أكد إسرائيليون، الأربعاء، أن على الجيش ألا يتراجع عن هجومه المستمر لسحق حركة حماس، رغم دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، ورغم تزايد الخسائر في صفوف القوات وارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين في غزة.

ونعرض الجيش الإسرائيلي لأحد أكثر الأيام دموية في الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين، الثلاثاء، حيث قُتل ضابط كبير ضمن 10 عسكريين، ليصل عدد القتلى إلى 115 وهو ما يقرب من مثلي عدد القتلى خلال الاشتباكات في القطاع الساحلي منذ 9 سنوات.

وبعد تدمير جزء كبير من القطاع، وتردي الأوضاع ومقتل أكثر من 18500 فلسطيني في الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القصف "العشوائي" للمدنيين في غزة يفقد إسرائيل الدعم الدولي.

Most Israelis want Hamas crushed despite Gaza casualties, UN rebuke https://t.co/yxaSC9RCXc

— Mynameis...Miro (@zg4ever) December 14, 2023

وأظهرت استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة تأييداً ساحقاً للحرب رغم ارتفاع كلفتها البشرية. وقال 6 إسرائيليين، يوم الأربعاء، إن الوقت الآن ليس وقت التراجع، بغض النظر عن انحسار التعاطف العالمي الذي انعكس في قرار الأمم المتحدة، الثلاثاء.

وقالت الباحثة في علم السياسة تامار هيرمان، إن قتل حماس لنحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في 7 أكتوبر(تشرين الأول) أحيا شعوراً أحست به إسرائيل في 1973، وهو الخوف من أن يتمكن جيرانها وأعداؤها من التخلص من الأمة اليهودية بأكملها.

وأضافت هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية الذي يجري استطلاعات رأي منتظمة حول الحرب "شعور الناس هو أن هذا يشكل تهديداً لوجود إسرائيل ذاته". ومضت قائلة إن الناس مستعدون لقبول مقتل المزيد من الجنود.

وقال المتقاعد بن صهيون ليفينغر متحدثاً في القدس إن أعداء إسرائيل سيعتبرون أي فترة راحة في ملاحقة حماس علامة على الضعف.

وأضاف ليفينغر، وهو موظف سابق في تكنولوجيا المعلومات "إذا لم نواصل هذه المعركة حتى النهاية، فصباح الغد سنخوض معارك في الشمال والشرق والجنوب وربما إيران. لذلك، ليس لدينا خيار".

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتين، في مقابلة، إنه رغم الكلفة "الرهيبة"، فإن هدف العملية العسكرية التدمير الكامل للبنية التحتية لحماس في غزة.

وقالت حماس إن مقتل الجنود، الثلاثاء، يظهر أن إسرائيل لن تحقق أبداً أهدافها الحربية. وأضافت "كلما زادت مدة تواجدكم.. كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرون ذيل الخيبة والخسران".

أضرار جانبية

بعد توقف الأعمال القتالية أسبوعاً في نوفمبر(تشرين الثاني)، قال أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين إنه يتعين استئناف الهجوم دون أي تعديل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، أو لتخفيف الضغوط الدولية، وفق استطلاع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

ولا تركز التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن الحرب على الخسائر في صفوف المدنيين في غزة،مثل تركيز التغطية الدولية.

وقالت هيرمان إنه في حين تتباين وجهات النظر للضحايا الفلسطينيين تبعاً للميول السياسية الإسرائيلية، فإن بعض الناس يشعرون بأن الخسائر البشرية ثمن مقبول مقابل الأمن في المستقبل.

وأضافت "هناك رغبة في الانتقام أولاً، وبشكل رئيسي على اليمين. وعلى اليسار والوسط، يرون أنه أمر جانبي مرتبط بإنجازات الحرب... يُنظر إليه على أنه أضرار جانبية".

ولا يعتقد سوى 10% فقط من الإسرائيليين أن الجيش يستخدم قوة نيران أكثر من اللازم،وفق لستطلاع لجامعة تل أبيب في أواخر أكتوبر(تشرين الأول) بين 609 أشخاص، بهامش خطأ قدره 4.2%.

وقال آدم سافيل، أحد سكان القدس، والذي يعمل في مؤسسة أكاديمية غير هادفة للربح، إن إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وأضاف "شيء مروع أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين. لكن هذه حرب، وهذا ما يحدث في الحرب".

Israel suffers heaviest combat losses since October, diplomatic isolation amid Gaza offensive

Follow our live coverage:https://t.co/wLVAE4nlSF pic.twitter.com/KoMrgApt45

— Dawn.com (@dawn_com) December 14, 2023 الرهائن

علاوة على اعتقال أو قتل قادة حماس الذين خططوا لهجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول)، تهدف الحرب الإسرائيلية إلى إعادة الرهائن الذين احتجزهم المسلحون ونقلوهم إلى غزة.

وتقول إسرائيل إن 19 على الأقل من الرهائن المتبقين الـ 135 لقوا حتفهم، وانتشلت جثتان هذا الأسبوع. وأُطلق سراح حوالي 100 رهينة خلال هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر(تشرين الثاني).

ووضعت ملصقات بصور الرهائن مع شعار "أعيدوهم إلى الوطن" على الجدران ومحطات الحافلات والمباني العامة في جميع أنحاء إسرائيل.

وأظهر الإسرائيليون في الماضي استعداداً لتقديم تنازلات لإطلاق سراح رهائن أو إنقاذ حياة جنودهم، لكن هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول)  الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ 75 عاماً، أدى إلى تشدد في الآراء.

وليس مستغرباً، في ظل الوضع غير المستقر، أن تظهر استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين غير متأكدين من شكل الحل على المدى الطويل.

ومع ذلك، يقول استطلاع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إن أكثر من 40% من المواطنين يعتقدون أن على إسرائيل أن تسعى إلى إنشاء دولة فلسطينية بعد الحرب.

وفيما قد يعطي فكرة عن المزاج العام، أشار ما يقرب من 60% من الإسرائيليين، بما في ذلك 40% من عرب إسرائيل، إلى أن تدمير حماس بأي طريقة ممكنة هو الهدف الأكثر أهمية للحرب، حسبما أظهر استطلاع جامعة تل أبيب. وقال حوالي الثلث إن إعادة الرهائن، هو الهدف الرئيسي.

وقالت هيرمان: "في الوقت الحالي، لم نحقق الهدف الأول ولا الثاني... معظم الناس على استعداد للاستمرار حتى النقطة التي يتحقق فيها واحد على الأقل من الأهداف الرئيسية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أکتوبر تشرین الأول أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

لميس الحديدي: إسرائيل تريد استمرار الحرب وتستخدم حماس كذريعة

أكدت الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «كلمة أخيرة»، أن إسرائيل لا تريد إنهاء وجود حماس عسكريًا، بل تستخدمها كذريعة لمواصلة العدوان على الفلسطينيين، مشددة على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن نهاية الحرب تعني نهايته سياسيًا، ولذلك يسعى لإطالة أمدها والمماطلة بشأن بنود ومراحل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

رفض إسرائيلي لإدخال المساعدات

وأوضحت «الحديدي»، خلال تقديم برنامج «كلمة أخيرة»، المُذاع عبر شاشة «أون»، أن إسرائيل ترفض حتى الآن السماح بإدخال المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة إلى غزة، رغم أن ذلك منصوص عليه في الاتفاق بين حماس وإسرائيل، مؤكدة أن الشاحنات والمساعدات لا تزال متكدسة أمام معبر رفح، مما يعكس نية إسرائيل في المماطلة وعرقلة أي جهود لإغاثة المدنيين الفلسطينيين.

وتابع: «وزير الخارجية الأمريكي يؤكد على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة ستتحول إلى واقع، وأنه لا يمكن لحماس أن تحكم غزة بعد الحرب»، موضحة أن حماس شددت على أن أي ترتيبات تتعلق بغزة هي شأن فلسطيني، و أبدت مرونة في الحوار مع الجانب المصري.

 الاحتلال لا يرغب في إنهاء الحرب

استمرار العدوان الإسرائيلي تأكيد على أن الاحتلال لا يرغب في إنهاء الحرب، ويدل على أنها ترغب لاستخدام حماس كذريعة، قائلة: «نتنياهو يردد دائمًا قوله «سنقضي على حماس» لكن إذا خرجت حماس عسكريًا، فعلى من سيقضي؟»، موضحة أن استمرارها في العدوان ومنعها إدخال المساعدات يدل على رغبتها في إبقاء الوضع مشتعلاً، لأن نهاية الحرب ستعني نهاية حكومة نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي: إسرائيل تستخدم حماس كذريعة لاستمرار الحرب
  • لميس الحديدي: إسرائيل تريد استمرار الحرب وتستخدم حماس كذريعة
  • إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضى
  • مهندس “خطة الجنرالات”: إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها في غزة
  • استمرار الحرب يفاقم الازمة الانسانية في السودان .. حماية المدنيين من مبادئ القانون الدولي
  • «300» مليون دولار خسائر جامعة الجزيرة بسبب الحرب
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف: خسرنا الحرب أمام حماس
  • باحثة سياسية فلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستئناف الحرب على غزة
  • جنرال إسرائيلي: إسرائيل فشلت في حرب غزة
  • الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: خسرنا الحرب أمام “حماس”.. هذه دولة وليست حركة