تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 69 يوما، بينما تتوالى الانتكاسات ويتعقد المشهد شيئا فشيء خاصة في ظل الانتصارات التي لا تزال تحققها المقاومة الفلسطينية على الأرض، وأخرها ما حدث في حي الشجاعية، حيث نجحت عناصر المقاومة في القضاء على 9 جنود من فرقة جولاني وجرح آخرون.

إسرائيل تخسر بقطاع غزة

انتصارات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تخوض حربا بطول قطاع غزة وتنتشر شمالا وجنوبا، أضعفت من فرص حكومة بنيامين نتنياهو على التفاوض مجددا مع المقاومة من أجل التوصل لهدنة يتم من خلالها إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس مقابل الإفراج عن بعض الأسرى من داخل سجون الاحتلال.

وذكرت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، الأربعاء، أن حركة حماس لم تتجاوب بعد مع الاتصالات التي أجريت بشأن تبادل جديد للأسرى، حيث نقلت عن مصدر مطلع على الأمر، لم تذكر اسمه، أن الولايات المتحدة وغيرها من الوسطاء أحيوا المحادثات الرامية لإجراء تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

ونقلت قطر، التي تواصل تأدية دور المحاور إلى حماس أفكارا جديدة من أجل الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة، لا تشمل ما تبقى من نساء فحسب، إنما تشمل رجالا أيضا، وذلك وفق ما نقلت الشبكة عن مصدر مطلع على الجهود ومسؤول أميركي كبير.

وقال المسؤول الأميركي: "لا توجد مفاوضات نشطة الآن، إنما ما يجري استكشاف للأفكار بشأن كيفية تحقيق ذلك"، لكن حماس لم تستجب لمحاولات التواصل معها، وفقا للمصدر المطلع.

وذكر قادة في حماس مرارا، خلال الأيام الأخيرة، بأنه لن يكون هناك أي تفاوض أو تبادل للأسرى في ظل الحرب، فيما تحدثت قطر مع مسؤولي حماس السياسيين في غزة، والذين نقلوا تلك الرسائل إلى قيادة الحركة الذين يبذلون جهودا كبيرة لمنع إسرائيل من تتبعهم إلكترونيا.

استمر ساعتين.. تفاصيل اجتماع بايدن مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين بغزة حركة فتح: أولوياتنا إيقاف نزيف الدماء في غزة والضفة

ويقول مسؤولون في الولايات المتحدة، إن الحصول على أجوبة من حماس كان عملية مرهقة للغاية خلال الجولة الأولى من المفاوضات التي قادت إلى تبادل عدد من الأسرى من الطرفين ووقف القتال مؤقتا لعدة أيام.

ويبدو أنه من الصعب على قادة حماس الانخراط في مفاوضات بشأن تبادل أسرى، مع الأخذ بالاعتبار أوضاعهم الأمنية ومحاولة إسرائيل اغتيالهم.

وفي الوقت نفسه، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة ضد حماس بعد سبعة أيام من الهدنة، وتعتقد أن الهجوم جنوبي القطاع، وخاصة على خان يونس، سيمارس مزيدا من الضغط على الحركة وربما يكون مساعدا في إخراج الأسرى الإسرائيليين من غزة، وفق المصدر.

الضغط على حماس عسكريا

ويتفق بعض المسؤولين الأميركيين، وفق "سي أن أن"، مع إسرائيل بأن الضغط العسكري له أثر في نهاية المطاف في دفع حماس نحو المفاوضات.

وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت في الأيام الأخيرة عن أن حكومة بنيامين نتنياهو باتت منفتحة الآن على مفاوضات مع حماس للوصول إلى هدنة جديدة تشمل تبادل أسرى.

من جانبه تلوح أزمة في الأفق بين إسرائيل وأكبر الحلفاء لها في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، التى ترى أن تل أبيب مطالبة بوضع حد لعملياتها العسكرية داخل غزة، حيث قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، إن هناك حالة من القلق تسود القيادة السياسية في إسرائيل حيال احتمال وضع الولايات المتحدة سقفا زمنيا للحرب.

وذكرت الصحيفة، أن منبع هذا القلق هو الزيارة المرتقبة لمستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى إسرائيل، اليوم الخميس - بحسب الصحيفة، فإن "سوليفان قد يفرض على الإسرائيليين موعدا محددا لإنهاء الحرب على غزة المستمرة منذ 69 يوما".

وتأتي الزيارة وسط توترات واضحة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو حول الحرب التي أعقبت هجوما شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وكانت تقارير تحدثت عنه مهلة منحها بايدن، لإسرائيل لإنهاء الحرب بحلول يناير المقبل، وفق تقارير إعلامية، لكن مسؤولا في البيت الأبيض نفى تحديد موعد محدد لإسرائيل.

أكثر من 27 شهيدا في قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوبي غزة كتائب أبو علي مصطفى تخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال في الشجاعية وخانيونس

ومع ذلك، يبدو أن بايدن لم يعد يدعم إسرائيل بالشكل الذي كان في بداية الحرب، حيث قال في تصريحات، الثلاثاء، إن تل أبيب لم تعد تحظ بالدعم الدولي في حربها على غزة "نتيجة القصف العشوائي الذي أودى بحياة الآلاف".

من جانبها ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل "Times of Israel ، الخميس، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، سيصل إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم، حيث سيعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وآخرين، فيما تشهد الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس يوماً جديداً من التصعيد والقتال العنيف.

زيارة سوليفان إلى المنطقة

ونقلت الصحيفة عن بيان لمكتب نتنياهو في وقت سابق أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وبيني غانتس، الوزير بمجلس الحرب، من ضمن المسؤولين الذين سيلتقي بهم سوليفان.

وكان البيت الأبيض أكد الأربعاء مجددا على تصريحات الرئيس جو بايدن بأن إسرائيل تفقد الدعم في حربها ضد حركة حماس بسبب "القصف العشوائي" في قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post عن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، قوله إن انتقادات بايدن لإسرائيل التي أدلى بها خلال حفل لجمع التبرعات في واشنطن "تعكس حقيقة الرأي العام العالمي".

وتابع كيربي قائلا إن الدعم الأميركي لإسرائيل "لم يتراجع، لكن كانت لدينا مخاوف وقد عبرنا عن هذه المخاوف" لإسرائيل بشأن حملتها العسكرية في غزة".

وقد أدى القصف الإسرائيلي على غزة، المرفق بعمليات برية، إلى تدمير جزء كبير من القطاع، وتردي الأوضاع الإنسانية ومقتل أكثر من 18,500 فلسطيني، وتشريد ونزوح أكثر من 1.5 مليون فلسطيني بعد تدمير منازلهم.

وميدانيا، ارتفع عدد الشهداء داخل غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 18.412 شهيدا، بينما وصل عدد الجرحى إلى 50.100، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة.

وقال القدرة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الساعات الماضية 17 مجزر/ة مروعة وإباد/ة جماعية في جميع مناطق قطاع غزة بما فيها مدينة رفح، فيما ووصل إلى المستشفيات الأربعاء 207 شهداء، و450 جريحا، وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أن "الاحتلال منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الشهداء والمصابين".

ودعا القدرة الأطراف الدولية إلى توفير الاحتياجات الدوائية والوقود لتشغيل مستشفيات شمال غزة وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي لعلاج آلاف الجرحى والمرضى وحالات الولادة والأطفال، وتوفير ممر إنساني آمن يضمن تدفق المساعدات الطبية والوقود لمستشفيات قطاع غزة كافة.

أمريكا ووقف الحرب بغزة

من جانبه قال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، إنه يجب إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الطبيعية في إقامة دولته، والتمتع بالحرية والكرامة، مؤكداً أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والسلام؛ هو إنهاء "الاحتلال الواقع على الشعب الفلسطيني".

وأضاف الهباش، في تصريحات صحفية، أن الإدارات الأمريكية هي عملياً تُعد إدارات صهيونية مساندة لإسرائيل، وتستخدم إسرائيل وتوظفها في تحقيق سياستها العدوانية، وأن الحديث عن وجود خلافات بين إدارة بايدن وإدارة الحرب في إسرائيل بزعامة نتنياهو أمر لا يمكن تصديقه في ظل الدعم الأعمي من واشنطن لتل أبيب.

وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل، هو دعم مصالح، ويجب توجه الانتقادات والضغوطات نحو الإدارة الأمريكية، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية هي صاحبة القرار في العدوان وهي التي تستطيع وقفه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حي الشجاعية المقاومة بنيامين نتنياهو حركة حماس الرئيس الأميركي جو بايدن جيك سوليفان الولایات المتحدة حرکة حماس قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟

اعتبر النائب حسين الحاج حسن، اليوم السبت، أن "شهادة القادة خسارة كبيرة، ولكنها لا توقف مسيرة الأمة والشعب والمقاومة، بل على العكس يجب أن يحفزنا كل ما قدمنا من تضحيات على الثبات. إن عزيمتنا ستتفوق على حزننا، حجم الخسارة كبير، ولكن حجم عزيمتنا أيضا كبيرة، سنكمل الطريق ولن نتوقف".

جاء ذلك خلال حفل تأبيني أقامته عائلة عواضة، بدعوة من رئيس جمعية "تجار الوسط التجاري" في بعلبك، تكريما لأميني "حزب الله" السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك. 

وقال: "نحن تعرضنا لحرب كانت تريد أن تستأصل وجودنا واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نصمد وننتصر، بسبب البنية التنظيمية القوية والتحالف العميق مع حركة أمل، وبسبب احتضان البيئة، وبسبب الأخوة الشهداء الذين استمروا في القتال حتى اللحظات الأخيرة، لم يستطع العدو أن يسحق المقاومة وحزب الله، على رغم الفارق التسليحي الكبير والعددي والتكنولوجي والاستخباراتي، فشل العدو في تحقيق هدفه، وها هو بكل مسؤوليه وإعلامه بعد التشييع يلتفت إلى هذه الحقيقة الموجعة له".

وتابع: "البيئة أصبحت هي المقاومة والمقاومة أصبحت هي البيئة، لا فرق بين البيئة والمقاومة، البعض يريدون لهذه البيئة أن تبتعد عن المقاومة ويريدون ابتعاد حزب الله وحركة أمل عن بعضهما، ويريدون التشكيك بكل ما قمنا به، نقول لهؤلاء أن التحالف بين الثنائي الوطني راسخ ودائم، وان البيئة التي تحتضننا ونحتضنها قوية وراسخة".

وأردف: "في 27 تشرين الثاني الماضي أعلنت آلية تنفيذية للقرار 1701، وقاد المفاوضات عن الدولة اللبنانية الرئيس نبيه بري، وأقرت الحكومة في اجتماعها قبولها هذا الاتفاق، ومددت الإدارة الأميركية الى 18 شباط، ومنذ ذلك الوقت العدو يخرق يوميا هذا الاتفاق، يسقط شهداء وجرحى، ويتم تدمير وتجريف البيوت والبساتين، ويقول وزير خارجية العدو أن الأميركيين أعطوا إسرائيل ضوءا أخضر غير محدد. نحن نعتبر أن الدوله اللبنانية بمسؤوليها كافة ومؤسساتها معنية بالدفاع عن السيادة الوطنية اللبنانية، وعليها أن تقوم بأقصى ما تستطيع لفرض الإنسحاب على العدو الاسرائيلي. فماذا أنتم فاعلون أيها المسؤولون اللبنانيون بهذا الصدد؟ وما هو الرد على وزير خارجية العدو وعلى أميركا؟ كما نتوجه للذين كانوا يتحدثون ليل نهار عن السيادة ويخوضون حملة على إيران بادعاءات واهية وغير حقيقية، ألا تعتبرون بأن اسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابا لبنانيين وتدمر البيوت؟ الا يستحق منكم ذلك موقفا أو اجتماعا أو تمديدا أو بيانا؟ كل ما نشهده الصمت المطبق على وقائع ميدانية قائمة أمامكم وأمام العالم أجمع تجاه التدخلات الأميركية في لبنان. أنتم حلفاء وأصدقاء لأميركا، وظفوا هذه الصداقات لحماية سيادة لبنان".

ورأى أن"من مهام الحكومة تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة، وإعادة الإعمار وهذا الملف لا يتحمل مماطلة في الوقت ولا إطالة في المدة، ولا أي ربط بالإصلاحات، يجب إعادة الإعمار دون أي شرط سياسي أو سيادي يمس بالسيادة اللبنانية، الشرط الوحيد هو الشفافية في الإنفاق والسرعة دون تسرّع وأن تصل الأموال إلى مستحقيها".

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: هذه الطريق الوحيد لنتنياهو لاستعادة أسراه
  • إعلام عبري عن مصادر: إسرائيل تعطي حماس مهلة 10 أيام للإفراج عن المحتجزين وإلا فستجدد الحرب
  • حماس ترفض المقترح الأمريكي وتعتبره منحازا للاحتلال
  • حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى
  • حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق صفقة التبادل
  • إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان
  • حماس ترفض هدنة رمضان وتوجه رسالة لإسرائيل ‎
  • التعاون الإسلامي ترفض حظر إسرائيل لأونروا بمرافعة أمام محكمة العدل
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟