التغذية في الشهر السابع: تقديم الأطعمة الصلبة وأهمية البروتينات لتطوير الطفل
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
في مرحلة الطفولة الرضيعة، يشهد الشهر السابع من العمر نقلة هامة في نمو وتطور الطفل، حيث يتحول إلى فترة من التعرف على الأطعمة الصلبة وتوسيع تجربته الغذائية.
يعد هذا الوقت فترة حيوية لتحديث قائمة الطعام وتقديم تنوع غذائي يلبي احتياجات نموه وتطوره. في هذا السياق، تأتي أهمية تقديم البروتينات والعناصر الغذائية الأخرى بأهمية خاصة، حيث تلعب دورًا حاسمًا في بناء وتقوية جسم الطفل.
يبدأ الطفل في الاستقلال وتطوير شخصيته في الشهر السابع. في هذا الوقت، يجب أن يكون الطفل قد بدأ في تناول الطعام الصلب. يجب على الوالدين استمرار تقديم أطعمة متنوعة للطفل، ولكن دون الاستعجال، ليتكيف الطفل مع الأطعمة والملمسات الجديدة.
بعض الأطفال في الشهر السابع قد يحتاجون لاستمرار تناول حليب الأم أو الحليب الصناعي كمصدر رئيسي للتغذية. يجب على الأم مراعاة احتياجات الطفل الفردية ومتابعة تقدمه فيما يتعلق بالتغذية.
الأطعمة المناسبة في الشهر السابعأما بالنسبة لـ الأطعمة المناسبة في الشهر السابع، يجب تقديم طعام متكامل يحتوي على مختلف المجموعات الغذائية. يمكن تقديم الخضار المطبوخة والفواكه الطرية مثل البازلاء، والفاصولياء، والقرنبيط، والبروكلي، والبطاطا الحلوة. يمكن أيضًا إدراج السبانخ وشرائح الشمام والبطيخ والكمثرى والمانجا والموز.
بخصوص تقديم الفواكه والخضروات، يُفضل بدءًا بالمهروسة وتقديم أنواع جديدة من الطعام كل 3-5 أيام. يجب تجنب حلوى الفواكه والإضافات الزائدة من السكر. يفضل تقديم الفواكه والخضروات دون إضافات مثل الملح والسكر والزيوت.
فيما يتعلق بالأطعمة النشوية، يمكن طهيها وهرسها للحصول على القوام المناسب. يمكن مزجها مع حليب الأم أو الحليب الصناعي. تشمل الأطعمة النشوية المناسبة البطاطا والأرز والمعكرونة وحساء الشعير والشوفان ونشا الذرة والذرة والدخن والكينوا والخبز بأنواعه المختلفة.
البروتينات تأتي من مصادر متنوعة، حيث تُعَدّ المصادر الحيوانية مثل اللحم والدجاج والأسماك والبيض المطبوخ جيدًا من بين أبرزها. وفي المقابل، يمكن الحصول على البروتينات أيضًا من مصادر نباتية مثل العدس والبقل والحمص والفاصولياء والبازلاء والمكسرات المطحونة، وكذلك عجينة المكسرات كاللوز والفول السوداني والجوز والكاجو.
عند تقديم الأطعمة الغنية بالبروتين للأطفال في الشهر السابع، يُفضل استخدام اللحوم المصفاة والمهروسة، ويمكن خلطها مع حليب الأم أو الحليب الصناعي إذا كانت اللحمة سميكة جدًا. يُنصح بتقديم كل نوع من الأطعمة بشكل منفصل لتجنب مزج اللحوم والخضروات معًا حتى يمكن اختبار تأثير كل طعام على حدة وضمان عدم وجود رد فعل تحسسي.
كميات قليلة من منتجات الألبان يمكن استخدامها في الطهي للأطفال ابتداءً من الشهر السادس، ولكن يجب الانتظار حتى يبلغ الطفل عامه الأول لإعطائه الحليب البقري كمشروب رئيسي. يُفضل الاعتماد على حليب الأم أو الحليب الصناعي حتى ذلك الحين.
يمكن تقديم رشفات من الماء خلال أوقات الوجبات لتعويد الطفل على شرب الماء، وهو أمر أفضل لأسنانه. يُنصح بتجنب إعطاء العصير أو أي مشروب محلى للطفل في هذا العمر.
بكاء الطفل الزائد.. إشارة مبكرة لاضطرابات السلوك بالتفصيل.. كيف اعرف لون عيون الطفل؟فيما يتعلق بعدد الوجبات والكميات في الشهر السابع، يُفضل إدخال الأطعمة التكميلية مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، مع زيادة كمية الطعام تدريجيًا مع تقدم الوقت. يمكن للطفل تناول ثلاث وجبات يوميًا بحلول الشهر الثامن أو التاسع. تُقدم كميات محددة من الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي، الحبوب المدعمة بالحديد، الفواكه المهروسة، الخضروات المهروسة، واللحوم المهروسة.
هناك قائمة من الأطعمة والمشروبات التي يُنصح بتجنبها في الشهر السابع، مثل العسل، والمشروبات والأطعمة غير المبسترة، والحليب البقري المدعم، والمشروبات المحلىّة، والمكسرات الكاملة، والملح، والحبوب المكررة، واللحوم المصنّعة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رعاية الطفل فی الشهر السابع فی هذا
إقرأ أيضاً:
مادتا التعبير والخط
عودة إلى موضوع بالغ الأهمية في العملية التعليمية، نود التطرق في مقال هذا الأسبوع إلى مادتي التعبير والخط..
وفي مستهل ذلك، أود أن أقول بأنه مادمنا (بكل فخر) أمة لغة الضاد وأمة لغة القرآن الكريم.. وأنشأنا للغة العربية مجمعاً عالمياً، مهمته العناية باللغة العربية ورعايتها ونشرها في أصقاع الأرض، وهو “مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية”. هذا المجمع الذي يُعْنَى بمهمة غاية في الأهمية، وينظم نشاطات تُعْنَى باللغة، وترفع من شأنها، ليس في داخل الوطن فحسب، بل في أصقاع الأرض..
ومن نافلة القول، أن مادتي التعبير والخط مادتان مهمتان عندما يتم الحديث عن اللغة العربية..
إن من يهمه أمر اللغة يتملكه الأسى، ويسيطر عليه الحزن؛ عندما يتصفح الإنترنت ويقرأ ما يكتب في وسائل التواصل من كلام يصعُبُ في كثير من الأحيان فهمُه؛ بسبب أخطاء جسيمة في الخط، ورداءة بالغة في التعبير لا تنم على شيء سوى أننا مقبلون على جيل يخطئ في كتابة اسمه.
إننا أمام جيل يصل إلى الجامعة، بل يتخرج منها دون أن يمتلك أدنى مهارات لغته الأم. والأدهى من ذلك عندما ترى الحرص على إجادة لغات أخرى لدى تلاميذ، يفتقدون أدنى مهارات لغتهم الأم.!!
ما أقسى أن تلتقي طالباً تخرج في الجامعة، وتجد أنه يفتقد كثيراً من مهارات لغته العربية من تعبير مقبول وخط مقروء..
نظن أن هذه المهارات في غاية الأهمية للطلاب في كل مراحل حياتهم؛ مهما كانت تخصصاتهم، فاللغة واحدة من أركان أي دولة بالإضافة إلى الاقليم والسكان..
إلى دولة آسيوية تُصَنَّفُ من(نمور آسيا)، ذهب كاتب هذه السطور قبل أكثر من عقدين لحضور مؤتمر عالمي.. وحل في غرفة في واحد من فنادق الخمس نجوم. ما اكتشفه الكاتب، ومازال عالقاً في ذهنه ( أنه فتح الثلاجة الصغيرة في الغرفة لشرب ماء أو عصير..ليرى ما يدعو للتعجب.. فكل المعلومات المكتوبة على كل علب المشروبات كانت بلغة ذلك البلد، فلا هي بالإنجليزية ولا بالفرنسية ولا بالعربية؛ بل بلغة البلد نفسه)..
فأي اعتزاز بلغة الوطن يماثل اعتزاز ذلك البلد بلغته..
الآن تلك الدولة تُصَنَّفُ دولة صناعية؛ بل إن صناعة واحدة من صناعاتها وهي صناعة السيارات تملأ شوارعنا بأحدث إنتاجها، فلم يحُلْ الاعتزاز بلغة البلد دون تقدمه الصناعي الملفت..
إننا أمام تحدٍ كبير في حياتنا التعليمية، وهو الانتباه للغة العربية، وجعل الأولوية لها في كل أعمالنا؛ فهي من تعبِّرُ عن هُويتنا وعن شخصيتنا الوطنية، وقبل ذلك عن ديننا الإسلامي.. ونتمثل هنا قول حافظ إبراهيم، وهو يعبر بكل صدق عن فخر اللغة العربية بنفسها واعتدادها بما لديها من كنوز:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن..
فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي
فهل نشهد انتفاضة وطنية تعيد للغتنا العربية هيبتها وقوتها ووجودها في كل تفاصيل حياتنا..
إن لغتنا العربية تئنُ وتبكي؛ مما أصابها من أبنائها أنفسهم قبل الغرباء.. ولا نبالغ إذا ما قلنا: إننا نحن السبب فيما أصاب لغتنا الأم من وهنٍ وأوجاعٍ تتراكم كل يوم، إن لم يتداركها أصحاب قرار أقوياء؛ فالتاريخ لن يرحمنا في عدم نصرة لغتنا في التعليم العام والجامعي..
فهل نعمل بجد على ألَّا يتخرج طالب من مراحل التعليم العام والجامعي، وهو لا يفرق بين التاء المربوطة والمفتوحة، وبين الألف المقصورة والياء والهمزة في الأعلى أم الأسفل ويكتب (غداً) بدلاً من (بكرة).. والله من وراء القصد..