فتاوى تشغل الأذهان | هل يجوز للزوجة التصدق من مصروف البيت؟ حكم التيمم بدلا من الاغتسال لـ الجنابة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهانهل يجوز للزوجة التصدق من مصروف البيت؟هل يجوز التيمم بدلا من الاغتسال في غسل الجنابة بسبب البرد الشديد؟هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي .
في البداية.. قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن بعض العلماء قد أجازوا للمريض الذي يجلس في الفراش، ولا يستطع الحركة للقيام بالوضوء، التيمم من خلال الضرب على السجاد أو وسادة، بشرط أن يكون عليها غبار، لكن في الواقع أغلب البيوت لا يوجد بها غبار على ملاءة السرير أو الوسادة.
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه بالفرض إذا كان الشخص يعيش في الصحراء، ويدخل التراب المنزل، في هذه الحالة فإن التيمم على الوسادة أو السجاد، ليس على القماش وإنما على الأتربة الموجودة، وهو أمر جائز.
وتابع: «يمكن أن نحضر للمريض طوبة، ولا يشترط أن يكون عليها تراب، ويمكن غسلها بالماء والصابون، لتجنب الإصابة بأي ميكروب، ويجوز استخدامها في حالة التيمم».
هل يجوز التيمم بدلا من الاغتسال في غسل الجنابة بسبب البرد الشديد؟ يجب على من أصابته الجنابة وأراد الصلاة الاغتسال بالماء، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا»، فإذا عجز عن استعمال الماء لكونه غير موجود، أو وجده وكان في استعماله ضرر لمرضه، أو لشدة البرد الذي يكون تحت الصفر- وليس عنده ما يسخنه به -: فإنه يعدل عن الاغتسال بالماء إلى التيمم بالتراب، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا».
ففي الآية دليل على أن المريض الذي يضره استعمال الماء كأن يؤدي الاغتسال إلى الموت أو زيادة المرض أو تأخير شفائه أنه يتيمم، وقد بيَّن الله تعالى كيفية التيمم فقال: «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ» وبيَّن حكمة هذا التشريع فقال: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (المائدة : 6).
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : احتلمت في ليلة باردة في غزوة «ذات السلاسل» فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت : إني سمعت الله يقول: «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً» (النساء/29)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً»، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتاب "فتح الباري" ( 1 / 454 ): «وفي هذا الحديث جواز التيمم لمن يتوقع من استعمال الماء الهلاك سواء كان لأجل برد أو غيره ، وجواز صلاة المتيمم بالمتوضئين».
ذكر فقهاء في حكم التيمم بدلا من الاغتسال بالماء البارد: إن الإنسان إذا كان يستطيع أن يجد ماء دافئا أو يستطيع تسخين البارد، أو الشراء من جيرانه أو غير جيرانه: فالواجب عليه أن يعمل ذلك؛ لأن الله يقول: «فاتَّقوا الله ما استَطَعْتُم»، فعليه أن يعمل ما يستطيع من الشراء أو التسخين أو غيرهما من الطرق التي تمكنه من الوضوء الشرعي بالماء، فإن عجز وكان البرد شديداً، وفيه خطر عليه، ولا حيلة لك بتسخينه ولا شراء شيء من الماء الساخن ممن حوله: فهو معذور، ويكفيه التيمم، لقول الله تعالى: «فاتَّقوا الله ما استَطَعْتُم» وقوله سبحانه: «فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ».
كما أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تدعى كوثر، حول هل يمكن لها أن تدخر من مصروف البيت، وتدخل به جمعية وتعمل لها عمل صالح، بدون علم زوجها؟، وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "المرأة مؤتمنة على مال زوجها، فبالتالى لا يجوز لها التصرف فى مصروف البيت حتى لو كان الأمر متعلق بعمل الخير، فعليها ان تبلغ زوجها الاول وبعدها تتصدق كيفما تشاء".
وتابع: "لكن لو المصروف الذى يعطيه لها زوجها هو مصروفها الخاص فعليها ان تتصدق به كيفما تشاء ولابد ان تفرق بين مصروف البيت الذى يتم اعداد الطعام وقضاء لوازم البيت منه، ومصروفها الخاص".
كما أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة حول حكم التسبيح باليد اليسرى، فالكثيرون حذروها من ان التسبيح بها حرام؟، وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية : "المعروف عن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إن التسبيح يكون باليد اليمنى، فبالتالى التسبيح باليد اليمنى من سنة سيدنا النبي".
وتابع: "لو يدها اليمنى مشغولة وتريد التسبيح بيدها اليسرى، فلا مانع وليس حرام فى هذا".
كما قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الصلاة جماعة في مكان العمل جائزة فهي تعتبر جزء مصغر من المسجد، ويأخذ المصلي فيها ثواب الجماعة.
أضاف عاشور، ردًا على سؤال يقول "هل الصلاة في مصلى العمل تعدل الصلاة في المسجد إذا كان المسجد بعيدا؟ أن المسجد الكبير له أحكامه الخاصة، فلو لم يقدر المصلي على الذهاب للمسجد البعيد وأقيمت صلاة الجماعة في العمل فيجوز له أن يصلي وتحسب له ثواب الجماعة وفضل الله واسع.
وذكر أن الذهاب للصلاة في المسجد له أجر كبير فكل خطوة يخطوها المصلي تضيف له حسنة والأخرى تحط عنه خطيئة.
وتابع: لكن الأفضل أن تؤدي الصلاة في مسجد جامع يؤذن فيه للصلوات كلها وتصلي فيه جماعة كثيرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الصلاة حكم التسبيح باليد اليسرى غسل الجنابة دار الإفتاء أمین الفتوى بدار الإفتاء المصریة صلى الله علیه وسلم مصروف البیت هل یجوز
إقرأ أيضاً:
زلات اللسان تستفز الأذهان
ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
يلقي المرء الكلمة أحيانًا من لسانه ولا يلقي لها بالًا فتستثير من حوله رياحًا عاصفةً وتستحيل عليه سريعًا ردودًا قاصفةً لا تخلو من الامتعاض والتذمر وربما تصل إلى التهكم والتنمُّر، في الوقت الذي كان بمقدور ذلك المتحدث وبشيء من الحكمة إجراء حسابات ذهنية سريعة لا تتطلب إحصاءات رياضية معقدة في التكامل والتفاضل، قبل الدفع بكلماته إلى ساحات الإعلام المتنوعة، فتطير بها الركبان الخافقين لتتداولها مواقع التواصل وتتواترها تعددية الوسائط بشتى الصور والأشكال، إلى أن يجد كل متلق الحق للإدلاء بدلوه فيها، وتتعاظم بذلك الكلمة في تضخمها الشبكي ويصبح من غير الممكن السيطرة عليها لاحقًا مهما بلغت محاولات الاستدراك والتبرير.
يختلف الإعلام سابقًا عن إعلام اليوم؛ إذ بات بإمكان المتلقي المشاركة في الرد المباشر وطرح رأيه حسب رؤيته وتحليله فيصيب ويخطئ ليتجلى الفرق هنا في إمكانية التفاعل السريع مع الخبر بل والمشاركة في صناعته؛ حيث استبعدت الفكرة الجامدة للإعلام الموجه والذي لايمكن للطرف المستقبل إلا البقاء في حالة من القبول الصامت دون القدرة على الرد أو إحداث أي تغيير، كما أن المتلقي أصبح في وضع جيد من الإلمام والمعرفة التي تبقيه في مأمن عند اجتراح ردوده وتعليقاته في الواقع الافتراضي للتواصل الاجتماعي وطبعًا نستثني هنا المسميات الوهمية والمعرفات الخادعة لعلمنا المسبق بأهدافها، وعليه فإن من الحكمة على كل متحدث في الشأن العام أن يتخذ أقصى تدابير الحيطة والحرص في صياغة عباراته واختيار كلماته وسوق أدلته التي يستشهد بها لإيصال فكرته، وإلا فسوف ينقلب المعنى عكسيًا وستصل الفكرة مغايرة للمتوقع وستجلب معها ردود أفعال من المجتمع لا حصر لها واستنتاجات بعيدة كل البعد عن أصل الموضوع.
ويمثل المعيار الرقمي أصلب أنواع الإحصاء وأكثرها قدرة على الإثبات ولكنه حين يدخل في لغة التعبير عن شؤون العامة وفي أمر يعني بمعيشة شريحة كبيرة وحساسة منه فإنّه سيعود بنتائج فردية كثيرة جدًا وسوف يعبر كل فرد عن رأيه بطريقة ما، وغالبًا ما يذهب المجتمع إلى التحلل من اللغة الجدية الخشبية المفروضة عليه إلى لغة التبسيط التي تشعره بالتحرر من محاولات تقسيمه إلى فئات ومراتب مستفيدة وأخرى غير مستحقة فصلتها المعيارية الإحصائية بعد أن كان يعتقد تضمينه للفئة والرتبة ذات الأحقية، وبلا شك فإن الأسلوب الساخر هو أقرب وأسرع ماسيُعبر به الناس عن عدم قبولهم لاعتبارات بشرية إنسانية ونظرًا لافتقادهم للمعنى الحقيقي للتغيير، وإقتناعهم شبه التام بأنَّ إرادتهم الجمعية غير قادرة على أكثر من ذلك لأنَّ قدرة المشرع أكثر بسطةً في فرض القوانين والتي غالبًا ما تكون نتاج إحصائية عامة ولكنها تطبق فردية خاصة باعتبار حيثيات كل حالة.
ضالة المؤمن الحكمة وهي القدرة على التفريق بين الإلهام الفطري القويم والوسوسات الخيالية مع إمكانية توقع نتائجهما، كما أن الحكمة تنزع إلى منع الجور والحد من الظلم وهي الأداة الذهنية السامية التي تساعد على تقييم الموقف بروية واتخاذ طريقة الرد دون انفعال وآلية العمل بعد تفكير، بحيث تحول التعامل مع الشؤون العامة إلى أداة عملية تطبيقية تندرج ضمنها تدابير النفس والمدينة والمنزل أو ما يعرف اليوم بالأخلاقيات والسياسة والاقتصاد؛ فعندما يظهر أحدهم على مرأى ومسمع الجميع عبر منابر ومنصات توجه رأيها للعامة فإنَّ من واجبه توجيه خطابه بحصافة وكياسة حتى لا تجانبه الحكمة فيقع لقمةً سائغةً تعضه مواقع التواصل بنابها الأصفر وتكيل عليه المكاييل بالنسب التربيعية، وتحوله إلى مصدر قصير يسهل تجاوزه بقفزة أو عدة نطات، ويصبح ويمسي هدفًا تفرغ فيه شحنات الامتعاض والازدراء، وقد باتت الكوميديا الساخرة نوعًا قاسيًا من أنواع توصيل رسالة من باطن المجتمع ويفهم الجميع معناها ومغزاها ويجب أن تحمل على محمل الجد لأن مكنونها غير مريح.
ما أجمل الكريم الحكيم عندما يقبل على الإنفاق النابع من محبته غير المشروطة ولم تبنَ سلفًا على معيارية إحصائية للبشر في صورة أرقام مجردة، وبالتالي لن يتردد في توسيع مصارف العطاء وتضييق مصادر المنع لا سيما إذا كان متمولًا ذي سمعة حسنة، ولكن عندما نتحدث عن دولة فإن ذلك لن يكون يسيرًا على المستوى الفردي وكل على حدة، ومن الضرورة الأخذ في الاعتبار المعايير الإنسانية وإسباغها على الشريحة المستحقة تجنبًا للمظالم وبدون استحضار تصورات افتراضية واعتمادها وتهميش الواقع بغية تضييق مصارف العطاء.
وبما أن كل دول العالم تنشد تفعيل الدور التكاملي للمؤسسات لأقصى طاقتها فإنَّ ذلك قد يثقل عليها نظرًا لزيادة عدد السكان أو عدد المستحقين لخدمات المنافع الاجتماعية، وإنه من الأهمية بمكان ترشيق فاعلية تلك المؤسسات باعتماد التقنيات الحديثة قبل اعتماد وتطبيق أي قانون جديد، وهذا ما نجده في استبيانات استطلاع الرأي الذي تقوم به بعض الدول وحتى الشركات العالمية ذات قواعد المستخدمين المليونية وربما المليارية، من خلال تطبيق يسهل عملية الفرز والإحصاء ويستقبل الشكاوى والاقتراحات والآراء قبل المرحلة النهائية للتنفيذ، وبذلك يصبح المستحق شريكًا في صناعة القرار وليس مجرد رقم تطبق عليه الشروط.
رابط مختصر