صيد الحيتان لأغراض تجارية، لكن بعض الدول والشركات واصلت عمليات الصيد، إذ تشير التقارير إلى قتل أكثر من 40 ألف حوت، مما قوّض جهود التعافي.
ويلقي انخفاض أعداد الحيتان بتأثيراتٍ واسعة النطاق في جميع أنحاء النظم البيئية البحرية، ويُسرّع من تغيّر المناخ. فمع تناقص أعداد الحيتان، تتضاءل دورة المغذيات، مما يُؤدي إلى انخفاض نمو العوالق النباتية. لذلك، فإن حمايتها لا تتعلق فقط بالحفاظ على الأنواع، بل تعد خطوة حاسمة في مكافحة تغير المناخ واستعادة الاستقرار على الكوكب.