حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء في أوسلو حلفاءه الأوروبيين والأميركيين على مواصلة مساعدتهم بينما تبدو بعض المساعدات الجديدة عالقة بسبب خلافات في بروكسل كما في واشنطن.

وقال زيلينسكي في خطاب امام البرلمان النروجي إن الرئيس الروسي فلاديمير “بوتين وجد أصدقاء له في ايران وكوريا الشمالية ويتلقى أسلحة تقتل شعبنا”.

وأضاف عشية قمة مهمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل “للاسف أن الطغاة يزودون روسيا بإمدادات بشكل أكثر انتظاماً مما تقوم به العديد من الديموقراطيات لأوكرانيا”.

في الولايات المتحدة وكذلك في الاتحاد الاوروبي، تعرقل انقسامات داخلية المساعدة البالغة عشرات مليارات الدولارات لاوكرانيا.

ولم يحقق الهجوم العسكري المضاد الذي شنّه الجيش الأوكراني في حزيران/يونيو النتائج المرجوة، ويحاول زيلينسكي أن يعيد حشد دعم حلفائه.

وقال بعيد وصوله الى أوسلو في وقت سابق الاربعاء “بالطبع، لا يمكننا الانتصار بدون مساعدة”.

في العاصمة النروجية شارك خصوصا في اجتماع لقادة دول الشمال الخمس (النروج والسويد والدنمارك وفنلندا وايسلندا) التي يعتمد عليها لتمويل مشروعه لانتاج اسلحة على الاراضي الاوكرانية.

وقال زيلينسكي “ما يمكن لاوروبا فعله، هو القيام بالامر نفسه الذي تقوم به دول الشمال”.

منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022، قالت دول الشمال إنها خصصت حوالى 11 مليار يورو لدعم اوكرانيا.

وقال قادة دول الشمال الخمس في رسالة مفتوحة نشرت في فايننشال تايمز “هذا ليس الوقت المناسب للتراجع”.

النروج على سبيل المثال وافقت في مطلع السنة على مساعدة لعدة سنوات لاوكرانيا، مدنية وعسكرية قيمتها 6,8 مليار يورو للفترة الممتدة بين 2023 و 2027.

الاربعاء أعلنت عن دفع اكثر من 250 مليون يورو في اطار هذه المساعدة بما يشمل اسلحة جديدة مضادة للطيران مهمة في وقت لا تزال البلاد تتعرض فيه لقصف روسي.

أصيب اكثر من خمسين شخصا بجروح الاربعاء في هجوم ليلي بالصواريخ على كييف.

من جهتها قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن ان حكومتها ستقدم الخميس “رزمة جديدة” من المساعدات العسكرية لاوكرانيا بقيمة تقارب مليار يورو.

قمة حاسمة

ستكون مسالة فتح مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والمصادقة على مساعدة اوروبية بقيمة 50 مليار يورو لاوكرانيا على شكل هبات وقروض، على جدول أعمال قمة اوروبية في بروكسل الخميس والجمعة.

هدد رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور اوربان، المسؤول الوحيد في الاتحاد الاوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين بعد الغزو الروسي لاوكرانيا، بعرقلة هذه القرارات الحاسمة لاوكرانيا التي يتهمها خصوصا بالفساد.

وقال في مقابلة نشرت الاربعاء “انا مستعد للتوصل الى اتفاقات مالية حول مسائل مالية” لكن بدون اي اشارة محددة الى المساعدة لاوكرانيا.

بالنسبة اليه، مسالة الانضمام ليست قابلة للتفاوض واعتبر ان فتح مفاوضات “خطأ رهيب”.

وعلق زيلينسكي “لقد طلبت منه اعطائي سببا وليس ثلاثة او خمسة او عشرة، انما سبب واحد. لا أزال انتظر الرد” مضيفا “ليس هناك أي سبب لعرقلة انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي”.

وأضاف أن رفض المفاوضات في هذا الاتجاه سيعني أن الرئيس الروسي فلاديمير “بوتين استخدم حق النقض” عليها.

قبل اوسلو، كان الرئيس الاوكراني في الولايات المتحدة حيث فشل في اقناع الكونغرس المنقسم، بالموافقة على حزمة مساعدات جديدة بقيمة 61 مليار دولار لبلاده، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه تلقّى إشارات إيجابية.

وتعهّد الكونغرس بأكثر من 110 مليارات دولار لتزويد أوكرانيا بالمعدّات العسكرية ودعمها اقتصادياً، ولكنّه فشل حتى الآن في الاتفاق على تجديد المساعدات الذي طلبه البيت الأبيض.

يؤيد الديموقراطيون هذا التمديد.

ومن الناحية النظرية، أمام المشرّعين الأميركيين مهلة حتى يوم الجمعة، عندما تبدأ العطلة البرلمانية، للتوصّل إلى اتفاق بشأن الحزمة الجديدة التي تبلغ قيمتها 61 مليار دولار.

غير أنّ الجمهوريين يصرّون على أنّ تجديد المساعدات لأوكرانيا سيعتمد على موافقة الديموقراطيين أولاً على إجراءات تتعلّق بأمن الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وإصلاح نظام الهجرة، وهي واحدة من أكثر القضايا الشائكة في السياسة الأميركية.

من جهته، اعتبر الكرملين الثلاثاء أنّ أيّ مساعدات أميركية جديدة سيكون مصيرها “الفشل الذريع”، في حين أفاد الجيش الروسي عن تقدّم “كبير” على جزء من الجبهة.

المصدر أ ف ب الوسومأوكرانيا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة روسيا

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة روسيا الاتحاد الاوروبی الولایات المتحدة دول الشمال ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

ماذا قال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأول؟

طهران- عقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤتمره الصحفي الأول، اليوم الاثنين في العاصمة طهران، بعد فوزه بالانتخابات التي أُجريت في الخامس من يوليو/تموز الماضي، أي بعد 48 يوما من مراسم تحليف الرئيس، وهي تعتبر المدة الأطول زمنيا، مقارنة بمواعيد المؤتمرات المماثلة لسابقيه.

وردا على سؤال مراسل الجزيرة إن كانت إيران هي من منحت الصاروخ فرط صوتي لأنصار الله الحوثيين في اليمن أو منحتهم التقنية لصناعة الصاروخ؟ قال بزشكيان إن "الإنسان يحتاج إلى أسبوع للذهاب إلى اليمن بسبب التعقيدات، فكيف يمكن توصيل هذا الصاروخ إلى هناك؟".

وأكد أن إيران لا تملك الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون على إسرائيل كي تمنحهم إياه، وبعد أن رد مراسل الجزيرة بأن إيران تمتلك صاروخا فرط صوتي، رد بزشكيان "لدينا أسلحة فرط صوتية، لكن ليس لدينا النوع الذي أطلقه اليمنيون"، متابعا أن اليمنيين يمتلكون تكنولوجيا الصواريخ وينتجونها بأنفسهم.

بزشكيان اعتبر أن إيران ضبطت نفسها حتى الآن ولم تنجر لحرب إقليمية بسبب إسرائيل (رويترز) الملفات الكبرى

صرح بزشكيان بأنه سيكتب رسالة إلى "مجمع تشخيص مصلحة النظام" في ما يتعلق بقضية رفع العقوبات، معتقدا بأنه سيتمكن من تحقيق أهداف رؤيته فقط من خلال حل قضية مجموعة العمل المالي (FATF)، وبتحقيق الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع العالم، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تطوير الدبلوماسية الخارجية على أساس العزة والحكمة والمصلحة.

أما عن طبيعة التسلح الإيراني، فقال بزشكيان "لا نسعى إلى الأسلحة النووية، لكن أميركا وأوروبا تقومان بتهديدنا"، وأضاف "عندما يتم نزع سلاح العالم كله، حينها قولوا إن إيران ليس لديها الحق بامتلاك القوة الدفاعية"، معتبرا أن إيران لا تسعى لقتال أحد، "وإذا احترمت أميركا حقوقنا فلن يكون لدينا معها مشكل، نحن لن نسمح لأي دولة أن تهيننا".

وفي كلام مباشر وجّهه للولايات المتحدة قال "نحن لا نتطلع إلى تصدير الثورة"، كما قال إن المفاوضات النووية تعتمد على ما إذا كان الطرف الآخر يريد السلام أم لا، "أما نحن فنريد حل مشكلتنا، ونلتزم بنفس الأطر التي يريدونها، لكنهم لا يلتزمون بنفس الأطر التي كتبوها بأنفسهم".

وفي سياق الحديث عن التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، صرح الرئيس الإيراني أن إسرائيل أرادت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جر إيران إلى حرب إقليمية "لكننا ضبطنا أنفسنا حتى الآن" حسب وصفه، مؤكدا بأنهم محتفظون بالحق في الدفاع عن أنفسهم، ومضيفا "لو لم يكن عندنا صواريخ، لأسقطوا علينا القنابل وقتما يريدون، مثل ما يفعلون بغزة".

العلاقة مع دول المنطقة

وفي إطار العلاقات الإقليمية، صرح بزشكيان أنه دعا -في اتصال هاتفي- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة طهران، وأنه يحاول تعزيز العلاقات مع كل من السعودية ومصر والأردن، معلقا بالقول "أتمنى أن تكون لدينا علاقة مع مصر، وسنتحدث مع مسؤوليهم في أقرب وقت ممكن".

كما أعلن أنه سيسافر إلى تركيا في المستقبل القريب، واصفا إياها بالدولة الصديقة، وقال "لقد رسموا خطا بيننا، وإلا لكان هذا الجانب والجانب الآخر من الحدود هو نفسه".

وفي ما يتعلق بزيارته للعراق، فقد وصفها بقوله "لقد كنا قريبين جدا، وشعرنا أننا لا نختلف عن بعضنا البعض"، وأضاف "أنا والبارزاني وُلدنا في مدينة مهاباد الواقعة في كردستان إيران، وكلانا مسعود".

وردا على سؤال صحفي صيني، قال بزشكيان إن الصين ستكون شريك إيران الإستراتيجي، وأنه يمكن تنفيذ اتفاقية لمدة 25 عاما بين البلدين، داعيا لبناء نفس الطرق السريعة التي كانت موجودة من قبل على طريق الحرير.

وحول التبادلات العسكرية والصاروخية مع روسيا، نفى الرئيس أن تكون إيران قد أعطت أي صواريخ لروسيا هذه الفترة، وقال "ربما حصلوا على شيء من قبل، لأنه لم يكن هناك أي حظر، لكن منذ مجيئنا لم نعطِ أي شيء لروسيا".

وفيما يتعلق باللاجئين الأفغان، كشف أن بلاده عقدت 3 اجتماعات في مجلس الأمن الأعلى، وقال "نحن إخوة، لكن لا بد من مراعاة الأطر بين الحكومات".

بزشكيان توعد برفع الحظر عن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والحد من عمل دوريات الإرشاد (رويترز) السياسة الداخلية

أما على الصعيد الداخلي، فقد أعرب بزشكيان عن اعتقاده بأن "كل من يعيش في هذا البلد يجب أن يكون في مكانه الصحيح، بناء على قدرته، ولا ينبغي أن يكون العرق والقومية وأي شيء آخر عائقا أمام هذا الأمر".

كما تناول طفرة الإنتاج، وتحرير وإنشاء منصة مناسبة للمستثمرين المحليين، والتعليم في المناطق المحرومة، والولوج للجامعات، واعدا بتوفير المدارس للجميع، وبرفع الحظر عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وحول أزمة صرف الرواتب، ذكر بزشكيان أن الحكومة صرفت ما مقداره 5 مليارات دولار لاستيراد البنزين، وأن ذلك هو السبب وراء عدم قدرتها على صرف رواتب المتقاعدين والمدرسين والممرضين.

وقال إن "مشروعي الكبير هو خلق الأمل وإعادة الناس إلى الساحة"، مضيفا أنه "علينا أن نخرج من الوضع الذي يعتقد فيه البعض أن البلاد ملكا لهم، وأن على البقية مغادرة البلاد إذا لم يعجبهم ذلك، فالوطن للجميع وليس لأقلية خاصة".

وعن كرسي التفكير الحر الذي أوصى به المرشد، قال بزشكيان إنه "لا يعني إذا انتقدنا شخصا ما أننا سنطرده من وظيفته، وعلينا كمسلمين أن نستمع لكل كلمة ونتبع أحسنها، ولن يصلح البلد بالتجبر والترحيل".

مقالات مشابهة

  • محكمة الاتحاد الأوروبي تلغي غرامة “المفوضية” البالغة 1.5 مليار يورو ضد غوغل
  • محكمة تلغي غرامة قدرها 1.5 مليار يورو ضد "جوجل".. ماذا حدث؟
  • غوغل تفوز بدعوى إلغاء غرامة مكافحة الاحتكار بقيمة 1.49 مليار يورو في محكمة الاتحاد الأوروبي
  • الحديدة : الافراج عن 30 سجيناً معسراً بمناسبة ذكرى المولد النبوي
  • المشاركون في "مرحبا أوروبا": عُمان وجهة سياحية جاذبة للسياح الأوروبيين
  • الجارديان تحذر بريطانيا بمنح الإذن لاوكرانيا بضرب الأراضي الروسية
  • ماذا قال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأول؟
  • قرقاش: تواجه منطقتُنا أزمتين ملحَّتين هما حرب غزة، والصراع في السودان
  • قرقاش: الإمارات تدعم الجهود السياسية لحل قضايا المنطقة
  • بايدن يعتزم مناقشة إستراتيجية الحرب مع زيلينسكي وأمريكا تعد حزمة مساعدات «كبيرة»