كتبت ندى أيوب في "الأخبار": انتشرت أخيراً مقاطع فيديو لشابين، على دراجة نارية، وقد تحوّلا تحت تأثير المخدرات إلى ما يشبه «الزومبي». المرعب أن «مجتمعاً» من «الزومبي» يعيش بيننا، وأنّ مثل هذه الحالات تصل بشكلٍ مستمر إلى المستشفيات ومراكز علاج الإدمان نتيجة ظاهرة تناول «كوكتيلات» من المخدرات وحبوب الهلوسة، ومع «تحوّل السوق اللبناني، أخيراً، إلى حقل تجارب للتجار»، وفق المدير الطبي لمستشفى «الشفاء» التخصصي، الدكتور حسن برجي.

ويتفنّن التجار في الخلطات والتسميات، سعياً إلى «التميّز» بهدف جذب أكبر قدر من المتعاطين.   وتمنح هذه الخلطات أو «الكوكتيلات» المتعاطي شعوراً كبيراً بالسعادة والنشاط والطاقة، وتجعله في حالة يقظة وتأهّب تدفعه إلى الجنوح نحو العنف وفعل كلّ شيء، وأي شيء. ثم فجأة يبدأ مفعولها على الجهاز العصبي المركزي بالظهور، فتظهر أعراض الهذيان ونوبات الهوس، ويفقد المتعاطي السيطرة على أعصابه، والقدرة على التحكّم بحركة جسده الذي غالباً ما يكون في حالة تراقص، مع ارتخاء في الفم وسيلان اللعاب، وهي الحالة التي ظهر فيها الشابان في الفيديو المتداول أخيراً.
يؤكد برجي ومدير جمعية «جاد» جوزيف حواط أنّ «تعاطي الكوكتيل أخطر من تناول نوع مخدر واحد». وفي غياب إحصاءات دقيقة، يؤكد القيّمون على مستشفى «الشفاء» وجمعية «جاد» الارتفاع المطّرد لنسب المدمنين، بعد الانهيار الاقتصادي وجائحة «كورونا»، ويشير حواط إلى أنّ النسب تضاعفت أربع مرات، فيما يحذّر برجي من أن «الإدمان بات يطاول كل الشرائح الاجتماعية والأعمار، دون استثناء الأطفال في المدارس. هناك أطفال في سن الـ 14 يصلون الى المستشفى بعد تناولهم جرعة زائدة». وتؤكد مصادر أمنية أن التجار يساهمون في ترسيخ هذه الحلقة الجهنمية عبر تحويل المدمنين من الطبقات الفقيرة الى مروّجين، يحصل الواحد منهم على «حصته» من المواد المخدرة مقابل كل عملية توصيل الى الزبائن. كما يعمد بعضهم إلى بيع حبة «الكبتاغون»، مثلاً، بأقل من كلفتها، إذ يتراوح سعرها، بحسب حواط، بين 25 ألف ليرة و30 ألفاً، فيما يصل سعرها في دول الخليج إلى 15 دولاراً.
ورغم رواج الأصناف الجديدة، تبقى عشبة القنّب الهندي المعروفة بـ«حشيشة الكيف»، متربعة على قمة المواد المستخدمة في السوق اللبناني، يليها الـ«كوكتيل» الذي يدخل في خلطته «الكبتاغون» أو الـ«كريستال ميث»، فيما سُجّل تراجع ملحوظ لنبتة «سيلفيا»، الزهيدة الثمن، التي تضاف إليها مواد أخرى كالبنج أو الحنّة، ويتم تعاطيها عن طريق التدخين.
الأخطر في هذا المشهد السوداوي أن زيادة التعاطي تأتي في ظل عجز مالي تمرّ به المؤسسات المعنية بعلاج الإدمان. فجمعية «جاد»، مثلاً، توقّفت منذ أسبوعين عن استقبال أي حالات جديدة، إلى أن «تحلّ معضلة التمويل، التي دفعتها الى العمل بنسبة 20% من قدرتها» بحسب حواط، مشيراً إلى أنّ «الميزانية السنوية لـ 6 جمعيات تشكل ائتلافاً مع جاد، لا تتعدى الـ 9 آلاف دولار». ويترافق ذلك مع غياب أجهزة «السكانر» عن 33 نقطة على المعابر الشرعية، فضلاً عن المعابر غير الشرعية. وفيما الـ«سكانر» الوحيدة في مرفأ بيروت، عمرها 22 عاماً، ومشكوك في مدى دقتها وصلاحيتها، لعدم خضوعها للصيانة، تخلو مرافئ صور وصيدا وطرابلس من أجهزة مماثلة، في ظلّ العدد الهزيل لشعبة مكافحة المخدرات في جهاز الجمارك، والمؤلفة من ضابط و12 عنصراً، في دولة تفرز آلاف العناصر لحماية السياسيين والعسكريين والإعلاميين.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البنتاغون: يجب على أوكرانيا اتخاذ نهج مسؤول فيما يتعلق بموقع الألغام المضادة للأفراد

قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن أوكرانيا يجب أن تتخذ نهجا مسؤولا لتحديد مواقع الألغام المضادة للأفراد، التي سمح البيت الأبيض بتزويدها إلى كييف.

وقالت شبكة "سي إن إن" في تقرير لها: "لقد شدد أوستن على أن أوكرانيا يجب أن تقوم بشكل مسؤول بتحديد وتسجيل المكان الذي تضع فيه هذه الألغام".

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستسمح لأوكرانيا باستخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد التي زودتها بها الولايات المتحدة لمساعدة القوات الأوكرانية.

وفي حديثه إلى الصحفيين، خلال زيارة إلى لاوس، أشار أوستن إلى أن "التحول في السياسة يأتي في أعقاب تغيير التكتيكات من قبل روسيا".

وأضاف أوستن أن "القوات البرية الروسية تقود الحركة في ساحة المعركة، بدلا من القوات الأكثر حماية في الناقلات المدرعة، بالتالي فإن أوكرانيا تحتاج إلى أشياء يمكن أن تساعد في إبطاء هذا الجهد من جانب روسيا".

ووصفت الحركة الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد القرار بالأمر الفظيع، ودعت كييف إلى عدم قبول هذا النوع من الأسلحة.

وأكد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن الإدارة الأمريكية التي تشارف ولايتها على نهايتها تبذل قصارى جهدها لمواصلة الحرب في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • كيف يتم احتساب زيادة الإيجار القديم بعد حكم «الدستورية»؟.. اعرف التفاصيل
  • لاریجاني: إيران وأمريكا أمام وضع جديد فيما يخص الاتفاق النووي
  • خبير اقتصادي: بعد ثورة 2011 زادت مساهمات الدولة في الاقتصاد وتنفيذ المشروعات القومية
  • كيف زادت ثروة إيلون ماسك أغنى شخص في العالم بفضل الانتخابات الأمريكية؟
  • الحزام الأمني يضبط أربعة متهمين بترويج المخدرات في عدن
  • بلغ السيل الزباء
  • أخيرا الحكومة تعين رئيسا لجامعة محمد الخامس بالرباط بعد سنتين من الفراغ تسبب فيه الوزير ميراوي
  • كاتب صحفي: البرامج الرئاسية أعطت الأولوية لدعم الشباب خلال الـ10 سنوات الأخيرة
  • دعوة للأسر التي لم تصلها فرق التعداد السكاني في بغداد.. اتصلوا بهذه الأرقام
  • البنتاغون: يجب على أوكرانيا اتخاذ نهج مسؤول فيما يتعلق بموقع الألغام المضادة للأفراد