حي الشجاعية.. مقبرة الإسرائيليين وعقدة قادة الاحتلال المنيعة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
الرؤية- الوكالات
يحمل قادة الاحتلال الإسرائيلي في صدورهم ثأرا قديمًا تجاه حي الشجاعية، وظنوا أن الحرب الغاشمة على قطاع غزة من السابع من أكتوبر الماضي سوف تحقق لهم ما يتمنوه من الانتقام من المقاومة الفلسطينية في هذا الحي التاريخي، الذي أذل جنود الاحتلال في العديد من المعارك، وخاصة في عام 2014.
وتعود جذور هذا الحي المقاوم، إلى معركة دارت بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239، حسب المركز الفلسطيني للإعلام، حيث انتصر المسلمون في هذه المعركة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى "شجاع الدين عثمان الكردي"، أحد أبطال تلك المعركة والتي استشهد فيها.
وبُني حي الشجاعية في عهد الأيوبيين وبه أكبر سوق شعبية تُعرف "بساحة الشجاعية"، ويضم جامع أحمد بن عثمان أو "الجامع الكبير" بالمدينة القديمة، وقبر أحد مماليك السلطان برقوق، ويدعى "يلخجا"، وبه عدة مساجد تاريخية أخرى منها "الهواشي" و"السيدة رقية" و"علي بن مروان".
الثأر القديم
في تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي مع بداية الشهر الجاري، خلال لقاء مع جنود من وحدة جولاني على حدود غزة، قال إنّ "مقاتلي جولاني يعودون إلى الشجاعية من أجل إغلاق الدائرة- أي الحساب- ولن يتركوه حتى القضاء على جميع البنى التحتية العسكرية".
هذا الحساب الذي لم يغلق أو هذا الثأر القديم الذي يحمله قادة الاحتلال، يعود إلى ما سطرته المقاومة الفلسطينية من بطولات خلال حرب عام 2014 وتكبيد الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
ففي فجر الأحد 20 يوليو 2014 وخلال معركة "العصف المأكول" بين المقاومة وجيش الاحتلال في القطاع، وقعت قوة من "لواء جولاني" في كمين محكم وصف بالأسوأ في تاريخ الجيش الإسرائيلي، حوّلت فيه كتائب القسام 16 جنديا وضابطا إلى أشلاء، وتم أسر أحدهم، ولا يزال محتجزاً لدى الكتائب حتى يوم، ولم يُعرف بعد هل هو من الأحياء أم الأموات.
وبعد مرور 9 أعوام على هذه الواقعة ومع مساعي جيش الاحتلال للأخذ بالثأر من قادة المقاومة في الشجاعية، علّم مقاتلو المقاومة جنود الاحتلال درسا قاسيا الأربعاء 13 ديسمبر 2023 بعد أن نصبوا عدة أكمنة محكمة لـ3 قوات إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 10 قتلى بحسب إعلان جيش الاحتلال، من بينهم قائد الكتيبة 13 في لواء جولاني تومر غرينبيرغ، بالإضافة لقائد فصيل في الكتيبة رقم 13 ويدعى روعي ملدسي، بالإضافة إلى عدد آخر من المصابين.
ووصف موقع "واللا" ما حدث بالشجاعية بـ"المعركة الصعبة"؛ إذ سقطت 3 قوات إسرائيلية في "سلسلة الأفخاخ المتطورة التي كانت تنتظر" قوات الاحتلال.
وقبل إعلان جيش الاحتلال عن قتلاه، نشرت كتائب القسام: "بعد عودتهم من خطوط القتال في حي الشجاعية.. مجاهدو القسام يبلغون عن استهداف 7 آليات عسكرية بالقذائف والعبوات المضادة للدروع منها دبابة الملك - القائد وناقلة جند يعتليها 3 جنود والإجهاز على طاقمها، كما اشتبكوا مع جنود فرق الإنقاذ الذين حاولوا إسعاف طاقم دبابة باز3 وقتلوا عددًا منهم، إضافة إلى استهدافهم لقناص صهيوني بقذيفة RPG وخوضهم اشتباكات ضارية مع قوات العدو الراجلة في عدة مناطق من مسافة صفر أكدوا خلالها مقتل 11 جنديًا صهيونيًا بشكل مباشر والاستيلاء على عتاد بعض الجنود القتلى ومتعلقاتهم وإيقاع غيرهم بين قتيل وجريح".
ونشر موقع "واللا" تفاصيل هذه العملية قائلا: "كان المبنى جزءًا من مجمع أكبر؛ حيث كان هناك مبنى آخر نصف مدمر، وساحة مفتوحة، ودخل الجنود من فتحتين مختلفتين، وكانت قوة أخرى تنتظر في الخارج، وداخل المبنى تم إطلاق النار فجأة على القوة، وتم تفجير عبوة ناسفة وإلقاء قنابل يدوية، وفي تلك اللحظة أصيب أربعة جنود بجروح، وحاولت القوات الموجودة في الخارج الاندفاع، وتم إطلاق النار عليهم".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن جنود وضباط الاحتلال اقتحموا أحد المباني لتفتيشه أثناء عملية المسح الميداني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وما أن أصبحوا بداخله حتى فتح مقاتلون فلسطينيون النار عليهم وفجروا أيضا عبوة ناسفة.
واندلع قتال عنيف بين الطرفين، وفي الأثناء انقسمت القوة الإسرائيلية إلى قسمين، وهرعت قوة ثالثة إلى المكان للمساعدة والإنقاذ، وفجر حينها مقتالو المقاومة عبوة أخرى مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين جنود الجيش الإسرائيلي، وبعد ذلك فجر مقاتلو المقاومة عبوة ثالثة بالقوة الإسرائيلية.
وعلى إثر ذلك، استنجد الجنود الذين ظلوا على قيد الحياة بالدعم الجوي، فعملت المروحيات على نقل المصابين وجثث القتلى من المكان.
وعلقت حركة حماس على هذه العملية قائلة: "كتائب القسّام تفي بوعدها بجعل غزّة مقبرة للغزاة"، مضيفةً: "إعلان جيش الاحتلال الصهيوني عن مقتل عشرة أغلبهم من الضباط، ليلة أمس في الشجاعية شرق غزة، وتزايد أعداد قتلاهم في مختلف محاور القتال، يؤكّد حجم الخسارة والفشل لقادة الكيان وجيشه في مواجهة بأس المقاومة وكتائب القسّام الذين يوفون بوعدهم بجعل غزّة مقبرة للغزاة".
وتابعت حماس: "نقول للصهاينة بأن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم الذين يُقتلون ويصابون يوميًا بالعشرات، ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، فكلما زادت مدة تواجدكم فيها كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرّون ذيل الخيبة والخُسران".
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي قولها إن المعارك في حي الشجاعية "دامية جدًا".
وأضافت المصادر أنه من المستحيل تدمير كتيبة الشجاعية التابعة لحماس بقصف من الجو، وأن معظم المحاور في حي الشجاعية خالية من المقاتلين الذين يأتون من حيي الدرج والتفاح المجاورين وينقضون على القوات الإسرائيلية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی حی الشجاعیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تفاعل واسع مع مقطع قادة حماس ومغردون: حرب نفسية وتوقيت ذكي
الفيديو الذي جمع مشاهد تعرض لأول مرة، كشف عن جولات تفقدية لقيادات الحركة داخل ورش تصنيع صواريخ المقاومة ومخازن الأسلحة، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وصالح العاروري، الذين استشهدوا خلال الحرب الجارية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبينما لم يحدد زمان ومكان التصوير بدقة، رجحت وسائل إعلام فلسطينية أنه يعود إلى ما قبل ديسمبر/كانون الأول 2019، وهو الفترة التي غادر فيها عدد من قيادات حماس قطاع غزة، في حين تظهر المشاهد أنها التُقطت داخل ورش تصنيع فوق الأرض، مع ظهور أشعة الشمس في الخلفية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروريlist 2 of 4حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدةlist 3 of 4مشاهد محاكاة لعملية مركبة قتلت فيها القسام 5 جنود إسرائيليين بجبالياlist 4 of 4القسام تقتل جنودا إسرائيليين بجباليا والغارات توقع عشرات الشهداء بالقطاعend of listوتضمن المقطع لقطات نادرة لإسماعيل هنية وهو يشارك في عمليات الإشراف على تصنيع الصواريخ والقذائف، إلى جانب ظهور قيادات ميدانية بارزة استشهدوا لاحقا، مثل وليد شمالي الملقب بعميد التصنيع العسكري، وباسم عيسى قائد لواء غزة السابق، وأيمن نوفل قائد لواء الوسطى، ونور الدين بركة الذي استشهد في اشتباك مع قوة إسرائيلية عام 2018.
تفاعل واسعورصد برنامج شبكات (2024/12/22) جانبا من التفاعل الواسع مع هذه المشاهد الأولى من نوعها، ومن ذلك ما كتبته لينا: "أشاهد الفيديو دون توقف.. يعطيني شعورا كبيرا بالفخر وشعورا أكبر بالألم والحزن أن مر في تاريخنا الحاضر قادة حقيقيون بهذا الحجم ولكن مع الأسف تعرضوا للخذلان".
إعلانأما مايا فعلقت: "نشر كتائب القسام لهذا المقطع هو أولا حرب نفسية لنتنياهو، وتبعث برسالة أنه مهما قتل الاحتلال قادة حماس فإن حماس نهج وفكرة لا تموت، يقتل السنوار سيأتي خلفه ألف سنوار وهذه عقيدة لديهم".
بينما أشار محمد أنعم إلى أهمية المقاومة قائلا: "لا بد أن يأتي اليوم الذي يعترف فيه العالم بشرعية المقاومة الفلسطينية وأنها هي الثورة المشروعة التي تتصدر هرم كل ثورات العالم عبر القرون والعصور من حيث شرعيتها وكفاحها المسلح والحق المشروع في النضال".
في حين لفت محمد العربي إلى توقيت النشر قائلا: "بث هذا الفيديو ذكي جدا في توقيته.. لأن آخر عملية كانت بالسكاكين فربما يفهم العدو أنهم خلصوا الأسلحة.. حيا الله الأبطال".
واعتبر مراقبون أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يحمل دلالات واضحة على صمود المقاومة الفلسطينية واستمرارها في الإعداد رغم فقدان قادتها.
ويأتي الفيديو بالتزامن مع تقارير تتحدث عن قرب التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد يشمل صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.
22/12/2024-|آخر تحديث: 22/12/202409:24 م (بتوقيت مكة المكرمة)