"اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة" مرتقبة بين عُمان والهند تزامنًا مع الزيارة السامية
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
الرؤية- مريم البادية
في إطار الزيارة المُرتقبة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية الهند الصديقة، أولت وسائل الإعلام الهندية اهتمامًا واسعًا بالزيارة السامية، التي من المقرر أن تشهد مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في إطار حرص البلدين على الارتقاء بأوجه التعاون القائمة في مختلف المجالات، وسبل تطويرها؛ بما يخدم المصالح المشتركة ويُحقق لشعوب الدول الثلاث الصديقة مزيدًا من الخير والازدهار حاضرًا ومُستقبلًا.
وذكرت وسائل إعلام هندية أنَّ من المُرتقب توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سلطنة عُمان؛ حيث نشر موقع "بزنس ستاندرد" الهندي أن الجمهورية الهندية من المتوقع أن توقع هذه الاتفاقية التجارية المُهمة مع سلطنة عُمان، التي تُعد الشريك التجاري الـ29 للهند. وأشار الموقع في تقرير له إلى أنَّ المفاوضات مُستمرة مع الجانب العماني للوصول إلى الصيغة النهائية لهذه الاتفاقية. وأضاف التقرير الإخباري أن وزارة التجارة الهندية حددت موعدًا داخليًا لإنهاء الصفقة بحلول نهاية ديسمبر الجاري.
وتشير التقارير إلى أنَّ هذا النوع من الاتفاقيات يعمل على تحسين الاستقرار المالي والتنويع الاقتصادي، والإسهام في زيادة الصادرات العمانية مما يرفع العوائد في الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب تعزيز مكانة السلطنة كمركز تصنيع إقليمي واعد، وإتاحة المجال أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة لتعزيز التعاون مع نظيراتها الهندية. وتؤكد مثل هذه الاتفاقيات وما تتبعها من نتائج الدور المحوري للدبلوماسية الاقتصادية في نمو الاقتصاد الوطني.
وتشهد التجارة الثنائية بين عُمان والهند نموًا قويًا؛ حيث زادت من 3.15 مليار دولار في عام 2022 إلى 4.48 مليار دولار في عام 2023؛ أي بزيادة 42%. وخلال السنة المالية المنصرمة، احتلت المنتجات البترولية مقدمة الصادرات الهندية إلى عمان، والتي مثلت 50% منها.
وبحسب الموقع الإخباري، فإنَّ مبادرة "أبحاث التجارة العالمية"- التي تتخذ من دلهي- مقرًا لها قالت إن الهند تأمل زيادة صادراتها إلى ما بعد اتفاقية التجارة الحرة؛ حيث تدخل حاليًا أكثر من 80% من سلعها إلى سلطنة عُمان بمتوسط 5% رسومًا جمركية. ويواجه أكثر من 83.5% من صادرات السلع الهندية، التي تبلغ قيمتها 3.7 مليار دولار حاليًا رسوم استيراد بنسبة 5% في عُمان. ومع هذه الاتفاقية ستستفيد هذه المنتجات بما في ذلك الصادرات الرئيسية مثل وقود السيارات والحديد والصلب والإلكترونيات والآلات والمنسوجات من إلغاء الرسوم. وأضافت المبادرة أن حوالي 16.5% من صادرات الهند إلى عمان مُعفاة من الرسوم الجمركية. وأشارت المبادرة إلى أن القيمة الحقيقية لهذه الاتفاقية المرتقبة تكمن في قدرتها على فتح الأبواب أمام الهند في الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية في منطقة ذات أهمية بالغة.
وتعكف حكومة السلطنة على تعزيز الانفتاح الاقتصادي، وهو ما بدا جليًا في تصريحات العديد من المسؤولين فضلًا عن الزيارات لمختلف دول العالم، ومن بينها زيارة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب إلى جمهورية روسيا الاتحادية ولقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقد ذكر سموه في تصريحات صحفية بعد هذا اللقاء أن سلطنة عمان تتفق مع روسيا في عدم الثقة في النظام الاقتصادي الغربية مع ضرورة البحث عن بدائل. وأضاف سموه: "أن ما يمر به العالم الآن من مُتغيرات متسارعة يستدعي التركيز على تعزيز آليات التبادل المالي والتجاري غير المقيدة بالآيديولوجيات المختلفة وتحكم المعايير المزدوجة القائمة على إرادة أحادية". واعتبر سموه أن تشكيل مراكز اقتصادية ومالية جديدة "أمر ملح، ويدفع الثقل السكاني والثروات التي تتمتع بهما قارتا آسيا وأفريقيا".
وتعد الهند حليفًا تجاريًا مهمًا لسلطنة عُمان؛ حيث تمثل ثاني أكبر سوق لصادرات النفط العمانية بعد الصين، ويعد السوق الهندي رابع أكبر سوق للصادرات العمانية غير النفطية، إضافة إلى كونها ثاني أكبر مورّد للسوق العماني بعد دولة الإمارات العربية المتحدة. كما إنها ثامن أكبر مستثمر في سلطنة عمان؛ حيث تجاوزت قيمة الاستثمار الأجنبي الهندي 600 مليون ريال عماني. ولدى جهاز الاستثمار العماني صندوقان استثماريان مشتركان مع الجانب الهندي للاستثمار في قطاعات مختلفة؛ أهمها الخدمات المصرفية والمالية والسيارات وتقنية المعلومات والتعدين وغيرها.
وأشارت آخر الاحصائيات أن إجمالي الصادرات إلى الهند حتى سبتمبر 2023، بلغت 573 مليون ريال عماني عبر المنفذ البحري، فيما بلغت قيمة الصادرات عبر المنفذ الجوي 5 ملايين ريال عماني، و798 ألف ريال عبر المنفذ البري. وتصدرت الواردات من الهند عبر المنفذ البحري بقيمة 703 ملايين ريال عماني، ثم الواردات عبر المنفذ الجوي بقيمة 33 مليون ريال عماني، ثم الواردات عبر المنفذ البري بقيمة 11 مليون ريال عماني.
فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 8 مليارات دولار في عام 2022، وارتفع حجم الصادرات العمانية إلى الهند بنسبة 62% بالمقارنة مع 2021. كما شهد حجم الواردات من الهند ارتفاعا بنسبة 60.8% بالمقارنة مع ذات العام.
وتشمل مجالات التعاون بين البلدين في الأمن الغذائي وسلاسل التوريد والرعاية الصحية والأدوية وأمن الطاقة والطاقة المتجددة؛ بما في ذلك الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والرقائق وأشباه الموصلات والتكنولوجيا وغيرها. وبلغت إجمالي عدد الشركات الهندية العاملة في سلطنة عُمان 6000 شركة حتى مطلع هذا العام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ملیون ریال عمانی هذه الاتفاقیة عبر المنفذ من الم
إقرأ أيضاً:
تعاون استراتيجي بين الإمارات والهند بمجال البحوث القطبية
وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند مذكرة تفاهم للتعاون العلمي بمجال البحوث القطبية في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، وتشكل هذه الاتفاقية فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وتدعم الجهود المشتركة في مجال يحظى بأهمية عالمية بالغة.
تم توقيع مذكرة التفاهم بين برنامج الإمارات القطبي والمركز الوطني الهندي لأبحاث القطب الشمالي والمحيط (NCPOR)، وذلك خلال الدورة ال15 للجنة المشتركة بين دولة الإمارات والهند.
وجرت مراسم التوقيع بحضور عبد الله أحمد بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة نائب رئيس لجنة الإمارات للقطبين، والدكتور رافي شاندران، سكرتير وزارة علوم الأرض في جمهورية الهند.
يهدف هذا التعاون إلى تسهيل الجهود المشتركة والتبادل الأكاديمي وبناء القدرات في مجال البحوث القطبية، وترسيخ حضور ومساهمة البلدين في المناطق القطبية، وتسعى دولة الإمارات، بالاستفادة من الخبرات الواسعة للهند في مجال البحوث القطبية، إلى تطوير قدراتها وإلهام علمائها المستقبليين في هذا المجال.
وأكد بالعلاء أهمية هذا التعاون قائلاً: «تجسّد هذه الشراكة التزام دولة الإمارات بالتميز العلمي من خلال الشراكات العالمية، ومع استفادتنا من خبرات الهند الواسعة في مجال البحوث القطبية، لا يسهم ذلك في تعزيز قدراتنا الوطنية فحسب، وإنما يمهد الطريق أمام الأجيال القادمة لتحقيق اكتشافات رائدة في هذا المجال الحيوي».
تدعم هذه الشراكة برنامج الإمارات القطبي الذي يهدف إلى إرساء مكانة رائدة للإمارات في مجال العلوم القطبية، ويركز البرنامج بشكل أساسي على المشاركة في البعثات الدولية في القارتين القطبيتين الجنوبية والشمالية، ودعم العمل المناخي العالمي، والمساهمة في استكشاف وفهم البيئة القطبية، وتؤكد هذه المساعي التزام دولة الإمارات بدعم التعاون العلمي العالمي ورعاية بيئات المناطق القطبية،
كما يأتي التوسع في مجال البحوث القطبية استكمالاً للتعاون القوي القائم بين الإمارات والهند في قطاعات حيوية، مثل الدفاع والطاقة والتجارة والتقنيات الناشئة، ويؤكد على الالتزام المشترك للبلدين بتعزيز الخبرات العلمية ومعالجة تحديات المناخ العالمية وتعزيز الإدارة البيئية.
ويساهم التعاون الجديد في مجال البحوث القطبية في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وترسيخ مكانتهما في طليعة الجهود العالمية لفهم المناطق القطبية في العالم والحفاظ عليها.