انهيار الجليد ناقوس خطر لكارثة بيئية قادمة.. ارتفاع درجة حرارة الكوكب خلال عام 2023 تتسبب في ذوبان كمية أكبر من الثلوج.. ومساع عالمية لتجنب آثار الكارثة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تسبب ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف لعام 2023 في الكثير من الكوارث البيئية والطبيعة أشهرها ذوبان أكبر لجليد القطب الشمالي، مما أثر على النظم البيئية في جميع أنحاء المنطقة، كما تسبب ذلك في اتساع مناطق حرائق الغابات حول كوكب الأرض بانطلاق عمليات الإخلاء في جميع أنحاء كندا، كما كانت جرينلاند حارة جدا لدرجة أن محطة أبحاث في قمة الغطاء الجليدي سجلت ذوبانا في أواخر يونيو، ليكون حدث الذوبان الخامس المسجل.
وبدأ العام رطبا على غير العادة، وكان تراكم الثلوج خلال شتاء 2022-2023 أعلى من المتوسط في معظم أنحاء القطب الشمالي، ولكن بحلول شهر مايو، أدت درجات الحرارة المرتفعة في فصل الربيع إلى انخفاض الكتلة الثلجية في أمريكا الشمالية إلى مستوى قياسي، ما أدى إلى كشف اليابسة التي سرعان ما ارتفعت درجة حرارتها وجفت، ما أدى إلى تأجيج الحرائق التي أشعلها البرق في جميع أنحاء كندا.
وفي بطاقة تقرير القطب الشمالي لعام 2023، التي صدرت في 12 ديسمبر، جُمع 82 عالما في القطب الشمالي من جميع أنحاء العالم لتقييم العلامات الحيوية للقطب الشمالي، والتغيرات الجارية وتأثيراتها على الحياة في جميع أنحاء المنطقة وحول العالم.
وحطم صيف 2023 – يوليو وأغسطس وسبتمبر – الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016، بأربعة أضعاف ذلك الرقم، وكانت درجات الحرارة في كل مكان تقريبا في القطب الشمالي أعلى من المعدل الطبيعي، وذاب الغطاء الثلجي الشتوي مبكرا عبر أجزاء كبيرة من شمال كندا، ما أتاح للشمس شهرا إضافيا لرفع حرارة الأرض المكشوفة، وتؤدي الحرارة ونقص الرطوبة إلى تجفيف المواد العضوية الموجودة على السطح وتحته مباشرة.
كما أدى الطقس الدافئ للغاية في شهري مايو ويونيو 2023 في الأقاليم الشمالية الغربية، إلى تسخين نهر ماكنزي العظيم، ما أدى إلى إرسال كميات هائلة من المياه الدافئة إلى بحر بوفورت في الشمال.
وأذابت المياه الدافئة الجليد البحري في وقت مبكر، وحملته التيارات أيضا غربا نحو ألاسكا، حيث ساهمت مياه نهر ماكنزي في فقدان الجليد البحري مبكرا على طول معظم شمال شرق ألاسكا، وفي زيادة نمو نباتات التندرا، كما ساهم الدفء المماثل في غرب سيبيريا في ذوبان الجليد البحري بسرعة، وارتفاع درجات حرارة سطح البحر في بحر كارا ولابتيف شمال روسيا.
وكان انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي مساهما كبيرا في الزيادة الهائلة في متوسط درجات حرارة الخريف في جميع أنحاء المنطقة، ويتضمن التقرير 12 مقالة تستكشف آثار تغيرات المناخ والنظام البيئي عبر القطب الشمالي وكيفية تكيف المجتمعات.
وكشف عن التربة الصقيعية تحت سطح البحر، وهي تربة متجمدة في قاع المحيط غنية بالمواد العضوية، وبدأت تذوب تدريجيا منذ أن غمرتها المياه بعد تراجع الصفائح الجليدية في نصف الكرة الشمالي منذ آلاف السنين، واليوم، من المرجح أن تؤدي درجات حرارة المحيط الأكثر دفئا إلى تسريع ذوبان هذه التربة الصقيعية المخفية.
وكما هو الحال مع التربة الصقيعية على الأرض، عندما تذوب التربة الصقيعية تحت سطح البحر، تتحلل المادة العضوية التي تحتوي عليها وتطلق غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وتؤدي إلى تفاقم تحمض المحيطات، وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعيشون في القطب الشمالي، يؤدي تغير المناخ بالفعل إلى تعطيل الحياة وسبل العيش.
وقد لاحظ المراقبون تحولات في أنماط الرياح والعواصف المحيطية الشديدة بشكل متزايد، وعلى الأرض، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى جعل الجليد النهري أقل موثوقية للسفر، كما يؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى غرق الطرق وزعزعة استقرار المنازل.
وشهدت مجتمعات ألاسكا الغربية التي تعتمد على سمك السلمون عاما آخر من الانخفاض الشديد في أعداد السمك في عام 2023، وهي ندرة تعطل الممارسات الثقافية والأمن الغذائي، وتعد بطاقة تقرير القطب الشمالي لعام 2023 بمثابة تذكير بالمخاطر التي ينطوي عليها الأمر، سواء المخاطر الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أو الحياة والثقافات التي تعطلت بالفعل بسبب تغير المناخ.
جاء ذلك وفق ماصدر عن المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES)، بجامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: درجة الحرارة الكوارث البيئية الثلوج فی القطب الشمالی التربة الصقیعیة الجلید البحری فی جمیع أنحاء ما أدى
إقرأ أيضاً:
مع وصول دعم جديد من السودان وغيرها.. مشاهد من داخل “قبو يوم القيامة” في القطب الشمالي
#سواليف
يحمي #قبو_سفالبارد العالمي للبذور التنوع الزراعي العالمي من المخاطر المستقبلية، إذ يضم أكثر من 1.3 مليون نوع من البذور، محفوظة في بيئة آمنة داخل جبل في #القطب_الشمالي.
ويهدف هذا القبو (المعروف بقبو يوم القيامة) إلى توفير “نسخ احتياطية” من #المحاصيل الرئيسية، تحسبا لأي #كارثة_طبيعية أو نزاع عالمي قد يهدد الأمن الغذائي للبشرية.
يقع القبو في أرخبيل سفالبارد النرويجي، على عمق أكثر من 100 متر داخل جبل، حيث تضمن الصخور السميكة والتربة الصقيعية درجات حرارة منخفضة تصل إلى -18 درجة مئوية، ما يحافظ على #البذور_مجمدة حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
مقالات ذات صلةومؤخرا، استقبل القبو أكثر من 14000 عينة جديدة من 21 بنكا للجينات حول العالم، شملت بذور الأرز من تايلاند وأشجارا نوردية من السويد والذرة الرفيعة من السودان، بالإضافة إلى الفاصوليا المخملية من ملاوي.
وأوضح ستيفان شمتز، المدير التنفيذي لمنظمة Crop Trust، أن هذه البذور “تمثل التنوع البيولوجي والمعرفة والثقافة والمرونة التي تتمتع بها المجتمعات التي قامت برعايتها”.
وتواجه بنوك الجينات العالمية تحديات عديدة، إذ تقع بعضها في مناطق غير مستقرة، ما يجعلها عرضة لمخاطر مثل النزاعات والكوارث الطبيعية وسوء الإدارة.
وأكدت Crop Trust أن فقدان الكهرباء أو تعطل أنظمة التبريد قد يؤدي إلى ضياع مجموعات كاملة من البذور.
لهذا السبب، افتُتح قبو سفالبارد عام 2008 كإجراء احترازي لحماية المحاصيل الزراعية وضمان استدامة #الإنتاج_الغذائي.
ويتميز القبو بموقعه المثالي لعدة أسباب، بما في ذلك سهولة الوصول رغم بعد سفالبارد، وذلك عبر رحلات جوية منتظمة، ما يجعلها آمنة ويمكن الوصول إليها عند الحاجة. وكذلك تموضع القبو داخل جبل على عمق 100 متر، ما يحميه من الزلازل والفيضانات. بالإضافة إلى البيئة الجيولوجية والرطوبة المنخفضة التي توفر بيئة تخزين مثالية، وتصميم القبو ليظل آمنا حتى في أسوأ سيناريوهات ارتفاع مستوى البحر، والتربة الصقيعية التي توفر تبريدا مستداما، ما يساعد في الحفاظ على البذور دون الحاجة إلى استهلاك طاقة كبيرة.
ويستطيع القبو تخزين 2.5 مليار بذرة من 4.5 مليون نوع من المحاصيل، ما يجعله صمام أمان عالميا ضد المخاطر التي قد تهدد الزراعة.
"قبو يوم القيامة".. مخبأ سري في القطب الشمالي يحفظ مستقبل الغذاء في حال حدوث كارثة نووية أو مجاعة عالمية#العربية pic.twitter.com/JqozQAlSPr
— العربية (@AlArabiya) February 26, 2025زي ما يسمونه هذا قبو يوم القيامة في جزيرة سفالبارد النرويجية اقصى شمال الكرة الارضية ❄️
ويهدف هذا القبو إلى حفظ عينات بذور من جميع النباتات الصالحة للزراعة، وذلك لضمان وجود مخزون احتياطي يمكن استخدامه في حالة حدوث كوارث طبيعية، أو حروب، أو تغيرات مناخية، أو أوبئة قد تؤدي إلى… pic.twitter.com/i7dXN6D6rM
#فيديو | "قبو يوم القيامة" في قلب القطب الشمالي.. الملاذ الآمن لإنقاذ بذور العالم وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة pic.twitter.com/Y8M2LDu3Vs
— الرَّجل (@ArrajolM) January 3, 2025