موقع 24:
2024-10-03@07:02:27 GMT

فيتو أمريكي من أجل استمرار القتل

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

فيتو أمريكي من أجل استمرار القتل

أجهزت الولايات المتحدة بالفيتو على مشروع قرار قدمته الإمارات العربية المتحدة إلى مجلس الأمن من أجل إيقاف الحرب في غزة لأسباب إنسانية.

كان أعضاء مجلس الأمن كلهم باستثناء بريطانيا، والولايات المتحدة، قد وافقوا على القرار فإذا بالأخيرة تكشف وجهها القبيح داخل المجلس وتفسد المحاولة التي كان من شأن نجاحها أن يوقف القتل في غزة ويمنع بنيامين نتانياهو من الذهاب بمشروعه الإجرامي إلى مديات أبعد.

وهو ما يعني مرة أخرى أن المجتمع الدولي كله مشدود إلى قدمي جلاد، كان ولا يزال يبحث دائماً عن ممثلين نموذجيين لتنفيذ جرائمه بالوكالة. ولهذا يمكن اعتبار ما يجري في غزة استلهاما من رؤية أميركية للحل الذي لم يقم وزنا لمليوني إنسان هم أهل غزة الذين كانوا قد خُيروا ما بين حصار مميت وبين موت عاجل.
لطالما توجهت أعين بعض العرب إلى الولايات المتحدة باعتبار أن الحل في الشرق الأوسط لن يكون إلا أمريكيا. وفي الوضع المزري الذي انتهى إليه الاتحاد السوفييتي وكانت الصين يومها تحث الخطى لترتيب مستقبلها الاقتصادي غير عابئة بالسياسة انطلت الكذبة على الكثيرين. حتى أن قائداً بحجم جمال عبدالناصر كان قد وافق على مبادرة روجر الأمريكية أملا في نهاية الصراع. ولكن مياه البحيرة الأمريكية آسنة ولا تصلح للعوم. وهو ما ستظل عليه دائما ولم يكن العيب فيها، بل العيب في مَن حلم بعبورها آمنا. الممر الأمريكي كان أسوأ بكثير من الممر الإسرائيلي الذي هو عبارة عن الجحيم مجسدا. ذلك ما عرفه الفلسطينيون من خلال سلطتهم التي بدلا من أن تكون نواة للدولة الفلسطينية الموعودة صارت لا تملك رأيا في القضية التي هي أمانتها الوحيدة في مواجهة التاريخ. ولكن الهاجس الأمريكي كان مزعجاً دائماً.


تكره الولايات المتحدة الفلسطينيين. وهي لا ترى في قتلهم ما يخل بالسلام العالمي. كما لو أن مجلس الأمن قد أسس لضمان سلام إسرائيل. فنادرا ما تستعمل الدول الكبرى حقها في الفيتو. ولكن هل هناك مَن يملك القدرة على الحد من جنون الولايات المتحدة وهي التي سلمت العراق إلى إيران مدمراً بحيث لا يمكن إصلاح ما فعلته؟ وليس مبالغاً فيه القول بأن الولايات المتحدة تطرب للنغمة التي تكشف عن كرهها ومعاداتها. فهي ليست صديقة لأحد باستثناء إسرائيل التي ترتبط بها بعلاقة غامضة، يشك الكثيرون من خلالها أن إسرائيل هي التي تدير السياسة الأميركية. ولكن المؤكد أن الإدارة الأميركية، ديمقراطية كانت أم جمهورية تضع مصالح إسرائيل فوق مصالحها.
بعد الفيتو الأمريكي ليس أمام الفلسطينيين في غزة سوى مواجهة قدرهم. لقد عجز المجتمع الدولي بوجهه القانوني عن إنقاذهم. ليست الجريمة التي تُرتكب في حقهم مجرد رد فعل انتقامي إسرائيلي. هناك دولة عظمى كانت إلى وقت قريب جزءاً من الوساطة التي أدت إلى هدنة مؤقتة من أجل تبادل الأسرى وإيصال المعونات الإنسانية. أفصحت تلك الدولة عن أنها شريكة في الجريمة. الولايات المتحدة لا ترى في إيقاف العدوان حلاً، بل ترى الحل في استمراره. وهو ما يعني مزيداً من القتل والدمار إلى أن يشعر الوحش الإسرائيلي بالتعب والضجر.
صحيح أنها حرب مكلفة، بشرياً ومادياً بالنسبة إلى المعتدي الإسرائيلي، ولكن الصحيح على الطرف الآخر أن تلك الحرب اتخذت طابعا مصيرياً بالنسبة إلى الفلسطينيين وغيرت الكثير من المفاهيم والرؤى بالنسبة إلى الكثير من العرب الذين حتى حرب غزة كانوا يأملون أن هناك درجة من التفاهم مع إسرائيل يمكن البناء عليها، ثقة منهم بأن الأطراف كلها ترغب في أن تعيش المنطقة حالة دائمة من السلام. جاء الفيتو الأميركي الذي هو تجسيد لموقف مصطف مع نهج الإبادة ليلقي بتلك الآمال في سلة المهملات.
لا ترغب إسرائيل في أن يعم السلام المنطقة. الأسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة وهي الداعم الرئيس لإسرائيل هي الأخرى لا ترغب في أن تنهي إسرائيل مشاكلها مع العرب. وهي مشاكل كلف العرب أنفسهم مشقة طي صفحة الكثير من الحقائق المصيرية من أجل تجاوزها.

لذلك بغض النظر عن الموقف الرسمي العربي من حرب غزة الذي يبدو على درجة عالية من الغموض فإن أشياء كثيرة ستتغير وفي الأخص على المستوى الشعبي الذي سيكون نافراً من أي رغبة في العودة إلى فتح أبواب المنطقة لإسرائيل. أما الثقة بالولايات المتحدة فستصل إلى ما دون الصفر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل الهجوم ضد إسرائيل ؟.. عراقجي يجيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 عن حقيقة تواصل طهران مع واشنطن قبل شن الهجوم على إسرائيل مساء أمس الثلاثاء.
وشنت إيران هجوما ضد إيران أمس الثلاثاء، أطلقت خلاله عشرات الصواريخ الباليسيتة، وكشف الإعلام العبري عن تضرر 100 منزل في إسرائيل جراء الهجوم الإيراني الذي جاء ردا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن طهران حذرت الولايات المتحدة من مغبة التدخل بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، مضيفا في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي الإيراني "حذرنا القوات الأمريكية بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل".
ونوه عراقجي إلى أن الرسالة من طهران إلى واشنطن مررت عبر السفارة السويسرية في طهران.
وأوضح الوزير الإيراني أنه تم التواصل بين إيران والولايات المتحدة بعد الهجوم على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل قصف إسرائيل؟
  • تقرير أمريكي: الحوثيون في اليمن يسعون إلى تحقيق مكاسب من استمرار الصراع في الشرق الأوسط (ترجمة خاصة)
  • إيران تنفي أي تواصل مع الولايات المتحدة قبل هجومها على إسرائيل
  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل الهجوم ضد إسرائيل ؟.. عراقجي يجيب
  • المادة 51.. ما النص الذي استندت إليه إيران في ضرب إسرائيل؟
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستنسق الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية مع إسرائيل
  • قفزة في أسعار النفط بعد تحذير أمريكي من هجوم إيراني وشيك ضد إسرائيل
  • مسؤول أمريكي يكشف عن تفاصيل عملية إسرائيل البرية في لبنان
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات