تحت رعاية وحضور سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عقد مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي ندوة علمية ثقافية بعنوان (اللُّغةُ العربيةُ جسرٌ تواصليٌّ وحوارٌ حضاريٌ.. تجربة مركز عبد الله بن زيد نموذجًا)، استضافت خلالها مختصين بمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها من جامعة قطر.


وكشفت الندوة عن استفادة عاملين في أكثر من 30 سفارة استفادوا من دورات اللغة العربية التي يقدمها المركز. 
وأكد الدكتور صالح علي اللخن المري، مدير مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي أن المركز حريص على تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأن هذا الاهتمام منذ سنوات طويلة، إيماناً بأهمية اللغة العربية للناطقين بغيرها على مستويين، الأول وهم المسلمون الذين يحرصون عليها لمعرفة دينهم وفهم دينهم بشكل أكبر، وكذلك الدارسون من الثقافات الأخرى، ممن يحرصون على دراسة اللغة العربية لفهم أكبر للثقافة القطرية والعربية والإسلامية من خلال معرفة اللغة العربية، وكذلك تساعدهم على التواصل مع مجتمعهم بشكل أفضل، وفهم المجتمع والاندماج به بشكل أفضل.
وقال د. المري في تصريحات خاصة لـ «العرب»: بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والموافق 18 ديسمبر من كل عام، أقمنا ندوة لتسليط الضوء على ما يقوم به المركز مع الشركاء الاخرين والعاملين في هذا الميدان، وللتعريف بالجهود الكبيرة التي يقوم بها المركز.
وأضاف: المركز يقيم الكثير من الدورات كل عام، ولكل المستويات، سواء على مستوى عموم الناس أو للعاملين في السفارات، وكذلك الكثير من العاملين في القطاعات الأخرى كالممرضين والأطباء، الأمر الذي يجعل أمورهم أسهل في التواصل مع الاخرين وتقديم الخدمة بشكل أفضل، وهناك الكثير من الجهود، فهناك دورات مكثفة ومستمرة طوال العام، سواء للرجال أو للنساء.
وتابع: لدينا سلسلة «الطريق إلى العربية»، وهي كتاب طُور في المركز عبر سنوات عدة لتدريس الناطقين بغيرها في ستة أجزاء، ونريد أن نسلط الضوء عليه حتى تعم الفائدة مع شركائنا المهتمين بهذا الأمر، كما أن الدورات التي يقيمها المركز ينضم إليها الآلاف كل عام.
وثمن الدكتور أحمد عبد الرحيم الطحان – رئيس قسم الثقافة الإسلامية بمركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي جهود الدولة في خدمة اللغة العربية والنهوض بها والارتقاء بها، كونها وسيلة للتواصل الحضاري.
وأضاف: تأتي الندوة في ختام أنشطة وفعاليات المركز السنوية، ونحن على مشارف نهاية العام، ونعمل على مواكبة المستجدات المتعلقة باللغة العربية، واستدعاء الكفاءات العلمية للنهوض باللغة العربية وخدمة أهلها في الداخل وفي الخارج.
وتابع د. الطحان في تصريحات لـ «العرب»: الاقبال على دورات تعلم اللغة العربية كبير جداً، والمستفيدون منها ينقسمون لثلاثة أقسام، والفئة الأولى وهي الدبلوماسيون، وهم السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، كما أن هناك اقبالا كبيرا من السفارات على دراسة اللغة العربية، ووصل عدد السفارات لأكثر من 30 سفارة استفاد العاملون بها من دورات اللغة العربية.
وأوضح أن الفئة الثانية، وهي فئة عموم الجمهور، وأن الفئة الثالثة وهي مؤسسات الدولة، والتي استفاد العاملون بها من دورات اللغة العربية، سواء عن طريق الحضور إلى المركز أو تنظيم المحاضرات في هذه المؤسسات، كما أن هناك شراكة بين المركز ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكذلك مع المعهد الديني، نُظم على أساسها دورات تقوية للطلاب والمدرسين.
وكشف د. الطحان عن استفادة 24130 من الجمهور العام من دورات تعلم اللغة العربية على مدار 10 سنوات، كما استفادت 14 جهة حكومية وشراكة دولية من الدورات، في حين أن الهيئات الدبلوماسية التي استفادت من الدورات بلغت 30 هيئة دبلوماسية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مركز اللغة العربية جامعة قطر اللغة العربیة من دورات

إقرأ أيضاً:

زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان

شهدت السنوات الأخيرة، خاصة منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، زيادة ملحوظة في عدد المعاهد التي تركز على تعليم اللغة العربية في العاصمة كابل وعدد من المدن الأفغانية.

وفي ظل الظروف الحالية، يحرص كثير من الأفغان على إتقان هذه اللغة التي تعد أساسية لفهم الإسلام والنصوص الدينية والعلوم الشرعية، الأمر الذي يعكس أهمية اللغة العربية في المجتمع الأفغاني وتأثير التعليم الديني في ازدهارها.

الجذور التاريخية

دخلت اللغة العربية أفغانستان مع انتشار الإسلام خلال القرنين السابع والثامن الميلاديين، وأصبحت منذ ذلك الحين اللغة الأساسية للعلوم الشرعية ولفهم القرآن الكريم والحديث الشريف، وهو ما جعلها ركيزة أساسية في التعليم الأفغاني.

وبرز دور العلماء الأفغان في ازدهار العلوم الإسلامية وتوسيع رقعة انتشار اللغة العربية عبر التاريخ، وتمدد تأثيرهم إلى عدة مدن مثل "هرات"، "بست"، "غزنة"، و"بلخ"، التي مثلت حواضر العلم والثقافة الإسلامية.

أما في القرنين التاسع عشر والعشرين، ورغم تزايد استخدام الفارسية والبشتو في الحياة اليومية والتعليم العام، فإن العربية بقيت راسخة وحاضرة في مجال التعليم الشرعي، خاصة في المساجد والمدارس الدينية.

إعلان

وقد استمر التدريس بها، خصوصا خلال الفترات الحرجة من تاريخ أفغانستان، مثل الغزو المغولي، الذي رغم تسببه في تراجع استخدامها في الحياة العامة، لكنه لم يمنع استمرارها في المجال الديني أيضا.

مع عودة طالبان للسلطة أصبح تعلم اللغة العربية أمرا أساسيا للعديد من الأفغان (الجزيرة)

وحينما شهدت أفغانستان سنوات "الجهاد ضد الغزو السوفييتي" انتشرت اللغة العربية بشكل أوسع، خصوصا في أوساط المهاجرين الأفغان، فقد أُنشئت مدارس ومعاهد وجامعات تدرس اللغة العربية لأبناء المهاجرين الأفغان، واستمر هذا الوضع حتى بعد وصول المجاهدين إلى الحكم وحكم طالبان الأول (1996-2001).

وبعد سقوط نظام طالبان، بدأت اللغة العربية تواجه بعض التحديات، نتيجة للانفتاح على التعليم الغربي وتعلم اللغات الأجنبية، إلا أن التعليم الديني ظل متشبثا بتدريسها، بالإضافة إلى كليات الشريعة بالجامعات الحكومية وكلية اللغات الأجنبية في جامعة كابل وقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة ننجرهار، مما ساهم بدوره في تخريج متخصصين في اللغة العربية وأدبها.

جدير بالذكر أن اللغة العربية تدرس فى التعليم العام حسب مناهج وزارة المعارف الأفغانية، بواقع حصتين في المرحلة المتوسطة منذ النظام الجمهوري وحتى اليوم.

تطورات تعلّم العربية بعد عودة طالبان

مع عودة طالبان إلى السلطة، أصبح تعلم اللغة العربية أمرا أساسيا للعديد من الأفغان الراغبين في قراءة القرآن الكريم والنصوص الدينية باللغة الأصلية.

وفي هذا السياق، شهدت المعاهد المتخصصة في تعليم العربية ارتفاعا ملحوظا في أعداد الطلاب المسجلين، خاصة أولئك الذين يسعون لاستكمال دراساتهم العليا في الجامعات العربية، في دول مثل مصر، والسعودية، والأردن، وغيرها.

كما أظهر العاملون في وزارة الخارجية الأفغانية إقبالا كبيرا لتعلم العربية، وهذا لأهميتها الكبيرة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية.

ارتفاع الإقبال على تعلم اللغة العربية في العاصمة كابل بشكل ملحوظ (الجزيرة)

وسعيا منها لتعزيز الهوية الإسلامية في المجتمع الأفغاني، تولي حكومة تصريف الأعمال اهتماما خاصا بتعلم العربية، من خلال دمجها في وسائل الإعلام الحكومية والرسمية، والترويج لها عبر البرامج الدينية والتعليمية على شاشات التلفاز والإذاعات.

إعلان

أما عن تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، فتعمل الحكومة على نشر محتويات دينية وثقافية بالعربية عبر وسائل الإعلام الحكومية ومنصات التواصل الاجتماعي، مستهدفة بذلك جمهور العالم العربي.

ازدهار معاهد اللغة العربية

ونتيجة للطلب المتزايد على تعلم العربية في العاصمة كابل، ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد المعاهد التي تقدم دورات لتدريسها، ومنها معهد "الحجاز" في كابل، والذي شهد إقبالا كبيرا من الطلاب الراغبين في تعلم العربية.

ووفقا لإدارة المعهد، ارتفع عدد الطلاب بنسبة ملحوظة منذ عودة طالبان إلى السلطة، مما يبرز أهمية هذه المعاهد في توفير التعليم الديني والتخصصي في اللغة العربية.

ولكن رغبة الطلاب الأفغان في تعلم اللغة العربية لا يقتصر على الفهم الديني، بل يشمل أيضا تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.

وفي جولة لاستطلاع آراء الطلاب بالمعهد، يقول حسين "أدرس اللغة العربية في معهد الحجاز لرغبتي في فهم القرآن الكريم بشكل دقيق وأصيل، فاللغة العربية تساعدني على فهم الدين كما هو، بعيدا عن أي تفسيرات أخرى. كما أنني أرغب في تحسين مهاراتي اللغوية لأتمكن من مواصلة دراستي في الجامعات العربية".

اللغة العربية تدرس في التعليم العام حسب مناهج وزارة المعارف الأفغانية (الجزيرة)

بينما يؤكد حامد یوسفزي توفير المعهد بيئة تعليمية ممتازة، تساعده على التمكن من اللغة ليتمكن من الوصول إلى مصادر دينية حقيقية تساعده في فهم أعمق للتعاليم الإسلامية.

أما محمود عبد الرحمن فيتحدث عن تجربته قائلا "منذ تخرجي من معهد تعلم اللغة العربية، تعمقت في دراسة اللغة، وأجد أنها تعزز لدي الفهم الديني".

ويؤكد مدير معهد الحجاز نصيح الله ناصح أن البرامج التعليمية التي يقدمها المعهد تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في القراءة والكتابة باللغة العربية، مما يعزز قدرتهم على فهم النصوص الدينية الأصلية.

إعلان التحديات والفرص

رغم الإقبال الكبير على معاهد اللغة العربية، فإن القطاع التعليمي في أفغانستان لا يزال يواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الموارد والتمويل، بالإضافة إلى حرمان الفتيات من التعليم بعد الصف السادس الابتدائي، مما يؤثر سلبا على انتشار اللغة العربية بين فئة واسعة من المجتمع، وعلى جودة التعليم في بعض المعاهد، ومع ذلك، يظل تعلم اللغة العربية أولوية للكثير من الأسر الأفغانية التي ترى فيه طريقا لفهم الدين وتعزيز هوية أبنائها الثقافية والدينية.

مقالات مشابهة

  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحيمة الداخلية
  • جامعة أم القرى تستعرض جهودها في مؤتمر المستقبل في تعليم اللغة الإنجليزية
  • تعاون بين "الثقافي البريطاني" و"اليونيسف" لتطوير منهج اللغة الإنجليزية للثانوية العامة
  • غربة اللغة العربية
  • "أبوظبي للغة العربية" يكرّم الفائزين بـ "أصدقاء اللغة"
  • زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
  • جامعة المنصورة تحصد المركز " الأول " في منافسات الدوري الثقافي المعلوماتي بمهرجان « إبداع 13» لشباب الجامعات
  • جامعة المنصورة تحصد المركز الأول في منافسات الدوري الثقافي المعلوماتي
  • جامعة المنصورة تحصد المركز " الأول " في منافسات الدوري الثقافي المعلوماتي
  • التدريب والبحوث بـ الصحفيين: تبسيط اللغة العربية لأبناء المهنة