قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني -الأربعاء- إن توقعاتها للصين في عام 2024 محايدة، لكن الدولة ستظل تواجه رياحا معاكسة من انحسار الطلب الخارجي وتحديات قطاع العقارات وأدوات دين الحكومات المحلية.

وتوقعت فيتش نموا متوسطا للناتج المحلي الإجمالي عند 4.6% مقابل ما يزيد قليلا على 5% عام 2023، مضيفة أنها "تتوقع أن يكون النمو (في الصين) مستقرا على نطاق واسع وبمستويات أعلى بشكل عام من نظرائها".

وقال مستشارون حكوميون صينيون لرويترز في وقت سابق إنهم سيوصون بأهداف نمو اقتصادي لعام 2024 تتراوح بين 4.5 و5.5% مع تفضيل معظم المستشارين استهداف نمو بنسبة 5%، وهو نفس مستوى النمو هذا العام.

وقالت فيتش إن الديون المصدرة عبر أدوات تمويل الحكومات المحلية -وهي عادة شركات استثمارية تجمع الأموال وتبني مشروعات البنية التحتية نيابة عن الحكومات المحلية- قد تستمر في الانتقال تدريجيا إلى الميزانية العمومية السيادية بسبب الضغوط الناجمة عن تباطؤ سوق العقارات في البلاد.

وأبقت فيتش على التصنيف الائتماني للصين عند "إيه +" مع نظرة مستقبلية "مستقرة" في أغسطس/آب.

والأسبوع الماضي، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها بشأن التصنيف الائتماني للحكومة الصينية من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المدى المتوسط والمخاطر المترتبة على تراجع قطاع العقارات الكبير في البلاد.

تحولات في مسار النمو

في الأثناء، شككت مجلة إيكونوميست البريطانية في قدرة الصين على التغلب على تحدياتها الاقتصادية في عام 2024، مستكشفة التحولات في مسار نمو البلاد.

وأشارت المجلة -في تقرير لها قبل أيام- إلى أن الصين تكيفت مع "الوضع الطبيعي الجديد" إثر الأزمة المالية العالمية، وابتعدت عن النمو السريع وفوائض التجارة التي اعتادت على تحقيقها، ومع ذلك تواجه بكين ضعفا هيكليا، مما يؤثر بشكل محتمل على النمو، وهو ما يثير تخوفات بشأن إعادة ضبط أهداف النمو.

وتستعد القيادة الصينية لمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للحزب الشيوعي لتحديد هدف النمو لعام 2024، في وقت يتوقع الخبراء نموا دون 5%، مما يثير جدلا بشأن قبول توازن جديد أو السعي لنمو أسرع.

ويتضمن هذا التوازن النظر في تطور سوق العقارات، مع تحولها من الطلب المبني على المضاربات إلى الطلب الأساسي، مما يؤثر على المبيعات المستقبلية، بحسب المجلة.

وتضيف إيكونوميست أنه على الرغم من الاعتقاد بحدوث تشبع في قطاع العقارات فإن التقييمات تفيد بإمكانية وجود فرصة لنمو السوق بسبب الاختلاف في المعايير المتعلقة بالمساحة المعيشية للأفراد، مع إمكانية أن تسهم المبادرات -مثل تجديد مناطق القرى وخواصر المناطق الحضرية- في مساعدة مطوري العقارات.

ومع ذلك، تكشف انخفاضات سوق العقارات عن تحديات مالية للحكومات المحلية، مما يستدعي إعادة تقييم شامل للسياسات المالية لمنع التعثر، تقول المجلة.

قطاعات بديلة

مع تراجع قطاع العقارات تبرز مناقشات بشأن القطاعات البديلة التي يمكن أن تدفع بالنمو، مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة وبطاريات الليثيوم أيون، ومع ذلك تساهم هذه الصناعات على الرغم من ديناميكيتها بشكل متواضع حاليا في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالعقارات كما توضح المجلة.

وتشير المجلة إلى أن الانتقالات بين الصناعات قد تؤثر على أسواق العمل، مما يؤثر بشكل محتمل على الإنفاق الاستهلاكي، وتذكّر بالتأثيرات التي ألقت بها جائحة "كوفيد-19" على سلوك المستهلك، مما انعكس على أنماط الإنفاق ومعدلات الادخار.

وقد يؤدي فشل تحفيز الطلب إلى تكرار التضخم السلبي، مما يؤثر سلبا على الشركات والمستهلكين، وتحذر المجلة من الارتياح "للوضع الطبيعي الجديد"، إذ إنه لا يمنح معدلات نمو مرضية، وهو ما قد تواجهه الصين حاليا إذا استمرت تحديات النمو.

وتختم المجلة بقولها إن بكين تواجه قرارات حاسمة بشأن أهداف النمو في ظل التحولات الهيكلية الاقتصادية وتحديات مثل السوق العقارية، والسياسات المالية، وانتقال الصناعات، وتحفيز الطلب، وهو ما وصفته الصحيفة بكونها "تحديات حاسمة في تحديد مسار الصين الاقتصادي بعد عام 2024".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع العقارات مما یؤثر عام 2024

إقرأ أيضاً:

الصين..تراجع الإصابات بفيروس "اتش إم بي في"

قالت الباحثة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وانغ لي بينغ، اليوم الأحد، إن معدل الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصاراً بـ"اتش إم بي في" والشبيه بالإنفلونزا يشهد تراجعاً في شمال الصين، وسط بعض المخاوف الدولية من جائحة محتملة.

ويسبب "اتش إم بي في"، الذي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المخلوي التنفسي، أعراضاً شبيهة بالإنفلونزا أو نزلات البرد، من بينها الحمى والسعال واحتقان الأنف. وغالباً ما تزول هذه الأعراض تلقائياً، لكنها قد تؤدي إلى إصابة الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي.
وقالت وانغ، خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الوطنية للصحة في الصين، إن "فيروس اتش إم بي في ليس فيروساً جديداً، وينتشر بين البشر منذ عدة عقود على الأقل".  الصين تتواصل مع منظمة الصحة العالمية بشأن الفيروس التنفسي - موقع 24قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة إنها تحافظ على اتصال وثيق مع منظمة الصحة العالمية بشأن أمراض الجهاز التنفسي، وذلك رداً على سؤال عن حالات الإصابة المتزايدة بالفيروس المسبب للالتهاب الرئوي البشري "إتش.إم.بي.في" في الصين.

وأضافت وانغ، أن سبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس الذي اكتشف لأول مرة في هولندا في 2001، تحسن طرق كشفه.وقالت وانغ: "في الوقت الحاضر، يتغير معدل الحالات الإيجابية في كشف  فيروس اتش إم بي في، حيث يتراجع المعدل في المقاطعات الواقعة في شمال الصين، كما بدأ المعدل بين المرضى الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً وما دون ذلك في التراجع". 

تشهد الصين مؤخراً زيادة في حالات الإصابة بـ #فيروس_تنفسي يُسمى «اتش إم بي في» #HMPV، ما أسفر عن تقارير تشير إلى اكتظاظ المستشفيات، وتطبيق تدابير مراقبة جديدة، إلى جانب مخاوف عامة بشأن انتشار المرض.

فما هو فيروس HMPV؟ وما حقيقة تفشيه في الصين؟ للتفاصيل | https://t.co/tgCIAmuFO2… pic.twitter.com/AV13uHlsOM

— CNN Business Arabic | الاقتصادية CNN (@CNNBusinessAr) January 6, 2025

ولا توجد لقاحات أو أدوية متاحة حالياً لعلاج فيروس التهاب الجهاز التنفسي البشري "اتش إم بي في".

مقالات مشابهة

  • الصين..تراجع الإصابات بفيروس "اتش إم بي في"
  • طفرة في صادرات غيانا النفطية بمساندة من الطلب الأوروبي
  • الاقتصاد العُماني ينهي 2024 بتحسن مع توقعات بمواصلة النمو
  • بعد توقفها 6 أعوام..الصين وبريطانيا تستأنفان محادثات اقتصادية
  • مرسيدس بنز تسجل تراجعا في المبيعات لعام 2024 وسط ضعف الطلب
  • تحديات اقتصادية أمام رئيس لبنان الجديد
  • وزير الاقتصاد: القيادة الحكيمة لجلالة السلطان تقود النمو الاقتصادي وتُسرِّع الخطى نحو "عُمان 2040"
  • المغرب يستورد كميات قياسية من التفاح
  • “بيوت” تصدر تقرير سوق العقارات في دبي للعام 2024
  • بينها المصارف والتضخم.. تحديات اقتصادية أمام رئيس لبنان الجديد