أيهما أنضج غوتيريش أم ابو الغيط ؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ينبغي ان يكون السؤال هكذا وبكل وضوح وشفافية: أيهما اكثر تفاعلاً وتضامناً مع القضايا العربية ؟. هل هو البرتغالي أنتونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريش ؟، أم الغفير ابو الغيط ؟. . وأيهما المكلف بحل الأزمات العربية ؟. هل هو الأمين العام لهيئة الامم أم الأمين العام للجامعة العربية التي لا تجمع ولا تنفع ؟.
ربما لا تعلمون ان أمين عام جامعتنا يتقاضى شهرياً 75 الف دولار، ناهيك عن أبواب الصرف المفتوحة لتغطية تكاليف الضيافة والهدايا والسكن والسفر والعلاج والنثريات البرمكية غير المنظورة. اما غوتيريش فيتقاضى 23 الف دولار فقط لا غيرها. وبالتالي فان راتب ابو الغيط اكثر من ثلاثة أضعاف راتب غوتيريش، ومسؤوليات ابو الغيط اقل بكثير من مسؤوليات غوتيريش. وشتان بين نشاطات الامم المتحدة ودورها الفاعل في كل القارات، وبين سبات جامعتنا في كهوف الخمول والتعفن، حيث تدفن نفسها منذ عقود في توابيت موميائية متحجرة. ومع ذلك انبرى غوتيريش وحده للكارثة الإنسانيةالتي يواجهها سكان غزة، وطالب بتفعيل المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، والتي تخوله صلاحية تنبيه وتحذير مجلس الأمن من الكوارث الإنسانية التي يرى أنها قد تهدد السلم والأمن الدوليين. فوجه رسالته بمنتهى الشجاعة إلى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية غير العادلة على قطاع غزة، محذراً من تداعياتها ومخاطرها على مستوى العالم، ومحذرا من وقوع كوارث إنسانية لاحقة باتت تهدد حياة النساء والشيوخ والأطفال في القطاع. ومن دون ان يذعن لتهديدات اللوبي الصهيوني، ومن دون ان يتردد في موقفه الثابت، فقال كلمة الحق في مواجهة القوى الغاشمة الداعمة لحملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. آخذين بعين الاعتبار أن تفعيل هذه المادة هو جرس الإنذار الحاسم لتنبيه العالم كله إلى ما آلت إليه الأوضاع البائسة في قطاع غزة الواقع تحت القصف والحصار والدمار، وبالتالي يتعين على مجلس الأمن تبني قرارات فورية لوقف إطلاق النار، والحد من الدعم الحربي الأميركي للغارات الإسرائيلي الهمجية. .
المحزن في هذه المقارنة ان (ابو الغيط) هو الذي وصف الفصائل الفلسطينية المسلحة بالارهاب، على الرغم من انه كان يرى بأم عينه قوافل الشهداء والجرحى الذين راحوا ضحية الأرهاب الصهيونى، الذي تؤيده أوروبا وأمريكا بكل ثقلها الحربي. وكان ابو الغيط يرى كيف جاءت الأساطيل كلها لتدمير اهلنا الذين لا حول لهم ولا قوة. فيضج غوتيريش بالتنبيه والتحذير والصياح بينما يلوذ (ابو الغيط) بالصمت خوفا وفزعا من نتن ياهو. .
من بعيد كان النائب السابق في البرلمان البريطاني كريس وليامسون يذرف الدموع على منظر جثث الأطفال الرضع متحللة في مستشفى النصر بغزة. ويقول: (يجب تفكيك إسرائيل بالكامل، ويجب محاسبة السياسيين البريطانيين الذين يؤيدون هذا الكيان الشرير). .
أما نحن فينبغي ان نرفع أصواتنا للمطالبة بتفكيك الجامعة العربية وانهاء دورها المتخاذل. لكن الخطوة الاولى ينبغي ان تتمثل بطرد ابو الغيط من منصبه، وانهاء خدماته على وجه السرعة. لأنه لم يبلغ سن الرشد الوطني رغم تجاوزه العقد الثامن من العمر. ولا يصلح للعمل بوظيفة بواب في بناية الجامعة. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ابو الغیط
إقرأ أيضاً:
غوتيريش: بعيدون أكثر من أي وقت مضى عن الأهداف الرئيسية لأجل فلسطين
نيويورك - صفا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأهداف الرئيسية من أجل فلسطين أصبحت بعيدة المنال "أكثر من أي وقت مضى".
جاء ذلك في رسالة غوتيريش بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قرأتها نائبة الأمين العام "أمينة محمد" في فعالية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وذكر غوتيريش في رسالته أن "إحياء الذكرى هذا العام مؤلم بشكل خاص لأن هذه الأهداف الأساسية أصبحت بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".
ولفت إلى أن "غزة تحولت إلى خراب" نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 43 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال.
وأردف : "إن الأزمة الإنسانية تزداد سوءا كل يوم، وهذا أمر فظيع و لا يغتفر".
وشدد غوتيريش أيضًا على أن أنشطة "إسرائيل" وتوسعاتها الاستيطانية، وعمليات الإخلاء، والهدم، وعنف المستوطنين، والتهديدات بضم القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة تؤدي إلى المزيد من المعاناة والظلم.
ودعا غوتيريش إلى تقديم الدعم الكامل للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للشعب الفلسطيني وبشكل عاجل.
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل دعم "حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وأمن وكرامة".
وفي 29 نوفمبر من كل عام، تُقام في عدد من دول العالم فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المنتهكة من "إسرائيل"؛ لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.