ملحمة الرموز في أعمال مصطفى زوفري
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
محمد نجيم (الرباط)
تأخذنا أعمال الفنان التشكيلي المغربي العالمي مصطفى زوفري المعروضة في رواق باب الرواح بالرباط، إلى عالم من الإشارات والرموز والإيقونات والخطوط المغربية والأفريقية، لوحات تحتفي بما هو مغربي وما يمنح البهجة والفرح للمتلقي. أعمال وسرديات بصرية تحتفي بالمكون الثقافي للمغرب ولأفريقيا بإحساس ضاج بالحياة وموسيقى الألوان من خلال الغوص في الثقافة الشعبية بما تتضمنه من رسوم وإشارات وخطوط نجدها في القصبات والقصور القديمة، كما نجدها في الأوشام التي تزين وجوه النساء في القرى وجبال الأطلس بغناها واستعاراتها الهندسية والجمالية القائمة على استحضار الطلاسم والتعاويذ، وروحانية السرد البصري الموغل في المِخيال الجمعي المغربي والأفريقي، والمُعبرة عن الثقافة المغربية باختلاف روافدها.
قدمت الفنان المغربي مصطفى زوفري في أشهر قاعات العرض في العالم ترسم ميتافيزيقا الخيال المغربي في فن ينهل من معين الحياة لتعبر نحو الفرح والفضاء العمومي في محاولة منه الحفاظ على هذا الكنز من التلاشي والنسيان وحماية ذلك الثراء الجمالي من ما الطمس والتلاشي والنسيان.
السيمفونية الأفريقية
في «السيمفونية الأفريقية» وهي جدارية عملاقة تزين الواجهة الرئيسية لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، لا يمكن للمرء إلا أن ينبهر أمام هذا المَعلم الفني الذي يحتفي بألوان أفريقيا من شمس ساطعة وأزياء ومآثر عمرانية وخزف ورقصات وحيوانات وأشكال فنية وكائنات خرافية ورسوم طلاسم وأيقونات وعلامات أفريقية، وهي كما قال الفنان مصطفى زوفري تلتقي وتتماهى بصرياً وجمالياً مع ما نجده في رسوم السجاد المغربي والأوشام والرسوم الخزفية، ما يؤكد عراقة الفن الأفريقي وانسجامه مع الثقافة المغربية بروافدها المتنوعة.
أما عن سر اشتغاله على الرموز واستحضارها في أعماله فيقول: «أشتغل على هذه الرموز كما يشتغل الموسيقي على النوتات، أشتغل عليها من الناحية الفنية، وأحرص على أن يكون هناك الكثير من انسجام فيما بينها لتؤثر على المشاهد كما تؤثر الموسيقى على المستمعين»، مضيفاً: خلال افتتاح المعرض، أن هناك موزعاً فرنسياً كبيراً اسمه بيير بوليز اشتغل على هذه المربعات التي لا تزال تحظى باهتمام في الغرب، ويتم من خلالها الاشتغال على أشكال كثيرة، وهي معروفة كذلك في الصحف بـ«السودوكو»، وبينما حولها الفقهاء إلى حروف وأنتجوا بها الطلاسم، أحولها أنا إلى أشكال وألوان».
فضاء سينوغرافي
يرى الفنان مصطفى زوفري أن أعماله، من لوحات ورسوم وتنصيبات فنية وأقنعة وجداريات وفضاء سينوغرافي، هي أعمال خلاقة تتلاقى وتتحاور فيه إبداعات الفنان مع ما رآه وشاهده منذ فجر طفولته، ويقول إنه استلهم فنه من أحد أنواع الرياضيات التي كان يتقنها المسلمون في زمن مضى، لكن مع الأسف استخدمت هذه الرياضيات من طرف البعض في الطلاسم، وهي في الحقيقة تنظيمات توافقية هندسية، كما يوجد من رفضوا تمييعها وأعادوا إنتاجها في لواحات، وأنا اشتغلت عليها بطريقة الرقم الذهبي، الذي يعطي التوازن في الأشكال والألوان.
وعن رؤيته الفنية يقول: بدأت بالفن التجريدي الغنائي متأثراً في ذلك بجيرارد شنايدر، وماتيس، وبول كلي، وخوان ميرو وفريد بلكاهية. لوحات الفنان مصطفى زوفري تنهل من معين الأثر المغربي وتتمثل المجتمع المغربي وما يحفل به من طقوس وعادات روحانية ومعمار تقليدي وما تعج به المخيلة، مخيلة الفنان ومخيلة الناس البسطاء وحراس الأمكنة والذاكرة الجمعية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفن التشكيلي الفنون التشكيلية المغرب
إقرأ أيضاً:
بدء عزاء الراحل عادل الفار بمسجد الحامدية الشاذلية
بدء منذ قليل عزاء الفنان الراحل عادل الفار بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين .
وتوفي الفنان عادل الفار مساء الخميس الماضي، بعد فترة طويلة من الصراع مع المرض وتدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزة.
وأعلن الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، على صفحته على الفيس بوك عن تدهور حالة الفنان عادل الفار الصحية وطالب الجمهور بالدعاء له .
ونعت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل، ببالغ الحزن والأسى، الفنان عادل الفار، والذى رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض.
وتتقدم نقابة المهن الموسيقية وأعضاء مجلس الإدارة بخالص التعازي لأسرته، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.