بسبب الهجمات من اليمن.. شركة “زيم” الإسرائيلية تغير مسارها وترفع تكاليف الشحن من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
الجديد برس:
أعلنت شركة “زيم” الإسرائيلية للشحن أنها سترفع أسعار النقل من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط في أقرب وقت ممكن، وذلك في ظل “التهديد الأمني المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن في إثر الهجمات اليمنية”، بحسب موقع “غلوبز” الإسرائيلي.
وقالت الشركة إن التهديد اليمني “يقع على طريق تجاري دولي”، و”يؤثر في جميع شركات الشحن العاملة في المنطقة، والتي اتخذ بعضها إجراءات مماثلة”.
وأضافت أن “التحدي لا يقتصر على شركة زيم، والرد عليه يجب أن يأتي من المجتمع الدولي والأطراف المكلفة بحرية الملاحة وأمن التجارة الدولية”.
موقع “غلوبز”، كشف في السياق، أن شركة “زيم” قررت، قبل نحو أسبوعين، “تغيير مسارات الإبحار” من شرق الأراضي الحتلة، بسبب التهديدات اليمنية، بحيث تتجاوز أفريقيا، بدلاً من المرور عبر باب المندب، ومن هناك إلى قناة السويس.
ولم تحدد الشركة مدة التأخير، لكن جاء في الرسائل التي أرسلتها عدة شركات شحن دولية كبيرة إلى عملائها في الأراضي المحتلة، أن ذلك يعني إضافة ما يصل إلى 18 يوماً إلى وقت النقل، أما من حيث التكاليف، فقد أضافت 20 إلى 100 دولار للعملاء عن كل حاوية.
خطوة “زيم” تشبه خطوة الشركات الأكبر منها بكثير، إذ إن شركة الشحن الدنماركية “ميرسك”، والتي تمثل نحو 14.8% من إجمالي التجارة العالمية في الحاويات، أعلنت فرض تكاليف إضافية على الشحنات المتجهة إلى الأراضي المحتلة.
وقالت شركة “ميرسك” إن أقساط التأمين “تستمر في الارتفاع للسفن المبحرة إلى إسرائيل، مما أدى إلى حاجة ميرسك إلى تنفيذ ملحق مخاطر الطوارئ (ERS)”، علماً أن الإضافة “مخصصة لتكاليف تأمين إضافية”، تهدف إلى “ضمان الخدمة للعملاء في إسرائيل”.
وبحسب موقع “غلوبز”، فإن حجم الزيادة في الأسعار سيكون 50 دولاراً للحاويات سعة 20 قدماً، و100 دولار للحاويات مقاس 40 و45 قدماً.
وأورد الموقع أن هذه الخطوة هي الثانية التي تتخذها شركة “ميرسك” فيما يتعلق بـ”إسرائيل”، بعد أن أعلنت سابقاً أنها قررت تحويل سفينتين من سفنها من البحر الأحمر بسبب “ارتباط إسرائيلي”، علماً أن السفينة الأولى هي “ليزا”، التي وصلت من الهند ووجهت إلى ميناء صلالة في عمان، و”ميرسك باجاني” التي انطلقت من كيب تاون وتم تحويلها إلى موندرا في الهند.
يشار إلى أن شركة “ميرسك” هي شركة أكبر بكثير من شركة “زيم”. ففي مجال نقل الحاويات، تبلغ 4.1 ملايين “Teu” (وحدة مكافئة لـ20 قدماً)، مقارنةً بنصف مليون لشركة “زيم”، مما يجعلها في المركز الثاني على مستوى العالم في هذا المجال – مع احتلال “تسيم” في المركز العاشر.
عبء اقتصادي كبير على “إسرائيل”وكانت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، ذكرت أن لا مفر من مسار البحر الأحمر، بالنسبة إلى السفن التي تعبر قناة السويس. وفي المدى الطويل، قد تعيد الشركات التفكير في المسارات التي تسلكها سفنها، لتبحر حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، الأمر الذي يضيف 10 أيام إلى الرحلات، أو تمر عبر قناة بنما، الأمر الذي يعني إضافة 11 يوماً.
ووفقاً للباحث في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، يجال ماور، فإن تغيير مسار هذا الخط ينطوي على عبء اقتصادي كبير، فالتكلفة الإضافية لأيام أخرى من الإبحار والاستهلاك الإضافي للوقود للرحلة حول أفريقيا والعودة، بدلاً من المرور عبر قناة السويس، “تعد كبيرة للغاية”.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إلغاء خطوط الشحن سيؤدي بشكلٍ تلقائي إلى زيادةٍ في أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاتجاه بشكلٍ كبير ويضر بالأمن الغذائي الإسرائيلي.
كما أكدت أن “إسرائيل” تستورد نحو 70% من طعامها عن طريق البحر ولا سيما المواشي، عبر موانئ “إيلات” و”أشدود” وحيفا.
يأتي ذلك بينما تؤكد قوات صنعاء الاستمرار في “منع السفن من الجنسيات كافة المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في بحر العرب، والبحر الأحمر، حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال ما يحتاجه أهلها من غذاء ودواء.
وتؤكد صنعاء أنها تعمل على ضمان الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، وأن ما تقوم به من هجمات محصور في “منع السفن من التوجه إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي، إلى حين السماح بإدخال المساعدات إلى غزة”، وكرد على العدوان المستمر بحق أبناء غزة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
حملت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت أن واشنطن أكدت تغير سياساتها تجاه الحوثي بعد مهاجمتها خارج اليمن.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر ترجمها للعربية "الموقع بوست" إن قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".
وقال ليندركينج إن السفن المتجهة إلى اليمن والتي تحمل إمدادات إنسانية أو تجارية أُجبرت على تحويل مسارها، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في البلاد.
وأردف: "عدد أقل من السفن ترسو في موانئ اليمن نتيجة لما يفعله الحوثيون".
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع "عربي21" عن تقديم أبوظبي لواشنطن مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون أكثر من 130 هجوما استهدفوا السفن العسكرية والمدنية. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقوا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على مدمرتين أمريكيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاستراتيجي.