الأمم المتحدة: التكلفة الاقتصادية للحرب في غزة 10 مليارات دولار
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-متابعة
أظهرت دراسة للأمم المتحدة، أن التكلفة الاقتصادية للحرب في غزة على الدول العربية المجاورة، وهي لبنان ومصر والأردن، قد ترتفع إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار هذا العام.
وقالت الدراسة، التي أجريت بتكليف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن تكلفة الحرب بالنسبة للدول الثلاث من حيث الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى 10.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، والذي أشرف على الدراسة: "هذا تأثير هائل، الأزمة كانت بمثابة قنبلة في وضع إقليمي هش بالفعل.. لقد توترت المشاعر مع الخوف مما يمكن أن يحدث وإلى أين ستتجه الأمور".
وقال الدردري إن حجم الدمار في غزة خلال هذه الفترة القصيرة غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف: "تعرض ما بين 45 إلى 50% من إجمالي عدد المنازل للدمار خلال شهر واحد من القتال... لم نشهد شيئا كهذا من قبل... العلاقة بين مستوى الدمار والوقت.. فريدة من نوعها".
ومضى الدردري، وهو نائب رئيس وزراء سابق للشؤون الاقتصادية في سوريا، قائلا "لقد استغرق الأمر من سوريا خمس سنوات من القتال للوصول إلى نفس مستوى الدمار الذي وصلت إليه غزة في شهر واحد".
وأوضح الدردري، وهو خبير في إعادة الإعمار بمناطق الصراع، أن فريقه من الخبراء يتواصلون بالفعل مع صناديق التنمية والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف بشأن سيناريوهات إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تنظر كييف للحرب بعد إذن بايدن بضرب العمق الروسي؟
كييف- بعد طول مناشدة، حصلت أوكرانيا على ضوء أخضر من سادة البيت الأبيض الحاليين لضرب مواقع في العمق الروسي، وهذا ما لمح إليه الرئيس فولوديمير زيلينسكي عندما قال مساء الأحد إن "الصواريخ ستتحدث عن نفسها، والضربات ستُعبّر أكثر من الكلمات".
وبعد القرار الأميركي، يبدو أن دولا أوروبية تتجه نحو قرارات مماثلة، فالأمر "مرفوض لكنه يُبحث"، حسب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، وبرلين تنوي تزويد كييف بـ4 آلاف طائرة هجومية مسيرة يفوق مداها تلك التي تستخدمها أوكرانيا حاليا، حسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
وقد يفتح هذا الأمر باب التكهنات أمام أفق ومسارات الحرب الروسية الأوكرانية التي تقترب من إكمال عامها الثالث، لكنه -من دون شك- يشكل منعطفا مهما وحساسا فيها.
فواشنطن تقول، على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، إن "الولايات المتحدة وعدت بالرد على تورط جنود كوريا الشمالية في الحرب إلى جانب روسيا، وإن قراراتها تتطور وتتغير بتطور وتغير الظروف، بما يسمح للأوكرانيين بمواصلة الدفاع عن أراضيهم وسيادتهم".
أما موسكو، فتتحدث عن اقتراب بداية حرب عالمية ثالثة ربما لا تبقى ولا تذر إذا ضُربت أراضيها بسلاح أميركي أو غربي، وتتوعد بالرد، عاجلا غير آجل.
التوقيت وحدود الضربات
توقيت القرار الأميركي يرتبط بعدة عوامل، ظاهرها التأكيد الأوكراني الأميركي على مشاركة آلاف من جنود كوريا الشمالية في القتال إلى جانب روسيا. لكن باطن القرار يخفي "سعيا حثيثا من الإدارة الأميركية الحالية للتصعيد قدر الإمكان"، قبل أن تستبدل في يناير/كانون الثاني العام المقبل بإدارة جديدة تحمل نهجا مغايرا، حسب موسكو.
لكن خبراء ومحللين أوكرانيين يرون أن القرار الأميركي جاء تداركا لتقدم روسي كبير شهدته الأسابيع الماضية على مختلف الجبهات، مما أنهك القوات الأوكرانية وهدد بزيادة سيطرة روسيا على مزيد من الأراضي.
كما يأتي في وقت بات فيه الجميع يلوح إلى أهمية أن تنتهي الحرب في 2025 بالطرق الدبلوماسية، ولكن بعد أن تكون لدى كييف "نقاط قوة كافية" عند أي مفاوضات.
وأيا كان السبب، يترقب الجميع أولى تلك الضربات وتداعياتها، وهي وشيكة على ما يبدو، وأوكرانيا تدرسها واستعدت لتنفيذها منذ وقت طويل.
في حديث مع الجزيرة نت، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية (بنتا)، إن "الإذن الأميركي سيعزز وضع أوكرانيا القتالي، والضربات متوقعة بالدرجة الأولى في مقاطعة كورسك الروسية (التي بدأت فيها موسكو عملية مضادة التحق بها جنود كوريون شماليون، وفق استخبارات عدة دول)، إضافة إلى بعض المواقع العسكرية في إقليم دونباس جنوب شرق البلاد، التي تضم أسخن الجبهات".
ويرى فيسينكو أن ذلك سيحد من قدرات روسيا على الاستمرار بالزخم الحالي للقتال، وسيرفع -إلى حد ما- تكلفة الحرب بالنسبة لها، كما سيساهم بمزيد من مشاعر الرفض والامتعاض في الشارع الروسي.
وتابع "قد تصعّد روسيا في أوكرانيا بالمقابل، وردها على الولايات المتحدة لن يكون مباشرا، بل في مكان آخر، كأن تدعم إيران ضد إسرائيل مثلا، أو أن تمنح الحوثيين في اليمن صواريخ قادرة على مهاجمة السفن الأميركية".
مسار الحرب والتفاوضومع ذلك، يستبعد "معهد دراسة الحرب" الأميركي أن يغير الضوء الأخضر الأميركي مسار الحرب بشكل كبير، بل يرى أنه سيؤدي إلى تأثير "محدد ومحدود" على ساحة المعركة.
يتبنى هذا الرأي إيفان ستوباك، الخبير والمحلل العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، وقال للجزيرة نت إن "الإذن الحالي يسمح بهجمات على المقاطعات الحدودية، وخاصة في كورسك، لكن ذلك لا يحرم القوات الروسية تماما من وجود مواقع آمنة بعيدة نسبيا عن مدى ما تمتلكه أوكرانيا من صواريخ، وعلى رأسها أتاكمز الأميركية (نحو 300 كلم)".
ورغم ذلك، فإن ستوباك يتفاءل بأنه "مع مرور الوقت، قد يتم توسيع هذا الإذن، ليشمل أسلحة بمدى أطول، ومقاطعات أخرى أعمق داخل روسيا".
أميركا أرسلت لأوكرانيا أسلحة نوعية خلال الحرب، أبرزها مقاتلات "إف-16" ومنظومة "هيمارس" ودبابات "أبرامز" (غيتي)لكن للموافقة الأميركية أثرا في بعد آخر، كثر الحديث عنه مؤخرا، يتعلق بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحول هذا يجمع معظم السياسيين والخبراء.
وأوضح الخبير فيسينكو للجزيرة نت أن "أوكرانيا تريد التفاوض بعد أن تكون بحوزتها وسائل ضغط، أهمها القوة العسكرية الضاربة داخل أراضي روسيا، والوصول بطريقة ما إلى استقرار الوضع القتالي في إقليم دونباس (الذي تتقدم فيه روسيا منذ أسابيع).
وأضاف أن "أي تفاوض الآن لن يكون في صالح أوكرانيا، ولن يصل إلى اتفاق عادل. كييف -باعتقادي- تدرك الواقع، وتريد الوصول إلى صيغة أكثر عدلا قدر الإمكان".
سباق قبل رئاسة ترامبوإلى أن تصل كييف إلى تلك النتائج أو بعضها، يبدو أنها في سباق مع الزمن، للحصول على مزيد من "الأضواء الخضر" غير المشروطة، ومزيد من الصواريخ بعيدة المدى، وكل هذا قبل أن يستلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم.
يقول المحلل السياسي أوليكساندر بالي -في حديثه مع الجزيرة نت- إن "استعجال أوكرانيا مؤشر على أن أمامها بضعة أسابيع فقط لتغيير الوضع وشروط المعادلة، وأن إدارة ترامب لن تسمح باستمرار هذا، وستتجه وفق نهج لا يروق لأوكرانيا، لكن الأخيرة لا تتحدث علنا حول هذا، وستكون مضطرة للتعامل معه".
في المقابل، يرى فيسينكو أن ترامب لن يمنع ضرب روسيا بصواريخ إذا كان ذلك يقتصر على مقاطعة كورسك، وسيتصرف بحذر أكبر ووفقا لتقاليد السياسة الأميركية الكلاسيكية.