خبراء: خطاب بايدن يعكس صداما مؤجلا مع نتنياهو
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
القدس المحتلة- عكست تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي وجه فيها انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال إدارته الحرب على قطاع غزة، حالة التوتر والصدام المؤجل بينهما، وكواليس الخلافات بشأن مستقبل غزة ما بعد الحرب، وتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بموجب حل الدولتين.
واتفق محللون إسرائيليون على أن تصريحات بايدن موجهة لنتنياهو وحكومته، وأنها لا تعكس أي تغيير في موقفه الداعم لتل أبيب، وأنها مؤشر على تغيير النبرة الأميركية تجاه نتنياهو بكل ما يتعلق بإدارة الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمطالبة بإعادة النظر في سير العلميات العسكرية، وليس وقف هذه الحرب.
هل يستمر نتنياهو بالعناد بعد تصريحات بايدن الأخيرة التي كشفت حجم الهوة بين الإدارتين؟#حرب_غزة #غزة_ماذا_بعد؟ pic.twitter.com/TqfTFpf6xi
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 12, 2023
توتر وخلافاتوأجمعت التحليلات -التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية- على أن هذه التصريحات تعبر عن حالة التوتر والخلافات مع نتنياهو المتواصلة منذ بداية ولاية بايدن، الذي رفض استقباله في البيت الأبيض. وحتى عندما تمت إعادة انتخاب نتنياهو مجددا، التقى به الرئيس الأميركي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتحت عنوان "بايدن يفهم جيدا أن نتنياهو يبحث عن مواجهة مع الإدارة من أجل مصالحه السياسية"، كتب ألون بينكاس قنصل إسرائيل الأسبق في نيويورك مقالا في صحيفة "هآرتس"، استعرض من خلاله رسائل خطاب الرئيس الأميركي الموجه أساسا لنتنياهو الذي يسعى -بحسب تقديرات بايدن- إلى تحميل الإدارة الأميركية مسؤولية عدم حسم الحرب مع حماس.
وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أن بايدن أكد التزامه بأمن إسرائيل والدفاع عنها، لكنه كان بالمقابل واضحا بأنه لا يتوافق مع إدارة نتنياهو للحرب كونها تسبب ضررا سياسيا للولايات المتحدة ولنفسه ولإسرائيل، التي تخسر الدعم الدولي الذي حظيت به في البداية.
عندما يحاول الإسرائيليون والعالم فهم معنى وجوهر تصريحات بايدن، يقول بينكاس "هناك معادلة واحدة يجب أن تكون واضحة، بايدن يحب إسرائيل لكنه لا يحب نتنياهو، وهو يؤمن بها لكنه لا يثق به، ويرى في تل أبيب حليفا لبلاده لكنه لا يرى في نتنياهو ذلك".
وأضاف أن نتنياهو ذاته يعي ويفهم رسائل خطاب بايدن، وأنه سيوظف تصريحات الرئيس الأميركي في مسيرته السياسية ليسوقها للجمهور الإسرائيلي على أنها دليل على أن رئيسا أميركيا يحاول إقالته وهو في السلطة، ويقود إسرائيل في زمن الحرب.
لكن دلالات تصريحات بايدن لا تتلخص فيما قاله، يوضح بينكاس، "بل فيما لم يقله، بايدن لم يقل إن نتنياهو -بحسب تقديرات البيت الأبيض- يسعى للمواجهة والصدام مع الإدارة الأميركية بشأن إدارة وسير الحرب، والواقع الأمني بغزة مستقبلا، وجر واشنطن لحرب إقليمية مع جماعة الحوثي أو حزب الله".
إنذار
الطرح ذاته تبناه المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، الذي كتب مقالا بعنوان "جو بايدن لنتنياهو: كفى"، لافتا إلى أن التصريحات تعكس الخلاف المؤجل بينهما، لكنها لا تحمل أي تغييرات في سياسات الرئيس الأميركي تجاه إسرائيل حتى خلال الحرب على غزة.
وبيّن المحلل السياسي أن مضمون خطاب بايدن يحمل في طياته ملامح في تغيير الموقف الأميركي من إدارة وسير الحرب من وجهة نظر نتنياهو وحكومته، ولكن ليس موقفا ضد الحرب وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي الذي يواصل الدعم العسكري لإسرائيل، وجه بالمقابل إنذارا لنتنياهو مفاده أنه "يجب أن تتوصل إلى اتفاقيات بشأن مستقبل غزة في اليوم التالي للحرب، وتغيير سياسة الحكومة تجاه الفلسطينيين".
وقال برنياع إن نتنياهو استغل جوهر خطاب بادين الموجه إليه ولحكومة اليمين من أجل دعم ذاته لدى معسكر اليمين والحفاظ على متانة حكومته إذا قرر الصدام مع الإدارة الأميركية بكل ما يتعلق بسير الحرب ومستقبل غزة، وإقامة حزام أمني على طول السياج مع قطاع غزة، والإصرار على الموقف الرافض لعودة السلطة الفلسطينية للقطاع.
وعن الدلالات المتعلقة بالخلافات العلنية بين نتنياهو وبايدن، ترى المراسلة السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو اختار الصدام والمواجهة لإطلاق حملته الانتخابية ومحاولة إعادة جمهور اليمين الذي خسره في أعقاب الفشل والإخفاق في منع "طوفان الأقصى".
وترى أن جوهر خطاب بايدن موجه لنتنياهو وحكومته، إذ لا تحمل تصريحات الرئيس الأميركي أي تغييرات تجاه إسرائيل أو حتى مبدأ الحرب على غزة، معتبرة أن الخلافات التي خرجت للعلن تتلخص في تباين المواقف بشأن مستقبل غزة باليوم التالي لتوقف الحرب.
صدام وإحباط
وكذلك الخلافات بشأن سير العلميات العسكرية وطبيعتها وشدة المعارك البرية والقصف الجوي، لكن هذا لا يعني بالضرورة، تقول المراسلة السياسية "توجه إدارة بايدن نحو إيقاف الحرب بشكل كلي".
والخلافات مع واشنطن حول مسألة غزة، وحكومة اليمين المتطرف وموقفها من القضية الفلسطينية، تقول المراسلة "خرجت من الكواليس إلى العلن في ظل الحملة الانتخابية الأميركية في العام 2024، والتي ربما تكون في إسرائيل أيضا، حيث توجه الزعيمان نحو الصدام للحفاظ على حظوظها وشعبيتهما قبالة منافسيهما".
وبشأن طلب بايدن من نتنياهو إحداث تغيير على الائتلاف بحكومته، حيث اعتبره البعض تدخلا بالشؤون الإسرائيلية الداخلية، يرى نائب وزير الخارجية والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة داني أيالون أن هذ الطلب يعكس "إحباط بايدن من نتنياهو".
ولفت أيالون إلى أن الرئيس الأميركي لديه خلافات في قضايا إقليمية ومحلية مع نتنياهو، لكنه شخصيا يقود الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل، عسكريا وسياسيا وإستراتيجيا، رغم ما يتعرض له من انتقادات وضغوط داخلية ودولية في ظل حملته الانتخابية لرئاسيات أميركا 2024.
وبرر أيالون تصريحات بايدن بالقول إنه "للتقليل من هذه الضغوط وصدها ولجلب حقيقة أخرى في المنطقة في نهاية الحرب وفقا للمصالح المشتركة بين إسرائيل وأميركا، يحتاج البيت الأبيض إلى سماع ما هي رؤية ومواقف إسرائيل، لكن نتنياهو المراوغ يتصرف حتى في الحرب وفق اعتبارات سياسية، ولهذا جن جنون الأميركيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی تصریحات بایدن خطاب بایدن الحرب على على أن
إقرأ أيضاً:
ماذا تحمل زيارة المبعوث الأميركي ويتكوف إلى إسرائيل؟
تكتسي زيارة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، إلى إسرائيل أهمية خاصة، بالنظر إلى توقيتها وما تحمله من رسائل أميركية. ويقول الإعلام الإسرائيلي إن الزيارة تهدف للإشراف على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ووصف مراسل الجزيرة في فلسطين، إلياس كرّام زيارة ويتكوف بأنها في غاية الأهمية، في مكانها وفي زمانها، حيث تأتي في ظل حديث عن بدء مفاوضات الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وكان المبعوث الأميركي قد لعب دورا فعّالا في الضغط على إسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأيضا في مسألة نشر قوائم الأسرى الإسرائيليين الذين تفرج عنهم المقاومة الفلسطينية في غزة.
ولا يستعبد مراسل الجزيرة أن يلعب المبعوث الأميركي أيضا دورا فعالا في عملية الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، ورجح أن يكون قد جاء برسالة من الرئيس ترامب مفادها أن إدارته معنية باستمرار وقف إطلاق النار.
وحول الموقف الإسرائيلي، يقول إلياس إنه لا يعرف ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيطلب خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن، من ترامب منحه الضوء الأخضر لاستئناف الحرب في غزة من أجل الحفاظ على حكومته، أم أنه سيسمع منه -أي من ترامب- أنه غير مَعنيّ باستمرار الحرب.
إعلانوتلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق دعوة من الرئيس الأميركي ترامب لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط، وفق ما أعلن مكتب نتنياهو.
وكشف إلياس أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن مقابل ستقدمه الإدارة الأميركية لإسرائيل لوقف حربها على غزة، قد يشمل تطبيعا مع السعودية وإقناع الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بالبقاء في الحكومة مقابل وعود في الضفة الغربية المحتلة، مثل الضم ومزيد من الاستيطان.
كما أن الضمانات التي ستقدمها الإدارة الأميركية لإسرائيل من أجل وقف الحرب والانتقال للمرحة الثانية من الاتفاق، قد تشمل إجراءات أمنية في المنطقة العازلة حول قطاع غزة، بالإضافة إلى تدابير أمنية على محور فيلادلفيا وتحديدا معبر رفح.
ووفق مراسل الجزيرة، فإن المبعوث الأميركي سيطلع على ما يمكن أن تقدمه بلاده من ترتيبات أمنية ولوجيستية لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة.
وتشير المصادر الإسرائيلية -يضيف إلياس- إلى أن زيارة المبعوث الأميركي تشمل جولة في محوري نتساريم وفيلادلفيا على الحدود المصرية مع غزة.
كما سيبحث المبعوث الأميركي في إسرائيل مسألة السلطة البديلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي، ومرحلة ما بعد الحرب.
وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن المبعوث الأميركي ويتكوف الذي وصل اليوم إلى إسرائيل سيلتقي نتنياهو والقيادة السياسية.
يذكر أنه في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة قطر و مصر والولايات المتحدة.