الحرة:
2025-03-18@13:02:01 GMT

التطبيع السعودي مع إسرائيل.. هل تغير شيء بعد حرب غزة؟

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

التطبيع السعودي مع إسرائيل.. هل تغير شيء بعد حرب غزة؟

تناول مقال رأي، نشره الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان، مصير ملف محادثات التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الذي كان قد وصل لمراحل متقدمة قبل أن تشن حماس هجومها على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.

وقال فريدمان في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الثلاثاء، إنه زار الرياض مؤخرا وتحدث قبل ذلك مع مسؤولين أميركيين.

وأضاف فريدمان أن "الشيء الأكثر تفاؤلا الذي يمكنني نقله من الرياض، ومن التحدث مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، هو أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، ستظل السعودية ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل السابع من أكتوبر".

فريدمان أشار كذلك إلى "وجود انطباع قوي للغاية بأن السعوديين يريدون من الأميركيين إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لأن صور الموت والدمار في غزة يمكن أن تؤدي إلى تطرف سكانهم من الشباب".

والأربعاء، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن إدارته ما زلت تعتقد بأن هناك أملا في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

كذلك يعتقد السعوديون أن استمرار الحرب سيخيف المستثمرين الأجانب ويعرقل بشكل عام خطط المملكة المتمثلة برؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقا للكاتب.

ويؤكد الكاتب الأميركي أن "القادة في السعودية ليسوا متعاطفين على الإطلاق مع حركة حماس، ولن يشعروا بالحزن في حال اختفت من الوجود، إلا أنهم يشككون في الوقت ذاته في قدرة إسرائيل على القضاء عليها بشكل نهائي ويشعرون بالقلق من أن الضرر الذي يلحق بغزة سوف يؤدي إلى تفاقم العواقب السيئة غير المقصودة".

ويرى فريدمان أن "استعداد السعودية، في حال ظل قائما، للمضي قدما في الحوار الأميركي السعودي الإسرائيلي الفلسطيني عندما تتوقف هذه الحرب، يمثل أمرا في غاية الأهمية".

يقول فريدمان أن هذا الأمر (المفاوضات) ليس مجرد عمل خيري يقوم به السعوديون، بل هو استراتيجية بات يتبعها هذا الجيل من القادة في المملكة، وكذلك في الإمارات والبحرين والمغرب وهي ثلاث دول وقعت اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل.

يصف الكاتب هذه الاستراتيجية بأنها تتمثل في أنها لا تركز كثيرا على العواطف عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم التعقيدات. 

ويؤكد الكاتب أن "هؤلاء القادة ملوا من القول إن عليهم تأجيل أولوياتهم وتركيز طاقتهم واهتمامهم ومواردهم على القضية الفلسطينية".

ولكن في الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى أنهم "مرعوبون" من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة. 

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن "الخبر السار يتمثل في أنه قبل بضعة أشهر، أجرت الحكومة السعودية استطلاعا خاصا لسؤال السعوديين عن شعورهم تجاه التطبيع مع إسرائيل، إذا جرى في سياق الدعم السعودي لإقامة الدولة الفلسطينية".

ينقل الكاتب عن مسؤول مسؤول كبير القول إن "سبعين بالمائة من المستطلعة آرائهم وافقوا على ذلك".

أما الخبر السيئ، وفقا للكاتب، فإن المسؤول ذاته أبلغه أن "الحكومة السعودية لن تجرؤ على إجراء هذا الاستطلاع اليوم بالنظر إلى الصور القادمة من غزة الآن".

وفي مطلع الشهر الماضي ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن "السعودية لا تزال مهتمة" بمحاولة التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لافتا إلى أن وفدا من الكونغرس الأميركي زار المملكة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال "أكسيوس" إن "وفدا من الكونغرس زار السعودية في زمن الحرب، حيث التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقال مصدر مطلع على المحادثات في السعودية للموقع الأميركي، إن "الرسالة التي سمعها وفد الكونغرس الذي يترأسه السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، من المسؤولين السعوديين، هي أنهم ما زالوا مهتمين بمحاولة التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تسعى لإبرام صفقة كبيرة بالشرق الأوسط، تتمثل في إبرام اتفاقية تعترف بموجبها السعودية بإسرائيل، وذلك قبل اندلاع الحرب بين الأخيرة وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

في هذا الإطار يقول المحلل السياسي السعودي، سعد بن عمر، إن "الأحداث في غزة غيرت الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وبالتالي ستكون هناك ترتيبات ومقترحات جديدة".

ويضيف بن عمر في حديث لموقع "الحرة" أن "القضية الفلسطينية سترمي بثقلها على المباحثات السعودية الأميركية المستقبلية، لما لهذا الملف من حيوية وتأثير واضح على المنطقة".

ويشدد على أن "ما بعد أحداث غزة ليس كما قبلها بالنسبة للمفاوضات السعودية الأميركية"، مبينا أن "السعودية لها دور مؤثر على الجانب الفلسطيني ولاشك أن هناك تنسيق على أعلى مستوى بين السلطة الفلسطينية والقيادة السعودية".

ويرى بن عمر أن "السعودية تربط الاعتراف بالوضع القائم في فلسطين بالتحرك على الأرض تجاه الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم في اقامة دولة مستقلة وكذلك مناقشة وضع اللاجئين في الخارج".

ويؤكد المحلل السعودي أن "هناك تمديد في المفاوضات، وكذلك إضافة ملفات جديدة وطرح استفسارات أكثر".

ويلفت بن عمر إلى أن "السعودية هي الورقة الأخيرة بالنسبة للشرق الأوسط فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل.. لذلك لا اعتقد أن المملكة ستفرط بهذه الورقة".

وفي سبتمبر الماضي، قال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الاميركية، إن تطبيع السعودية مع إسرائيل "يقترب كل يوم أكثر فأكثر"، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع المملكة الخليجية.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي أقامت بموجبها الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة. 

وبعد أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية قوله، إن "الرياض قررت تعليق المحادثات بشأن التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت المسؤولين الأميركيين بذلك".

 ولم تدن السعودية هجمات حماس، الحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، دانت الرياض مرارا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكان بايدن قد صرح في أكتوبر الماضي، أن جزءا من أهداف هجوم حماس على إسرائيل، كان "لإحباط جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مع إسرائیل بن عمر فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد تحسن نظام حماية العمال في السعودية.. عودة العمالة الإندونيسية إلى المملكة

عواصم - الوكالات

من المقرر أن توقع إندونيسيا اتفاقية لرفع حظرها الذي استمر عقدا من الزمن على إرسال مواطنيها إلى السعودية، سواء كعمال منازل وموظفين في القطاع الرسمي، وذلك عقب ضمانات من المملكة.

وسيوقع وزراء من كلا البلدين مذكرة تفاهم لتسهيل التوظيف القانوني للعمال المهاجرين في وقت لاحق من هذا الشهر في جدة، وفقا لوزير حماية العمال المهاجرين، عبد القادر كاردينغ.

وقال في رسالة نصية إلى وكالة "بلومبرغ": "بعد التأكد من تحسن نظام حماية العمال في المملكة العربية السعودية بشكل كاف، سنعيد فتح البرنامج".

وسبق وأن فرضت إندونيسيا قيودا على هجرة العمالة إلى عدة دول في الشرق الأوسط بسبب مخاوف تتعلق بسوء المعاملة. إلا أن هذا الحظر تعرض لانتقادات نظرا لوجود ثغرات سمحت باستمرار تدفق العمالة غير الموثقة، وسط طلب إقليمي مرتفع على العمالة الإندونيسية.

وأضاف كاردينغ أن أكثر من 25 ألف عامل منزلي لا يزالون يدخلون المملكة العربية السعودية بشكل غير رسمي.

وأظهرت البيانات أن وكالة العمالة المهاجرة الإندونيسية تلقت خلال العام الماضي حوالي 186 شكوى من عمال في السعودية، ضمن أكثر خمس وجهات تسجيلا لشكاوى العمال المهاجرين، وفق "بلومبرغ".

وقال كاردينغ إن الحكومة السعودية تقدم هذه المرة ما يصل إلى 600 ألف فرصة عمل، بما في ذلك حوالي 400 ألف وظيفة للعمال المنزليين و200 ألف وظيفة في القطاع الرسمي.

وستتضمن الاتفاقية الجديدة أيضا حماية أقوى للعمال، مثل حد أدنى شهري للأجور يبلغ حوالي 1500 ريال (399 دولارا) أو 6.5 مليون روبية، وهو أعلى من الحد الأدنى للأجور في جاكرتا.

كما ستعزز الاتفاقية حقوق العمال، وتشدد الرقابة على أصحاب العمل ووكالات التوظيف، وإذا تم توقيعها بسرعة، فقد تسمح للبلاد باستئناف إرسال مئات الآلاف من العمال إلى السعودية في يونيو.

ومن المتوقع أن يولد البرنامج حوالي 31 تريليون روبية (1.89 مليار دولار) سنويا من التحويلات المالية.

مقالات مشابهة

  • شالوم حماس.. ماذا تخفي إسرائيل في حربها الجديدة؟
  • خبير سياسي: إسرائيل تريد بعودة الحرب أن توقع حماس على اتفاق استسلام
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • تنديد مغربي بتجدد عدوان الاحتلال على غزة ودعوات للإسناد وتعليق اتفاقيات التطبيع
  • عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن
  • التلويح الأميركي بـ جزرة التطبيع مع إسرائيل أربك لبنان
  • السلطان: العمارة السعودية تسهم في إبراز هوية المملكة عالميًا
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • بعد تحسن نظام حماية العمال في السعودية.. عودة العمالة الإندونيسية إلى المملكة
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس