الصاروخ الأمريكي والحمامات الانتحاريات الثلاث.. القصة بالتفصيل!
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
استعمل الحمام في الحربين العالميتين بكثافة كسعاة بريد، وحصل بعضها على ميداليات، ولم يكف كل ذلك، حيث فكر الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية في جعله يوجه سلاحا وينتحر!
إقرأ المزيد ما مصير حذاء الزيدي؟ ولماذا تربص منتظر ببوش خلف صفوف الصحفيين؟بدأت القصة في عام 1943، حين واجه الجيش الأمريكي مشكلة في ميادين القتال البحري.
العالم الأمريكي المتخصص في علم النفس والسلوك الحيواني والبشري بورهوس فريدريك سكينر، وجد حل هذه المشكلة بالاستعانة بالحمام الزاجل كما في المراسلات!
سكينر كان في ذلك الوقت يعمل أستاذا في جامعة مينيسوتا ويجري تجارب على الحيوانات لفهم السلوك البشري، وقد شرع منذ عام 1940، في إجراء تجارب على هذه الطيور، وابتكر طريقة يستغلها في توجيه جسم آخر.
التجربة كانت بسيطة نسبيا، وفيها تم وضع الحمام في حزام من الجلد، وحين ينقر على صورة محددة أمامه ينفتح أمامه طبق صغير من الحبوب كمكافأة. بهذه الطريقة يتم تعليم الحمام توجيه عربة صغيرة إلى نقطة الهدف بالنقر على الصور. لاحقا تطورت التجارب وبلغت حد جعل الحمام يوجه السلاح نحو أهداف أخرى، مثل نماذج لسفن صغيرة.
في البداية، لم يتمكن سكينر من لفت انتباه الجيش الأمريكي، ولكن في يونيو 1943 أعطى مكتب البحث العلمي والتطوير في البنتاغون شركة جنرال ميلز، التي كانت تمول سكينر في تلك المرحلة، عقدا صغيرا في محاولة لتطوير نظام توجيه بواسطة الحمام.
بيجي كيدويل، أمينة الطب والعلوم في متحف التاريخ الأمريكي تقول عن هذا الأمر: "خلال الحرب العالمية الثانية، كان هناك قلق شديد بشأن توجيه الصواريخ... أراد المسؤولون العسكريون حقا معرفة كيفية توجيهها بدقة، عرض سكينر على اللجنة الوطنية للدفاع، خطته التي أطلق عليها اسم "مشروع الحمامة.. كان أعضاء اللجنة متشككين، لكنهم منحوا سكينر 25000 دولار للبدء".
العالم الأمريكي توصل إلى أن الطيور تنجز مثل هذه المهمة بشكل أفضل إذا عملت في مجموعة من ثلاث حمامات. الحمامات الثلاث توضع في مخروط أنف الصاروخ، الذي سمي بـ "البجعة"، وكل حمامة ستنظر إلى شاشة صغيرة أمامها تعرض الأرض أمام الصاروخ المنطلق. حين ينقر الحمام على صورة الهدف وهي عبارة عن سفينة، تقوم بكرات صغيرة متصلة برؤوسها بتوجيه الصاروخ. بالطبع لن يكون في مقدور الحمامات الثلاث مغادرة الصاروخ وكن سينتهين مع الهدف.
التجارب تاليا أجريت على الحمام لتوجيه صواريخ إلى الهدف، كانت ناجحة بشكل كبير، وكان الحمام بارعا في تحديد الهدف والتحرك في اتجاهه من دون أن يتأثر بالضوضاء أو تقلبات درجات الحرارة أو التغير في ارتفاعات الصاروخ.
هذا المشروع بقي حبرا على ورق ولم يظهر إلى الوجود، وتم إغلاقه في عام 1944. لاحقا أحيت البحرية الأمريكية في عام 1948 فكرة استخدام الحمام في توجيه الصواريخ المضادة للسفن، وأعيد تسمية مشروع "بيجون" إلى "أوركون".
لحسن حظ الحمام طوي ملف المشروع مجددا في عام 1953، حيث قلت أهمية المشروع بفضل التقدم التكنولوجي في مجال أنظمة التوجيه، وتم الاستغناء عن فكرة التحكم بالأسلحة بواسطة كائن حي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية فی عام
إقرأ أيضاً:
مدبولي: توجيه من الرئيس بتوسيع دائرة الحوار الوطني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني، وضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، المنسق العام للحوار الوطني؛ وذلك لمناقشة عدد من الملفات الخاصة بتعزيز دور الحوار الوطني في المرحلة الراهنة. وأوضح رئيس الوزراء، في مُستهل حديثه، أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في تحديد محاور مُحددة لاستكمال ملفات التعاون مع الحوار الوطني.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن التحديات الحالية تستدعي أن يكون هناك تواصل مستمر مع مجلس أمناء الحوار الوطني، حتى يتسنى الاستماع لمختلف الآراء والمقترحات.
وأضاف "مدبولي" أن هناك توجيهًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتوسيع دائرة الحوار الوطني، وأن تشمل العديد من القضايا والملفات، قائلًا: هناك ملفات سياسية وتحديات داخلية وخارجية، تستدعي التشاوُر والاستماع لمختلف الآراء،ولدينا أيضًا ملفات وتحديات اقتصادية خارجية وداخلية، تستدعي توسيع قاعدة الحوار الوطني، هذا ناهيك عن قضايانا الاجتماعية المختلفة.
وشهد اللقاء استعراض ومناقشة عدد من الملفات في مجالات متعددة، وأوضح السيد ضياء رشوان أن مجلس أمناء الحوار الوطني خصص الجلستين الأخيرتين لمناقشة ملفات الأمن القومي، تواكبًا مع التطورات الأخيرة، وتم طرح عدد من الإجراءات والخطوات بشأن أهم القضايا والتحديات السياسية الآنية، خاصة ما يتعلق بملف غزة، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وأكد المستشار محمود فوزي، خلال اللقاء، أهمية زيادة الوعي في هذه الفترة التي تتسم بسرعة الأحداث، خاصةً السياسية، والتي ترتبط بالأمن القومي المصري، مع ضرورة وضع سيناريوهات للتحرك في مختلف الأحداث، التي تتعامل مع الأخطار المختلفة، وهو ما سيسعى "الحوار الوطني" للمشاركة فيه بالرؤى والأفكار. وأشار "رشوان" إلى أن هذا العام سيشهد استحقاقات سياسية مهمة، ومن ثم فهناك عدد من التوصيات التي رفعها الحوار الوطني للحكومة، وهناك مطالب بسرعة حسمها، تتعلق ببعض التعديلات المهمة في قانون مباشرة الحقوق السياسية، وبعض التعديلات في قانون العمل الأهلي، وكذا بعض الإجراءات الخاصة بالحريات الأكاديمية، وقانون التعاونيات، وكذا مشروع مفوضية مكافحة التمييز؛ مؤكدا أن الحكومة استجابت للعديد من التوصيات السابقة، وتتبقي هذه النقاط المهمة.
وأشار رئيس الوزراء، في ختام اللقاء، إلى أن الحكومة تعمل بالفعل على هذه الملفات، وسيتم التوجيه بسرعة البت فيها.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه سيتم قريبًا عقد اجتماع موسع مع أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني لمناقشة مختلف القضايا والملفات.