غزة.. آخر إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
خاض جو بايدن حملته الانتخابية بشعار استعادة المكانة والقيادة الأمريكية في الخارج. لكن دعم إدارته القوي لإسرائيل وهي تدمر غزة وتقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل عشوائي، كان أحدث تذكير بأن الحكومة الأمريكية، بقيادة ديمقراطي أو جمهوري، غالباً ما تسيئ الاختيار في الشؤون الخارجية، وليست المدافع القوي عن الديمقراطية والحرية الذي تدعيه.
الأمريكيون يستشهدون بالديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يكون ذلك مناسبًا ويتجاهلونهما عندما لا يكون الأمر كذلك
ويقول الكاتب بيري بيكون جونيور: " كان الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في الشؤون العالمية بطبيعة الحال موضع خلاف منذ فترة طويلة. في السنوات الأخيرة، أدت القرارات التي اتخذتها أمريكا بغزو العراق وانتخاب دونالد ترامب رئيساً، إلى إضعاف الحجة القائلة إن للولايات المتحدة أخلاق وقيم قوية، وعلى الدول الأخرى أن تحذو حذوها في الشؤون العالمية". عقود من الخبرةوكان يفترض أن يكون بايدن، بفضل عقود من الخبرة والعلاقات مع القادة حول العالم، لا مجرد شخص أفضل من ترامب، بل رئيساً عظيماً في السياسة الخارجية. وقد فعل بعض الأمور الجيدة. وقادت الولايات المتحدة تحالفاً لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بعد الغزو الروسي واسع النطاق، في جزء من حملة الإدارة من أجل نظام دولي قائم على القواعد، تحترم فيه الدول في العالم القانون الدولي والسلطات العالمية، مثل الأمم المتحدة. مع تراجع الانتخابات الحرة والنزيهة وغيرها من التدابير التقليدية للحرية في العالم، كان تعزيز الرئيس بايدن للديمقراطية في الولايات المتحدة وخارجها جديراً بالثناء".
Opinion by Perry Bacon Jr.: The Biden administration’s strong backing of Israel as it destroys Gaza and indiscriminately kills Palestinian civilians is the latest reminder that the U.S. isn’t the strong defender of democracy and freedom it claims to be. https://t.co/F5JVx4jUBg
— The Washington Post (@washingtonpost) December 13, 2023كما كان الرئيس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيرهما من كبار المسؤولين في الإدارة أكثر صدقاً وتعاطفًا في التعبير عن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، والعمل مع دول أخرى مما كان عليه فريق ترامب.
أحكام خاطئةلكن الشهرين الماضيين شهدا سلسلة أحكام خاطئة تمحو الذكريات الإيجابية عن سياسات بايدن الخارجية ، ربما بشكل دائم.
بداية، كشفت واشنطن أنها لا تدافع عن القواعد والأعراف الدولية إذا انتهكها أحد أقرب حلفائها. فقد أدان المسؤولون الأمريكيون روسيا بشدة لقصفها المدارس والمباني السكنية في أوكرانيا، لكنهم لا ينتقدون إسرائيل بنفس القدر لإقدامها على الشيء نفسه في غزة.
وتصدر منظمة العفو الدولية، وأطباء بلا حدود، وهيومن رايتس ووتش، والعديد من المنظمات الأخرى كل يوم تقارير ،وبيانات توضح بالتفصيل كيف تنتهك الأعمال العسكرية الإسرائيلية القانون الدولي، وتؤدي إلى قتل الأطفال، وجوع جماعي، وتدمير المؤسسات الرئيسية للثقافة الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، ونزوح مئات الآلاف.
Biden’s Gaza policy is the latest major U.S. foreign affairs blunder
https://t.co/U9blszXurf
وكتب قادة منظمة اللاجئين الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية، وأربع منظمات إنسانية رئيسية أخرى "لا حرب أخرى في هذا القرن حيث كان المدنيون محاصرين إلى هذا الحد، دون وسيلة أو خيار للهروب لإنقاذ أنفسهم وأطفالهم"، في مقال افتتاحي بصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع.
عدد القتلى المدنيينويشكو المسؤولون الأمريكيون علنًا من عدد المدنيين الذين قتلوا، بما في ذلك تعليقات بايدن هذا الأسبوع والتي كانت من أكثر انتقاداته لإسرائيل منذ أن شنت حملتها العسكرية في غزة. لكن الإدارة تواصل الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، وهي أمور أكثر أهمية من الكلمات.
لقد التفت إدارة بايدن الأسبوع الماضي على الكونغرس وباعت إسرائيل من جانب واحد ما قيمته أكثر من 100 مليون دولار من ذخيرة الدبابات. وفي هذا الشهر، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة من بين 15 دولة في مجلس الأمن، التي عارضت قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
واعترف مسؤولون في إدارة بايدن أخيراً لصحيفة "واشنطن بوست" بأنهم، كما جاء في مقال الصحيفة: "لا يجرون تقييمات في الوقت الحقيقي لالتزام إسرائيل بقوانين الحرب"، أعلنت حكومة الولايات المتحدة استنتاجها أن روسيا ترتكب جرائم حرب بعد شهر واحد فقط من الغزو الشامل لأوكرانيا.
ثانياً، يعمل بايدن على إضعاف الفكرة السائدة عنه باعتباره بطلاً للديمقراطية وحقوق الإنسان. وللدفاع عن دعمها للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أكدت الإدارة أن إسرائيل دولة ديمقراطية، على عكس العديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط.
ولكن الأحداث التي شهدتها إسرائيل والأراضي الفلسطينية في الأعوام الأخيرة، تشكل في واقع الأمر مثالاً جيداً لأوجه القصور التي تشوب الحرية، والمساواة التي تسبب قدراً كبيراً من القلق على الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم.
يعاني الفلسطينيون من قيود كثيرة على حقوقهم وحرياتهم إلى درجة أن العديد من المنظمات الدولية تقول إنهم يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري. وهذا العام، أقرت الحكومة اليمينية في إسرائيل إصلاحات كبيرة للحد من سلطة القضاء في البلاد، رغم الاحتجاجات الجماهيرية ومعارضة بايدن نفسه لها.
وخلال الشهرين الماضيين، قُتل عشرات الصحافيين في غزة، مع اتهامات موثوقة بأن الجيش الإسرائيلي استهدف صحافيين عمداً. وأوقف عضو في الكنيست الإسرائيلي بعد انتقاده لقصف غزة.
ويمكن لإدارة بايدن أن تدافع عن سياساتها المؤيدة لإسرائيل بتأكيد العلاقات طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأهمية الحفاظ على دولة يهودية.
لكن تأطير دعم بايدن لقصف إسرائيل لكل شيء في غزة باعتباره دفاعاً عن الديمقراطية هو مثال آخر على أن المسؤولين الأمريكيين يستشهدون بالديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يكون ذلك مناسباً ويتجاهلونهما عندما لا يكون الأمر كذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً: