RT Arabic:
2024-10-02@03:53:45 GMT

أزمة الحضارة الغربية

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

أزمة الحضارة الغربية

الولايات المتحدة تستميت في الحفاظ على النظام العالمي أحادي القطب، فتدمر العالم. حول ذلك، كتب الباحث في الشؤون الأمريكية إدوارد لوزانسكي، في "إزفيستيا":

 

يتحدث مجتمع الخبراء الأمريكي بشكل متزايد عن أزمة الحضارة الغربية. وفي الوقت نفسه، يتفق كثيرون على أنه لا علاقة للصين ولا روسيا بهذا الأمر. فهذه الأزمة، ترتبط، في المقام الأول، بالولايات المتحدة نفسها، وبالعمليات والأحداث التي تجري داخلها.

الولايات المتحدة، زعيمة ما يسمى بالغرب الجماعي.

ومع ذلك، فإن المشكلة الأكبر في الولايات المتحدة هي أنها لا تزال تركز كثيرًا على استثنائيتها. وهذا النهج يمنع واشنطن من الاعتراف بأخطائها وعدم صحة تصرفاتها.

وقد أعلن العديد من الساسة الأميركيين البارزين، بدءاً بالزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، صراحة وبسخرية أن دعم الحرب بالوكالة في أوكرانيا يشكل استثمارًا جيدًا وقليل الكلفة، لأن الأميركيين ليسوا هم الذين يموتون.

لقد شكل الصراع الأوكراني ذروة سياسة الولايات المتحدة الخارجية الخاطئة (تحذو بقية دول الغرب الجماعي حذوها)، حيث تحاول النخبة السياسية، على ما يبدو، الالتزام بنظرية الفوضى القابلة للإدارة، ما يعرّض مستقبل البشرية جمعاء للخطر. في الوقت نفسه، في واشنطن، تتلاشى قضايا مثل سلامة سكانها، عندما تغض السلطات النظر عن مشكلة الهجرة غير الشرعية أو حرية تداول الأسلحة.

محاولة الحفاظ على عالم أحادي القطب وسياسة خارجية تركّز على المواجهة مع الدول الأخرى هي التي تسببت في أزمة الحضارة الغربية، التي يبدو أنها تقوم ليس على خدمة شيء ما، بل ضد أحد ما.

الطريق للخروج من الأزمة العميقة، ممكن إذا وصل زعماء جدد إلى السلطة في الولايات المتحدة مع رؤية جيواستراتيجية تتمثل في التخلي عن الهيمنة على العالم، وتؤدي إلى السلام والوئام مع الشعوب الأخرى على هذا الكوكب. ليس هذا هو المكان المناسب لتسميتهم، لكن هناك مثل هؤلاء الأشخاص في أمريكا، ولا يسعنا إلا أن نتمنى لهم حظًا طيبًا.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بكين موسكو واشنطن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

البيجر ودور الولايات المتحدة

«ليست القنابل هي التي تقتل في حد ذاتها، بل القائمة التي تضع المدنيين في طريقها»، جيمس بامفورد، صحفي أمريكي.

في تناقض واضح، نفت الولايات المتحدة نفيًا قاطعًا أي صلة لها بتفجيرات البيجرات في لبنان، لكنها في الوقت نفسه لم تعلن إدانة هذه العملية الإرهابية، بل اكتفت بتعبير مبهم عن خشيتها من اندلاع حرب بين حزب الله والكيان الصهيوني، هذا الموقف المتردد والغامض يثير الشكوك حول مدى صدق نفيها، كما يثير تساؤلات حول موقفها الحقيقي من هذا العمل الإجرامي!

وهل يمكن تصديق هذا الهراء؟ الله وحده يعلم هل كانت لها علاقة مباشرة بهذه العملية الإرهابية أم لا، فبينما لا يمكننا الجزم بدورها المباشر، إلا أن الأدلة المتاحة تشير إلى تورط غير مباشر، وهي مسؤولة مسؤولية لا تقل عن تلك الدولة المارقة الإرهابية. وسأذكر بعض الشواهد التي تدعم وجهة نظري، وتضع الولايات المتحدة موضع المسؤولية، وتجعلها شريكة في هذه الجريمة النكراء:
1- كشف ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق «إدوارد سنودن» عن مذكرة سرية موقعة في عام 2009 بين وكالة الأمن القومي الأمريكية ووحدة الاستخبارات الصهيونية «سيغنيت»، المعروفة بالوحدة 8200، تكشف الوثيقة أن الولايات المتحدة تشارك الصهاينة معلومات استخباراتية غير مفلترة عن المواطنين الأمريكيين، بما في ذلك المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني، دون حجب البيانات الشخصية المتعلقة بهوياتهم.

هذا النوع من البيانات يُسمى «الاستخبارات الإشارية الخام»، ورغم أن الاتفاقية نصت على احترام الخصوصية وعدم استهداف المواطنين الأمريكيين، إلا أنها لم تفرض على الكيان الصهيوني أي قيود قانونية أو إجرائية.

2- قد يكون الصهاينة قد حصلوا على هذه المعلومات عبر التجسس، إذ لديهم تاريخ طويل في التجسس على الولايات المتحدة وتساهل كبير من الولايات معها بهذا الخصوص، وهناك العديد من الحوادث التي تؤكد ذلك، ولعل أشهرها قصة جوناثان بولارد، الموظف السابق في البحرية الأمريكية، الذي سلّم الكيان المحتل معلومات غاية في السرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، خصوصًا حول النشاطات العسكرية في الشرق الأوسط، والتي تضمنت تفاصيل القدرات العسكرية لدول عربية، وبعد سجنه لفترة، طلب المغادرة إلى الدولة المارقة وسُمِح له بذلك.

كما أن هناك فضيحة بيني غانتس، حيث إن إسرائيل تجسست على الولايات المتحدة باستخدام تقنيات حديثة، مثل برنامج «بيغاسوس»، وكان بطل هذه القصة وزير الدفاع الصهيوني غانتس آنذاك، الذي حاولت الولايات المتحدة في فترة ما استبدال نتنياهو به! ولا ننسى بالطبع قصص التنصت الشهيرة على البيت الأبيض في عام 2019، من خلال إنشاء أبراج هاتف محمولة مزيفة.

3- الولايات المتحدة شاركت الكيان الصهيوني في الإبادة التي تحدث في غزة باستخدام القنابل الغبية، كما تدعمه أيضًا بالمعلومات الاستخباراتية، ولا يوجد مثال أوضح من قصة تحرير أربع رهائن صهاينة من قبضة حماس، حيث وفرت الولايات المتحدة الدعم والاستشارات التي ساعدت في تحديد مواقع الرهائن، وقدمت الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وقد عُرفت هذه العملية بمجزرة النصيرات، التي راح ضحيتها مئات الأبرياء.

4- يظل الدعم الاستخباراتي سريًّا، وتستطيع الولايات المتحدة نفيه بسهولة، مما يحمي صورتها ولا يؤجج الرأي العام ضدها.

5- الولايات المتحدة بحاجة إلى الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية لتحقيق مصالحها في المنطقة، كما أن الوجود القوي للصهاينة هناك يخدم تلك المصالح.

أغلب الظن أن اختراق الكيان الصهيوني لسلاسل التوريد تم نتيجة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على حزب الله، فالحزب بحاجة إلى شركات وهمية لتأمين مشترياته، وقد حصلت شركة مجرية وهمية على ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لشركة تايوانية، من المحتمل أن الولايات المتحدة وجهت الحزب للتعامل مع هذه الشركة المجرية بطريقة غير مباشرة.

لقد أثبت طوفان الأقصى أن الكيان الصهيوني نمر من ورق، لا يستطيع الحياة يومًا دون دعم الولايات المتحدة، ولولا الدعم العسكري والاستخباراتي والمالي، لانهار هذا الكيان منذ زمن بعيد.

(الدستور الأردنية)

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعترض عددا من الصواريخ الإيرانية الموجهة لإسرائيل
  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • بعزم هؤلاء الرجال وصبرهم وتضحياتهم سنسترجع الخرطوم وباقي الولايات الأخرى
  • جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: خطة للسلام بالشرق الأوسط رغم وضع يبدو ميؤوسا منه
  • حصيلة قتلى إعصار هيلين في الولايات المتحدة ترتفع لـ93 شخصاً
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • البيجر ودور الولايات المتحدة
  • إسرائيل تعتقل 40 فلسطينياً في الضّفة الغربية
  • ترامب: هاريس مختلة عقلياً .. والمهاجرون سيهاجمون الأميركيين بمنازلهم