الصفقات التجارية بإسرائيل عند أدنى مستوى في 10 سنوات
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
رسم تقرير المعاملات التجارية لشركة "برايس ووترهاوس كوبرز إسرائيل" لعام 2023 واقعا ضبابيا مليئا بالتحديات للاقتصاد الإسرائيلي، وأشار التقرير إلى انخفاض بأكثر من 46% في قيمة الصفقات التجارية وتراجعا بنسبة 23% في إجمالي عدد هذه الصفقات مقارنة بالعام السابق.
وبحسب التقرير -الذي نقلته صحيفة جيروزاليم بوست- بلغ إجمالي قيمة الصفقات التجارية في العام الحالي نحو 9.
كما انخفض متوسط قيمة الصفقات بنسبة 35% ليبلغ 131 مليون دولار العام الحالي مقارنة بـ202 مليون دولار العام الماضي، في حين شهد عدد الصفقات الضخمة -التي تزيد على مليار دولار- انخفاضا، مما يعكس التحول نحو المعاملات الأقل خطورة.
ويشير التقرير إلى أن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي -الذي يشكل القوة الدافعة للاقتصاد- لم يتعافَ، حيث انخفضت الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع بشكل حاد إلى 6.7 مليارات دولار مسجلة انخفاضا بنحو 41% قياسا للعام 2022.
وقد حدث هذا الانخفاض حتى قبل عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشنت إسرائيل بعدها حربها على قطاع غزة، مما يشير إلى موقف حذر من جانب المستثمرين قبل هذه الأحداث.
وأشارت "برايس ووترهاوس كوبرز إسرائيل" إلى أن المعاملات مع الكيانات الأجنبية في إسرائيل قد انخفضت فعلا، مما يشير إلى تزايد قلق المستثمرين.
ويرصد التقرير مشهدا يتسم بانخفاض عمليات الاندماج والاستحواذ، مما يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية التي سبقت التوترات الأمنية في الأشهر الأخيرة.
لكن التقرير عاد وسلط الضوء على أهمية قطاع التكنولوجيا الفائقة في منظومة الأعمال الإسرائيلية، حيث استمر -رغم التراجع- في قيادة السوق المحلية للاندماج والاستحواذات في عام 2023، وشكّل نسبة 81% من جميع الصفقات.
ونقلت الصحيفة عن رئيسة خدمات المعاملات في الشركة ليات إنزيل أفيل قولها "في المدى القصير وفي ظل تصاعد التوتر الأمني واستمرار الحرب نتوقع أن يستمر الضغط على السوق المحلي بشكل أكبر مقارنة بالاتجاهات العالمية".
وأضافت أن "التنبؤ بردة فعل السوق على المدى الطويل أمر صعب ويعتمد -من بين عوامل أخرى- على تطور الوضع الأمني والسياسي في إسرائيل".
وقد أثرت الاضطرابات السياسية الناجمة عن خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر، كما أدت هذه الإصلاحات إلى احتجاجات كبيرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، مما أثار مخاوف بشأن الفساد وزعزعة استقرار الاقتصاد، بحسب الصحيفة.
وجاءت الحرب على قطاع غزة لتزيد عدم اليقين في السوق الإسرائيلية، في ظل وضع أمني لم تشهده البلاد منذ زمن طويل.
وكان 300 من كبار الخبراء الإسرائيليين قد حذروا من أن الاقتصاد الإسرائيلي يمر بوقت صعب بشكل يستوجب إجراءات فورية لمنع وقوع مزيد من الضرر.
ووجه خبراء الاقتصاد رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش كتبوا فيها "أنتم لا تستوعبون حجم الأزمة التي يواجهها الاقتصاد، يجب أن تتصرفوا بطريقة مختلفة".
وأشارت الرسالة إلى أن الاقتصاديين ينظرون "إلى وقت صعب يعيشه اليوم الاقتصاد الإسرائيلي، ويجب اتخاذ إجراءات لمنع وقوع أضرار كبيرة على الفور".
وكان من بين الموقعين روني حزقيا المشرف السابق على البنوك والمحاسب العام، والمشرف السابق على البنوك يائير أفيدان، والمحافظ السابق لبنك إسرائيل جاكوب فرانكل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل بدأت تنفيذ خطة احتلال غزة بشكل دائم
يحاول جيش الاحتلال الاستفادة من الموقف الأميركي الجديد لضرب اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء البروتوكول الإنساني وتطبيق خطة تهجير سكان قطاع غزة واحتلاله بشكل دائم، بحسب ما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفق ما قاله حنا في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، فقد واصلت قوات الاحتلال هجماتها على 4 محاور (بيت لاهيا، نتساريم، خان يونس، رفح) لتنفيذ إستراتيجية الدخول والسيطرة على الأرض وضمها.
وكان رئيس الأركان المستقيل هيرتسي هاليفي قد رفض هذا المشروع لكن إيال زامير الذي خلفه في المنصب قبل به وبدأ تنفيذه بالفعل، بحسب الخبير العسكري.
وتقضي الخطة الجديدة بإدخال 5 أو 6 فرق إلى القطاع والسيطرة على مناطق والبقاء فيها بعد تدمير المقاومة وبنيتها التحتية وتهجير السكان منها وفق ما أعلنه وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ويسعى الجيش الإسرائيلي من خلال هذه الخطة إلى تحويل سكان القطاع إلى تجمعات سكانية معزولة بمنطقة محتلة بحيث تكون قوات الاحتلال قادرة على الدخول لأي مكان في أي وقت من دون مواجهة، كما يقول حنا.
ويتوقف نجاح إسرائيل في تحقيق هذا الهدف على ردة فعل المقاومة التي تخوض معركة وجود كما يقول الخبير العسكري، مشيرا إلى أنها بعثت رسائل سياسية واضحة من خلال قصف تل أبيب وعسقلان.
إعلان
رسائل المقاومة
وتحاول المقاومة من خلال هذا القصف المحدود دفع الداخل الإسرائيلي للضغط على بنيامين نتنياهو من أجل التوصل لاتفاق حتى لو كان مختلفا عن الاتفاق السابق، برأي حنا، الذي قال إن المقاومة أكدت من خلال قصفها الأخير امتلاكها صواريخ يمكنها الوصول إلى قلب إسرائيل وإلى غلاف غزة ومحيطه.
كما أن تنفيذ مخطط التهجير والاحتلال يتطلب الدفع بأكثر من 6 فرق للقطاع وهذا يعني استدعاء مزيد من الجنود والاحتياط الذي يقول حنا إن نحو 30% منهم يرفضون العودة للقتال.
وفي اليوم الخامس للعمليات بعد استئناف القتال، تركز المجهود الحربي الإسرائيلي على المناطق المحيطة بالقطاع وقلب المدن والمخيمات، وتم التركيز على محيط بيت لاهيا وبيت حانون لتفريغهما من السكان.
كما كثف جيش الاحتلال النيران على عبسان شرقي خان يونس وعلى مدينة خان يونس نفسها جنوب القطاع، وقام بتوغل محدود في رفح، وحاول توسيع محور نتساريم بالنار.