الجزيرة:
2025-02-22@01:57:12 GMT

الشجاعية.. حساب لم تستطع إسرائيل إغلاقه

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

الشجاعية.. حساب لم تستطع إسرائيل إغلاقه

بعد 10 سنوات من معركة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عادت إسرائيل لخوض معركة جديدة في الحي الذي سبق وأن سلبها 70 جنديا وأسيرا لم يعد أبدا، هو شاؤول آرون.

ففي الثامن من يوليو/تموز 2014، دخلت القوات الإسرائيلية حي الشجاعية بعدما اخترقت السياج الفاصل شرقي مدينة غزة، لكن الطريق لم تكن سهلة قط، حيث بدأت الخسائر تتراكم في صفوف الجنود بعد ساعات قليلة من التوغل.

وبعد 14 يوما استدرجت قوة من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوة إسرائيلية إلى كمين مركب فقتلت 14 من عناصرها وأسرت الجندي شاؤول آرون.

وصبيحة هذه العملية، شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة على الحي فقتلت أكثر من 70 فلسطينيا نصفهم من النساء والأطفال، غير أن كتائب القسام لم تلبث أن هاجمت موقع ناحل عوز العسكري في غلاف غزة عبر أحد الأنفاق فقتلت 10 جنود.

وانتهت هذه الحرب بمقتل 70 جنديا إسرائيليا وإصابة عشرات آخرين من بينهم قائد لواء جولاني غسان عليان الذي خرج من الحرب بأثر دائم في وجهه، ثم ما لبث أن غادر منصبه العسكري والتحق بعمل إداري في الضفة الغربية.

وبعد 9 سنوات من هذه الحرب، عادت إسرائيل إلى الشجاعية من جديد حيث بدأت التوغل فيها خلال الأيام الأولى للحرب البرية التي شنتها ردا على عملية "طوفان الأقصى".

(الجزيرة)

وفي الأيام الأولى للتوغل داخل الجزء الشرقي لمدينة غزة، خسرت إسرائيل 10 عسكريين بينهم عقيد وضباط وجنود خلال يوم واحد في الشجاعية وحدها حتى مساء الأربعاء.

ونشرت القسام مشاهد اشتباك مقاتليها مع جنود الاحتلال وآلياته في الشجاعية، في حين نشر الإسرائيليون ما قالوا إنه قتال من المسافة صفر دون ظهور أي من مقاتلي المقاومة.

وفي حين تظل الشجاعية عنوانا لقتال عنيف متجدد بين المقاومة والاحتلال، فإن جنودا إسرائيليين حاربوا في هذا المكان يقولون إن نظرتهم للحرب قد تغيرت تماما بسبب ما عاشوه فيه.

وقال أحد هؤلاء الجنود إنها المرة الأولى التي يخوض فيها حربا كهذه، مؤكدا أنه عاش "توصيفا جديدا لمعنى الخوف". وقال آخر إنهم أدركوا داخل الشجاعية أنهم ليسوا "سوبر مان" كما كانوا يعتقدون، حسب تعبيره.

وقال جندي ثالث إنهم كانوا شبابا لا يعرفون ما هو معنى القتال، وإنه أدرك بعدها أن الحرب ليست هي الخيار الصحيح وإنه يجب عدم التسرع نحوها.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل آن الأوان لأوروبا أن تستعيد بوصلتها ومكانتها في العالم؟!

تقدم أوروبا نفسها على الدوام باعتبارها حاضنة القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبلاد الحضارة التي أفرزت الثورة الفرنسية ومفكرين كبارا نظروا للقيم الإنسانية وتطورها.. وهذا سياق تاريخي يمكن فهمه جدا، إلا أن مواقفها السياسية خارج القارة وبشكل خاص في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، تضرب هذا الطرح وتشظيه إلى حد يجعل البعض يشك أن أوروبا جان جاك روسو وفولتير كانط وهيجل ليست هي أوروبا التي تدعم إسرائيل بالسلاح من أجل إبادة الشعب الفلسطيني وتصمت عن خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني.. إنها تفقد هويتها وتتلاشى كقوة مؤثرة في تاريخ العالم.

ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا عامها الثالث، وتداعياتها على المشهد الجيوسياسي العالمي، بات واضحا، أيضا، أن أوروبا ليست لاعبا رئيسيا في تشكيل مسار الأحداث في العالم حتى لو كانت هذه الأحداث تهدد القارة وجوديا.. وتظهر أوروبا بشكل جلي جدا باعتبارها تابعة للقرارات الأمريكية، حتى وإن جاءت هذه القرارات على حساب القيم التي طالما نادت بها وشكلت تاريخها خاصة إذا ما تجاوزنا الجانب العملي في السياسات الخارجية الأوروبية.

إن أوروبا أمام درس مهم جدا لا بد أن تفهمه بشكل واضح من موقف الرئيس الأمريكي ترامب تجاه أوكرانيا: على أوروبا أن تعيد النظر فورا في سياساتها الدفاعية وفي استراتيجياتها الاقتصادية أولا، أما ثانيا وهذا هو الأهم عليها أن تعيد تقييم تحالفاتها وفق مصلحتها الوطنية، وليس وفق الأوامر التي تمليها عليها واشنطن.. فحين قرر ترامب التعامل مع الحرب على أوكرانيا باعتبارها ملفا اقتصاديا محضا؛ تجاهلت أوروبا الإشارة الأوضح على أنها مجرد ورقة تفاوضية على طاولة الكبار، وأن أمريكا لن تخوض حروبها إلا حيث تكون لها مصلحة مباشرة، أما حين يصبح الأمر مكلفا، فلا بأس من البحث عن صفقة مربحة، حتى لو كان ذلك على حساب حليف تاريخي مثل كييف.. وبالتالي على حساب أوروبا كلها.. بغض النظر عن مختلف المواقف التي قد تبدو متباينة في تفاصيلها من الحرب الأوكرانية الروسية.

لكن وفق هذه الرؤية لماذا لا تنسحب هذه الفكرة على موقف أوروبا من القضية الفلسطينية؟ لماذا تواصل أوروبا تمويل آلة الحرب الإسرائيلية، وتزويدها بالأسلحة، والتغاضي عن جرائمها بحق الفلسطينيين، بينما تتحدث في الوقت نفسه عن حق الشعوب في تقرير مصيرها؟ هل باتت أوروبا غير قادرة على استيعاب أن دعمها غير المشروط لإسرائيل يعيد إنتاج نفس النموذج الذي عانت منه أوكرانيا، حيث يتم استخدام قضية عادلة لمصالح خارجية؟

إن اللحظة الراهنة تمثل اختبارا حقيقيا لأوروبا، فإما أن تستعيد توازنها الأخلاقي وتعود إلى ميثاق القوانين الدولية، التي تتشدق بها على أقل تقدير، أو أن تستمر في دعم السياسات الإسرائيلية القائمة على الإبادة والتهجير والتوسع الاستيطاني، مما يعني أن دورها في الساحة الدولية سيتقلص أكثر فأكثر، ولن تكون أكثر من تابع لرؤية أمريكية متقلبة، تعتمد المصلحة المالية كقاعدة في اتخاذ قراراتها.. وقد لا يكون نموذج ترامب هو الأخير في قيادة أمريكا.

لا يحتاج الأوروبيون إلى دليل إضافي ليعرفوا أن إسرائيل ليست شريكا استراتيجيا، بقدر ما هي عبء سياسي وأخلاقي واقتصادي يجر أوروبا إلى صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل.. فالمعادلة التي يفرضها الدعم غير المشروط لإسرائيل واضحة: أوروبا تخسر نفوذها في العالم العربي والإسلامي، تفقد فرصها الاقتصادية في المنطقة، وتعاني من تداعيات داخلية من خلال تصاعد التوترات العرقية والدينية، فيما تستمر إسرائيل في استغلال هذا الدعم لتحقيق أجندتها التوسعية دون أن تقدم أي ضمانات لأمن أوروبا أو استقرارها.

والعرب الذين يطلبون من أوروبا الانحياز إلى القيم التي طالما دافعت عنها، من حق تقرير المصير إلى احترام القانون الدولي، لا يطالبونها بالضرورة أن تكون معادية لإسرائيل لكن على أقل تقدير تتوقف عن تزويدها بالسلاح الذي ترتكب به المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين وأن تضغط من أجل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة.. لا أن تصمت وربما تتواطأ مع ترامب الذي يريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

على أن أوروبا في أمس الحاجة اليوم لعلاقات قوية مع العرب قبل أن تجد نفسها تشرب من الكأس نفسها التي شرب منها الفلسطينيون.

مقالات مشابهة

  • سلامة: الفائدة العسكريّة لبقاء إسرائيل في النقاط الـ5 غير موجودة
  • إعلام الاسري الفلسطينين : الإفراج عن 602 من سجون الإحتلال غدا
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • نشطاء: رسائل تسليم جثث الأسرى بغزة ستحفر بذاكرة الإسرائيليين للأبد
  • القسام توثق مشاهد أول عملية تسليم جثث 4 أسرى إسرائيليين
  • المقاومة في غزة تسلم جثامين أربعة أسرى إسرائيليين
  • كيف قرأ مغردون استخدام القسام الرموز واللوحات لإيصال رسائل لإسرائيل؟
  • حماس: المقاومة حافظت على حياة الأسرى وتعاملت معهم بانسانية
  • “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت” .. لافتة رفعتها القسام في مكان تسليم جثث الأسرى / صور
  • هل آن الأوان لأوروبا أن تستعيد بوصلتها ومكانتها في العالم؟!