ابتهال الحساني… شابة يمنية تتفوق في تجارة الملبوسات وأدوات التجميل (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
تواجه المرأة اليمنية ظروفا بالغة الصعوبة منذ بدء الحرب وحتى اللحظة؛ إذ كانت وما تزال إحدى ضحايا النزاع الذي أذاقها الويلات، وحال دون تحقيق طموحها وأملها الذي كانت تنشده.
نساء يمنيات تحدين ظروف الحرب وحاولن أن يصنعن من المحن محنا وأن ينقشن على الصخور؛ لكي يثبتن إرادتهن وعزيمتهن القوية التي لا تثنيها أزمة أو توقفها معركة.
من بين تلك النساء، الشابة اليمنية “ابتهال الحساني” شابة لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه الواقع المرير، ولم تنتظر الحظ متى سيحالفها لكي تبدأ؛ لكنها رأت أن لا بد من الاجتهاد والسعي فوجدت أن تجارة الملبوسات هي الطريق الوحيد الذي سيحقق لها أهدافها المنشودة.
بدأت مسيرتها في التجارة بصعوبة بالغة واستدعت كل حماسها وشغفها لتبهر كل مقربيها بالإنجاز الكبير الذي حققته، وما زالت تتجاوز كل الصعوبات لتصل لأهدافها المرسومة سلفا؛ إذ لم تكن أحلامها مجرد أماني، تدور في مخيلتها قبل الخلود إلى النوم بل كانت خطوات متتابعة وسعيا حثيثا وجهدا جبارا، أخذ من وقتها وجهدها الكثير، ومن راحتها أيضا، بحسب قولها.
وحصلت ابتهال على شهادة البكالوريوس في قسم علم النفس، جامعة تعز، إلا أنها ما تزال تطمح في الحصول على شهادة تعليمية عليا.
تجارة منافسة
استطاعت إبتهال أن تنافس الكثير من التجار في عالم تجارة الملبوسات وأدوات التجميل والاكسسوارات؛ إذ وصل بها شغفها إلى أن فتحت أربعة فروع (محال تجارية)، ثلاثة منها داخل مدينة تعز وواحد في مدينة التربة.
وعن بداية مشوارها في التجارة والدافع لها لخوض تجربتها في هذا المجال، تقول إبتهال “بدأت مهنة التجارة قبل أربع سنوات، وكان الدافع لي لخوض هذه التجربة، هو حبي للاستقلال المادي الذي سيمكنني من تحقيق أهدافي وطموحاتي المستقبلية، كذلك ومن أجل الاكتفاء الذاتي في إيجاد كل متطلبات الحياة دون الانتظار لأي مساعدة مالية من أحد، بالإضافة إلى حبي لهذا المجال”.
الخطوات الأولى
وتضيف الحساني “كانت بدايتي في التسويق الإلكتروني وقد اخترت اسما لتجارتي وهو” بوتيك فور يو “؛ أقوم بشراء البضاعة وتصويرها، وصولا إلى نشرها في جروبات” الوتساب والفيس بوك “؛ إذ توجد على هتين الوسيلتيين الآلآف من النساء اللاتي تثير بضاعتي إعجابهن، ثم يقمن بالحجز والشراء”.
واستمرت إبتهال بالتجارة الإلكترونية قرابة عام، وبعد أن وجدت أن رأس مالها سيكفي لفتح محل تجاري شرعت بذلك بكل حب وكانت الانطلاقة من هنا، من شارع جمال وسط مدينة تعز.
تقول إبتهال “عندما انتهيت من فتح المحل الأول، كانت سعادتي لا توصف، شعرت أنني بدأت أضع أول قدم لي في عالم التجارة، ثم باشرت العمل مع عاملتين في المحل بكل حب، كما أن الإقبال على بضاعتي كان كبيرا”.
وتتابع “يعود الفضل في كل هذا الذي وصلت له اليوم إلى أهلي جميعهم، الذين كانوا سندا لي وخير معين في وصولي إلى هذه المرحلة”.
وتشير الحساني إلى أن العمل في التجارة لم يعفها من أداء واجباتها المنزلية؛ لكنها تعمل جاهدة للتوفيق بين القيام بها وبين مزاولة التجارة، والفضل في نجاحها بهذا يعود إلى أمها التي تشجعها وتوفر لها الكثير من الوقت وذلك بإنجاز الكثير من واجبات البيت بدلا عنها.
حب واجتهاد
وتخصص الحساني الفترة المسائية كل يوم لأجل الجرد والمطابقة وإعداد المسابقات، وتجهيز الطلبات، وهي تمارس هذا الفعل حتى تكرس ثقافة الالتزام بمعايير وقواعد النجاح في عالم التجارة، وحتى تعزز الثقة بينها وبين الزبائن، بحسب قولها.
تقول إبتهال: “ثقة الزبائن في تجارتي وإقبالهم الكبير على بضاعتي هو الذي شجعني كثيرا حتى أنني كنت أستورد بضاعة بشكل مكثف وتباع بوقت قصير؛ الأمر الذي شجعني على فتح فرع آخر في منطقة المسبح وثالث في منطقة العقبة”.
وعن فتح محل في التربة تقول: “كانت تصل لي طلبات كثيرة أونلاين من مدينة التربة، ولأني لا أريد أن أخسر أي زبونة بسبب بعد المسافة؛ فتحت فرع التربة بعون الله وتوفيقه”.
الطموح المستقبلي
ابتهال الحساني لديها طموحات كبيرة في مجال تجارتها، تسعى لتحقيقها، من تلك الطموح التوسع في التجارة أكثر وفتح مزيد من الفروع، وخوض غمار تجارة في جانب آخر إلى جانب تجارة الملبوسات.
وترسل الحساني رسالتها لنساء وفتيات اليمن أن: اجتهدن أكثر على أنفسكن وأسركن، النجاح لا يأتي لمن لا يعمل، والعمل بحاجة إلى همة وإصرار واستمرار دون تراجع.
شهادة زبونة
سماح نعمان إحدى زبائن محالّ “بوتيك فور يو” تتحدث عن ابتهال وتجارتها قائلة: “تعرفت على ابتهال شخصيا وعرفت قصة كفاحها من البداية وتعتبر من قصص النجاح الملهمة لأي فتاة طموحة لا تعقيها الظروف ولا توقفها العقبات، أتمنى لها ولكل فتاة طموحة مثابرة النجاح والتفوق الدائمين”.
أخلاق عالية
وأضافت: أسعارها مناسبة ورخيصة عن أسعار السوق؛ حتى أننا نشعر أنها تعمل تخفيضات على الدوام، كذلك تعاملها مع الزبائن، رغم قساوة الظروف وضغط العمل عليها إلا أن تعاملها مع الزبائن تعامل راق جدا مليء بالأخلاق العالية “.
وتابعت” من الأمور الجميلة التي وجدناها في محلات “بوتيك فور يو” أننا نحصل على جوائز؛ فهي تعمل مسابقات باستمرار، كما أنها تقوم بتجهيز طقومات مناسبة لأعمار معينة، يتم عرضها عبر النت ونحن نشاهدها ونذهب لأخذ المناسب منها “.
وواصلت” حتى في مسألة اختيار الهدايا إذا أردنا أن نهدي أحدا نجد عرضا مناسبا وجاهزا لكل مناسبة سواء كانت حفل زفاف أو عيد ميلاد أو إهداء من زوجة لزوجها أو العكس وغير ذلك، أي أن ابتهال تقوم بالتسوق بدلا منا ونحن نذهب لأخذ الأشياء جاهزة وبأسعار مناسبة “.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المرأة اليمن فی التجارة
إقرأ أيضاً:
قصة كفاح شابة سودانية فرت من الحرب إلى أوغندا
تجسد قصة الشابة العشرينية التي سردتها لـ”التغيير” رحلة معاناة يعيشها آلاف السودانيين الذين اضطروا للنزوح واللجوء بسبب الحرب الدائرة حاليا في البلاد تاركين خلفهم منازلهم وأحلامهم
التغيير: فتح الرحمن حمودة
بدأت رحلتها مع المعاناة صبيحة اندلاع الحرب في الخرطوم حيث كانت أصوات الرصاص والانفجارات تملأ سماء العاصمة بمدنها الثلاث، حينها قررت الشابة “م.ع” وهي خريجة جامعة الأحفاد مغادرة الخرطوم نحو مدينتها الأم مدينة الفاشر الواقعة غربي السودان.
وتجسد قصة الشابة العشرينية التي سردتها لـ”التغيير” رحلة معاناة يعيشها آلاف السودانيين الذين اضطروا للنزوح واللجوء بسبب الحرب الدائرة حاليا في البلاد تاركين خلفهم منازلهم وأحلامهم.
وقالت “م.ع” إنها كنت تسكن في حي العرضة بالخرطوم عندما اندلعت الحرب وسرعان ما غادرت سريعا نحو مدينة ربك التابعة لولاية النيل الأبيض ومنها مرت بعدة مناطق حتى وصلت مدينة الفاشر التي كانت في بداية الحرب آمنة، حيث استقبلت العديد من النازحين من المناطق المجاورة لها لكنها سرعان ما دخلت دائرة الاقتتال.
وتمضي قائلة إنها استقرت لحظة وصولها في حي “الكرنيك” الذي يقع بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية في المدينة وهو ما جعل الحي هدفا للقصف العشوائي لاحقا من قبل قوات الدعم السريع، فمعظم المنازل هناك دمرت بسبب القصف المتواصل عند تجدد المواجهات العسكرية مما زاد من معاناة السكان وأجبر الكثيرين منهم على البحث عن مأوى آمن.
وكانت “م.ع” تعمل في إحدى المنظمات الوطنية وتعرضت خلال عملها لمواقف عصيبة منها حادثة حدثت لها أثناء محاولتها توزيع مواد إغاثية للنازحين قائلة أخذنا موافقة من مديرنا لنقل مواد من المخزن وتوزيعها على الأسر المتضررة ولكن المنطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
واضافت الفتاة على الرغم من اظهارنا الأوراق الرسمية إلا اننا تعرضنا للاستجواب لمدة أربع ساعات كانت مليئة بالابتزازات حيث اتهموني بأنني تابعة لاستخبارات الجيش فقط لأنني أعيش في حي الكرنيك الواقع بالقرب من قيادة الجيش.
وقالت انه بعد هذه الحادثة قررت هي وأسرتها مغادرة المدينة فتوجهت الأسرة نحو مليط بينما انتقلت هي إلى مدينة الضعين الواقعة شرق دارفور حيث قضت أسبوعين هناك قبل أن تبدأ رحلتها نحو أوغندا عبر عاصمة جنوب السودان مدينة جوبا.
وصفت “م.ع” رحلتها الطويلة إلى أوغندا بأنها كانت محفوفة بالصعوبات حيث قالت واجهتنا أمطار غزيرة ونقص في المال وكنا نمر عبر بوابات تتطلب دفع مبالغ نقدية لكننا لم نكن نملك المال وعلى الرغم من توسلاتنا لم نجد استجابة ومكثت في جوبا اسبوعا كاملا حتى غادرت إلى أوغندا ووصلت إلى العاصمة كمبالا.
في كمبالا كانت تخطط الفتاة لدراسة الماجستير لكنها فوجئت بارتفاع رسوم الدراسة بشكل كبير مما أجبرها على تغيير خطتها وقالت انها انتقلت بعد ذلك إلى مدينة بيالي حيث معسكرات اللاجئين السودانيين وكانت تبحث عن فرصة عمل حتى انضمت لاحقا للعمل في إحدى المنظمات لمدة ستة أشهر.
ووصفت “م.ع” الحياة في معسكرات اللاجئين بأنها صعبة وغير آمنة وتقول كنت أعاني من مشكلة الرطوبة خاصة أن المنطقة تشهد أمطارا غزيرة إلى جانب الوضع الأمني داخل المعسكر كان سيئا مع انتشار العصابات وحوادث النهب المسلح حتى قررت لاحقا الانتقال للسكن خارج المعسكر لتفادي هذه المخاطرالتي ما زال يواجهها الكثير من السودانيين هناك.
وبالنسبة لاوضاع النساء هناك قالت الفتاة بحسب تجربتها لم تكن الحياة في المعسكر سهلة عليهن حيث تعرض الكثير منهن للانتهاكات بسبب بعد الحمامات وصعوبة التنقل ليلا خاصة الفتيات إلى جانب فرص العمل كانت قليلة ومصحوبة بابتزازات.
وختمت الفتاة حديثها قائلة على الرغم من كل ما واجهته لا أزال متمسكة بأمل العودة إلى بلادي وأتمنى أن تتحقق أحلامي وأن أعود إلى منزلي الذي أحبه وما اريده فقط أن تنتهي هذه الحرب و اقول لا للجهوية،لا للقبلية، ولا للعنصرية.
الوسومالخرطوم اللاجئين السودانيين حرب السودان كمبالا