حماس تُرحِّب والعدو يندّد بالقرار ويصفه بالمنافق.. بتأييد 153 دولة.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
موسكو: الوضع في غزة شبيه بحصار لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية المفوضة الأوروبية تؤيد فرض عقوبات على المستوطنين في الضفة الغربية
الثورة / إسكندر المريسي
تزداد الضغوط الدولية والاقليمية على الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم، جراء ما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني من خلال عدوانه على غزة وما تتعرض له الضفة الغربية من حرب صامتة لا تقل ضراوة عما يحدث في القطاع .
ونتيجة لتلك الجرائم، فقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً يدعو ذلك الكيان بوقف عدوانه على غزة وسط ترحيب دولي بذلك القرار .
حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فجر أمس، قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تأتي رداً على “الفيتو” الأمريكي الذي أحبطت مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.
وأقرت الجمعية العامة قرار وقف إطلاق النار بعد تأييده من قبل 153 دولة، فيما عارضته دولة الاحتلال و8 دول أخرى، وامتنعت 23 دولة عن التصويت.
وكانت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، اعتمدت في أكتوبر الماضي، قراراً يدعو إلى “هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية”، بعد تأييد 121 صوتاً، مقابل رفض 14 صوتاً، وامتناع 44 عن التصويت.
وفي السياق ذاته، رحبت حركة حماس فجر أمس الأربعاء، بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، في تعقيب على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة: “نطالب المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بالقرار، ووقف عدوانه وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا”.
وأردف الرشق في تصريح صحفي له: بعد تصريحات بايدن المتذمّرة من حكومة نتنياهو وطريقة إدارتها للحرب على شعبنا في قطاع غزة والإقرار بأن أمريكا تخسر أخلاقياً بسبب دعم الكيان، جاء تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الوقف الفوري الإنساني لإطلاق النار”.
واستطرد: “أيدّ العالم القرار، بأغلبية 153 دولة، وامتنعت 23 دولة عن التصويت، فيما صوّتت 10 دول لصالح استمرار المحرقة النازية على رأسها الولايات المتحدة”.
وصرح: “الموقف الأمريكي المنحاز بشكل فاضح للفاشية الصهيونية هذا هو سبب الخسارة وفقدان المركز الأخلاقي الذي يدّعيه بايدن.
الى ذلك انتقد المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان مشروع القرار، ووصفه بالمنافق والمشين. وقال إنه فشل في إدانة حماس ولا يذكرها على الإطلاق، وإنه سيطيل أمد الموت والدمار في المنطقة.
وقال إن حماس لا تحترم قرارات الجمعية العامة ولا تستجيب إلا للتهديدات على وجودها. وأضاف “أن مواصلة العمليات الإسرائيلية في غزة، هي الطريقة الوحيدة لضمان الإفراج عن الرهائن”.
وذكر أن مشروع القرار يخدم هدفاً واحداً فقط وهو “تقييد أيادي إسرائيل والسماح لحماس بمواصلة حكمها الإرهابي”. وحثّ جميع الدول الأعضاء بالجمعية العامة إلى التصويت ضد مشروع القرار.
وفي السياق نفسه شبّه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الحصار المفروض على قطاع غزة، بالحصار الذي فُرض على مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)، خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال نيبينزيا، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، لقد عدت للتو من رحلة قام بها عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى معبر رفح وهذه الرحلة أتاحت لنا الفرصة أن نفهم بشكل أفضل ما يحدث في القطاع”.
وأضاف: “هناك أطفال معاقون في المستشفى وأم مبتورة الأطراف فقدت عائلتها بالكامل، لكنها أنجبت طفلاً، ومئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية تنتظر عمليات تفتيش عديدة في مصر وإسرائيل، ثم يُسمح لها بالدخول واحدة تلو الأخرى إلى قطاع غزة”.
وأشار نيبينزيا إلى أن “قطاع غزة يعاني من كارثة إنسانية مرعبة”، موضحاً أن “أعضاء مجلس الأمن، الذين زاروا المعبر لم يسمعوا من جميع المحاورين سوى شيء واحد وهو يجب وقف هذه المذبحة”.
وأردف، بقوله: “أنا أتذكر الحصار الذي فرضه النازيون على لينينغراد، خلال الحرب العالمية الثانية، والذي استمر ما يقرب من 900 يوم، وأودى بحياة أكثر من مليون شخص من سكان لينينغراد نتيجة القصف والمجاعة، فهل تنتظر غزة نفس المصير حقًا؟ من المستحيل أن نتصور أن هذا يحدث في زمننا.
الى ذلك قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس الأربعاء، إنها تؤيد فرض عقوبات على المستعمرين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، بتصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستعمرون، واعتبرتها تهديداً لاستقرار المنطقة.
وأضافت: “يتسبب تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المتطرفون من المستعمرين معاناة هائلة للفلسطينيين. إن ذلك يعرّض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. لهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص المتورطين في الهجمات في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل قالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة “أكشن إيد” الدولية ريهام الجعفري إن كلمة “جحيم” لا تصف حقيقة الوضع في قطاع غزة، والواقع الإنساني والمعيشي الخطير للمواطنين في القطاع، الذين أصبح 85% منهم نازحون يعيشون أوضاعاً تتضاعف قسوتها مع الأمطار والبرد.
وأوضحت الجعفري في حديث لإذاعة صوت فلسطين أمس الأربعاء، أن كافة المؤسسات على استعداد لتقديم المساعدة لكنها تواجه بصعوبات، أبرزها محدودية المساعدات التي تصل فقط عبر معبر رفح، وايضاً بسبب تواصل القصف والغارات التي تعيق الوصول الى المواطنين وتقديم المساعدة لهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تطورات جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ، المكثفة في قطر.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
من جهتها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن :" الفجوة بين إسرائيل و حماس ليست كبيرة ، وهناك بعض التفاهمات بشأن محوري فيلادلفيا ونتساريم وما يفترض أن يحدث خلال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وأضافت :" هناك اتفاق بين الطرفين على ما هو مطلوب من إسرائيل في الصفقة ، والمطلوب من حماس هو تقديم القائمة الكاملة للمختطفين الأحياء".
وأوضحت أن حماس تصر على عدم تقديم الأسماء (..) والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه في إسرائيل هو ما إذا كانت حماس تمتلك الإرادة وتريد فعلا التوصل لاتفاق".
وقالت إن :" المفاوضات متوقفة حاليا حول هذا الأمر لذا من المستحيل معرفة ما يخبئه المستقبل وهل يمكن أن يكون هناك اتفاق قريبا أو لن يكون أبدا".
وبينت أن التفاؤل الذي ساد في الأيام الأخيرة كان مبنيا على أن هناك حوارا يوميا مع حماس ، وهناك تقدما قد حدث في الأسابيع القليلة الماضية ، والآن من الصعب تقدير ما سيحدث.
بحسب المؤشرات إذا كان هناك اتفاق فإن الإفراج سيكون فوريا من لحظة بدء وقف إطلاق النار وسيبدأ خلال يوم أو يومين من الاتفاق، وفق يديعوت
بدورها نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن محمد السنوار شقيق يحيى السنوار لم يقدم بعد قائمة المختطفين الأحياء الذين تحتجزهم حماس بغزة".
وبين المسؤولون أن حماس في الخارج تتعرض لضغوط كبيرة من الوسطاء سواء من قطر أو مصر لكنهم غير قادرين على إقناع السنوار بإرسال القائمة.
وقالوا :" الشعور كما نسمع هو أن حماس في غزة تحاول تحقيق ما يمكن أن يطلق عليه "انجاز دراماتيكي" في المفاوضات قبل أن تسلم القائمة ، وتسليم القائمة بالنسبة لإسرائيل شرط أساسي لا يمكن المضي قدما في المفاوضات بدونه".
المصدر : وكالة سوا