أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

تواجه الجزائر عزلة إقليمية غير مسبوقة، بعدما اتضح أن علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية والخليجية ليست في أحسن أحوالها.

وليست علاقة "الجارة الشرقية" مع دولة الإمارات العربية المتحدة بمنأى عما تعيشه من عزلة سياسية ودبلوماسية، ما دفعها إلى البحث عن سبل لإنهاء أزمتها مع أبوظبي على وجه التحديد.

وفي هذا الصدد؛ أفادت مجلة "مغرب أنتلجنس" أن "النظام الجزائري طالب الكويت، بشكل غير رسمي وسري، بلعب دور الوساطة مع دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفة أن "العلاقات الثنائية بين الجزائر وأبو ظبي تمر بمأزق حقيقي".

وزادت المجلة أن "السلطات الإماراتية، على ما يبدو، فقدت كل صبرها أمام العدوانية الدائمة أو المتكررة للسياسيين والإعلاميين الجزائريين المحسوبين على النظام الجزائري، التي تؤجج باستمرار وتنشر مشاعر عميقة معادية للإماراتيين بين الشعب الجزائري".

وفي الجزائر كما في أبوظبي، يردف المصدر عينه، "لا يزال القادة متمسكين بموقفهم، ولا يبدو أن أيا من الطرفين يرغب في تقديم تنازلات للآخر"، لافتا إلى أن "الجزائر تنتقد الإمارات بسبب دعمها ماليا وسياسيا للمغرب ومصالحه الاستراتيجية".

من جانبها، يشرح "مغرب أنتلجنس"، "تنتقد الدولة الإماراتية النظام الجزائري بسبب ولائه لتركيا وقطر، فضلا عن تصرفاته المعادية للمصالح الإماراتية في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى".

ولنزع فتيل هذه الأزمة، توضح المجلة المذكورة، "يجرب النظام الجزائري طريق الكويت؛ وهي الإمارة التي تتمتع بمصداقية كبيرة واحترام من جميع دول الخليج".

وتابع المصدر المذكور: "يريد الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" وقف التصعيد مع هذه الدولة الخليجية الغنية، التي تحافظ على صداقات ممتازة مع الغرب وروسيا والصين، وكذلك جميع القوى الناشئة".

قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2024، تبرز مجلة "مغرب أنتلجنس"، "أدرك تبون خطر البقاء مرتبطًا بهذا العداء المسموم مع واحدة من أكثر الدول نفوذاً في العالم الإسلامي والعربي، التي أصبحت الآن لاعبًا ديناميكيًا في مجموعة البريكس".

تجدر الإشارة إلى أن "الكويت لعبت دورا حاسما في عودة تطبيع العلاقات بين السعودية وحلفائها مع قطر، إثر ما سمي بالأزمة الخليجية بين 2017 و2021. وبالتالي يأمل النظام الجزائري الاستفادة من هالة الكويت، لإيجاد حلول تسمح له برفع العوائق التي تهدد علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة، لكن في الوقت الحالي، لا شيء يشير إلى أن هذا الرهان سيكون فائزًا حقًا للجزائر"، تختم المجلة نفسها.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النظام الجزائری

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد بين الجزائر وفرنسا فمن يعمّق الأزمة؟

الجزائر- عادت العلاقات الجزائرية الفرنسية مجددا إلى مسار الخلاف رغم مساعي البلدين الحثيثة لإعادة جسور التواصل وترميم العلاقات التي شهدت توترا متصاعدا على مدار الشهور الماضية.

وأعلنت الجزائر اعتبار 12 موظفا عاملين بالسفارة الفرنسية وممثليتاها القنصلية "أشخاصا غير مرغوب فيهم مع إلزامهم بمغادرة التراب الوطني في غضون 48 ساعة".

وفي بيان لها أمس الاثنين، أكدت الخارجية الجزائرية أن "القرار جاء إثر الاعتقال الاستعراضي والتشهيري في الطريق العام الذي قامت به المصالح التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية يوم 8 أبريل/نيسان الجاري بحق موظف قنصلي لدولة ذات سيادة معتمد في فرنسا".

إجراء شائن

وأضافت الخارجية الجزائرية أن هذا الإجراء "الشائن" الذي يصبو من خلاله وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى "إهانة الجزائر" تم القيام به في "تجاهل صريح" للصفة التي يتمتع بها هذا الموظف القنصلي ودونما أدنى مراعاة للأعراف والمواثيق الدبلوماسية وفي "انتهاك صارخ" للاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.

وحمّلت الجزائر الوزير الفرنسي المسؤولية الكاملة للمنحى الذي ستأخذه العلاقات بين الجانبين في الوقت الذي بدأت فيه دخول مرحلة من التهدئة، إثر الاتصال الهاتفي بين قائدي البلدين والذي أعقبته زيارة وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو إلى البلاد.

إعلان

وفي أول رد فرنسي، دعا بارو الجزائر إلى التراجع عن قرار طرد موظفي بلاده، مؤكدا أنه "لا خيار لباريس سوى الرد فورا في حال الإبقاء على القرار".

ويأتي التصعيد الجديد بين البلدين بعد أسبوع من زيارة بارو إلى الجزائر واستقباله من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، بعد محادثات أجراها مع نظيره الجزائري أحمد عطاف انتهت بإعلان "مرحلة جديدة في علاقات ندية".

وقد انطلقت أول شرارة لعودة التوتر بين البلدين إثر إيداع موظف من البعثة الدبلوماسية الجزائرية في فرنسا السجن المؤقت ومتابعته قضائيا من قبل القطب المتخصص بالإرهاب في إطار فتح تحقيق قضائي بشأن مزاعم اختطاف الناشط الجزائري المعارض "أمير بوخرص" الملقب بـ"أمير دي زاد" سنة 2024 أحد الشخصيات المطلوبة للعدالة في الجزائر والصادرة بحقه عدة أحكام قضائية.

واعتبرت الجزائر أن "التسرع المفضوح في استغلال من وصفته بالمجرم كواجهة جديدة للخطاب المعادي لها يقابله تماطل السلطات الفرنسية في التعامل مع طلبات السلطات الجزائرية بتسليم هذا المخرب المرتبط بتنظيمات إرهابية" مشيرة إلى "هشاشة وضعف الحجج التي قدمتها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية".

صدام سياسي

حسب خبير التخطيط الإستراتيجي والعلاقات الدولية محمد شريف ضروي، دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية مرحلتها الثانية بعد أزمة إعلامية ومرحلة البيانات السياسية، ليصبح الصدام اليوم سياسيا ورسميا ومؤسساتيا واضحا.

وقال ضروي للجزيرة نت إن إيداع موظف سامٍ يحمل صفة دبلوماسية الحبس الاحتياطي يُعد تجاوزا حقيقيا من باريس للبروتوكولات والاتفاقيات المنظمة للعلاقات بين البلدين، خصوصا تلك المتعلقة بتنقل وحماية الأشخاص ذوي الصفة الدبلوماسية.

وأشار إلى ضرورة أن تقوم فرنسا، قبل إيقاف هذا الشخص أو حتى قبل أن يُحال إلى العدالة، بمراسلة السلطات الجزائرية وتوضيح الأسباب، فأي قرار يُتخذ في مثل هذه القضايا يجب أن يكون ثنائيا، وأن تكون الجزائر على علم مسبق وواضح بأي خطوة قد تُقدم عليها الدولة الفرنسية.

إعلان

ووفقا لضروي، تجاوزت فرنسا كل هذه المراحل، من المصالح الأمنية، إلى التحقيق القضائي، ثم إصدار قرار بإيداع الإطار الدبلوماسي رهن الحبس الاحتياطي، إلى جانب شخص آخر يحمل الجنسية الجزائرية.

ووصف القرار الجزائري بـ"النابع من مبدأ المعاملة بالمثل والندية" كرد فعل على تجاوز واضح قامت به فرنسا، وفق البروتوكولات والاتفاقيات الرسمية المنظمة للعلاقات بين البلدين وعلى رأسها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وعن مستقبل العلاقات بين الجانبين، يرى هذا الخبير أن التنبؤ به غير ممكن كونها تسير في منحى تصاعدي خلال المرحلة القادمة بسبب تداخل عدة جهات في هذه الأزمة، وليس فقط الإطار الدبلوماسي.

كما نوه إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن العودة إلى نقطة الصفر لم تعد ممكنة، إلا من خلال لقاء رسمي مباشر بين رئيسي البلدين، يكون بمثابة انطلاقة حقيقية لإعادة الأمور إلى نصابها، والشروع في بناء علاقات جديدة وجدية على أسس واضحة ومتينة.

امتحان

من جانبه، قال المحلل السياسي حكيم بوغرارة إن إعادة بعث العلاقات في الأيام الأخيرة مرتبط بمسار تطور هذه الأزمة.

وأكد للجزيرة نت أن الخطوة الفرنسية الجديدة المتعلقة بالقضاء هي بمثابة امتحان آخر لما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين تبون وماكرون، وبعد لقاء وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره الفرنسي وما تم التطرق إليه من نقاط مهمة.

وعاد المحلل السياسي إلى ما أسماه محاولة النيابة العامة الفرنسية المختصة بمكافحة الإرهاب "التهويل والتضخيم في قضية تدّعي أنها تتعلق بمعارض جزائري" بينما تؤكد الجزائر أنه "لا يملك أي صفة سياسية أو مستوى ثقافي يسمح له بممارسة المعارضة أو العمل السياسي".

ويُنظر إلى هذا النوع من الملفات، حسب بوغرارة، على أنه من إنتاج الاستخبارات بهدف توظيفه في مثل هذه الأزمات والتوترات التي تمر بها العلاقات الجزائرية الفرنسية. وقال إن مثل هذه الأزمات تُوظَّف من قبل اليمين واليمين المتطرف الفرنسي لاستعداء الجزائر.

إعلان

بدوره، يؤكد المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي إسماعيل خلف الله أن وزير الداخلية الفرنسي واليمين المتطرف بصفة عامة هو من يسعى إلى إعادة تصميم العلاقة بين الجزائر وباريس وفق رؤيته الخاصة.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر أن التيار الذي يمثله وزير الداخلية الفرنسي أصبح يمثل التيار الذي لا يريد للعلاقات بين البلدين أن تتعافى كونه يسعى إلى تسميمها بأي وسيلة كانت.

ويرى أن هذا التيار يسعى إلى توجيه السياسة الرسمية الفرنسية، في محاولة لإبقاء العلاقة متشنجة، سواء بهذا الملف أو ملفات أخرى كاستعماله ورقة الهجرة، ثم التصعيد الذي حدث في الأشهر السابقة.

مقالات مشابهة

  • الخطوط الجوية السورية تستعد للانطلاق مجدداً نحو دولة الإمارات العربية ‏المتحدة ‏
  • «أبوظبي للصادرات» يشارك في مؤتمر «تي إكس إف»
  • إطلاق كتاب الرعاية الصحية في دولة الإمارات خلال فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة
  • شاهد نشاط الرئيس السيسي بالنصف الأول من أبريل.. زيارة ماكرون وجولة خليجية الأبرز
  • عبدالله بن زايد: الإمارات تدين بشدة المخططات التي تستهدف المساس بأمن الأردن
  • عاجل. باريس تعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجزائري ردًا على إجراءات اتخذتها الجزائر
  • اقتراح صادم خلف الأبواب المغلقة: دولة خليجية تخطط لاجتياح بري في اليمن
  • تصعيد جديد بين الجزائر وفرنسا فمن يعمّق الأزمة؟
  • وزير الداخلية الفرنسي: ليس لدي أي هوس بالسلطات الجزائرية ولا بالشعب الجزائري
  • وزير الخارجية الفرنسي يهدد بتأديب كبرانات النظام الجزائري عقب طرد 12 موظفاً دبلوماسياً فرنسياً