موقع 24:
2025-01-31@14:40:11 GMT

فيتو أمريكي من أجل استمرار القتل

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

فيتو أمريكي من أجل استمرار القتل

أجهزت الولايات المتحدة بالفيتو على مشروع قرار قدمته الإمارات العربية المتحدة إلى مجلس الأمن من أجل إيقاف الحرب في غزة لأسباب إنسانية.

كان أعضاء مجلس الأمن كلهم باستثناء بريطانيا، والولايات المتحدة، قد وافقوا على القرار فإذا بالأخيرة تكشف وجهها القبيح داخل المجلس وتفسد المحاولة التي كان من شأن نجاحها أن يوقف القتل في غزة ويمنع بنيامين نتانياهو من الذهاب بمشروعه الإجرامي إلى مديات أبعد.

وهو ما يعني مرة أخرى أن المجتمع الدولي كله مشدود إلى قدمي جلاد، كان ولا يزال يبحث دائماً عن ممثلين نموذجيين لتنفيذ جرائمه بالوكالة. ولهذا يمكن اعتبار ما يجري في غزة استلهاما من رؤية أميركية للحل الذي لم يقم وزنا لمليوني إنسان هم أهل غزة الذين كانوا قد خُيروا ما بين حصار مميت وبين موت عاجل.
لطالما توجهت أعين بعض العرب إلى الولايات المتحدة باعتبار أن الحل في الشرق الأوسط لن يكون إلا أمريكيا. وفي الوضع المزري الذي انتهى إليه الاتحاد السوفييتي وكانت الصين يومها تحث الخطى لترتيب مستقبلها الاقتصادي غير عابئة بالسياسة انطلت الكذبة على الكثيرين. حتى أن قائداً بحجم جمال عبدالناصر كان قد وافق على مبادرة روجر الأمريكية أملا في نهاية الصراع. ولكن مياه البحيرة الأمريكية آسنة ولا تصلح للعوم. وهو ما ستظل عليه دائما ولم يكن العيب فيها، بل العيب في مَن حلم بعبورها آمنا. الممر الأمريكي كان أسوأ بكثير من الممر الإسرائيلي الذي هو عبارة عن الجحيم مجسدا. ذلك ما عرفه الفلسطينيون من خلال سلطتهم التي بدلا من أن تكون نواة للدولة الفلسطينية الموعودة صارت لا تملك رأيا في القضية التي هي أمانتها الوحيدة في مواجهة التاريخ. ولكن الهاجس الأمريكي كان مزعجاً دائماً.


تكره الولايات المتحدة الفلسطينيين. وهي لا ترى في قتلهم ما يخل بالسلام العالمي. كما لو أن مجلس الأمن قد أسس لضمان سلام إسرائيل. فنادرا ما تستعمل الدول الكبرى حقها في الفيتو. ولكن هل هناك مَن يملك القدرة على الحد من جنون الولايات المتحدة وهي التي سلمت العراق إلى إيران مدمراً بحيث لا يمكن إصلاح ما فعلته؟ وليس مبالغاً فيه القول بأن الولايات المتحدة تطرب للنغمة التي تكشف عن كرهها ومعاداتها. فهي ليست صديقة لأحد باستثناء إسرائيل التي ترتبط بها بعلاقة غامضة، يشك الكثيرون من خلالها أن إسرائيل هي التي تدير السياسة الأميركية. ولكن المؤكد أن الإدارة الأميركية، ديمقراطية كانت أم جمهورية تضع مصالح إسرائيل فوق مصالحها.
بعد الفيتو الأمريكي ليس أمام الفلسطينيين في غزة سوى مواجهة قدرهم. لقد عجز المجتمع الدولي بوجهه القانوني عن إنقاذهم. ليست الجريمة التي تُرتكب في حقهم مجرد رد فعل انتقامي إسرائيلي. هناك دولة عظمى كانت إلى وقت قريب جزءاً من الوساطة التي أدت إلى هدنة مؤقتة من أجل تبادل الأسرى وإيصال المعونات الإنسانية. أفصحت تلك الدولة عن أنها شريكة في الجريمة. الولايات المتحدة لا ترى في إيقاف العدوان حلاً، بل ترى الحل في استمراره. وهو ما يعني مزيداً من القتل والدمار إلى أن يشعر الوحش الإسرائيلي بالتعب والضجر.
صحيح أنها حرب مكلفة، بشرياً ومادياً بالنسبة إلى المعتدي الإسرائيلي، ولكن الصحيح على الطرف الآخر أن تلك الحرب اتخذت طابعا مصيرياً بالنسبة إلى الفلسطينيين وغيرت الكثير من المفاهيم والرؤى بالنسبة إلى الكثير من العرب الذين حتى حرب غزة كانوا يأملون أن هناك درجة من التفاهم مع إسرائيل يمكن البناء عليها، ثقة منهم بأن الأطراف كلها ترغب في أن تعيش المنطقة حالة دائمة من السلام. جاء الفيتو الأميركي الذي هو تجسيد لموقف مصطف مع نهج الإبادة ليلقي بتلك الآمال في سلة المهملات.
لا ترغب إسرائيل في أن يعم السلام المنطقة. الأسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة وهي الداعم الرئيس لإسرائيل هي الأخرى لا ترغب في أن تنهي إسرائيل مشاكلها مع العرب. وهي مشاكل كلف العرب أنفسهم مشقة طي صفحة الكثير من الحقائق المصيرية من أجل تجاوزها.

لذلك بغض النظر عن الموقف الرسمي العربي من حرب غزة الذي يبدو على درجة عالية من الغموض فإن أشياء كثيرة ستتغير وفي الأخص على المستوى الشعبي الذي سيكون نافراً من أي رغبة في العودة إلى فتح أبواب المنطقة لإسرائيل. أما الثقة بالولايات المتحدة فستصل إلى ما دون الصفر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

مرض شديد العدوى قادم من الولايات المتحدة

أكدت التقارير الدولية اكتشاف نوع جديد من إنفلونزا الطيور شديدة العدوى (HPAI) H5N9 لأول مرة في مزرعة بط بمقاطعة ميرسيد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

ووفقًا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) التي تتخذ من باريس مقرًا لها، فإن هذا النوع تم رصده لأول مرة بين الدواجن في الولايات المتحدة.

تم اكتشاف تفشي المرض في 13 يناير داخل مزرعة بمقاطعة ميرسيد، حيث تم ذبح جميع الطيور في المزرعة البالغ عددها 119,000 طائر للحد من انتشار الفيروس. وكانت نفس المزرعة قد شهدت سابقًا تسجيل حالات من النوع المعروف H5N1 لإنفلونزا الطيور.

مخاوف من جائحة محتملة

حذّر خبراء الصحة من احتمالية انتقال إنفلونزا الطيور بين البشر، مما أثار حالة تأهب. وأوضح الخبراء أن الإصابة المتزامنة بإنفلونزا الطيور والإنفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى حدوث طفرة تجعل الفيروس قادرًا على الانتقال من شخص إلى آخر، مما قد يُسبب جائحة عالمية.

اقرأ أيضا

أردوغان يوجه تحذيرًا بعد كارثة بولو

الثلاثاء 28 يناير 2025

انتقادات للولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • إسرائيل: لا نتوقع فشل الدفعات التالية من صفقة التبادل ولكن..
  • العراق يعزي الولايات المتحدة في ضحايا حادث تحطم طائرتين
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • مستر ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • المملكة المتحدة تحث إسرائيل على استمرار "أونروا" في عملياتها
  • الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
  • مرض شديد العدوى قادم من الولايات المتحدة