صحيفة الاتحاد:
2024-09-16@13:45:27 GMT

ملحمة الرموز في أعمال مصطفى زوفري

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

محمد نجيم (الرباط)
تأخذنا أعمال الفنان التشكيلي المغربي العالمي مصطفى زوفري المعروضة في رواق باب الرواح بالرباط، إلى عالم من الإشارات والرموز والإيقونات والخطوط المغربية والأفريقية، لوحات تحتفي بما هو مغربي وما يمنح البهجة والفرح للمتلقي. أعمال وسرديات بصرية تحتفي بالمكون الثقافي للمغرب ولأفريقيا بإحساس ضاج بالحياة وموسيقى الألوان من خلال الغوص في الثقافة الشعبية بما تتضمنه من رسوم وإشارات وخطوط نجدها في القصبات والقصور القديمة، كما نجدها في الأوشام التي تزين وجوه النساء في القرى وجبال الأطلس بغناها واستعاراتها الهندسية والجمالية القائمة على استحضار الطلاسم والتعاويذ، وروحانية السرد البصري الموغل في المِخيال الجمعي المغربي والأفريقي، والمُعبرة عن الثقافة المغربية باختلاف روافدها.


قدمت الفنان المغربي مصطفى زوفري في أشهر قاعات العرض في العالم ترسم ميتافيزيقا الخيال المغربي في فن ينهل من معين الحياة لتعبر نحو الفرح والفضاء العمومي في محاولة منه الحفاظ على هذا الكنز من التلاشي والنسيان وحماية ذلك الثراء الجمالي من ما الطمس والتلاشي والنسيان.

السيمفونية الأفريقية
في «السيمفونية الأفريقية» وهي جدارية عملاقة تزين الواجهة الرئيسية لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، لا يمكن للمرء إلا أن ينبهر أمام هذا المَعلم الفني الذي يحتفي بألوان أفريقيا من شمس ساطعة وأزياء ومآثر عمرانية وخزف ورقصات وحيوانات وأشكال فنية وكائنات خرافية ورسوم طلاسم وأيقونات وعلامات أفريقية، وهي كما قال الفنان مصطفى زوفري تلتقي وتتماهى بصرياً وجمالياً مع ما نجده في رسوم السجاد المغربي والأوشام والرسوم الخزفية، ما يؤكد عراقة الفن الأفريقي وانسجامه مع الثقافة المغربية بروافدها المتنوعة.
أما عن سر اشتغاله على الرموز واستحضارها في أعماله فيقول: «أشتغل على هذه الرموز كما يشتغل الموسيقي على النوتات، أشتغل عليها من الناحية الفنية، وأحرص على أن يكون هناك الكثير من انسجام فيما بينها لتؤثر على المشاهد كما تؤثر الموسيقى على المستمعين»، مضيفاً: خلال افتتاح المعرض، أن هناك موزعاً فرنسياً كبيراً اسمه بيير بوليز اشتغل على هذه المربعات التي لا تزال تحظى باهتمام في الغرب، ويتم من خلالها الاشتغال على أشكال كثيرة، وهي معروفة كذلك في الصحف بـ«السودوكو»، وبينما حولها الفقهاء إلى حروف وأنتجوا بها الطلاسم، أحولها أنا إلى أشكال وألوان».

أخبار ذات صلة لوحات سعود القحطاني.. البحث ما وراء السريالية وزارة الخارجية تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير المغرب

فضاء سينوغرافي
يرى الفنان مصطفى زوفري أن أعماله، من لوحات ورسوم وتنصيبات فنية وأقنعة وجداريات وفضاء سينوغرافي، هي أعمال خلاقة تتلاقى وتتحاور فيه إبداعات الفنان مع ما رآه وشاهده منذ فجر طفولته، ويقول إنه استلهم فنه من أحد أنواع الرياضيات التي كان يتقنها المسلمون في زمن مضى، لكن مع الأسف استخدمت هذه الرياضيات من طرف البعض في الطلاسم، وهي في الحقيقة تنظيمات توافقية هندسية، كما يوجد من رفضوا تمييعها وأعادوا إنتاجها في لواحات، وأنا اشتغلت عليها بطريقة الرقم الذهبي، الذي يعطي التوازن في الأشكال والألوان.
وعن رؤيته الفنية يقول: بدأت بالفن التجريدي الغنائي متأثراً في ذلك بجيرارد شنايدر، وماتيس، وبول كلي، وخوان ميرو وفريد بلكاهية. لوحات الفنان مصطفى زوفري تنهل من معين الأثر المغربي وتتمثل المجتمع المغربي وما يحفل به من طقوس وعادات روحانية ومعمار تقليدي وما تعج به المخيلة، مخيلة الفنان ومخيلة الناس البسطاء وحراس الأمكنة والذاكرة الجمعية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي الفنون التشكيلية المغرب

إقرأ أيضاً:

صمود الفاشر: ملحمة بطولية في مواجهة مليشيا الجنجويد والمؤامرات الدولية

hussainomer183@gmail.com

بقلم / حسين بَقَيرة
برمنغهام
السبت الموافق 14/09/2024

التاريخ سيخلد ذكرى أن ابطال الفاشر قد دافعوا وقاتلوا بكل شجاعة وثبات. سأروي لكم عن بسالة الأسود والنمور، رجالاً ونساءً، من أبناء الفاشر (أداب العاصي)، الذين قدموا أرواحهم فداءً لحماية مدينتهم. سيُذكرهم التاريخ بأنهم خاضوا 133 ملحمة بطولية ضد الغزاة، حققوا النصر في جميعها، وما زالوا بانتظار معركتهم الحاسمة.

لقد أثبتت الفاشر أنها رمزٌ للصمود، ووقفت سدًا منيعًا أمام محاولات مليشيا الجنجويد الإرهابية المتكررة، الذين في كل مرة يعودون منكسرين يجرجرون ازيال هزائمهم. العديد من قادتهم هلكوا في هذه المعارك، وآخرها كانت معركة يوم الخميس الموافق 12/09/2024، حيث سجل شجعان فاشر السلطان صفحة جديدة من البطولات في تاريخهم المشرق.

السودان لن يُؤتى من البوابة الغربية، طالما أن أبطال الفاشر ما زالوا على قيد الحياة. فليطمئن الجميع أن هذه المليشيا إلى زوال بإذن الله، ثم بفضل هؤلاء الأفذاذ، أحفاد سالم أبو حواء، فدائيو الفاشر الذين يجري في عروقهم دم الوطنية الخالصة. كيف لا وهم قد تنفسوا هواء هذه الأرض وترعرعوا في ترابها منذ نعومة أظفارهم، وهم الآن عازمون على تحرير كل شبر دُنِّسَ على يد مليشيا الدعم السريع. لا يرون للحياة معنى ما لم يُحرروا وطنهم.

الحرب الحالية على السودان ثلاثية الأبعاد، حيث يلعب كل طرف من الأطراف دورًا حاسمًا لتحقيق أهدافه الخاصة. أداة الحرب الأولى هي مليشيا الدعم السريع وأعوانها، الذين يسعون للاستيلاء على السلطة بأي ثمن، حتى لو كلفهم ذلك القضاء على السودان وشعبه، كما نشهده اليوم. الطرف الثاني هو دويلة الإمارات التي تقدم الدعم اللوجستي والعسكري للمليشيا الإرهابية، بهدف تدمير السودان وتنصيب قائد المليشيا، حميدتي، رئيسًا تابعًا لها، ليتسنى لهم مواصلة نهب ثروات البلاد الطبيعية، بما في ذلك المعادن والأراضي الزراعية.

أما الطرف الثالث، فهو ما يُسمى بالمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التي أوكلت مهمة تنفيذ مخططاتها للإمارات. هذا التحالف يسعى لاستعمار السودان بالوكالة، حيث تقدم الإمارات و الولايات المتحدة دعماً مزعومًا تحت غطاء العمل الإنساني. يستخدمون سياسة العصا والجزرة، مرة بالتهديد بالعقوبات، ومرة أخرى بالمساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. هدفهم الأساسي هو سرقة خيرات السودان وزعزعة استقراره، عبر استغلال مليشيا الجنجويد والإمارات.

ورغم هذه المؤامرات، فإن الشعب السوداني قد أدرك حقيقة ما يُحاك ضده، وقد وقف بثبات خلف جيشه، والقوات المشتركة، وقوات "القشن" و"ارت ارت" وغيرها من قوى المقاومة الشعبية. الشعب منحهم التفويض الكامل لحماية سيادة السودان أرضاً وشعباً، ولن يتراجعوا عن ذلك قيد أنملة. لا شك أن الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الجنجويد وأعوانها ووكلاؤهم سيُهزم، عاجلاً ام آجلاً، كما قال الله تعالى: "سيُهزم الجمع ويولون الدبر".

بقلم / حسين بَقَيرة
برمنغهام
السبت الموافق 14/09/2024  

مقالات مشابهة

  • تعرف على أحدث أعمال زينة.. تعرف عليهم
  • بالأسود.. نيكول سابا تتألق في مهرجان الفضائيات العربية
  • أحمد السقا يمازح العوضي: «مين أول واحد ضربك؟»
  • أحمد العوضي: هذا الفنان وراء حبي للأكشن
  • مصطفى كامل يكشف عن مفاجآت عديدة بمؤتمر صحفي بنقابة الموسيقيين غدا
  • لبحث الأزمات الأخيرة.. مؤتمر طارئ لنقابة الموسيقيين (غدًا)
  • صمود الفاشر: ملحمة بطولية في مواجهة مليشيا الجنجويد والمؤامرات الدولية
  • وعي اللعبة البصرية
  • «أحد الرموز الوطنية».. مصطفى بكري وحمدي سعد يلتقيان الأنبا موسى أسقف الشباب
  • بهذه الكلمات.. تامر شلتوت ينعي الفنانة ناهد رشدي