صحف عالمية تسلط الضوء على الخلاف بين بايدن ونتنياهو
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل تسلط الضوء على القلق المتزايد بشأن حرب غزة.
وأشارت إلي أن بايدن أجري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العديد من المحادثات الصارمة وراء الكواليس منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس قبل شهرين.
ولكن يوم الثلاثاء الماضي، أعرب بايدن عن إحباطه من رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث اعترض على "القصف العشوائي" الإسرائيلي لغزة وعداء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال الرئيس الأمريكي في حدث لجمع التبرعات: "أعتقد أنه (نتنياهو) يجب أن يتغير. هذه الحكومة في إسرائيل تجعل من الصعب عليه (نتنياهو) التحرك."
وكانت التعليقات الصريحة بشكل غير عادي أقوى مؤشر حتى الآن على تصاعد قلق الولايات المتحدة من الحرب الإسرائيلية علي غزة.
وجاءت تلك التعليقات في الوقت الذي أكد فيه تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف إطلاق النار الإنساني في غزة، عزلة إسرائيل الدبلوماسية المتزايدة، حيث انضمت ثماني دول فقط إلى إسرائيل والولايات المتحدة في معارضة القرار، بينما صوتت 153 لصالح القرار.
فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، انه بالنسبة لنتنياهو، يمثل الخلاف مع بايدن حول غزة مخاطرة كبيرة.
ولفتت إلي انه بعد يوم من تعبير بايدن عن أشد انتقاده للحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة، اقترح البعض أن نتنياهو قد يسعى للحصول على منفعة سياسية من تصعيد الخلاف مع بايدن.
وأوضح محللون إن الخلاف بين إسرائيل وأقرب حليف لها حول ما يجب أن تبدو عليه غزة بعد الحرب يشكل مخاطر على حكومة نتنياهو، مما يثير تساؤلات حول المدة التي ستواصل فيها الولايات المتحدة تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل في حربها علي غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة إسرائيل الولايات المتحدة بايدن نتنياهو
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.