أبعد من الجفاف وتدمير الثروة الحرجيّة: التغيّر المناخي يدمّر لبنان
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
حضر لبنان بقوّة في مؤتمر الأطراف المنعقد في دبي Cop28، حاملاً في جعبته الأزمات البيئية التي تعصف به إلى أكبر اجتماع بيئي علمي في العالم. وفي حين عبّر الوفد اللبناني عن اهتمامه بمعالجة أزمة التغير المناخي وتداعياته على المجتمعات كافة، أكد وزير البيئة ناصر ياسين أن لبنان هو من الدول المتأثرة جداً بالتغيرات المناخية.
جهوزية متدنية جداً
لم يكتفِ وزير البيئة بالتحذير من تأثير التغير المناخي على لبنان، بل عاد وشدّد على أن جهوزية البلاد لا تزال متدنية جداً من حيث التكيف مع هذه المشكلة البيئية، إذ أن لبنان يحتلّ المرتبة 161 من أصل 192 دولة من حيث الجهوزية.
ولفت في حديث له، إلى سيناريوهات مخيفة يعيشها لبنان تمثّلت على سبيل المثال بموجات الحرّ الأكثر حدّة الصيف الماضي وتدنّي نسبة المتساقطات، ما سيغيّر نوعية المحاصيل الزراعية.
كما شدد على ضرورة تحسين الوضع الاداري وحوكمة القطاعات من أجل التكيف مع التغيرات المناخية من خلال ادارة الموارد، مع اشارته إلى أن "انبعاثات لبنان قليلة وهناك التزام لتخفيفها بنسبة 20% والانتقال الى الطاقة البديلة، فيما المشكلة الأبرز هي وسائل النقل غير الصديقة للبيئة".
بين الأمس البعيد واليوم
رئيس حزب البيئة العالمي دوميط كامل، اعتبر أن لبنان ليس فقط في المرتبة التي حددها وزير البيئة، إنّما هو بحدود المرتبة 190 لأن الجهوزية مفقودة بشكل تامّ في ظلّ غياب خطط مواجهة التغير المناخي، معتبراً أن هذه الأمور بحاجة إلى ثقافة وعلم والقدرة على التعامل مع هذا الملف بخطط واضحة وعلمية.
وفي حديث لـ"لبنان 24"، استذكر كامل فترة الستينيات في لبنان، مبيّناً الدرك المنخفض الذي وصل إليه المجال البيئيّ في "بلد الأرز"، مشدداً على أنه كان خالياً تماماً من التلوث بسبب الجهوزية الصحيحة.
وأشار إلى أن مدينة بيروت في تلك الحقبة كانت العاصمة الأولى في الشرق الأوسط التي استخدم سكانها "الترامواي" الذي كان يعمل بالطاقة الكهربائية وبالتالي "صفر تلوّث" على حدّ تعبيره، كما لفت إلى أن الغابات في حينه كانت تتعدّى الـ63% من مساحة الوطن والهواء كان نظيفاً، وعوامل أخرى كثيرة كانت كفيلة بتوفير مناخ صحيّ.
وفي مقارنة مع الواقع الحالي، شدد كامل على أنه خلافاً لما نشهده اليوم، لم تكن هناك معامل كهرباء تحرق آلاف الأطنان يومياً من الفيول، ولا عشرات المولّدات في جميع الأحياء السكنية، ولا كان النقل يعتمد على حوالى مليوني سيارة للتنقل بالتزامن مع عدد هائل من الشاحنات، فضلاً عن المصانع وحرق النفايات المستمر على مدار الساعة في لبنان.
مظاهر التغير المناخي في لبنان
واعتبر أنه فيما لو استمرّ الوضع على ما هو عليه، فمرتبة لبنان ستتدنى فعلاً إلى الرقم 190 على الأقل، مشدداً على أن المواطن اللبناني لن يدفع بمفرده ثمن هذه العوامل، بل معه كل الكائنات الحيّة على أرض هذا الوطن.
وقال: "الأنهار والمياه الجوفية باتت عبارة عن صرف صحيّ وصناعي، المجارير تملأ الشواطئ من دون أي معالجة، محطّات التكرير لو وُجدت على غرار محطة زحلة، عملت لفترة قصيرة ثمّ جرى رمى المياه مع تلك الآسنة في نهر الليطاني، بينما تصرف رواسب المياه المكررة من محطّة حمّانا في نهر بيروت".
وعن مظاهر التغير المناخي في لبنان، كشف كامل أنه "مع حلول شهر كانون الأول، كان يجب أن تكون الثلوج على علوّ 1000 متر في حين أن هذا الأمر غائب، فضلاً عن أن الأمطار تهطل بشكل غزير مشكّلة فيضانات سريعة جداً ذات آثار مدمّرة على الطرقات والمحاصيل والناس، الجفاف يتوسّع في مناطق عدّة في وقت كان فيه عدد كبير من المزارعين يعتمد على الأمطار لريّ مواسمه الزراعية".
كما تطرّق إلى ظاهرة سلبية جداً في لبنان وهي قطع الأشجار، قائلاً إنه في هذا العام فقط تمّ قطع مليون و200 ألف شجرة صنوبر بهدف التدفئة خلال فصل الشتاء، كما تمّ قطع آلاف أشجار اللزّاب وصولاً إلى بعض أشجار الأرز.
وحذّر كامل من أن لبنان يمرّ بفترة خطيرة جداً على الصعيد البيئي على الرغم من أن التغير المناخي يطال دولاً عدّة من حول العالم في ظل التصحّر وانخفاض في مستوى المتساقطات.
وأكّد أن الوضع قابل للتحسّن فقط في حال وجود استراتيجيات يضعها علماء البيئة بطريقة علمية بعيداً من السياسة، معرباً عن تخوّفه من استمرار التدهور البيئي، أمّا على المدى الأبعد فالخوف هو من تدمير الثروة الحرجية وتدمير الموارد الطبيعية، المتجددة وغير المتجددة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التغیر المناخی ر المناخی أن لبنان فی لبنان على أن
إقرأ أيضاً:
عدن: شلل شبه كامل في التعاملات بالعملة الأجنبية وسط قفزة تاريخية لأسعار الصرف
شمسان بوست / متابعات:
شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الثلاثاء، توقفًا شبه تام لعمليات المصارفة والتعاملات بالعملات الأجنبية، في ظل قفزة كبيرة وغير مسبوقة لأسعار صرف العملات، وعلى رأسها الريال السعودي والدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني.
وقالت مصادر مصرفية مطلعة إن حالة من الجمود خيمت على سوق الصرافة، نتيجة الاضطرابات المتسارعة في أسعار الصرف، حيث تجاوز سعر صرف الريال السعودي حاجز الـ684 ريالًا يمنيًا، بينما اقترب الدولار الأمريكي من سقف 2600 ريال، ما دفع الكثير من شركات ومحال الصرافة إلى وقف تعاملاتها بشكل كامل تجنبًا للخسائر.
وأضافت المصادر أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الصرف تسبب بحالة من القلق لدى المواطنين والتجار على حد سواء، وسط غياب أي تدخل حكومي واضح للحد من التدهور المتسارع للعملة الوطنية، والذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات الأساسية.
ويأتي هذا الانهيار الجديد للعملة المحلية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة التوترات السياسية والانقسام المالي بين عدن وصنعاء، إضافة إلى انعدام الاستقرار الأمني وضعف أداء المؤسسات النقدية الرسمية.
وحذّر اقتصاديون من أن استمرار هذا التدهور دون تدخل عاجل من الجهات المعنية قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى الاقتصادية، ويضاعف معاناة المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الغلاء وتراجع القدرة الشرائية بشكل غير مسبوق.
يُذكر أن السوق المحلية في عدن تشهد منذ أسابيع تقلبات حادة في أسعار العملات الأجنبية، إلا أن ما حدث اليوم يُعد من أسوأ الانهيارات التي عرفها الريال اليمني منذ سنوات، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد الانهيار الاقتصادي الحاد الذي ضرب البلاد في سنوات سابقة دون حلول جذرية تُذكر.