اكتشاف ظاهرة مفاجئة بجبال الهيمالايا قد تؤدي لإبطاء آثار تغير المناخ..ما هي؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تذوب الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بسرعة، لكن أوضح تقرير جديد أن ظاهرة مذهلة تحدث في أعلى سلسلة جبلية في العالم، يمكن أن تساعد في إبطاء آثار أزمة المناخ العالمية.
وعندما تصل درجات الحرارة المرتفعة إلى كتل جليدية معينة على ارتفاعات عالية، فإن ذلك يؤدي إلى رد فعل مفاجئ، يؤدي إلى هبوب رياح باردة قوية أسفل المنحدرات، وفقًا للدراسة التي نشرت في 4 ديسمبر / كانون الأول في مجلة "Nature Geoscience".
وأوضحت فرانشيسكا بيليتشيوتي، وهي أستاذة علم الجليد لدى معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن المناخ الدافئ يخلق فجوة أكبر في درجات الحرارة بين الهواء المحيط فوق الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا والهواء البارد الذي يتلامس مباشرة مع سطح الكتل الجليدية.
وقالت بيليتشيوتي في بيان صحفي:"هذا يؤدي إلى زيادة في التبادل الحراري المضطرب على سطح النهر الجليدي وتبريد أقوى للكتلة الهوائية السطحية".
وتتدفق الكتلة الهوائية أسفل المنحدرات إلى الوديان، ما يسبب تأثير التبريد في المناطق السفلية من الأنهار الجليدية والنظم البيئية المجاورة.
ومع وجود الجليد والثلوج من سلسلة الجبال التي تغذي 12 نهرًا تمثل مصدر المياه العذبة لنحو 2 مليار شخص في 16 دولة، من المهم معرفة ما إذا كانت الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا قادرة على الحفاظ على تأثير التبريد المحفوظ ذاتيًا، حيث تواجه المنطقة ارتفاعًا محتملاً في درجات الحرارة خلال العقود القليلة المقبلة.
ذوبان الأنهار الجليديةوأظهر تقرير صدر في يونيو/حزيران الماضي أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا ذابت بنسبة 65% بشكل أسرع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مقارنة بالعقد السابق، ما يشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يتمتع فعليًا بتأثير في المنطقة.
من جانبها قالت فاني برون، وهي عالمة الأبحاث في معهد علوم البيئة في غرونوبل بفرنسا، إن التأثير الرئيسي لارتفاع درجة الحرارة على الأنهار الجليدية يتمثل في زيادة فقدان الجليد بسبب زيادة الذوبان.
وأضافت أن إطالة وتكثيف موسم الذوبان يتسببان في ترقق الأنهار الجليدية وتراجعها، ما يؤدي إلى تدهور المناظر الطبيعية التي تميل إلى زيادة درجة حرارة الهواء بسبب امتصاص السطح للطاقة بشكل أكبر.
يتم تحديد امتصاص الطاقة على السطح من خلال ما يُسمى "العاكِسِيَّة"، عندما تعكس الأسطح "البيضاء" مثل الثلج والجليد النظيف المزيد من ضوء الشمس (بياض مرتفع) مقارنة بالأسطح "المظلمة" مثل الأرض المكشوفة مع تراجع الأنهار الجليدية، والتربة، والمحيطات.
وبشكل عام، أوضحت برون أن هذه الظاهرة يتم تفسيرها على أنها حلقة ردود فعل إيجابية، أو عملية تعزز التغيير، لكنها بشكل عام لم تتم دراستها بشكل جيد ويصعب قياسها كميًا.
مع ذلك، عند قاعدة جبل إيفرست، بدت قياسات متوسطات درجات الحرارة الإجمالية مستقرة بشكل غريب بدلاً من الزيادة. وكشف التحليل الدقيق للبيانات عما كان يحدث بالفعل.
وقال فرانكو ساليرنو، المؤلف المشارك للتقرير والباحث في المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا: "في حين أن درجات الحرارة الدنيا كانت في ارتفاع مستمر، فإن درجة الحرارة السطحية القصوى في الصيف كانت تنخفض باستمرار".
ومع ذلك، فحتى وجود هذه الرياح الباردة ليس كافيًا لمواجهة درجات الحرارة المتزايدة وذوبان الأنهار الجليدية بشكل كامل بسبب تغير المناخ.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التغيرات المناخية درجات الحرارة یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
«تجميد الضوء».. اكتشاف جديد يبهر العالم ويعد بنتائج ثورية
نجح فريق من العلماء الإيطاليين في تجميد الضوء، وأثبتوا أنه يتصرف كجسم صلب «فائق». يُمثل هذا الاكتشاف، الذي نشر في مجلة «نيتشر» تحت عنوان «جسم صلب فائق مصنوع باستخدام الفوتونات»، نقلة نوعية في فيزياء الكم.
الجسم الصلب الفائق هو حالة من حالات المادة تجمع بين الحركة السلسة للموائع الفائقة والبنية الصلبة للمواد الصلبة. في السابق، لم تُرصد الأجسام الصلبة الفائقة إلا في تكاثفات بوز-أينشتاين (BEC)، وهي حالة فائقة البرودة للمادة تتشكل عند تبريد الذرات الفردية أو الجسيمات دون الذرية إلى درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق وفقًا للموقع الإخباري The Economic Times.
عادةً، عندما يتجمد سائل، تتباطأ جزيئاته وتتجمع في شكل صلب منظم. ومع ذلك، في هذه التجربة، عمل العلماء مع الضوء عند درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق، حيث تسود التأثيرات الكمومية.
الصفر المطلق، المُعرّف بأنه صفر كلفن (-273.15 درجة مئوية أو -459.67 درجة فهرنهايت)، هو أبرد درجة حرارة ممكنة، حيث تكاد الحركة الجزيئية تتوقف. وبينما يصعب بلوغ الصفر المطلق نفسه، يمكن للباحثين الوصول إلى درجات حرارة قريبة منه بشكل لا نهائي في بيئات مختبرية مُتحكم بها.
تستند الدراسة إلى مفهوم يُسمى تكاثف بوز-أينشتاين (BEC)، حيث تتحرك الجسيمات معًا كوحدة واحدة عند درجات حرارة منخفضة للغاية. عند وجود عدد كبير جدًا من الفوتونات (جسيمات الضوء)، بدأت تتصرف بطريقة غير عادية، مُشكلة أنماطًا تُظهر سلوكًا فائق الصلابة.
وأوضح الباحثون في دراستهم: «تُشكل هذه الفوتونات تكاثفات تابعة لها أرقام موجية مُعاكسة غير صفرية، ولكن بنفس الطاقة (أي أنها مُتساوية الطاقة)».
لاكتشاف الضوء فائق الصلابة آثار عميقة على مستقبل تكنولوجيا الكم. ومن أكثر التطبيقات الواعدة في الحوسبة الكمومية، حيث يُمكن للضوء فائق الصلابة أن يُعزز استقرار الكيوبتات (الوحدات الأساسية للحوسبة الكمومية).
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لهذا الاكتشاف أن يُحدث ثورة في تطوير الأجهزة البصرية والدوائر الفوتونية، وأن يُعزز الأبحاث الأساسية في ميكانيكا الكم.
تتيح القدرة على التحكم بالضوء بهذه الطريقة إمكانيات جديدة في القياس الدقيق، والاتصالات الآمنة، وعلوم المواد المتقدمة.
يمنح هذا الاكتشاف العلماء طريقة جديدة لدراسة الضوء، وقد يُؤدي إلى تطورات في فيزياء الكم والتكنولوجيا الخاصة بها.
وخلصت الدراسة إلى أن «الحالة فائقة الصلابة تظهر، ويحدث تعديل مكاني في كثافة الفوتونات في النظام، وهو ما يُميز الحالة فائقة الصلابة».
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب