رؤساء وأعضاء وفود مشاركة في المؤتمر لـ«الاتحاد»: نجم الشمال.. «بوصلة الطموح» يسطع في سماء «COP28»
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أجمع رؤساء وأعضاء وممثلو وفود مشاركة في مؤتمر الأطراف «COP28» الذي اختتم أعماله في دبي أمس، بعد أسبوعين من المفاوضات، بإعلان «اتفاق الإمارات» التاريخي، على الإشادة برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه النسخة «الاستثنائية» في تاريخ مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، منذ نحو ثلاثة عقود، بعد أن حقق المؤتمر إنجازات غير مسبوقة في العمل المناخي العالمي الذي يتجه لبداية فصل جديد نحو تحقيق طموح الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.
واعتبر هؤلاء النجاح الذي تحقق في هذه الدورة تتويجاً للطموح الذي رسمته رئاسة المؤتمر منذ البداية والذي تردد كثيراً في المناقشات والمفاوضات باستخدام مصطلح هدف «نجم الشمال» أو ( North Star) والذي يشير إلى أهداف طموحة طويلة المدى وعالية المستوى تحفز وتلهم واضعي الهدف للوصول إلى هذا الطموح.
وقال هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد» عقب اختتام أعمال المؤتمر وإعلان البيان الختامي: إن المفاوضات التي شهدتها الدورة الثامنة والعشرون من مؤتمر الأطراف رغم صعوبتها والتحديات التي واجهتها وتسببت في عدم وضوح «نجم الشمال» بشكل كامل، إلا أنه بفضل رئاسة دولة الإمارات الحكيمة للمؤتمر وبفضل الرغبة المشتركة من كافة الأطراف، فقد تمت إزاحة السحب التي كانت تحجب الوصول إلى الهدف الطموح والاسترشاد بـ«نجم الشمال» للوصول إليه، والذي سطع بشكل تام في ختام أعمال المؤتمر.
وأشار هؤلاء إلى أن رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف لم تحقق فقط إنجازات على صعيد المفاوضات، ولكنها نجحت كذلك في تغيير «قواعد اللعبة» والتأسيس لنمط جديد من المفاوضات في المؤتمرات المقبلة.
نهج تفاوضي جديد
قال صابر حسين شودري، المبعوث الخاص لرئيسة وزراء بنغلاديش لتغير المناخ والبيئة: إن هذه الدورة من مؤتمر الأطراف تختلف بشكل كامل عن الدورات السابقة، إذ بدا جلياً الحديث عن توافق للآراء في كثير من المواضيع، حتى فيما تعلق بالنص الأول الذي تم تقديمه ولم يكن بذلك الطموح المتوقع لنجم الشمال الذي تم الاسترشاد به، والذي اختبأ خلف السحاب في الأيام الأولى من المؤتمر، لكن بفضل بجهود ودأب رئاسة المؤتمر وفريق العمل والرغبة الجماعية، فقد قررنا التخلص من العوائق وإزالة السحب من أمامنا وانتقلنا نحو خطوات جديدة، فيما يسمى بالتحول الذي من شأنه أن يغير قواعد اللعبة نحو نهج تفاوضي جديد من حيث التعامل مع الإجراءات المعمول بها في مؤتمرات الأطراف المقبلة، ويعود ذلك بفضل رئيس المؤتمر الذي كان نشطاً للغاية، ويشجعنا دائماً على الانخراط والمشاركة الفاعلة في اتخاذ قرار جماعي مشترك.
ووجه شودري التهنئة لدولة الإمارات ورئاسة للمؤتمر التي استطاعت أن تعزز العمل الجماعي والتعددية في القرارات والمفاوضات التي عادة ما تتسم بالاختلافات في الآراء، لكن ما توصل إلى مؤتمر الأطراف «كوب 28» هو أفضل ما يمكن أن نحققه حيث وضع الإطار الأساسي للانطلاق نحو المزيد من العمل، وأعتقد بشكل عام، تعتبر هذه خطوة جيدة وأساس رائع.
التعددية والتعاون
من جهتها، تقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالتهنئة لدولة الإمارات العربية على نجاح النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر المناخ COP28، بحضور ممثلي 197 دولة.
وأشادت الدكتورة ياسمين فؤاد بقيادة والتزام رئاسة الإمارات للمؤتمر، كجزء لا يتجزأ من جمع وجهات النظر المتباينة، بما ساعد على توجيه العمل نحو توافق الآراء للوصول إلى «اتفاق الإمارات»، على الرغم من الاختلافات في وجهات النظر.
وأعربت وزيرة البيئة عن امتنانها لجميع الأطراف التي أبدت استعداداً لتقديم التنازلات، وإثبات أن التعددية والتعاون هما أفضل أمل لكوكبنا، مؤكدة كلمة رئيس المؤتمر فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم هو التزام حقيقي بالتنفيذ والمضي قدماً.
وقالت وزيرة البيئة: «في العام الماضي في شرم الشيخ، كنا فخورين بالنتائج التي اتفقنا عليها بشكل جماعي، وخاصة إنشاء صندوق وترتيبات تمويل للخسائر والأضرار، واليوم نحن فخورون بأن هذا الصندوق أصبح حقيقة هنا في دبي، ونحن فخورون أيضاً بأن تم المضي قدماً في العديد من النتائج الأخرى المتعلقة بالتكيف والتخفيف في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ونحن على ثقة بأنه في ظل روح التفاهم والتعاون المتبادلين التي ظهرت هنا، سنواصل بشكل جماعي بناء مستقبل أفضل وأكثر أماناً وازدهاراً سواء كان ذلك في باكو المقبل العام، أو في بيليم في البرازيل في عام 2025.
ونوهت ياسمين فؤاد، بالتزام وإنجاز رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ COP28 بشأن التمويل، وتعبئة موارد كبيرة لصندوق الخسائر والأضرار وصندوق المناخ الأخضر، موضع تقدير كبير، متطلعة لاستمرار هذا الالتزام والقيادة الواضحين في المساعدة في سد الفجوة المالية، بما يسمح بالتنفيذ الفعلي، وخاصة فيما يتعلق بالتكيف، مع ضمان استمرار الاسترشاد بمفاهيم العدالة والإنصاف، مع ضمان حق البلدان النامية للتنمية المستدامة والقضاء على الفقر.
وأكدت وزيرة البيئة أن مؤتمر دبي للمناخ COP28، قام بالبناء الجيد على مخرجات مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27، والذي مهد الطريق لاتخاذ قرارات هامة، وكان من أهمها تفعيل صندوق الخسائر والأضرار والذي تم إطلاقه خلال مؤتمر المناخ COP27 بمصر في مدينة شرم الشيخ العام الماضي.
وكذلك خروج «اتفاق الإمارات» خاصة فيما يتعلق بالتقييم العالمي للمناخ، والتخفيف والتكيف وآليات للتمويل، التمهيد لتعزيز الرابطة بين التنوع البيولوجي والمناخ، انطلاقاً من يوم التنوع البيولوجي في COP27 إلى يوم الطبيعة في COP28، تسريع العمل بالمبادرة المصرية العالمية للحلول القائمة على الطبيعة ENACT، إلى جانب استمرار تسليط الضوء على موضوعات مهمة مرتبطة بتغير المناخ تعد تحدياً للدول النامية والمنطقة بشكل خاص، وهي الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي والمائي والصحة.
وأشادت وزيرة البيئة بإعلان «اتفاق الإمارات» للعمل المناخي، والذي يضم عدداً من الإجراءات المعززة لتسريع العمل المناخي العالمي، وأهمها اعتماد التقييم العالمي لتغير المناخ 2023، واتفاق الأطراف على القرارات الخاصة بالتخفيف والتكييف وآليات التمويل، ومنها إطلاق صندوق «ألتيرّا» للاستثمار المناخي، لتحفيز استثمارات العمل المناخي، وحشد تعهدات تمويلية جديدة بحوالي 85 مليار دولار، وتقديم خطة عمل للحفاظ على تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، من خلال المساهمة في الحد من الانبعاثات، ومعالجة تحديات التكيف، وتطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار.
كما وضع اتفاق الإمارات هدفاً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة، إلى جانب إصدار عدد من الإعلانات الخاصة بالزراعة والغذاء والصحة، ومبادرة عدد من شركات النفط والغاز، لأول مرة، بالحد من غاز الميثان والانبعاثات الأخرى.
نتائج مذهلة
بدورها قالت أوتي هونكاتوكيا، عضوة الوفود الفنلندي في المؤتمر، إن «كوب 28» يعد مؤتمر الأطراف الأهم كأول حصيلة تقييم عالمية لمدى التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، بعد أن وضع إجراءات مناخية طموحة للمحافظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية، وحقق نتائج مذهلة.
وأضافت أن رئاسة المؤتمر قامت بعمل رائع في تحقيق نتائج إيجابية ليس فقط فيما يتعلق بالتقييم العالمي الأول في لتقييم التقدم المحرز في أهداف اتفاقية باريس، ولكن أيضاً فيما يتعلق بترتيبات تمويل صندوق الخسائر والأضرار، وكذلك فيما يتعلق بكيفية الانتقال أكثر بعيداً عن المبادرات المحدودة والضيقة، خاصة أنه من الواضح جداً أننا سنحتاج في المستقبل إلى زيادة تمويل التكيف وأيضاً دعم بناء القدرات، مشيرة إلى أهمية مواصلة هذا الزخم في العام المقبل لنتمكن من اتخاذ قرار بشأن أهداف تمويل التغير المناخي بعد عام 2025.
وأشارت إلى أنه كان من الرائع أن يكون لدينا صوت في هذه المفاوضات، لاسيما أن فنلندا تمتلك إمكانات وقدرات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وتولي أهمية كبيرة ل ضمان وجود نظام طاقة متنوع منخفض الكربون، وصولاً إلى الحياد المناخي بحلول 2050.
خطوة تاريخية
اعتبرت ماريا سوسانا محمد، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية كولومبيا، النتائج التي خرج بها مؤتمر الأطراف «كوب28»، خطوة إيجابية وتاريخية في الوقت نفسه، حيث للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف تتم الإشارة إلى الوقود الأحفوري ضمن مسارات تحول الطاقة. وشددت على أهمية أن مواصلة الجهود و العمل المشترك، وضمان القدرة على توفير أدوات التنفيذ الحقيقية، وتعزيز النظام الاقتصادي للدول النامية لتكون قادرة على تنفيذ هذه الخطوات ونحن بحاجة لمواصلة العمل لتسريع ذلك، وما نريده هو تغيير أكثر دراماتيكية وتغييراً أسرع، ليس لأننا نريد أن نعرف الأيديولوجيا، ولكن لأن العلم يخبرنا أننا بحاجة للتحرك في ذلك الاتجاه. وأضافت أن الاعتراف بأن الغابات تمثل جزءاً مهماً وكذلك معرفة الشعوب الأصلية أخيراً، يعد أمراً مهماً وأننا قادرون على الوصول إلى مواقف متقدمة للغاية، وأعتقد بشكل عام أنها خطوة إيجابية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ التغير المناخي المناخ رئاسة دولة الإمارات الخسائر والأضرار وزیرة البیئة فیما یتعلق الذی تم
إقرأ أيضاً:
مؤتمر مجلس الألياف البصرية يعقد مؤتمره ومعرضه الـ14 في دبي
ينظم مؤتمر مجلس الألياف البصرية “فايبر كونيكت كاونسل” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 20 حتى 22 من يناير الحالي مؤتمرته ومعرضه السنوي الرابع عشر في دبي تحت عنوان “دور مشغلي الاتصالات في تمكين البنية التحتية للألياف الضوئية المدعومة بالذكاء الاصطناعي”.
وسيجمع المؤتمر نخبة من قادة القطاع والمبتكرين التقنيين وصنّاع السياسات لمناقشة التقارب المتنامي بين تقنيات الألياف الضوئية والذكاء الاصطناعي مع تسليط الضوء على الدور الأساسي لشبكات الألياف القوية في تمكين المدن الذكية والتقنيات ذاتية التحكم ومنظومات إنترنت الأشياء ومراكز البيانات من الجيل القادم.
وتستعرض جلسات المؤتمر الهندسة المتقدمة لشبكات الألياف الضوئية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات وتنفيذ البنية التحتية للمدن الذكية وحلول الربط لمراكز البيانات لدعم أعمال الذكاء الاصطناعي وتمكين منظومة إنترنت الأشياء عبر شبكات الألياف الضوئية إضافة إلى أتمتة الشبكات والتحسين المدعوم بالذكاء الاصطناعي ودراسات حالة إقليمية.وام