«البحوث الإسلامية»: ألف عام والأزهر الشريف الحق عنوانه وصوت العدل محرابه في التعامل مع قضايا المسلمين
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
التقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، بوعاظ محافظة قنا، خلال زيارته لمحافظة قنا ومتابعة سير العمل بالمنطقة، وذلك بحضور الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، الشيخ تاج الدين أبو الوفا، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية، الشيخ محروس أحمد عمار مدير عام وعظ قنا.
البحوث الإسلامية: الإقبال على تفهم اللغة العربية من الديانة البحوث الإسلامية يعقد ندوة مجلة الأزهر حول واقع القضية الفلسطينية
وقال الأمين العام خلال، إن هذا اللقاء يمثل أهمية خاصة لأننا أمام تحدٍّ كبيرٍ وخصوصًا في الآونة الأخيرة بسبب الأحداث الذي يمر بها العالم الإسلامي والعربي بشكل عام وما يحدث لغزة بشكل خاص والذي أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعجل بالنصر لأهلها وأن يداوي مرضاهم وجرحاهم وأن يؤيدهم بمدد وأن يثبت رميهم وأن يرعاهم وأن يرعى لهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، فهذه الأحداث رغم ما فيها من مرارة ورغم ما فيها من ألم وحزن وقسوة إلا أن ما يحسب لها أنها قضت على هذه الأسطورة التي يجنح إليها هذا المحتل زاعمًا بأن هذه القضية قد ماتت في قلوب المسلمين جميعًا وشباب الأمة بوجه خاص.
أضاف الأمين العام أن مسألة مسخ الهوية الإسلامية والقضاء على الهوية العربية مسألة لا تحتاج إلى إعمال جهد أو اجتهاد، لأنها تحققت بالفعل هكذا يقولون وهكذا كانوا يرددون في لقاءاتهم الخاصة واجتماعاتهم المتعلقة بهذا الشأن، لكن إذا أراد الله أمرًا هيأ له الأسباب ومن ثم جاءت هذه الأحداث لتؤكد على أن هذه القضية كانت ولا تزال هي القضية الأولى المتعلقة بعقول وقلوب العرب والمسلمين بشكل خاص والمؤسسات البحثية وخارجها والتي أكدت على أن هذه القضية لا تموت في القلوب ولا تغيب عن العقول، وإذا قلنا بأنها قد تضعف لكنها أبدًا لا تموت وإيمانًا منا وإيمانًا منكم بهذا الدور لعلكم تابعتم البيانات التي صدرت عن فضيلة مولانا الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الطيب إسمًا وقولًا وفعلًا أسأل الله تبارك وتعالى أن يؤيده ويبارك في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين وأن يجعل ما يقوم به خدمة للإنسانية بشكل عام زادًا له عند الله تبارك وتعالى يوم أن تجتمع العباد.
وتابع عياد قائلًا: لعلَّ ما صدر من بيانات عن فضيلة الإمام الأكبر في هذه القضية يلقي عليكم بمسؤوليات جسام وأقول بمسؤوليات جسام لأن هذا هو الدور المنتظر من الأزهر الشريف ورجالاته فالأزهر عبر تاريخ طويل وممتد يربوا على الألف عام كان الحق هو عنوانه وصوت العدل هو الباحث عنه والذي يتبناه وهذه البيانات جاءت تؤكد هذا الجانب، وبالتالي حتى في الآونة الأخيرة رأيتم العدد الماضي من مجلتكم الغراء كان مقتصرًا بمحتواه وهداياه على هذه القضية التي ينبغي أن نعمل من خلال القنوات التي ننتقل فيها ومن خلالها ما بين دروس وعظية ولقاءات جماهيرية ومناقشات علمية و حوارات شخصية بينك وبين غيرك إلا أن هذه القضية ينبغي أن تكون حاضرة في الأذهان، ينبغي أن تكون موجودة لا تغيب عن واقع الناس لأن ذلك من أوجب الواجبات لأن ذلك فريضة الوقت كما يقولون.
وأشار إلى أنكم في العدد الجديد سوف تجدونه كذلك مع هذه المجلة كتاب للمفكر الكبير الأستاذ العقاد عن الصهيونية العالمية وكتاب آخر للأستاذ عارف العارف يتناول فيه تاريخ القدس منذ نشأتها وإلى يوم الناس هذا والقصد من ذلك إمداد الواعظ بجملة من المواثيق والأسانيد والمعلومات التي تضمن له عندما يتعرض لمثل هذه القضية أو لمثل هذه الأحداث أن يكون لديه من الحجج والمعلومات ما يساعده في توصيل هذه القضية إلى الناس وفق رؤيه علمية موضوعية ليس فيها اتهام لأحد أو محاباة لأحد أو تطاول على أحد.
أيمن عبدالغني: قطاعات الأزهر جميعًا يدركون جُلّ المهام التي شرفهم الله بها في دعم رسالة هذا الدين العظيمفيما أكد الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أننا في الأزهر الشريف ننطلق جميعًا في عملنا من قول الله تبارك وتعالى ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والحكمة كما يقولون وضع الشيء في موضعه وإذا كانت البلاغة مراعاة مقتضى الحال وكما يقولون فإن لكل حادث حديث فينبغي أن يكون العمل الذي يؤديه الأزهري في العموم والواعظ بشكل خاص يجب أن يكون منسجمًا مع الواقع وقضاياه وإشكالياته ومباحثه ومسائله، وهو ما يفرض علينا جميعًا مسئولية عظيمة تجاه مؤسستنا ووطننا.
وأكد عبد الغني أن قطاعات الأزهر جميعًا يدركون جُلّ المهام التي شرفهم الله بها في دعم رسالة هذا الدين العظيم وسماحته ودعوته الدائمة لإحياء القيم في المجتمع بكل الأشكال وبمختلف الوسائل التي تخدم هذه القضية المهمة وتحقق هذا الدور الذي عنيت به مؤسسة الأزهر على مر تاريخها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الاسلامية نظير عياد قطاع المعاهد الأزهرية شيخ الازهر البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف أن هذه القضیة جمیع ا
إقرأ أيضاً:
السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
صالح البلوشي
جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.
ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".
وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.
ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.
من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.
رابط مختصر