أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى حوار مفتوح يطرح كافة الأفكار التي تنتصر للإنسان والكوكب الذي يعيش عليه، وأن كافة الحضارات الإنسانية مدعوة لهذا الحوار الهادف دونما إقصاء لأحد، أو تهميش لدور أحد.

وأشار إلى أن قيم التسامح والتعايش الإنساني يجب أن تكون حاضرة بقوة في هذا الحوار الذي يجب التحضير له على أسس علمية ومناهج بحثية رصينة، للخروج برؤية وخطة عمل من أجل الإنسانية، وهذا ما تعمل عليه الإمارات دائماً وفق الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة.

جاء ذلك عقب اطلاعه على خطة عمل وأهداف المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح، الذي ينظمه مركز باحثي الإمارات للدراسات والبحوث تحت شعار «تجسير الحضارات ورعاية التنوع» في أبوظبي خلال فبراير المقبل، بحضور إماراتي ودولي وعربي بارز يضم الباحثين والأكاديميين والعلماء في مجالات الحضارات والتسامح والعلوم الإنسانية.

وينظم مركز باحثي الامارات للدراسات والبحوث، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، والأمم المتحدة لتحالف الحضارات، المؤتمر برعاية من الشيخ نهيان بن مبارك، وبدعم مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض التابع لدائرة الثقافة والسياحة ومساهمة مركز زايد للأبحاث.

وتركز أنشطة وجلسات المؤتمر وأوراقه البحثية على دراسة تعزيز التفاهم والتعاون بين الحضارات المختلفة بمفهوم علمي، حيث يناقش القضايا العلمية المرتبطة بتعزيز قيم التسامح والتعايش، وأثرها على التواصل مع الآخر المختلف ثقافيًا وعرقيًا واجتماعيًا ودينيًا، كما سيوفر مجموعة واسعة من المواضيع العلمية ذات الصلة كتبادل الخبرات العلمية واستنباط الدروس المستفادة من التاريخ، ودور الثقافة والتحول الثقافي في تعزيز التعايش، وتعدد الثقافات في المجتمعات المعاصرة، وأهمية فهم واحترام الاختلافات الحضارية، والاستثمار في تنمية المجتمعات، وإلقاء الضوء على أهمية الحوار بين الحضارات وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل.

ويستقطب المؤتمر أكثر من 5000 مشارك بما في ذلك أكثر من 50 متحدثاً من الجهات الحكومية والأكاديمية والمنظمات العالمية، وسيتم طرح أكثر من 200 ورقة علمية وجلسة حوارية للمناقشة تحت شعار «تجسير الحضارات ورعاية التنوع»، ويصاحب المؤتمر معرض دولي من أكثر من 35 دولة لطرح البرامج وأفضل الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة الثقافية والمجتمعية.

كما سيتم الإعلان عن أول مجلة علمية محكمة لعلوم الحضارات والتسامح لتقديم منظور جديد عن تطور الحضارات والتعريف عن أحدث الدراسات والبحوث في مجال التسامح والتعايش باستخدام أدوات قياس الأثر العلمي ومراجعة الأقران.

وفي ختام المؤتمر، سيتم تكريم الجهات المشاركة والمؤثرين والشركاء في هذا الحدث العالمي الكبير وذلك من خلال تقديم درع المؤتمر التي تمثل تقديراً لدورهم الكبير في تنمية الحضارات وتشجيع العمل البحثي في مجالات التسامح ولمكانتهم الرفيعة لما أولوه من عناية ورعاية لاستدامة المجتمعات الحضارية في الوطن العربي والعالم.

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي التسامح والتعایش أکثر من

إقرأ أيضاً:

مؤتمر دولي يناقش القضايا الملحّة في علم السموم والاكتشافات العلمية

استضافت سلطنة عمان المؤتمر الرابع عشر لجمعية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لطب السموم الإكلينيكي "الميناتوكس" الذي يمتد على مدار أربعة أيام بمشاركة أكثر من 150 خبيرًا ومتخصصًا دوليًا في مجالات علم السموم الإكلينيكي، وعلم السموم البيئي، والتأهب للطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، بالإضافة إلى تطوير مراكز السموم، ومشاركة متنوعة من دول العالم.

وقد انطلقت فعاليات المؤتمر صباح اليوم تحت رعاية سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، وقد ألقى سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، محاضرة تناولت العلاقة بين صحة الفرد وبيئته المحيطة، مشيرًا إلى أن التغيرات البيئية مثل تلوث المياه والهواء والغذاء تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، حيث أظهرت الدراسات أن هناك زيادة في نسبة الأمراض المعدية وغير المعدية والوفيات نتيجة التلوث البيئي.

من جانبها قالت الدكتورة بدرية بنت علي الهطالية، طبيبة استشارية ورئيسة قسم السموم بدائرة الصحة البيئية والمهنية ورئيسة جمعية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعلم السموم السريري ورئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر: إن وزارة الصحة ممثلة في مركز مراقبة الأمراض ومكافحتها استضافت المؤتمر، الذي يُعد مرجعية رئيسية لعلم السموم في المنطقة. وأضافت أنه تم تقديم 130 ورقة عمل و24 حلقة نقاشية تناولت مستجدات علم السموم ودور مراكز مكافحة السموم في الصحة العامة، والصحة البيئية والمهنية. وأشارت إلى أن المؤتمر جمع خبرات من 40 دولة، ما يجعله منصة مهمة لعلم السموم في المنطقة.

وأكدت الدكتورة الهطالية على التقدم الذي حققته الجمعية منذ تأسيسها في عام 2009، مشيرة إلى العديد من المبادرات مثل دعم تدريب الزمالة في سموم البيئة، والحصول على الشهادات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومراقبة التعرض للمواد الكيميائية، وتبادل البيانات، بالإضافة إلى إنشاء سجل خاص بالتسمم بالحشرات. كما تم تخصيص هذا العام لمناقشة القضايا الملحة في سموم البيئة والعمل، مع تسليط الضوء على أحدث التحديات وتعزيز التعاون.

وفي سياق متصل، استعرض الدكتور زياد غازي، المدير التنفيذي لجمعية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لطب السموم الإكلينيكي، ملخصات البحوث، حيث أكد أن مواضيع المؤتمر شملت مجموعة واسعة من المجالات المتعلقة بسموم البيئة والعمل، مثل التسممات الكيميائية، والتسمم بالحشرات، والتسمم في الرعاية الحرجة، وإصابات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية، بالإضافة إلى التحديات الصحية البيئية والصناعية. كما تضمن المؤتمر أكثر من 130 ملخصًا بحثيًا، منها 24 عرضًا شفويًا، بمشاركة أكثر من 60 متحدثًا من أكثر من 30 دولة.

أوراق علمية وحالات نادرة

تضمن المؤتمر المعرض المصاحب الذي عرض أحدث الابتكارات في مجال التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ السمية، بالإضافة إلى الملخصات البحثية والأوراق العلمية الرائدة في مجال طب السموم الإكلينيكي، فضلاً عن الكتيبات واللوحات التوعوية.

وأشاد الدكتور موسى الفيفي استشاري طب الطوارئ والسموم بمستشفى القوات المسلحة في المملكة العربية السعودية، بمستوى المؤتمر الذي تدعمه سلطنة عمان، مشيرًا إلى أنه يعد من أبرز المؤتمرات المتخصصة في السموم الطبية في المنطقة، ويعكس جهود الأطباء والمختصين في دول الخليج العربي والشرق الأوسط. وقال الفيفي: "مشاركتي هذا العام تضمنت ثلاث أوراق عمل، الأولى، تناولت أهمية إنشاء مركز السموم في مستشفى القوات المسلحة بالسعودية، والدور البارز الذي قام به في معالجة العديد من حالات السموم. الورقة الثانية، تناولت تأثير أول أكسيد الكربون على سكان المرتفعات مقارنة مع سكان مناطق مستوى البحر، حيث تبين أن المرضى في المرتفعات يتعرضون لخطر أكبر بسبب انخفاض الأكسجين، مما يؤثر عليهم بشكل مختلف مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في مناطق مستوى البحر. أما الورقة الثالثة، فتم نشرها في إحدى المجلّات السعودية، حيث تناولت حالة تسمم لأربعة أشقاء بسبب مادة سمية مرتبطة بسم الفئران، وتم علاجهم بشكل متميز رغم صعوبة التشخيص وقتها، ما يبرز أهمية توفر خدمات معالجة السموم".

من جانبها أوضحت الدكتورة نوف الصباحية، طبيبة مقيمة في برنامج طب الطوارئ السنة الثالثة بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، مشاركتها في المؤتمر بورقة علمية حول متلازمة كونس، وهي حالة نادرة تم رصدها في مريض بأحد أقسام الطوارئ في مستشفى الجامعة. وقالت: "المريض أصيب بحساسية شديدة نتيجة تناوله نوعا من أنواع الأسماك، وكان يعاني من ألم شديد في الصدر مع علامات السكتة القلبية وتخثر الأوردة. متلازمة كونس تشبه في أعراضها الجلطات القلبية الناتجة عن انسداد الشرايين، وبعد متابعة المريض لمدة عام كامل، لوحظ تحسن مبدئي في حالته بعد العلاج في الطوارئ، وتم استدعاؤه بعد أسبوعين لإجراء تصوير مقطعي للشرايين القلبية، حيث تبين تحسن حالته بشكل ملحوظ".

كما تحدث الدكتور اليقظان بن حمدان العجمي، طبيب طوارئ مختص وزمالة طب السموم في الولايات المتحدة الأمريكية، عن مشاركته في المؤتمر لعرض ورقة عمل حول تجربة علاج ناجحة لحالة مرضية في مستشفى جامعة السلطان قابوس. وقال: "كان الطفل يعاني من الأنيميا المنجلية وتم إعطاؤه وصفة طبية بطريقة خاطئة في المنزل، مما أدى إلى تعرضه لنوبات تشنج ونقص في الوعي. تم التعامل مع حالته بشكل صحيح في طوارئ المستشفى باستخدام دواء مضاد، ونجحت المعالجة بشكل ممتاز".

الاكتشافات العلمية

يعد المؤتمر محطة مهمة لالتقاء الخبرات وتبادل المعرفة بين الأطباء المتخصصين في مجال السموم من دول الخليج العربي، شرق آسيا، وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى التعاون مع دول أخرى. يهدف المؤتمر إلى مناقشة آخر المستجدات والأبحاث والاكتشافات العلمية المتعلقة بعلاج التسمّمات المختلفة، وتحسين مستوى الرعاية الصحية فيما يخص التعرضات الكيميائية والإشعاعية، وتعزيز كفاءة العاملين في هذا المجال، فضلاً عن الاطلاع على أحدث التطورات في علم الأمصال.

وسيشهد المؤتمر هذا العام -بمشاركة دائرة الصحة البيئية والمهنية بوزارة الصحة كأحد المنظمين الأساسيين- مناقشات حوارية وجلسات تتناول مواضيع متعلقة بالتعرضات الكيميائية في بيئة العمل والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى التعرضات الإشعاعية والكوارث الكيميائية والإشعاعية وكيفية التعامل معها. كما سيتم استعراض أساسيات علم السموم للمستجدين في هذا التخصص وأفضل طرائق التدريب المعتمدة، والبرامج الوطنية ذات الصلة.

إلى جانب ذلك، سيشهد المؤتمر اجتماعات إقليمية لتعزيز التعاون بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى جلسات علمية تقنية وعروض بحثية يقدمها أبرز الخبراء في هذا المجال. كما ستتضمن فعاليات المؤتمر حلقات عمل ومناقشات تفاعلية حول التحديات الحديثة في علم السموم.

مقالات مشابهة

  • مشاركون: التسامح والتعايش السبيل الأمثل لتحقيق السلام العالمي
  • نهيان بن مبارك: الرياضة توحد الشعوب وتعزز التسامح
  • نهيان بن مبارك يشهد انطلاق مباراة الكريكت بين الهند وباكستان
  • مؤتمر دولي يناقش القضايا الملحّة في علم السموم والاكتشافات العلمية
  • وزير الأوقاف والإرشاد في مؤتمر الحوار الإسلامي يدعو الى توحيد الجهود لمكافحة الطائفية والتطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش
  • إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي
  • “تريندز” يختتم مشاركة ناجحة في النسخة الثانية من مؤتمر حوار الحضارات والتسامح
  • جامعة القاهرة تستضيف مؤتمر دور المرأة العلمية في توطين التكنولوجيا
  • نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي في تمكين أصحاب الهمم واحتضان مواهبهم
  • نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية