تشهد فترة النمو والتطور في مرحلة الطفولة على اهتمام كبير بين الأهل والمختصين في مجال الصحة والتغذية. يعد حمض أوميغا 3 من العناصر الغذائية الرئيسية التي أثارت اهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء، خاصةً عندما يتعلق الأمر بصحة الأطفال. في هذا السياق، يتساءل الكثيرون عن فعالية حمض أوميغا 3 في تحسين صحة وتطوير الأطفال، وخاصةً في مجالات مثل نمو العقل والبصر، وتحسين السلوك والأداء التعلمي.

 

يتنوع الرأي وتتباين الدراسات حول هذا الموضوع، وتظهر نتائج تباينت بين تأكيد الفوائد وتشكيك في فعاليته. في هذا السياق، سنستكشف في هذا المقال مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تلقي الضوء على فوائد أوميغا 3 للأطفال، محاولين فهم درجة فعاليتها والتأثيرات المحتملة على صحتهم وتطورهم.

فوائد أوميغا 3 للأطفال:

تعزيز نمو الأطفال الرضع: هناك تباين في نتائج الدراسات حول تأثير أوميغا 3 على نمو الأطفال الرضع. بعض الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين لا يحصلون على حمض دهني أوميغا 3 (DHA) من حليب الأم قد يشهدون تأخرًا في النمو العقلي والبصري. ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية على فعالية هذا التأثير، ويُفضل الرضاعة الطبيعية على استخدام الحليب الصناعي.

تحسين سلوك وأداء التعلم لدى الأطفال المصابين بفرط النشاط (ADHD): أظهرت دراسة نشرت في مجلة التغذية في عام 2012 أن زيادة استهلاك الأحماض الدهنية غير المشبعة قد تحسن المعرفة والسلوك لدى الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط ونقص الانتباه.

تحسين مشاكل التنفس لدى الأطفال الخدج: أشارت دراسة نشرت في مجلة الأطفال في عام 2011 إلى أن إعطاء المكملات الغذائية من أوميغا 3 للرضع الذين وُلدوا مبكرًا قد يقلل من خطر حدوث خلل النسيج القصبي الرئوي ويقلل من خطر الإصابة بحمى القش.

تحسين وظائف الإدراك لدى الأطفال: هناك اختلاف في الدراسات حول دور أوميغا 3 في تحسين وظائف الإدراك لدى الأطفال. يُشير الحمض الدهني DHA إلى أهميته في تحسين وظيفة الجهاز العصبي والبصر، وتحسين وظائف القلب والأوعية الدموية.

تقليل ضغط الدم المرتفع: أظهرت دراسة نشرت في عام 2013 أن تناول أوميغا 3 يمكن أن يرتبط بتخفيض ضغط الدم لدى الرضع، مع تأثير إيجابي على نمو الدماغ والتأثيرات المعرفية والقلبية الوعائية.

تحسين أعراض طيف التوحد: وفقًا لتحليل شمولي نُشر في مجلة Neuropsychiatric Disease and Treatment في عام 2017، قد تحسن مكملات أوميغا 3 أعراض فرط النشاط والخمول لدى الأطفال المصابين بطيف التوحد، ولكن هناك حاجة للمزيد من الأدلة.

كميات الأوميغا 3 الموصى بها:للرضع: يُفضل الحصول على الأوميغا 3 من حليب الأم، ولا توجد كميات محددة للمكملات.للأطفال (سنة وأكبر): يُنصح بالحصول على كميات كافية من حمض ألفا-اللينولينيك (ALA)، دون تحديد كميات محددة لأنواع الأوميغا 3 EPA وDHA.أضرار أوميغا 3 للأطفال:

درجة أمان أوميغا 3 للأطفال: يُعد الحمض الدهني DHA آمنًا عادةً عند استخدامه بشكل مناسب وبكميات معتدلة. يشكل DHA جزءًا من بعض أنواع حليب الأطفال الصناعي ويُعتبر آمنًا لمعظم الأطفال. ومع ذلك، يجب أخذ الحذر عند استخدامه للأطفال الخدج الذين وُلدوا في مراحل مبكرة، حيث قد يزيد من مشاكل التنفس للرضع الذين يعانون من صعوبات في التنفس. يجب أن يتم استشارة الطبيب قبل تقديمه لهم.

محاذير استخدام أوميغا 3 للأطفال: تُعتبر آثار جانبية لمكملات أوميغا 3، مثل زيت السمك، خفيفة جدًا. ومع ذلك، يُمكن أن تتضمن بعض الأنواع آثارًا شائعة مثل رائحة الفم الكريهة، وطعم غير مرغوب في الفم، والصداع، وحرقة المعدة، والغثيان، والإسهال، واضطرابات في المعدة. لتجنب هذه الآثار الجانبية، يُنصح بتقديم الجرعة الموصى بها فقط للأطفال. يمكن أيضًا تقديم أوميغا 3 بجرعات أقل وزيادتها تدريجيًا لتقييم تأثيرها على الطفل. يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الأسماك أو المحار تجنب تناول زيت السمك أو المكملات الغذائية الأخرى ذات الصلة.

كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة دور الوراثة في تحديد الأمراض وسبل الوقاية منها

نظرة عامة عن أوميغا 3: تعتبر أوميغا 3 من الأحماض الدهنية الضرورية لتحسين الصحة في العديد من الجوانب. يلعب DHA وEPA دورًا رئيسيًا في صحة الجهاز العصبي والبصر والقلب والجهاز المناعي. يمكن الحصول على هذه الأحماض من بعض أنواع الأسماك ولحوم الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، بالإضافة إلى المصادر النباتية مثل بذور الكتان وبذور الشيا والجوز.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أوميغا أوميغا 3 أوميغا 3 مرحلة الطفولة لدى الأطفال فی تحسین فی عام

إقرأ أيضاً:

تقرير رسمي: 31 مليون مغربي(ة) يستخدمون فايسبوك و غياب قوانين تحمي الأطفال قد يؤدي إلى الإنتحار

زنقة 20 ا الرباط

أكد أحمد رضا الشامي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن حوالي تسعة من أصل عشرة أشخاص يستخدمون المنصات الاجتماعية ، كما بلغت نسبة استخدام الأطفال دون سن 18 سنة لهذه المنصات حوالي 97 % مع بداية عام 2024.

وأوضح رضا الشامي في معرض كلمته التي ألقاها خلال تقديم خلاصات رأي المجلس حول “حماية الأطفال في البيئة الرقمية” صباح اليوم الخميس بمقره بالرباط، أن عدد المغاربة الذين يستخدمون الإنترنت يصل إلى 31 مليونا فايسبوك، بينما بلغ عدد مستخدمي اليوتيوب 28 مليونا، ولدى الأسر طفلان من أصل ثلاثة يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي.

وقال أحمد رضا الشامي، إن تركيز المجلس على هذا الموضوع يعود إلى تزايد الخدمات المرتبطة بالإنترنت والتجهيزات الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمنصات الرقمية، وتطبيقات التراسل الفوري وبرمجيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أنه لا يخفى على أحد التحول الرقمي المتواصل الذي يعرفه العالم، وهو مسار لا رجعة فيه يتيح فرصا مهمة للأطفال في تعزيز نموهم الشخصي، وتحرير قدراتهم التعبيرية والإبداعية، وتوسيع آفاقهم المعرفية، كما يتيح لهم إمكانيات لا محدودة للانخراط في الأنشطة التفاعلية والترفيهية المتنوعة.

وكشف الشامي عن الدراسات التي أكدت أن الاستخدام المفرط وغير الملائم لهذه التكنولوجيات والمنصات الرقمية يؤثر سلبا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، ويؤدي إلى عواقب وخيمة مثل السلوكيات الإدمانية، والعنف، واضطرابات القلق، والانغلاق على الذات، والعزلة، وإيذاء النفس، واضطرابات النوم، ومشاكل التركيز، والاكتئاب، بل ومحاولات الانتحار في بعض الحالات.

وشدد على أن هذه المخاطر تتضاعف في ظل غياب الآليات القانونية والتكنولوجية الملائمة لحماية الأطفال وضبط دخولهم إلى البيئة الرقمية.

وأشار إلى أن هذا التحدي مطروح على الصعيد العالمي، وتعاني منه مختلف البلدان، خاصةً أن الالتزامات الدولية والتشريعات الوطنية ذات الصلة بحقوق الطفل تبقى غير كافية لمواجهة العواقب المحتملة الناتجة عن استخدام الأطفال للتقنيات الرقمية، بما في ذلك التعرض للتحرش، والاستغلال الجنسي، والعنف، والابتزاز.

وسجل أن هناك ترددا وحيرة لدى الأسر بين سلبيات وإيجابيات دخول الأطفال إلى الفضاء الرقمي، وقد ظهر ذلك من خلال الاستشارة التي أجراها المجلس، حيث صرح 58% من المشاركين بأن شبكات التواصل الاجتماعي ليست مفيدة للأطفال، بينما رأى 42% أنها قد تحمل آثارا إيجابية محتملة بدءا من سن 15 سنة.

وأعرب 69% عن قلقهم من سوء استخدام الأطفال لهذه المنصات، بينما اعتبر أغلب المشاركين أنها تشكل خطرا كبيرا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة.

وأوصى المجلس بإرساء بيئة رقمية شاملة توفر حماية للأطفال، ومضاعفة جهود التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، خاصة من خلال إدماج حماية الأطفال على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ضمن أهداف السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة.

مقالات مشابهة

  • اعتداء واستغلال جنسي للأطفال عبر الإنترنت.. والمشكلة تتفاقم
  • 4 أطعمة احذر تقديمها لأطفالك على الإفطار
  • معرض الكتاب يناقش دور فاطمة المعدول في حركة نشر كتب الأطفال بمصر
  • تقرير رسمي: 31 مليون مغربي(ة) يستخدمون فايسبوك و غياب قوانين تحمي الأطفال قد يؤدي إلى الإنتحار
  • الرياضة المنتظمة تعزز التحصيل الدراسي للأطفال
  • مرصد الأزهر يشيد بقرار بريطانيا حظر مثبطات البلوغ للأطفال.. ويحذر من مخاطرها المجتمعية
  • مرصد الأزهر يشيد بقرار بريطانيا حظر مثبطات البلوغ للأطفال ويحذر من مخاطرها المجتمعية
  • "بشرتى سمراء وشعرى مجعد" .. اصدار خاص للأطفال في معرض القاهرة للكتاب
  • وصفة بسيطة للتخلص من البلغم المصاحب للكحة عند الأطفال.. جربيها
  • ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يحظر تمويل عمليات التحول الجنسي للأطفال