#السيناريو_الأخطر #بعد_الحرب – #ماهر_أبوطير
علينا أن نتحدث بصراحة هنا، حيث أن كل مشروع الدولة الفلسطينية تم تلغيمه بشكل متدرج منذ اتفاقية أوسلو حتى اليوم، وتحول إلى مجرد إدارة مدنية تدير شؤون الفلسطينيين المدنية والاقتصادية، وتسيطر أمنيا عليهم، وفقا للتوصيف الوظيفي الذي تتورط به السلطة يوميا.
في هذا السياق يخرج رئيس الحكومة الإسرائيلية ويقول إن قطاع غزة سيبقى تحت سيطرة إسرائيل العسكرية، وإن إسرائيل سوف تنشئ إدارة مدنية وسيعاد تأهيل القطاع تحت إشراف وإدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا التصريح سبق أن قيل مثله مرارا الفترة الماضية.
وراء هذا التصريح عدة أسباب، أولها النفي الضمني لسيناريو التهجير نحو مصر، وهو نفي لا يساوي قيمة حبره، من حيث التأكيد على أن أهل القطاع سيبقون وسيكونون بحاجة لمن يدير شؤونهم، وثانيها التنصل من مسؤولية الأضرار الإنسانية والاقتصادية داخل القطاع، ونقل كلفتها إلى الجهة الوريثة لتتدبر الكلف المالية، وتتولى المهام الأمنية، وثالثها نفي سيناريو إعادة تصنيع السلطة في رام الله، بشكل ورئاسة جديدة، ضمن مهمات جديدة، من خلال الإيحاء أنها ستعود للتمدد في غزة ولن تتقلص مساحاتها، ورابعها إثارة الأحقاد بين غزة والضفة الغربية من ناحية سياسية من خلال الإيحاء أيضا أن هناك توافقا إسرائيليا مع السلطة على العمليات البرية في القطاع، وأن هناك توافقا سياسيا على مرحلة ما بعد الحرب، وخامسها الإيحاء المغشوش أيضا أن لا نية لفصل القطاع عن الضفة الغربية على المدى الإستراتيجي.
مقالات ذات صلة في العمق 2023/12/13هذا كذب إسرائيلي، يقوم على استحالات اللحظة الحالية، لأن إسرائيل ذاتها ليس لديها أي تصور محدد قابل للنجاح في قطاع غزة بعد الحرب، وهذا يعني أن القطاع سيبقى بمثابة بوابات جهنم المفتوحة في وجه إسرائيل، وهذا يفسر تصريح رئيس حكومة إسرائيل حول البقاء العسكري، الذي يعني استحالة تثبيت الاستقرار بالمفهوم الأمني الإسرائيلي داخل القطاع.
كل الحلول التي تطرحها إسرائيل للقطاع لفترة ما بعد الحرب غير قابلة للتطبيق، فلا السلطة قادرة سياسيا واقتصاديا وشعبيا على الدخول إلى قطاع مدمر لتتولى مهام إعادة إعماره على فرض توفر تمويل مالي أصلا، ولا هي قادرة أمنيا على مواجهة غضب الغزيين جراء المذابح التي تعرضوا لها، ولا أن تكون بديلا عن الاحتلال في دور أمني، سيؤدي إلى تصفية وقتل أي شخص سياسي أو أمني من عناصر السلطة يدخل إلى القطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية، إضافة إلى استحالات حلول التهجير إلى مصر- ولو جزئيا- واستحالات إقناع مصر بحكم القطاع، واستحالات تأسيس قوات عربية ودولية تنتشر في القطاع، واستحالات تأسيس إدارة مدنية عميلة للاحتلال، ستتم تصفيتها في مجتمع “متدين وعسكري وعشائري” في الوقت ذاته.
الأزمة الأكبر ستبدأ بعد الحرب في كل الأحوال، خصوصا، أن التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي قام في هذه المرحلة على فرضية الانتقام وحفظ ماء الوجه بعد ضربة السابع من أكتوبر، وتجنب السؤال الأعمق حول القطاع بعد الحرب، وإدارته سياسيا، وأمنيا واقتصاديا، وعلى مستويات شعبية، خصوصا، مع حجم التدمير الشامل الذي نراه.
أخطر سيناريو قد تتورط فيه إسرائيل، لم تذكره علنا حتى الآن، أي إنهاء العمليات العسكرية بعد أسابيع أو شهور، والخروج من القطاع، وإغلاقه وخنقه كليا أو جزئيا، وترك الناس لمصيرهم، مع المؤسسات المتبقية داخل القطاع، ووجها لوجه مع جماعات المقاومة بهياكلها السياسية الرمزية فقط، ليكون الجميع داخل غرفة مغلقة غير صالحة للحياة، وسط مناخات المعاناة والتعب والمرض والجوع والتلاوم الداخلي، لاعتبارات مختلفة، في سياق نظرية مواصلة التعذيب، وتدبر الأمور في القطاع، مع التحكم بكل المساعدات والمعابر، ومنع إعادة إعمار القطاع، وغير ذلك، في منطقة مهدمة ستتحول إلى سجن يتعرض فيه الأبرياء إلى الموت.
هذا السيناريو يجب ألا يغيب عن البال، أي ترك القطاع مهدما، دون أي حل، وترك إدارته لجماعات المقاومة، بشكل سياسي فقط، دون أدوات اقتصادية وسياسية وعسكرية للحكم، تحت عنوان يقول إن على إسرائيل مواصلة تعذيبهم، وعدم السماح بأي حل لهم بعد الحرب أيضا.
كل هذا السيناريو يفترض أصلا، قدرة إسرائيل على فعل كل شيء، لكن مهلا.. فما زلنا لا ندرك مساحات الانفجار الأكبر المحتمل لكل هذه الأزمة، وحدودها وإلى أين ستأخذنا #غزة ؟.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: السيناريو الأخطر بعد الحرب غزة بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحاصر مستشفيات الشمال وعدد شهداء وجرحى غزة يتجاوز الـ152 ألفاً
قادة المقاومة يحملون السلطة مسؤولية محاصرة مخيم جنين ويدعون لإضراب شامل في الضفة اليوم
الثورة/ وكالات
تتواصل جرائم العدو الصهيوني ضد ابناء فلسطين في غزة حيث ارتكب العدو الصهيوني امس أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 32 فلسطينياً واصابة 54 آخرين، وواصلت قصف مستشفى كمال بالقنابل وقذائف المدفعية، واستهداف أقسام النساء والولادة والأطفال حديثي الولادة برصاص القناصة، ما تسبب بأضرار جسيمة، فيما انقطع الاتصال بالفريق الطبي داخله.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الطواقم الطبية المتواجدة في المستشفى تجمعت في مكان واحد بين الممرات والأقسام، في محاولة لحماية أنفسها من الشظايا والرصاص، كما انقطعت الكهرباء تماما اليوم عن المستشفى إثر استهداف مسيرات صهيونية مولدات الكهرباء وخزانات الوقود فيه.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ، عن ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية الصهيوأمريكية في القطاع إلى 45259 شهيداً و107627 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وفي سياق متصل دعا المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، امس ، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، إلى تحرك عاجل وفاعل لوقف الانتهاكات الصهيونية المتكررة بحق المرافق الصحية والطواقم الطبية في القطاع.
وأفاد المكتب أن جيش العدو يواصل جريمة وحرب الإبادة الجماعية ويصعد عدوانه ويستمر في ارتكاب الانتهاكات الخطيرة بحق المؤسسات الصحية والتي كان آخرها التهديد بإخلاء واقتحام وقصف مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال القطاع.
وطالب المكتب، منظمة الصحة العالمية، إرسال وفد ميداني عاجل للوقوف على حجم الجريمة التي يرتكبها العدو في مستشفى كمال عدوان، فتح ممرات آمنة لحماية الجرحى والمرضى والطواقم العاملة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المستشفى.
وأشار المكتب، إلى تهديد العدو الصهيوني بإخلاء واقتحام وقصف مستشفى كمال عدوان، وتهديد حياة الكوادر الصحية العاملة بداخله، وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على إخلائه، وحرمان مئات المرضى والجرحى من تلقي العلاج والرعاية الصحية.
الى ذلك حذرت بلدية غزة، من انهيار بيئي وشيك في المدينة نتيجة شح المياه، وتسرب مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات بفعل استمرار العدوان الصهيوني .
وبحسب وكالة (معا) الإخبارية، أمس، أوضحت البلدية أن تعطل محطات الصرف الصحي أدى إلى تدفق المياه العادمة نحو بركة الشيخ رضوان، ما يفاقم من خطر التلوث البيئي
وأشارت البلدية إلى أن العدوان تسبب في تدمير أكثر من 85% من المعدات الهندسية الثقيلة، و50% من آليات الصرف الصحي ومعالجة النفايات.
في المقابل أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن استهداف قوة إسرائيلية قوامها 9 جنود تحصّنت داخل أحد المنازل بقذيفة “TBG” غرب مخيم جباليا شمال القطاع، مؤكدة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وأعلنت كتائب القسام، تدمير ناقلة جند للاحتلال بعبوة “العمل الفدائي” في منطقة العلمي وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت أنه تمّ “قنص ضابط صهيوني في شارع أبو العيش وسط مخيم جباليا شمال القطاع”.
كما استهدفت ناقلة جند إسرائيلية، ثانية، بعبوة “العمل الفدائي” غرب مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
من جانبها قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، انها استهدفت تجمّعات جنود الاحتلال في موقع الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وذلك بـ”قذائف الهاون” .
فيما استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، موقع قيادة وسيطرة تابعاً لقوات الاحتلال في محور “نتساريم”.
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، خوض مجاهديها اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع جنود الاحتلال وآلياته في منطقة العلمي وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقصفت بالاشتراك مع سرايا القدس موقع القيادة والسيطرة لجيش العدو في محور نتساريم برشقة صاروخية من نوع 107”.
وفي الضفة الغربية المحتلة حمل قادة المقاومة في مخيم جنين، السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة المخيم وإطلاق النار على سيارات الإسعاف.
وأدان قادة المقاومة الحملة الأمنية على المخيم، والتي تهدف لنزع سلاح المقاومة وفتح المجال أمام قوات العدو الصهيوني.
ودعا البيان إلى إضراب شامل في مختلف مناطق الضفة اليوم الاثنين، والخروج بمسيرات حاشدة ظهر الأربعاء القادم في مختلف محافظات الضفة.
وطالب قادة المقاومة الأهالي في مختلف مناطق الضفة، بالتوجه للمخيم لكسر حصار السلطة بالمسيرات السلمية.
وشددت أجهزة أمن السلطة الحصار المفروض للأسبوع الثالث على التوالي على مخيم جنين.
وذكر شهود عيان أن أجهزة السلطة أغلقت مداخل المخيم بالكامل، مع تشديد الإجراءات وتفتيش أي شخص يدخل مخيم جنين.
وتحاول أجهزة السلطة اقتحام المخيم للأسبوع الثالث على تواليا، مع استمرار الاشتباكات العنيفة وتصدي المقاومة.
وتسعى أجهزة السلطة وفق تعليمات من قيادتها الأمنية والسياسية، لاجتثاث المقاومة في مخيم جنين، وتصفية المقاومين المتواجدين بداخله.