قد يكون 2023 الأسوأ.. الهجمات على المرافق الصحية تصل لمستويات قياسية
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
سجل عام 2022 رقما قياسيا قاتما بلغ 1989 هجوما على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها حول العالم، وهو أسوأ رقم إجمالي خلال هذا العقد منذ أن بدأ تحالف حماية الصحة اثناء النزاع نشر احصاءاته المثيرة للقلق، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية الأميركية العامة "إن بي آر"، الأربعاء.
ورجح التقرير أن يكون عام 2023 الأسوأ على الإطلاق من حيث الخسائر التي لحقت بقطاع الرعاية الصحية.
ففي العديد من الصراعات المستمرة حول العالم، كالسودان وسوريا وأوكرانيا والآن بين إسرائيل وحماس، كان قطاع الرعاية الصحية هدفا للأطراف المتصارعة.
تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة أن "المستشفيات المدنية المعنية بتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والأمهات لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون هدفا للهجمات، بل يجب على الأطراف احترامها وحمايتها في جميع أوقات الصراع".
وتشير المادة 19 من نفس الاتفاقية إلى أن "الحماية التي يجب توفيرها للمستشفيات المدنية لا يجب أن تتوقف إلا إذا استخدمت في ارتكاب أعمال عدائية، خارج نطاق واجباتها الإنسانية".
تقول باحثة الصحة العامة في جامعة واشنطن إيمي هاغوبيان إن "جزءا من مهمة العاملين في مجال الصحة هو العمل كشهود عيان وهو أحد الأسباب التي تجعلهم يشكلون تهديدا للقوات النظامية والميليشيات على حد سواء".
وفقا للتقرير، يشعر مسؤولو منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء تسارع وتيرة وشدة الهجمات في مناطق الصراع حول العالم.
تقول المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن "حرمة الرعاية الصحية أصبحت أقل احتراما.. يبدو أن العالم فقد بوصلته الأخلاقية."
ماضٍ وحاضر مأساويعلى سبيل المثال، أدى الصراع الداخلي على السلطة في السودان الذي بدأ في أبريل الماضي إلى تعريض الرعاية الصحية في البلاد للخطر الشديد.
ووفقاً لدراسة نشرها فريق دولي في نهاية سبتمبر، فإن ثلث المستشفيات فقط في منطقة النزاع تعمل حيث فر العاملون الصحيون وتعطلت الخدمات الصحية الأساسية.
كذلك واصلت القوات الروسية ضرب البنية التحتية للرعاية الصحية في أوكرانيا.
وبحلول أواخر شهر مايو، وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 1000 هجوم على مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين في أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
وفي الشهر الماضي، وثقت فرق من منظمة أطباء بلا حدود حصول هجمات مميتة على مستشفيين أوكرانيين.
وقال التقرير إن دراسة حديثة نشرتها مؤخرا العديد من منظمات حقوق الإنسان أشارت إلى أن روسيا تشن هجمات ممنهجة وواسعة النطاق على نظام الرعاية الصحية في أوكرانيا.
وأفادت الدراسة بأن العاملين في المجال الطبي تعرضوا للاحتجاز والتهديد، وبأن روسيا استخدمت المرافق الصحية كقواعد عسكرية ولأهداف غير طبية أخرى، وأنه في بعض الحالات، لا يتلقى الأوكرانيون الرعاية الصحية إلا إذا غيروا جنسيتهم إلى الروسية.
ووفقا للمحقق الأممي السابق في جرائم الحرب مارك غارلاسكو فإن هذه "الاستراتيجية الروسية ظهرت أولا في سوريا عندما كانت القوات الروسية تقاتل لجانب جيش النظام السوري خلال الحرب الأهلية"، مضيفا أن "الروس بدأوا بتطبيق ما تعلموه هناك في أوكرانيا".
الحرب الأهلية السوريةيعمل غارلاسكو في هذا المجال منذ عقدين من الزمن، ويقول إنه لم ير قط شيئا مثل ما يحدث في سوريا.
ويضيف: "لقد كنت في العراق، وفي أفغانستان، لكن سوريا كانت بمستوى مختلف تماما عندما يتعلق الأمر بالهجمات على المرافق الطبية حيث كانت وحشية ومتعمدة".
في وثائق حكومية سورية داخلية تتعلق بالهجمات نشرها المركز السوري للعدالة والمساءلة، وهو منظمة غير حكومية، أظهرت أن النظام السوري كان يتبع استراتيجية تتضمن قصف مواقع المعارضة ومن ثم يقوم بقصف المستشفيات او المرافق الصحية التي يتم نقل الجرحى إليها.
ومنذ أن بدأت الحرب الأهلية قبل أكثر من عقد من الزمن، أكدت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان نحو 601 هجوما منفصلا على المرافق الطبية في سوريا.
إسرائيل وحماسخلال الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس، أصبحت المستشفيات مرة أخرى بؤرا للعمليات العسكرية وأعمال العنف.
وطبقا لورقة بحثية نشرتها مجموعة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، هاجمت حماس في السابع من أكتوبر عيادة الطوارئ في بلدة بئيري، مما أسفر عن مقتل مسعف وطبيب مقيم. وبعدها بنحو أسبوع، سقطت ثلاثة صواريخ على مركز طبي في عسقلان.
بالمقابل، اتهمت القوات الإسرائيلية حماس مرارا باستخدام المرافق الطبية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، كمركز قيادة وغطاء لعملياتها السرية عبر الأنفاق، وهو ما تنفيه الحركة.
يقول التقرير إن إسرائيل دأبت منذ بداية الحرب على مهاجمة البنية التحتية في القطاع بشكل مطرد في محاولة لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية الحيوية.
ومن بين المستشفيات الـ 36 الموجودة في القطاع، تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية أن ثلثها فقط يعمل بشكل جزئي.
ويقول المدير التنفيذي لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان سام ظريفي إن "الفظائع التي يرتكبها أحد الطرفين المتصارعين لا تبرر الفظائع التي يرتكبها الجانب الآخر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة حقوق الإنسان فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل وقرارات اجتماع هيئة الرعاية الصحية رقم 81
أعلن مجلس إدارة هيئة الرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس الإدارة والمشرف على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن الموافقة إنشاء أول مركز متخصص في علوم الطب الاتصالي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الصحية في مصر، وذلك بهدف تعزيز دقة التشخيص وتطوير خدمات الطب الافتراضي
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري رقم (81) لمجلس إدارة الهيئة، والذي ناقش عددًا من الموضوعات الهامة المتعلقة بتطوير الخدمات الصحية وتعزيز الأداء التشغيلي للهيئة، وتم خلاله اتحاذ مجموعة من القرارات الاستراتيجية التي تعكس التزام الهيئة برؤيتها المستقبلية.
محافظ أسيوط يفتتح مركز الرعاية الصحية الأولية "خامس" بعد صيانتها ورفع كفاءتهاالأولى من نوعها عالميًا.. الرعاية الصحية: علاج حالة معقدة بمجمع الشفاء ببورسعيدالصحة العالمية: 36 هجوما على منشآت الرعاية الصحية في سوريا خلال 3 أسابيعمدبولي: مستشفى "500500" إضافة قوية لمنظومة الرعاية الصحيةالرعاية الصحية: قدمنا 22 مليون خدمة طبية وعلاجية بمحافظات إقليم الصعيدمحافظ الشرقية يكلف بتقديم الرعاية الصحية لمصابي حادث تصادم تريلا مع أتوبيس«الرعاية الصحية» تبحث الاستفادة من «البيطريين» بمجال الخدمات الفندقيةالرعاية الصحية: تحديث استراتيجية الهيئة خطوة أساسية لمواكبة التحولات المتسارعةرئيس هيئة الرعاية الصحية ونقيب الأطباء البيطريين يبحثان سبل التعاون المشتركالهيئة العامة للرعاية الصحية بالأقصر تقدم 3.392 مليون خدمة طبية بالمستشفياتكما وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية من حيث المبدأ على إنشاء مركز تدريب وتطوير مهني مستمر لتأهيل الكوادر خاص بالهيئة، وذاك بما يضمن رفع كفاءة الكوادر وتأهيلها وفق أعلى المعايير العالمية.
فيما وافق مجلس إدارة الهيئة على تقديم حزمة خدمات طبية مجانيّة للحجاج المصريين من منتفعي منظومة التأمين الشامل، أهمها الاستشارات الطبية عن بُعد (Teleconsultation) عبر تطبيق (البالطو) والمتابعة الطبية المجانية عبر الكول سنتر حتى العودة من الأراضي المقدسة.
وخلال الاجتماع، توافق مجلس إدارة الهيئة على تغيير المسمى والبرنامج الوظيفي لمستشفى (حوض الدرس) بمحافظة السويس إلى (دار صحة المرأة والطفل بالسويس)، موضحًا أن البرنامج الوظيفي للمستشفى يرتكز على تقديم حزم خدمات صحية متخصصة للمرأة والطفل وفق رؤية متكاملة تلبي احتياجاتهم.
واختتم الاجتماع باعتماد مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية الإصدار الثالث للائحة أسعار خدمات غير المنتفعين وشركات الوساطة والتأمين الطبي الخاص، واعتماد التقرير النهائي لأعمال لجنة استلام الأصول بمحافظات السويس والإسماعيلية تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2679 لعام 2024.
هذا، وقد حضر اجتماع مجلس إدارة الهيئة رقم (81) السادة أعضاء مجلس الإدارة كلًا من، الدكتور إيهاب أبوعيش، نائب رئيس هيئة التأمين الصحي الشامل، الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب عام الأطباء، الدكتور سامي سعد، نقيب عام العلاج الطبيعي، الدكتور فريد محرم، خبير محاسبة تكاليف الصحة والمستشار الاقتصادي لهيئة الرعاية الصحية، الدكتور إبراهيم فخر، عضو المجتمع المدني من خبراء الرعاية الصحية، المستشار محمد فاروق موسى، نائب رئيس مجلس الدولة، وعبر تقنية الزووم كلًا من الدكتورة فاتن عبد العزيز، أستاذ متفرغ بهيئة الدواء المصرية وعضو لجنة إدارة النقابة العامة للصيادلة، الدكتورة كوثر محمود، نقيب عام التمريض وعضو مجلس الشيوخ، الدكتور وائل عبد العال، عضو مجلس إدارة الهيئة عن المجتمع المدني من خبراء إدارة الرعاية الصحية.
بينما حضر الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية، كل من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، والدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، والدكتور جمال رطبة، مستشار رئيس الهيئة للدراسات الاكتوارية ورئيس الإدارة المركزية لخدمات الدعم المؤسسي، واللواء شريف بلال، مساعد المدير التنفيذي للشئون الهندسية والمشروعات، الأستاذ محمد إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة للإدارة القانونية، الدكتور شادي سامي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى الأستاذة رشا شاكر، رئيس الأمانة الفنية لمجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية.