مأرب برس:
2025-04-07@22:07:47 GMT

هذا ما سيؤرق الحوثيين اقتصادياً ومعنوياً

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

هذا ما سيؤرق الحوثيين اقتصادياً ومعنوياً

 

برغم تضرر ملايين اليمنيين الخاضعين للجماعة الحوثية بسبب قرار تعليق المساعدات الإغاثية الأممية، يرى اقتصاديون أن الجماعة نفسها ستصاب بأضرار اقتصادية ومعنوية، خاصة أن عراقيلها كانت سببا في توقف المساعدات من قبل برنامج الأغذية العالمي.

وزعمت الجماعة الحوثية عبر قياداتها وكياناتها أن إيقاف برنامج المساعدات الغذائية في مناطق سيطرتها جاء عقابا لها على موقفها من الحرب في غزة ومساهمتها المزعومة في مساندة الفلسطينيين، وتقصد بذلك إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه أهداف إسرائيلية وأعمال القرصنة في البحر الأحمر.

واتهم ما يعرف بـ«المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي» التابع للجماعة، برنامج الأغذية العالمي بتنفيذ قرارات سياسية أميركية وغربية بسبب موقف الجماعة المناصر للقضية الفلسطينية، نافياً ما ورد في إعلان البرنامج من عدم توافر الموارد اللازمة التي تمكنه من الاستمرار في توزيع المساعدات.

وبحسب مزاعم المجلس فإنه لم يحصل أي انخفاض في التمويلات، بل إن حجم الواصل منها هذا العام يزيد عما وصل منها العام الماضي، وإن برنامج الأغذية العالمي رفض الحلول كافة التي تقدمت بها الجماعة لاستمرار تقديم المساعدات الإنسانية، محذراً من تعرض ملايين اليمنيين للمجاعة والموت.

ويرى الباحث الاقتصادي اليمني رشيد الآنسي أن الجماعة الحوثية خسرت ورقة ابتزاز كانت تستخدمها لفرض شروطها المجحفة على المجتمع الدولي ومنظماته التي اضطرت للاستجابة لمطالبها بتحويل الأموال إلى مناطق سيطرتها وفي بنوك تحددها هي، إلى جانب إلزام المنظمات بصرف المساعدات بالعملة المحلية وبأسعار غير عادلة، ليذهب الفارق إلى خزائن الجماعة.

وينبه الآنسي في إفادة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن وصول أموال المساعدات إلى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يعزز من انتشار العملات الأجنبية وامتلاء أرصدة الجماعة بها لتمويل اقتصادها الذاتي، خصوصاً تجارة المشتقات النفطية التي أصبحت حكراً لها وقيادتها التي تملك سلسلة من الشركات التابعة لها داخلياً وخارجياً.

إيرادات ضخمة للجماعة

تستفيد الجماعة الحوثية من الدورة الاقتصادية من شراء المواد الغذائية بأموال المساعدات من مناطق سيطرتها، لتضاف لها إيرادات مختلفة من الضرائب والرسوم الجمركية إضافة إلى الأدوات التي تأخذها من التجار في مناطق سيطرتها، وفقاً للآنسي.

ويقول الآنسي إن المتضرر الأساسي من الخلاف بين الجماعة الحوثية والمنظمات الدولية هو المواطن اليمني القابع تحت حصار الجماعة، وإنه لن يكون هناك حل للخلاف سوى حزم المجتمع الدولي والضغط لعدم استخدام الحالة الإنسانية وسيلة للابتزاز وتجويع اليمنيين للحصول على امتيازات.

ويحذر من أن تصرفات الحوثيين سوف تضر باليمن كثيراً، فابتزاز المنظمات الدولية قد يؤدي إلى إيقاف برامج المساعدات وتحويلها إلى مناطق نزاعات مختلفة في العالم، أو قد يضطر المانحون إلى إيقاف مساعداتهم التي ستتطلب إعادتها وقتاً وجهداً كبيرين، مطالباً الحكومة الشرعية بالعمل بإيجابية في هذا الملف والتدخل بصورة فاعلة لإيصال المساعدات إلى المواطنين اليمنيين القابعين تحت سيطرة الجماعة.

ولم يُحْدِث إعلان برنامج الغذاء العالمي بإيقاف المساعدات ردودفعل شعبية ملحوظة، واقتصرت ردة الفعل على قيادات وأنصار الجماعة الحوثية الذين شنوا هجوماً على البرنامج، واتهموه بتنفيذ أجندة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورد محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة الحوثية، على قرار برنامج الأغذية العالمي محملاً إياه مسؤولية عدم صرف المساعدات لثلاث دورات قبل قراره الأخير بحسب ادعائه، واصفاً تعامل البرنامج مع مجلس إدارة المساعدات الحوثي بالابتزاز والتسييس.

سيطرة واستحواذ

سبق قرار البرنامج الأممي الأخير عقد لقاء بين مديرته الإقليمية كورين فلايشر، والممثل المقيم للبرنامج ريتشارد راجان مع محمد علي الحوثي ضمن المفاوضات من أجل تخفيض عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية لليمن، وهو اللقاء الذي طالب فيه الحوثي بتسليم المساعدات نقداً بمبرر توفير نفقات التشغيل والإيجارات وأرباح الصفقات.

ويرى صحافي يمني في إحدى المؤسسات الإعلامية العمومية التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية أن المجتمع لم يكترث للقرار كثيراً لأن الجماعة فشلت في تحريضه ضد البرنامج الأممي، لعدة أسباب، فمن جهة يعلم الغالبية أن الجماعة الحوثية تستغل المساعدات لصالحها مادياً ومعنوياً، وتفرض وصول جزء كبير منها إلى أنصارها.

ومن جهة أخرى، فإن المجتمع يعرف الأسباب الحقيقية لإيقاف المساعدات، ولا يصدق مزاعم الجماعة الحوثية التي حولت المساعدات إلى مصدر لإيرادات ضخمة، ومؤسسة لرعاية أنصارها إما بتوظيفهم في المجال الإغاثي أو منحهم سلالا غذائية متكاملة شهرياً، في حين لا يصل إلى المحتاجين سوى الفتات، طبقاً للصحافي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته.

ويضرب مثلاً بالسلال الغذائية التي توزع له ولزملائه في المؤسسة التي يعمل بها، حيث يتحصل الواحد منهم على سلة غذائية كل ثلاثة أشهر لا تكفيه لأكثر من أسبوع، بينما يتحصل أنصار الجماعة على أنواع المعونات كافة، ومن أكثر من مصدر، وتصلهم إلى منازلهم بشكل دوري ومنتظم.

وتعمل الجماعة الحوثية على توجيه بعض السلال الغذائية المحدودة إلى الموظفين العموميين بديلا لرواتبهم المنقطعة منذ ثمانية أعوام، في حين يشرف ما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي» على عمل المنظمات الإغاثية، ويمارس الرقابة على كامل أنشطتها وتحركات موظفيها.

ويعد هذا المجلس هيئة استخباراتية أنشأتها الجماعة لمراقبة نشاط المنظمات الإغاثية والتحكم بمسار المساعدات وتحديد المستفيدين منها.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

بالأسماء.. الكشف عن تورط منظمات ومراكز أبحاث بالتلاعب بأموال المساعدات وخدمة الحوثيين وتعزيز سلطتهم عبر 4 مسارات

كشفت منصة متخصصة بكشف الفساد في  تحقيق استقصائي جديد عن تورط منظمات ومراكز أبحاث في دعم مليشيا الحوثي من خلال التلاعب بأموال المساعدات الدولية والتأثير على الخطاب السياسي والإعلامي بشأن الصراع في اليمن، حيث عملت هذه الجهات على إضفاء الشرعية على الحوثيين كسلطة أمر واقع، مع تحميل الحكومة الشرعية والتحالف العربي مسؤولية الأزمة الإنسانية، وتبرير انتهاكات المليشيا.

التحقيق، لمنصة “فرودويكي #Fraudwiki” حمل عنوان “شرعنة مليشيا الحوثي من خلال لوبيات السلام الزائف والأبحاث الموجهة”، أعدّه الدكتور عبدالقادر الخراز، رئيس حملة #لن_نصمت، أظهر حجم التمويلات التي بلغت أكثر من 32 مليار دولار من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى اليمن خلال العقد الماضي، إضافة إلى مئات الملايين من الدولارات التي وُجهت إلى بعض مراكز الأبحاث ومنظمات المجتمع المدني، والتي شابها الكثير من أوجه الفساد، علاوة على استخدام جزء من هذه الأموال في إعادة صياغة الخطاب الدولي بشكل يخدم الحوثيين، مع إلقاء اللوم على الحكومة الشرعية والتحالف العربي في تدهور الأوضاع الإنسانية.

وأشار التحقيق إلى أن بعض هذه المنظمات لعبت دورًا رئيسيًا في تقديم قيادات حوثية كأطراف مستقلة ومفاوضين سلام، رغم تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ومن الأمثلة على ذلك، استخدام عبدالقادر المرتضى، المدرج على قوائم العقوبات الأمريكية والمتهم بتعذيب الأسرى، كمتحدث رسمي في مجلس حقوق الإنسان بجنيف عام 2020، وهو ما منح الجماعة غطاءً سياسياً غير مستحق.

ووفقًا للتحقيق، فقد عملت هذه الجهات على أربع مسارات رئيسية لتعزيز سلطة الحوثيين: إضفاء الشرعية على انقلابهم، وإعادة تقديم قياداتهم كفاعلين دوليين، والتأثير على الخطاب الدولي عبر ترويج السردية الحوثية، وتوظيف تقارير الأمم المتحدة بشكل انتقائي لتخفيف الضغط الدولي عليهم.

 كما اشار التحقيق لدور المبعوث الأممي هانز غروندبيرغ في تعطيل قرارات البنك المركزي في عدن للإصلاحات المالية، مما سمح للحوثيين بالاستمرار في نهب إيرادات الدولة وتمويل عملياتهم العسكرية.

وشمل التحقيق أسماء مؤسسات بارزة تورطت في تعزيز الرواية الحوثية، من بينها “إنسان” لأمير الدين جحاف، و”Arwa” لأحمد الشامي، و”DeepRoot” لرأفت الأكحلي، و”برنامج حكمة” لعبير المتوكل، ومؤسسة “مواطنة” لرضية المتوكل، وهذه الأخيرة جنبا الى جنب مع مركز صنعاء للدراسات كشف التحقيق عن تلقيهما تمويلًا سنويًا من رجل الأعمال اليهودي جورج سوروس. 

كما أشار إلى تورط شخصيات حكومية يمنية سابقة، مثل نادية السقاف، وزيرة الإعلام السابقة، وكذا خلدون باكحيل استشاري مركز جنيف لحوكمة الامن (DCAF) في دعم الحوثيين إعلاميًا وسياسيًا. 

ووضح التحقيق دور منصات ومراكز بحثية مثل مركز صنعاء في التلاعب بالسردية واستبعاد الأصوات اليمنية المستقلة وتبادل الأدوار بين هذه المؤسسات والمراكز في توجيه الرواية والسيطرة على تمويلات معينة، إضافة الى عرقلة القرارات الدولية المتعلقة بمليشيا الحوثي واستخدام شماعة الازمة الإنسانية والتدهور الاقتصادي للتخفيف عن مليشيا الحوثي. ناهيك عن توضيح دور بعض المؤسسات للمجتمع المدني في اصدار بيانات تركز بشكل مفرط وقد يكون غير صحيح على أخطاء الحكومة الشرعية وفيه تضليل مثل ما قامت به مؤسسة مساءلة لحقوق الانسان في حادثة انتحار سجين بمارب.

ودعا التحقيق إلى فتح تحقيق دولي حول تمويل هذه المنظمات ومحاسبة الجهات المتورطة في دعم الحوثيين والتلاعب بالمساعدات الإنسانية، مؤكدين أن استمرار هذا الدعم يهدد أي فرصة لتحقيق السلام ويكرس سيطرة المليشيا على حساب مستقبل اليمن واستقراره. كما شدد التقرير على أن أي تسوية سياسية لا تستند إلى استعادة الدولة وتفكيك سلطة الحوثيين ومساءلة المتورطين في الانتهاكات، لن تكون سوى إعادة إنتاج للوضع الراهن، مما ينذر بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ينتقد تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن
  • مجاعة تلوح في الأفق بمخيمات تندوف بعد قرار أمريكي بتقليص المساعدات الإنسانية
  • الأغذية العالمي يغلق جميع مخابزه في غزة لنقص الوقود والدقيق
  • برنامج الأغذية العالمي يغلق مخابزه في غزة
  • منصة Fraudwiki : منظمات ومراكز أبحاث دولية متورطة في دعم الحوثيين والتلاعب بالمساعدات الإنسانية
  • الضربات الأمريكية على الحوثيين.. غموض واستهداف للقبيلة
  • بالأسماء.. الكشف عن تورط منظمات ومراكز أبحاث بالتلاعب بأموال المساعدات وخدمة الحوثيين وتعزيز سلطتهم عبر 4 مسارات
  • قيادات حوثية تختفي عن الأنظار خوفاً من القصف الأمريكي.. ومقرات سرية بديلة داخل وخارج صنعاء
  • مصادر أميركية تكشف مدة معركة ترمب ضد الحوثيين
  • مصادر تكشف لـCNN تكلفة الضربات الأمريكية ضد الحوثيين.. وحجم تأثيرها