المسلة:
2024-07-01@16:44:38 GMT

النقد بين الموضوعية والفردية

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

النقد بين الموضوعية والفردية

14 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

 رياض الفرطوسي

لو حاولت تمزيق صورة معينة وطلبت من الاخرين بعد ذلك التعرف على هوية صاحب هذه الصورة ستكتشف اجابات مختلفة بين من يتعرف على جزء من الصورة او على بعض ملامحها او زاوية محددة فيها ‘ وبمجرد ان تقوم بأعادة ترتيبها او لصقها من جديد سيتمكن الجميع من التعرف عليها وعلى صاحبها ‘ وحسب علماء النفس هذا يؤكد الجانب الاختزالي لرؤيتنا للاشياء وهي رؤية تقوم على قراءة وجه محدد من الحقيقة لا على الابعاد الكلية والشاملة للصورة.

الواقع العراقي على مستوى نقدي يعيش هذه الاشكالية وهو افتقاد القدرة الذهنية في التحليل والنقد ‘ اذ من الصعوبة بمكان ان تجد او تكتشف علاقة كاملة ومترابطة على مستوى نقدي بسبب النظرة السطحية والاعتماد على الصورة كحدث مباشر مفرغ من المضامين الداخلية ومن خلال ذلك تبدا عملية اطلاق الاحكام التي عادة ما تكون بين اتجاهين ‘ اما ان يكون مدحا لا يقوم على الوعي او قدحا تبسيطيا . لا يمكن نقد الوعي الاختزالي لانه عادة مفرغ من المشاعر الانسانية ومبنية على مجموعة من التناقضات والتشوهات الحادة واحيانا يرفض الاعتراف بحالته هذه . يلجأ هذا النموذج الى الاستعراض والظهور ومن خلال ذلك يمارس صناعة شخصيته فهو لا يشعر بالندم على شي لكنك تراه قلق ومتردد ويتمتع بعقلية وذهنية تحتكر الحقيقة والاشياء.

هذه العقلية تقوم على ثقافة الوصم والعداء والكراهية ووضع الخصوم في خانة محددة بطريقة قطعية وصارمة . فهو ينتزع الوقائع من سياقها الموضوعي ويحللها او يفسرها على اساس مضامين مصلحية او تآمرية ذات هدف معين.

وبالمناسبة هذه الشخصيات تكاد تتناسل في كل عصر وزمان ‘ فهو ليس فردا وانما ظاهرة اجتماعية متوارثة عبر عصور زمنية غابرة . ان ما يكتبه او يقوله بحاجة الى تفكيك نقدي خاصة اذا دققنا في مستوى ردود الفعل والقسوة المباشرة.

نحن شعب تعرض لحروب وويلات وانتهاكات من خلال قرارات خاطئة تقوم على الارتجال ولا تقوم على اساس نقد الواقع بطريقة ايجابية تقويمية من اجل انتاج وعي سياسي بمضامين ومفاهيم جديدة تأخذ مداها في سلطة القانون.

حينما لا تتسع حدود المسافة بين المسؤول والفقير وعامل البناء وبائع البسطية والعاطل عن العمل ‘ وبين المسؤول والمقهى والمنتدى الثقافي والفني والاجتماعي ( ولا يتحول المسؤول الى ظاهرة استعراضية لاخذ الصور والكشخة واختيار ارقام مميزة لسيارته وهاتفه ‘ ويتحدث عن انجازات لا وجود لها على ارض الواقع ) وتصبح هذه المسافة قصيرة تسمح بالحوار والنقد البناء ‘ حينها نستطيع ان نمسك خيط التغيير والبناء والوضوح والصراحة والمكاشفة من اجل انتاج سلطة بمضامين قانونية ومؤسساتية وسلوكية . وعليه لا عناد مع النقد لاننا نعالج فرضيات متغيرة حسب الواقع ومتغيراته المستمرة لانه ما يصح اليوم قد لا يصح غدا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: تقوم على

إقرأ أيضاً:

الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم

الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم، خطاب المظلومية المزعوم هو الشماعة الساهلة لهذا الخطاب. كانت الميليشيا جاهزة لإنقلاب اليوم الواحد، لكنها لم تكن مستعدة لحرب طويلة تحتاج لمسوغات وتأسيس نظري، لهذا قامت وحدة “الشفشفة الفلسفية” على عجل بشفشة خطاب “دولة 56” من طرف سوق الفضاء السياسي وأعادت استخدامه لتقول أنها لم تجد من “دولة 56 إلا العسف والعنف والتهميش”
مصطلح 56 من المصطلحات التي عانت من الفوضى التداولية، فبعد انتاجه في سياق خطاب السودان الجديد، استلفته جماعة النهر والبحر وأعادته للسوق “وعملت ليهو ريبراند” من أجل تسويقه مرة أخرى، ولأن عمسيب “باطل ساي” تمت شفشفة المصطلح من قبل الميليشيا من جديد وبيعه محلياً وخارجياً.
طبعاً لا يجيد أحد مهمة التسويق هذه مثل المثقفين..

مثقفان يشتغلان في حقل الفلسفة وصاحبا دراسات عليا من الخارج وأحدهما أستاذ للفلسفة.
لم يستخدم المثقفين هاذين مصطلح “دولة 56م” قبل حرب أبريل على الإطلاق، ولم يعلقا عيه مشاكل السودان من قبل ولكن ما أن نطق به دعامي ما، حتى انبريا كمفسرين وشارحين لسردية كبرى في التاريخ سموها دولة 56م.

عند عبد الله علي ابراهيم نقد شهير لمثقف الحزب، يشبهه بالكلب الذي يهوهو متى ما صرخ فيه الحزب “اشكع” ويبدو أن تشبيه البروف ينزل كبس في مثقفي القبيلة شفشافي المصطلحات هؤلاء، مع اختلاف أن للحزب رؤيته وأدبياته.

حضرت ندوة للاثنين جوز اللوز هاذين عن حداثة كانا يمدحانها أيام سوق انتقالية قحت تلك. قلت لصاحبي يوجد في الخرطوم عشرات ممن يحدثونك عن الحداثة أفضل منهما لكن صديقيك شاطرين في التسويق لنفسهما برمزية الكدمول. الكدمول الذي يتكلم عن الحداثة ويؤلف الروايات.. واااو.
سامح الشامي
سامح الشامي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مبادرة علماء الغد في الأردن (JoYS) تحتفل بالإنجازات المتميزة في معرض وحفل جوائز 2024
  • 13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل
  • الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم
  • مختبر افتراضي في تعليم الرياضيات
  • تجنبا لسيناريو اليونان.. توقعات بتدخل نقدي أوروبي في فرنسا بعد الانتخابات
  • الصمد: ميقاتي رجل دولة من الطراز الأوّل
  • صراع الأفكار
  • ماذا قالت الجديد عن زيارة ميقاتي إلى الجنوب؟
  • حساب المواطن يوضح المسؤول عن مشاكل إيداع الدعم
  • وزيرة في المالديف تقوم بعمل سحر أسود للرئيس والسبب صادم!