يمن مونيتور/تقرير خاص

تستخدم الحكومات حول العالم كاميرات المراقبة المرورية لتحسين السلامة المرورية وتنظيم حركة المرور. ومع ذلك، يبدو أن جماعة الحوثي تسعى لانتهاز فرصة استخدام هذه الكاميرات لأغراض أخرى، تتعلق بفرض مزيد من الرقابة والجبايات على المواطنين.

أعلنت إدارة المرور الخاضعة لسيطرة الجماعة الأسبوع الماضي عن بدء تجهيز مشروع نظام “راصد”، لرصد المخالفات المرورية.

وقالت إن نظام “راصد” نظام آلي لضبط وإدارة الحركة المرورية باستخدام نظم إلكترونية ستغطي أمانة العاصمة كمرحلة أولى، حيث يتضمن شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز القيادة والسيطرة بالإدارة العامة للمرور.

ونوّهت أن النظام يتيح تحليل البيانات المرتبطة بالمخالفات بشكل أسرع وأكثر دقة، وستعمل البيانات المجمعة على إصدار المخالفات بشكل آلي، مما يقلل من الخطأ البشري ويزيد من فعالية عملية المراقبة المرورية.

وإلى جانب فرض المزيد من الضرائب على المواطن يُعتبر هذا الاستخدام الجديد للكاميرات مثارًا للقلق بالنظر إلى دورها الأصلي في ضبط حركة المرور وتطبيق القوانين المرورية.

كما أن الجماعة المسلحة تسعى لفرض مثل هذا النظام بعد ما يقارب تسع سنوات من إدخال البلد في أزمات متواصلة خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويرى مراقبون أن محاولة تطبيق مثل هذه الأنظمة على شعب محروم من أبسط حقوقه له تأثير كبير على حياة المواطن اليومية وتفاقم أوضاعه الاقتصادية الصعبة.

وفي إطار هذا الصراع، يستغل الحوثيون السلطة والتكنولوجيا لفرض مزيد من الضرائب على المواطنين، ومن بين الأدوات التي يستخدمونها هي كاميرات المراقبة المرورية.

تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الحوثيين قد قاموا بتجهيز كاميرات المراقبة المرورية الموجودة في العاصمة صنعاء لتسجيل لوحات السيارات وتحديد السيارات المخالفة أو التي لم تدفع الضرائب المستحقة.

ويشير خبراء الاقتصاد أن الجماعة المسلحة تبحث عن تعزيز سيطرتها الأمنية للبقاء في السلطة والبحث عن المال دون أي اهتمام ببقية الشعب الذي تحاول القضاء عليه من خلال تجويعه وافقاره.

جمع الضرائب

وفي حين يواصل الحوثيون تجاهل صرف الرواتب المقطوعة منذ نهاية عام 2016، أقروا تعديلا جديدا للقوانين الضريبية والجمركية.

مصدر من صنعاء فضل عدم ذكر اسمه أكد ل “يمن مونيتور” أن هذه التعديلات، ستفتح الباب أمام إغراق السكان، في العاصمة صنعاء، بالجبايات والضرائب الجديدة، الذين لا يملكون اي عائد أو مستحقات من الدولة سوى الضغط الإجباري على دفع الضرائب لهم.

وأكد المصدر على أن الميليشيات تستحوذ على موارد الدولة كافة من عائدات موانئ الحديدة وشركات اتصالات الهاتف المحمول والضرائب التي يتم تحصيلها من التجار، والتي يتم فرضها أيضاً على البضائع القادمة من مناطق سيطرة الحكومة، بالإضافة إلى الغرامات التي تفرض على مدارس التعليم الأهلي وعائدات الخصم من رواتب الموظفين في قطاع التعليم ذاته.

وبين أنه وبموجب التعديلات الجديدة التي أُدخلت على قوانين الضرائب والجمارك والمالية العامة، فإن مناطق سيطرة الحوثيين تنتظر فرض مزيد من الضرائب والجبايات، مضافة إلى الجبايات والرسوم المفروضة من قبل خلافاً للقانون.

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية التهرب من تسليم مرتبات الموظفين في العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها بحجة عدم توفر إيرادات مالية كافية لذلك.

نظام استخباراتي

يقول الباحث الاقتصاد عبد الواحد العوبلي: من المؤكد أن هذه الوسيلة تحقق مكاسب قصيرة للغاية، لكن دون تقديم خدمات شخصية لشخصية تساهم في زيادة العبء على المواطنين.

ويضيف في تصريح لـ “يمن مونيتور، بشكل عام، النشاط الاقتصادي والاستثماري من خلال زيادة تكاليف المعيشة والإنتاج، لا تعتبر ضرائب تفضيلية أو عادلة من الناحية الاقتصادية، فهي متخصصة في عدم تقديم خدمات حكومية.

يتابع: عموماً ستؤدي زيادة الضرائب إلى زيادة العبء على الأسر والأفراد، مما قد يؤثر على قوة تهمهم على الاستمرار ومستوى معيشتهم.

ونظام “راصد” الجديد هو جزآ من أكبر جهاز أمني استخباراتي أنشأته الجماعة تحت أسم ” شرطة المرور والضبط المروري.

وتقول مصادر أمنية إن ” شرطة المرور والضبط المروري: تتبع بشكل مباشر نجل الأب الروحي للحوثيين حسين بدر الدين الحوثي بعد تعيين نجله على مديرا عاما لما يسمى القيادة والسيطرة.

وتشرف القيادة على وحدات قنص حوثية يتم نشرها تحت أسم المرور، ومختصة بعمليات مكافحة الشغب وتنفيذ عمليات اغتيال، وقد قامت الوحدات ذاتها بسجن المئات من أبناء محافظة إب من قبل الوحدات ذاتها.

ومنذُ إعلان الحوثي في السابع من ديسمبر الجاري العمل على تطبيق نظام “راصد الإلكتروني” لضبط وإدارة الحركة المرورية يشعر المواطنين في صنعاء بقلق متزايد من إنشاء قواعد بيانات هائلة تحتوي على معلومات حساسة عن قطاعات عريضة من السكان، والتي يمكن الاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى واستخدامها لأغراض مستقبلية غير متوقعة.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المخالفات المرورية نظام راصد على المواطنین

إقرأ أيضاً:

بحضور رئيس الدولة والرئيس المصري…”أبوظبي التنموية القابضة” تعين “مدن” مطوراً رئيسياً لمشروع “رأس الحكمة”

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وفخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة .. أعلنت شركة أبوظبي التنموية القابضة ” ايه دي كيو” تعيين مجموعة “مدن القابضة” الإماراتية ” مدن ” مطوراً رئيسياً لمشروع رأس الحكمة على الساحل الشمالي لجمهورية مصر العربية.
كانت قد جرت مراسم توقيع اتفاقية تطوير مشروع رأس الحكمة في مدينة رأس الحكمة بعد حصول شركة ” ايه دي كيو” على حقوق تطوير المشروع في وقت سابق من عام 2024.
وستضم مدينة رأس الحكمة ـ التي تمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع ـ مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية إلى جانب مشاريع سكنية وتجارية وترفيهية.
ويقع “مشروع مدينة رأس الحكمة” على الساحل الشمالي لمصر على بعد 350 كيلومتراً شمال غرب القاهرة .. ومن المتوقع أن يصل إجمالي الاستثمار التراكمي لهذا المشروع العملاق إلى 110 مليارات دولار أمريكي بحلول العام 2045.
وسيسهم المشروع بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار أمريكي سنوياً، وسيوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.

فيما يركز مشروع رأس الحكمة في مراحله الأولى على البنية التحتية السياحية، إذ تمتد المدينة على مساحة 44 كيلومتراً من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد أربع ساعات طيران لأكثر من 400 مليون سائح خارجي مع إمكانات ومقومات هائلة للنمو.
وستعمل مجموعة مدن القابضة على استقطاب حصة كبيرة من سوق السياحة في البحر الأبيض المتوسط من خلال تقديم مناطق جذب فريدة وتجارب وفعاليات استثنائية على مدار العام .. ويسهل المطار الدولي وشبكة المواصلات الحديثة بما فيها السكك الحديدية والقطارات وصول سياح من داخل مصر وخارجها.
وتحتضن مدينة رأس الحكمة لدى اكتمالها نحو مليوني نسمة مع أكثر من 40 كيلومترا من المساحات الخضراء وستضم مطاراً دولياً جديداً ومحطة قطارات عالية السرعة ومناطق سكنية ومساحات مكتبية وفندقية ومرافق للتجزئة والترفيه ومرسى عالمياً للقوارب واليخوت ومنطقة حرة خاصة.
وإلى جانب تركيز هذا المشروع الضخم على جوانب السياحة والضيافة..تسعى “مدن” القابضة أيضاً إلى تطوير البنية التحتية الداعمة لمجموعة من الخدمات التجارية والمالية والتكنولوجيا إضافة إلى استقطاب أبرز الأحداث الترفيهية والرياضية والثقافية.
وقال معالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة “القابضة” (إيه دي كيو) بهذه المناسبة .. ” إن مشروع رأس الحكمة يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في جمهورية مصر العربية نظراً لحجمه وتأثيره الكبيرين، حيث سيتيح العديد من الفرص الواعدة وسيساعد على تحفيز القطاع السياحي.. وستوفر شركة مدن القابضة خبراتها في مجال التخطيط العمراني إضافة إلى حلولها المتقدمة والمبتكرة التي ستسهم في بناء وجهة عمرانية وسياحية رائدة”.
من جانبه قال معالي جاسم محمد بوعتابة الزعابي رئيس دائرة المالية في أبوظبي عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس إدارة مدن القابضة: ” نطمح إلى أن تصبح مدينة رأس الحكمة من أفضل الوجهات السياحية في حوض البحر الأبيض المتوسط خاصة أنها تقع في جمهورية مصر العربية التي تشتهر بتاريخها العريق وغناها بالمعالم السياحية المتنوعة.. ويسعدنا أن تتولى ” مدن القابضة” تنفيذ هذا المشروع الطموح والضخم.. وسنحرص على تسخير خبراتنا الواسعة ومفاهيمنا المبتكرة لتطوير المشروع والعمل مع شركائنا الاستراتيجيين لتكون رأس الحكمة محركاً مهماً لعجلة الاقتصاد المصري ونموذجاً للمجتمعات العمرانية المستقبلية”.
وقال بيل أوريجان الرئيس التنفيذي لمجموعة مدن القابضة “إن مدينة رأس الحكمة تعد من أهم المشاريع الاستثمارية والتطويرية لدى المجموعة خارج دولة الإمارات العربية المتحدة وسيحقق المشروع مستوى جديداً من التميز ليوفر تجربة استثنائية للزوار والمقيمين على حد سواء”.
ويكمن سبب اختيار مجموعة ” مدن القابضة” للعمل على هذا المشروع نظراً لما يحفل به سجلها من خبرات واسعة وغنية في تصميم وتنفيذ مخططات رئيسية لكبرى المشاريع العمرانية حيث ستتولى المجموعة تطوير المخطط الرئيسي للمشروع بكامله، والذي يشغل مساحة 170 مليون متر مربع، على أن يتم تنفيذه على مراحل، وستتولى مُدن مهام الإشراف على تطوير المشروع بالتعاون مع كبار المطورين المصريين والإماراتيين والعالميين.


مقالات مشابهة

  • عاجل : انفجارات تهز العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة ” المناطق المستهدفة ” 
  • بحضور رئيس الدولة والرئيس المصري…”أبوظبي التنموية القابضة” تعين “مدن” مطوراً رئيسياً لمشروع “رأس الحكمة”
  • “طوفان بشري” يمني وسط العاصمة اليمنية صنعاء نصرة لغزة والمقاومة / فيديو
  • تونس..هل تعيش “الانقلاب الأبيض” على الديمقراطية…؟
  • للاستعلام عن المخالفات المرورية.. الخطوات وطرق الدفع
  • “الاتحادية للضرائب” تُشارك في اجتماع مسؤولي وخبراء الضرائب بدول “بريكس” في موسكو
  • تفاصيل الحركة المرورية بمحاور القاهرة والجيزة «الخميس» 3 أكتوبر
  • شاهد // العاصمة صنعاء تتزين بـ”صور السيد حسن نصرالله” تعبيرًا عن الحب والولاء
  • عرقاب: أغلب دول “أوبك+” تحترم مستويات الإنتاج المطلوبة بالكامل
  • “مصلحة الجمارك” تعمم على المصدّرين والمستوردين التسجيل في نظام ACI لشحن البضائع