لا ثقة بالعلامة الزرقاء.. كيف تحولت من أداة للتوثيق إلى فخ للتضليل؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ تحولت العلامة الزرقاء، لاسيما على منصة "أكس" (تويتر سابقاً)، إلى ركن أساسي تعتمد عليها حملات التضليل وبث الأخبار الزائفة، وذلك بعد التغيير الذي طرأ على سياسات المنصة في منحها لعلامة التوثيق الزرقاء للحسابات في نوفمبر 2022.
ويأتي ذلك بعدما كانت العلامة واحدة من أبرز مؤشرات الثقة والمصداقية على مواقع التواصل الاجتماعي، يلجأ إليها المستخدمون من أجل التثبت من صحة تصريح أو معلومة أو بيان صادر عن شخصية أو جهة رسمية،
وبينما كانت منصة تويتر سابقاً تقوم بالتثبت من الهوية الرسمية للمستخدمين وتضع شروطاً صارمة وواضحة في منحها لعلامة توثيق الحساب، تتطلب إبراز هوية رسمية صادرة عن حكومة وإثبات عمل وشهرة وأصالة للحساب مع نشاط محدد عليه وعدد معين من المتابعين، بات المطلوب اليوم مجرد رسم اشتراك بقيمة 8 دولارات بالحد الأدنى، بحسب التغييرات التي أجراها الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، بعد شرائه لشركة تويتر.
الإجراء الذي يهدف إلى زيادة إيرادات الشركة، وفق ما أعلنت، بعدما كانت تسجل خسائر يومية بملايين الدولارات، مما هددها بالإفلاس، أدى في المقابل إلى تحويل المنصة إلى ساحة نشطة لانتشار المعلومات المضللة، بعدما منح المنخرطون في التزييف الإعلامي والمروجين لنظريات المؤامرة والعلم الزائف انتشاراً أوسع مما كان عليه، لاسيما أن الاشتراك بخدمة Twitter Blue بات يمنح لأصحابه وصولاً أكبر وأفضلية ظهور في الخوارزميات الخاصة بالمنصة.
التأثير الأكبر لسياسات "أكس" الجديدة، ظهر بصورة أوضح خلال الأزمات المتلاحقة التي شهدها العالم على مدى الأشهر الماضية، وأحدثها خلال الحرب الجارية في غزة، عقب هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر الماضي، وأبرزها شهدته الحرب في السودان، وبينهما شكلت الكوارث العالمية، مثل فيضان ليبيا وزلزال تركيا والمغرب، أرضاً خصبة لبث المعلومات والأخبار الزائفة، وكان للعلامة الزرقاء دوراً بارزاً في عملية التضليل.
ارتباك كبير وتضارب
ويؤكد ذلك مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار باللغة العربية في وكالة فرانس برس، خالد صبيح، في حديثه لموقع "الحرة"، إذ إن السياسات الجديدة المتعلقة بمنح العلامة الزرقاء، "زادت نظرياً من انتشار التضليل والأخبار المزيفة"، خاصة بعدما زاد الوعي بالأخبار الزائفة ومفهوم تدقيق المعلومات خلال السنوات الماضية.
كان الناس يبحثون عن العلامة الزرقاء، بحسب صبيح، كردة فعل أولية في تدقيقهم بالمعلومة التي يتلقونها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتمدون عليها كسبيل للتأكد من أن الحساب رسمي.
لكن بعدما أتيحت هذه العلامة مقابل بدل مادي، أحدث الأمر "ارتباكا كبيراً"، وفق صبيح، "ضاع الناس بسبب ذلك، ورأينا صحفيين ضاعوا أيضا"، إذ اعتمدوا على العلامة الزرقاء في نقلهم لتصريحات وبيانات، تبين لاحقاً أنها مزيفة ومضللة.
من جهته، يلفت مدير المحتوى الرقمي في منظمة "سمكس"، التي تعنى بالحقوق الرقمية والأمان الرقمي، عبد الغني قطايا، إلى أن حالة من التضارب نجمت عن هذا الواقع المستجد على منصة "أكس"، لاسيما أن النصيحة التي كانت توجه للناس في الماضي، هي التوجه إلى الصفحات الرسمية الموثقة للتأكد من التصريحات والمعلومات الصادرة عن جهات معروفة وشركات وشخصيات رسمية.
ويضيف في حديثه لموقع "الحرة" أن هذه النصيحة لم تعد تصلح الآن، فرغم أن كثيرا من أصحاب الحسابات الموثقة عادوا واشتركوا بالعلامة الزرقاء، إلا أن نسبة كبيرة أيضاً في المقابل لم تفعل ذلك، فيما تنتشر الحسابات المقلدة والحاصلة في الوقت نفسه على تلك العلامة.
نتيجة لذلك، بات هناك كثير من الحسابات المزيفة التي تنتحل صفات أشخاص آخرين، وأحياناً بوضوح تام إلى حد الإعلان عن أنها صفحات ساخرة (بارودي).
كذلك بات هناك صفحات إخبارية تقدم نفسها باعتبارها متخصصة في مناطق معينة أو حدث محدد، حاصلة على علامة زرقاء، تنشر الأخبار والمتابعات اليومية الخاصة، وتمرر بينها، بحسب قطايا، الأخبار الزائفة والتضليل المطلوب تمريره، "وقد رأينا هذا الأمر في حرب غزة مؤخراً، حيث لعبت هذه الحسابات غير المعروفة والموثقة بالعلامات الزرقاء، دوراً بارزاً في نشر التضليل والأخبار الزائفة، بأسلوب دس السم في العسل"، عبر تمرير الأخبار المزيفة وسط حجم كبير من الأخبار الصحيحة.
نماذج من التداعيات الخطرة
بتاريخ 20 أبريل الماضي، نفذ إيلون ماسك تحذيره بسحب كافة العلامات الزرقاء من الحسابات التي لم تشترك في خدمة "تويتر بلو" مقابل 8 دولارات، بعد انتهاء المهلة التي سبق أن قدمها للمستفيدين من الميزة التي كانت مجانية.
في اليوم التالي، شهد الموقع الأزرق فوضى عارمة في الحسابات، وانتشارا كبيرا للحسابات المزيفة التي حملت أسماء شخصيات وجهات حكومية ومؤسسات اجتماعية، الأمر الذي كاد أن ينعكس على الحياة الواقعية للناس حول العالم.
في مثال على ذلك، وبعد اختفاء العلامات الزرقاء، زعم حساب على تويتر أنه "حساب تويتر المحقق" الذي يمثل الحكومة المحلية لمدينة نيويورك، وكان يمكن لسوء استغلال هذا الحساب أن يؤدي إلى تداعيات على سكان المدينة وأضرار غير محسوبة، الأمر الذي دفع الحساب الرسمي للحكومة المحلية إلى إصدار بيان توضيحي، فيما اضطرت شركة تويتر في حينها إلى إيقاف الحساب.
الأمر كان أكثر خطورة في ولاية شيكاغو، إذ ادعت حسابات مزيفة، أنها تعود لعمدة المدينة، ووزارة النقل بها، وفي خطوة منظمة بالتزامن، ظهر حساب ادعى أنه يعود لوزارة النقل في إلينوي، حيث تم نشر معلومات مضللة في 21 أبريل، تفيد عن إغلاق طريق Lake Shore Drive أمام حركة المرور، بدءًا من شهر مايو.
تكرر الأمر في اليوم نفسه مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، إذ ادعى حساب مزيف باسمها بعد إزالة الإشارة الزرقاء عن حسابها، أنه الحساب الرسمي، معلنا ترشحها للرئاسة الأميركية في الانتخابات المقبلة.
من النماذج ذات التأثير الخطر أيضاً، كان توثيق حساب مزيف يدعي أنه حساب شركة الأدوية إيلي ليلي Eli Lilly الأميركية، وأعلن الحساب المزيف عن توفير أدوية الإنسولين لمرضى السكر مجانا، وهو ما أثار ضجة عالمية ونال انتشاراً كبيراً، مما اضطر الشركة إلى توضيح زيف الادعاء، وعرضها لموجة انتقادات واسعة وخسائر مالية، بعد الآمال التي كان قد عقدها العديد من المرضى على تلك الخطوة المفترضة.
وعلى مدى 8 أشهر تعدد استغلال سهولة الحصول على العلامة الزرقاء وانعدام معايير منحها، وطالت الأخبار المزيفة العديد من المجالات والأحداث العالمية والحروب، على رأسها الحرب الروسية على أوكرانيا.
بالنسبة إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول صبيح: "لمسنا التجلي الأوضح لهذه المشكلة بالحرب السودانية، إذ انتحلت العديد من الصفحات على موقع تويتر صفات رسمية، مثل الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع أو شخصيات قيادية في هذه المجموعات، ولديها علامات زرقاء، مما أوقع الناس والصحفيين في ارتباك كبير وأثار بلبلة.
وكان حساب موثق بالعلامة الزرقاء باسم قوات الدعم السريع، التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني في صراع على السلطة، قد نشر تغريدة أشارت إلى مقتل حميدتي، قائد هذه القوات.
ولاقت التغريدة انتشاراً عالمياً واسعاً، ونقلت وسائل إعلامية الخبر منسوباً إلى "الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع"، وذلك بناء على حيازتها للعلامة الزرقاء، وهو ما تبين زيفه لاحقاً، وتبين للمفارقة أيضاً أن الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع السودانية، لم يكن حاصلاً حينها على علامة التوثيق.
هذه الواقعة لم تكن سوى نموذج لما شهدته الحرب السودانية من تضليل وتزييف، إذ يؤكد صبيح أن هذه الحرب، شهدت حملات تضليل وتزييف "لم يسبق لها مثيل"، إذا كانت حرباً "قائمة بدرجة كبيرة على الشائعات".
وعلى غرار أي نزاع في العالم، بحسب صبيح، تشهد الحرب في غزة اليوم، نظرا لحساسية هذا النزاع وتعقيداته، انتشارا كبيراً للأخبار غير الصحيحة، "لكننا كفريق تحديداً لسنا على علم بحصول انتحال صفات باستخدام العلامة الزرقاء، ولكن في المقابل كان هناك حسابات موثقة بالعلامة الزرقاء تورطت في بث أخبار مزيفة."
وفي هذا السياق يوضح مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، أنه وفي هذا النوع من حرب الشائعات، ليس بالضرورة أن يكون المتورط جهات رسمية أو على مستوى أعلى الهرم، ففي بعض الأحيان "يكون التضليل ناجم عن اجتهادات فردية من مناصرين وأفراد مؤيدين."
لا ثقة بالعلامة الزرقاء
بناء عليه، كان لا بد من التعميم أن العلامة الزرقاء في هذا السياق، لم تعد علامة معتمدة للثقة او المصداقية، بحسب صبيح، بعدما بات يتم استغلالها في انتحال الصفات، وفي إضفاء مصداقية على صفحات وحسابات مضلِّلة.
كذلك بالنسبة إلى قطايا، الذي يشير إلى أن العلامة الزرقاء باتت مجرد دلالة على أن هذا الشخص مشترك في خدمة تويتر، لقاء 8 دولارات شهرياً، لا أكثر ولا أقل، مقابل الحصول على امتيازات إضافية ككتابة النصوص الطويلة وتجنب الإعلانات، "وبالتالي باتت عملية هدفها الربح المادي للشركة وليس توثيقاً للحساب بالمعنى الفعلي للكلمة، كما كانت وظيفتها سابقاً."
ويتأسف قطايا لكون الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها شركة "ميتا"، المشغلة لتطبيقي فيسبوك وإنستغرام، حذت حذو شركة "أكس" لناحية إتاحة العلامة الزرقاء للمستخدمين مقابل اشتراك مادي، رغم أن سياسات "ميتا" لا تزال أكثر تشدداً لناحية التأكد من الهوية الرسمية لمشغلي الحسابات.
وفي مقابل ذلك، يذكّر قطايا أن ماسك عمل في اجراءاته التي اتخذها بعد شرائه لشركة تويتر، على تقليص عدد العاملين على أصعدة مرتبطة، مثل الجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق الرقمية، "اليوم لا أحد يعمل على هذه الملفات في المنصة، ولا آلية واضحة لتقديم الشكاوى ولا كيفية المعالجة، فيما السياسات على المنصة تتبدل وتتغير كل فترة."
وتعتبر منصة "أكس" أنها بسياساتها الجديدة، تكفل حرية التعبير المطلقة لكل الناس دون استثناء أو تمييز، وفق تصريحات ماسك، وهذا ما دفع بكثير من المستخدمين، بحسب قطايا، للتوجه إلى المنصة والتخلي عن منصات أخرى مثل فيسبوك، حيث السياسات تختلف، مما جعل "أكس" الموقع الأكثر زيارة خلال الفترة الماضية.
وفي هذا الإطار، لفتت فرانس برس في تقرير سابق لها (يوليو 2023) إلى أن اعتماد النظام الجديد لمنح العلامة الزرقاء، أعاد تفعيل حسابات تنشر ملاحظات عنصرية أو معادية للسامية أو تآمرية أو استفزازية، بعد حظرها من الشبكة الاجتماعية، قبل استحواذ ماسك على تويتر.
نتيجة لذلك، وفي غضون أسابيع قليلة، اكتسب بعض هذه الحسابات عدداً من المتابعين فاق ما كان لديها خلال خمسة عشر عاماً من وجودها على تويتر، كما اجتذب هذا التغيير أيضاً أصحاب نظريات المؤامرة، بحسب فرانس برس، بعدما أغوتهم خطب ماسك الداعية إلى الحرية الكاملة للتعبير.
ونقلت الوكالة عن المتخصص في الثقافات الرقمية والتطرف عبر الإنترنت، تريستان منديس فرانس قوله: "سواء في ما يتعلق بأوكرانيا أو بكوفيد أو أعمال الشغب في فرنسا، فإن المحاور الرئيسية للتضليل يتم دفعها من خلال الحسابات المرفقة بعلامات توثيق، التي تستفيد من دعم بواسطة الخوارزمية."
وأكد فرانس أن هناك نشطاء يمينيين "شعروا بأنهم منبوذون من المنصات الكبيرة التي فرضت عليهم الرقابة عندما قررت تشديد الخناق في عام 2017"، فكان التغيير في قواعد إصدار علامات التوثيق على تويتر "بمثابة نعمة لنشطاء اليمين المتطرف الذين، من خلال شراء العلامة الزرقاء، تمكنوا من استعادة الحضور على المنصة."
الأمر نفسه حصل مع متشددين إسلاميين حصلوا أيضاً على العلامة الزرقاء على "أكس" واستعادوا حضورهم ونشاطهم، من بينهم نشطاء معروفون في تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان، وهيئة تحرير الشام في سوريا، على غرار أبو ماريا القحطاني، ووزراء في حكومة طالبان مثل هداية الله هدايت، وعبد الحق حماد.
ورغم نجاح "أكس" في اجتذاب الناس، وفق مدير المحتوى الرقمي لمنظمة "سميكس"، طرحت هذه السياسات شكوكا بشأن المنصة ومدى التزامها بمكافحة التزييف والتضليل، ولهذا السبب قدمت الشركة خاصية "ملاحظات المجتمع" (Community Notes) التي تسمح لأشخاص محددين أن يضعوا تعليقات مرافقة لتغريدات معينة، مختلفة عن خاصية الردود، تظهر كإشعار تنبيهي إلى أن هذه الأخبار زائفة أو غير دقيقة وما إلى ذلك.
لكن مع ذلك، حتى هذه الخاصية، بات يتم التحكم فيها واستغلالها من قبل الأشخاص المخولين وضع هذه التحذيرات، بحسب قطايا، إذ يقومون باستخدام الملاحظات في سبيل التزييف والتضليل في سياق الحروب الإعلامية، خاصة وأنه من غير المعروف ما هي الآلية المعتمدة لتعيين هؤلاء المخولين بالتعليق ومنحهم هذه الميزات، وما إذا كانوا محررين على طريقة ويكيبيديا، أم أنه يتم تعيين أو تحديد أشخاص بهذه القدرة.
كل ذلك بات يهدد منصة "أكس" بفقدان دورها وأهميتها كمنصة للحصول على الأخبار والمعلومات المحدثة من مصادر موثوقة، خاصة في وقت الأزمات والحروب وفي حالات الطوارئ والكوارث.
كيف نتأكد؟
هذا الواقع صعّب من مهمة مدققي المعلومات ومحاربي الأخبار الزائفة بصورة واضحة، ليس فقط على صعيد عملية التدقيق بحد ذاتها، وإنما أيضاً بالنسبة إلى الجمهور الذي لا يزال بنسبة كبيرة منه يواجه التباساً، إذ لا تزال العلامة الزرقاء في أذهانهم مرادفاً لمصداقية التغريدات وصحة هوية صاحب الحساب.
لكن ذلك "لا يعتبر أمراً خطيراً في عالم تدقيق المعلومات"، وفق مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس.
"يمكن أن نقول أنه أدى إلى ارتباك، قبل ذلك كان التدقيق أسهل بالاعتماد على موثوقية العلامة الزرقاء، اليوم بات الأمر يتطلب مجهوداً إضافياً في البحث." بحسب صبيح، الذي يلفت إلى أنه حتى عندما كانت العلامة الزرقاء مبعث ثقة، كان كثير من الشخصيات العامة والمرموقة والمشاهير لا يحملون العلامة الزرقاء على حساباتهم، وكان يتم التأكد من حساباتهم والبحث في صحة منشوراتهم.
أما بالنسبة إلى المتابعين، غير المتخصصين في تدقيق المعلومات، فأمامهم خياران بحسب صبيح: إما "أن يعطوا خبزهم للخباز" أي أن يتوجهوا إلى المصادر الإعلامية الموثوقة والمرموقة، أو عليهم القيام بالتدقيق بأنفسهم.
وبما أن العلامة الزرقاء ما عادت تكفي للتأكد، على المتابع أن يدقق في الحسابات بنفسه، مثل:
- أن يدقق في عمر الصفحة وما إذا كانت قديمة وموجودة ولها حضورها السابق أو تم خلقها حديثاً من أجل التضليل؟ هذا مؤشر ولكنه أيضاً ليس حاسماً.
- المؤشر الثاني يمكن أن يكون في عدد المتابعين وما إذا كان كبيراً بما يتناسب مع الشخصية وعمر الحساب ونشاطه أم لا.
- المؤشر الثالث يكمن، بحسب صبيح، في محتوى الصفحة ومدى صدقيتها ونوعية المنشورات عليها وإذا ما كانت تنشر أخباراً غريبة أو طريفة أو تتصيد مشاهدات أم أن المحتوى عليها جدي ورسمي؟
- كل هذه مؤشرات أولية يمكن بعدها التعمق مثلاً في إذا كانت الصفحة مصدراً سابقاً لتصريحات أو بيانات نشرت على وسائل الإعلام؟ ويمكن للبحث المعمق أن يطال كل التفاصيل.
ويخلص صبيح إلى أن العلامة الزرقاء لم تعد تدل على أي شيء بما يتعلق بالمصداقية والموثوقية، طالما لا يوجد ما يضمن أن المنصة، أيا تكن، تتأكد وتتثبت من هوية مشغلي الحسابات الموثقة بالعلامة الزرقاء، إذ "يبقى مصدر المعلومة الحقيقي والآمن هو وسيلة الإعلام المحترمة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي تويتر شعار أكس
إقرأ أيضاً:
موزة تحولت إلى أسطورة.. بيع الموزة المغطاة بشريط لاصق بـ6.2 مليون دولار
كتب- محمد شاكر:
ليست موزة ككل الموز، لقد تجاوز ثمنها 6 ملايين دولار، إنها نتاج عمل إبداعي لفنان تشكيلي عالمي "مخادع" كما وصفه النقاد، يجمع بين الفكاهة والغرابة العميقة.
إذ شهد مزاد علني أقيم في دار سوثبي، أمس الأربعاء، بيع موزة صفراء مغطاة بشريط لاصق، للفنان الإيطالى ماوريتسيو كاتيلان، بـ6.2 مليون دولار، فما حكاية هذا العمل الفني المثير؟.. إليك التفاصيل.
حكاية الموزة التي تحولت إلى أيقونة فنية
في عام 2019 أقيم معرض "آرت بازل في ميامي بيتش"، ظهرت الموزة لأول مرة، بوصفها إصداراً من ثلاث فواكه وأصبحت موضوعاً مثيراً للجدل، وهو ما جذب انتباه العالم، وأحدث ضجةً كبيرة، مما أثار فضول حشود ضخمة من الجماهير، لمحاولة فهم ما يحدث والتقاط صور تذكارية مع هذا العمل الفني الذي اعتبره الكثيرون نوعا من الهزل، إلا أن النكتة تحولت إلى ما يشبه كرة الثلج التي ظلت تكبر بعدما تدحرجت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت حديث وسائل الإعلام وألهمت نسخاً ساخرة وميمات عديدة.
وما زاد القضية سخونة قيام أحد الزوار وهو طالب يدعى نوه هيون سو بالتهامها، مما أضفى مزيداً من الإثارة على الحدث.
هذا الطالب الذي يدرس الفنون في جامعة سيول، أكد أنه أزال الموزة عن حائط المتحف وأكلها "بسبب الجوع"، مضيفاً أن "إتلاف عمل فنى معاصر قد يكون أيضاً نوعاً من الفن"، مما دفعه إلى لصق القشرة على الحائط، وفور وقوع هذا الحدائق استبدل القائمون على المتحف القشرة بموزة طازجة.
هذه الضجة والكوميديا التي صاحبت العمل الفني المثير حققت له مبيعات تتراوح بين 120 ألفاً و150 ألف دولار للنسخة الواحدة، وقد أهدى جامع فنون إحدى النسخ إلى متحف "غوغنهايم".
لماذا تعد فاكهة الموز ذات دلالة خطيرة لدى الغرب؟
يرتبط تاريخ الموز بشكل وثيق بالتاريخ الاستعماري والاقتصادي العالمي، وخاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، فقد شجعت القوى الاستعمارية على زراعة الموز على نطاق واسع في مستعمراتها، مما أدى إلى تهميش الزراعات التقليدية التي كانت تلبي احتياجات السكان المحليين.
على جانب آخر أدت زراعة الموز على نطاق واسع إلى تلوث المياه، وتدمير الغابات، وتآكل التربة، وتدهور التنوع البيولوجي، كما أدت إلى نزوح المزارعين الصغار وتدمير المجتمعات المحلية، في الجمهوريات الهشة، وأدى إلى ظهور مصطلح جمهوريات الموز، وهو مصطلح استعماري مهين يشير إلى دول أمريكا اللاتينية التي تزرع الموز بشكل واسع، وخاصة تلك الواقعة في منطقة البحر الكاريبي.
هذا المصطلح يشير إلى سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على اقتصادات هذه الدول واستغلالها لعمالة رخيصة، ويصور شعوب هذه الدول على أنها مجرد منتجين للموز، متجاهلاً تاريخهم وحضارتهم.
كما يكشف سيطرة شركات أمريكية ضخمة مثل "يونايتد فروت" (التي أصبحت فيما بعد تشيquita) على تجارة الموز في المنطقة.
فقد استغلت هذه الشركات الموارد الطبيعية والعمالة الرخيصة في هذه الدول، مما أدى إلى تبعية اقتصاداتها لهذه الشركات.
أيضا استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها السياسي والعسكري لحماية مصالح هذه الشركات، مما عزز من سيطرتها على المنطقة.
وأدت هذه السياسة إلى تدمير التنوع البيولوجي وتدهور التربة، وجعلت الاقتصادات المحلية تعتمد بشكل كبير على محصول واحد، مما جعلها عرضة للتذبذبات في الأسواق العالمية.
وسيطرت الشركات الضخمة على تجارة الموز العالمية، واستغلت عمال المزارع في ظروف عمل قاسية وأجور زهيدة.
وكانت هذه الشركات تمارس نفوذًا كبيرًا على الحكومات المحلية، مما سمح لها بتجنب الضرائب وتقويض النقابات العمالية.
وأدت الزراعة المكثفة للموز إلى جعل العديد من البلدان تعتمد بشكل كبير على تصدير هذه الفاكهة إلى الأسواق العالمية، وجعل هذا الاعتماد هذه البلدان عرضة لتقلبات الأسعار العالمية، مما أثر سلبًا على اقتصاداتها وسبل عيش سكانها.
اقرأ أيضًا:
رواتب تصل لـ 4000 درهم.. فرص عمل جديدة في الإمارات - الشروط وخطوات التقديم
الهواري خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة غدًا من الجامع الأزهر
مواعيد امتحانات شهر نوفمبر بمدارس القاهرة 2024
إعادة العمل بنظام تقسيط توصيل الغاز الطبيعي للمنازل
الموزة المغطاة بيع الموزة المغطاة مزاد علني ماوريتسيو كاتيلان
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
أخبار مصر تنفيذًا لتوجيات الرئيس السيسي.. "مستقبل وطن" يُطلق مبادرة "شتاء دافئ" منذ 27 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يفتتحان مكتبة "اقرأ نون السحار" بمدينة نصر منذ 27 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر احتفالًا باليومي العالمي.. "الإحصاء" تكشف عدد ساعات البث المرئي للتليفزيون منذ 33 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس الوزراء يفتتح معرض الوادي الجديد الزراعي منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر "الزراعة": متابعة تسليم تقاوي البطاطس للمزارعين بشونة الإسكندرية منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر وزير الشئون النيابية يلتقي رئيس البرلمان العربي منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارموزة تحولت إلى أسطورة.. بيع الموزة المغطاة بشريط لاصق بـ6.2 مليون دولار
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك البنك المركزي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير لخامس مرة على التوالي أمريكا ليست بينها.. 124 دولة ملزمة باعتقال نتنياهو وجالانت بأمر الجنائية (قائمة) قفص الجنائية الدولية.. غزة تحاصر إسرائيل– تغطية خاصة 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك